09-28-2015, 09:51 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 376,634
|
|
(019)طل الربوة-تدريب الأستاذ طلابه على الرحلات:
لذلك ينبغي أن يقوم الأستاذ بتدريب طلابه على الرحلات، أهدافها والتخطيط لها والإعداد لها وتنظيمها، وتنفيذها، لما في ذلك من الفائدة لهم على تحمل المسؤولية، وخدمة أنفسهم وخدمة الآخرين مع التدريب على الإيثار والتضحية، ويمكن اتباع طريقة التعيين لمجموعة من الطلبة، وتكليفهم التخطيط للرحلة، مع توجيههم إلى الأمور الآتية:
الأمر الأول: تحديد المكان والزمان (استعداداً وبدءً وعودة).
الأمر الثاني: تحديد وسيلة النقل.
الأمر الثالث: عدد المشتركين حسب الظروف والحاجة ووسائل النقل.
الأمر الرابع: المال الكافي للرحلة.
الأمر الخامس: المنهج الثقافي وتوزيعه، مع مراعاة شموله ومناسبته، ويُعْنَى بالهدف الذي أُنشئت الرحلة من أجله.
الأمر السادس: تعيين الأساتذة الذين يمكن الاستفادة منهم.
الأمر السابع: تقسيم المشتركين في الرحلة إلى لجان، كل لجنة تقوم بمهمة محددة واضحة، مع الحث على التعاون العام.
الأمر الثامن: إرشاد أعضاء الرحلة إلى ما ينبغي اتخاذه، من الحيطة في الملابس والبسط والأغطية أو غير ذلك.
الأمر التاسع: ينبغي ألا تستمر مجموعة واحدة من الطلبة في التخطيط للرحلات كلها، بل يكون ذلك بالتناوب، بحيث يعلم أن هذه المجموعة أجادت فهم التخطيط والتنظيم للرحلات، فتكلف بعدها مجموعة أخرى وهكذا.. وليتمكن الأفراد كلهم أو أغلبهم من التدرب على ذلك.
الأمر العاشر: تحديد وقت انطلاق الرحلة.
الأمر الحادي عشر: يجب أن يوضح المُكَلِّف مراده توضيحاً كاملاً، وعلى المكلَّف فهم ذلك وتوضيحه لمن يبلغهم عن الرحلة، وعلى الأفراد المبلَّغين فهم ذلك أو التأكد منه بالاستيضاح.
الأمر الثاني عشر: على كل واحد من أعضاء الرحلة أو مجموعة منها، عدم تجاوز اختصاصهم حتى لا تضطرب الأمور وتتمكن الفوضى، فالنظام يقتضي الالتزام، ومعرفة كل فرد أو جماعة حدودهم.
الأمر الثالث عشر: على كل لجنة حلّ مشكلاتها بوساطة رئيسها، وفيما بينها وإذا لم يتمكنوا، فليرفعوا أمرهم إلى المسؤول المختص حتى تسير الأمور بانتظام.
الأمر الرابع عشر: لا بد في الرحلة الخلوية ـ والليلية منها بالأخص ـ من كلمة سر يعرف بها الدخيل من الأصيل.
مشروع منهج الرحلة:
مدارسة القرآن الكريم وشيء من تفسيره.
تلخيص بعض الكتب أو كتابة بعض البحوث في موضوعات معينة تقرأ في الرحلة على أن يكون التكليف بذلك قد سبق بوقتٍ كاف.
القراءة في بعض كتب الحديث، لا سيما كتب الترغيب والترهيب.
قراءة تراجم بعض الشخصيات الإسلامية من الأنبياء والصحابة والدعاة والمجاهدين، للاستفادة من حياتهم التطبيقية علماً وعملاً ودعوة وتحملاً.
الإكثار من ذكر الله الوارد مطلقاً ومقيداً.
مذاكرة بعض المشكلات التي تعترض الطلبة في سيرهم الدراسي أو الدعوة إلى الله وحلها.
القيام ببعض التمرينات الرياضية المفيدة يشترك فيها الأساتذة والطلاب جميعاً، كالسباحة، وكرة القدم، وكرة السلة، سباق الجري، وجر الحبل وغيرها.
زيارات بعض الشخصيات في المنطقة التي تكون فيها الرحلة في الأوقات المناسبة للزيارة، مع مراعاة عدم التثقيل على المزور، وزيارة بعض المساجد للقيام بإلقاء بعض الكلمات والنصائح لأهل القرية أو المدينة.
تبادل الهدايا ولو قلت (تهادوا تحابوا). [لموطأ (2/908) قال المحقق: قال ابن عبد البر: هذا يتصل من وجوه شتى "حسان كلها".]
عقد حلقات متنوعة مع الأساتذة كل في اختصاصه، فصاحب القرآن تعقد معه حلقات قرآنية لقراءة القرآن قراءة مجودة صحيحة، وتعقد حلقات مع المتخصص في الحديث للاستفادة منه في تخصصه، سنداً ومتناً وفقهاً، وتعقد مع المتخصص في التاريخ حلقة في تخصصه، كدراسة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وتاريخ الصحابة وغير ذلك لأخذ القدوة والعبرة من كل ذلك، وتعقد مع المتخصص في اللغة العربية والأدب حلقة في تخصصه.
وينبغي أن يتخلل ذلك كله برامج ترويحية للأساتذة والطلاب، كالتمثيليات الهادفة، والمساجلات الشعرية وغيرها.
كما ينبغي للأساتذة والطلاب أن يغتنموا الفرصة في رحلتهم للتعارف، من أجل توثيق الصلة بينهم بعد الرحلة، بحيث يتزاورون وتستمر بينهم اللقاءات والاجتماعات التي تعود عليهم جميعاً بالفائدة العلمية والتناصح والاستشارات وحل المشاكل التي قد تعترض بعضهم، ويستمر الطلاب في لقاءاتهم ولو كانت قصيرة كصلاتهم جماعة في مسجد واحد، وهكذا.
انتهت حلقات كتاب "طل الربوة" وإلى حلقات كتاب آخر.
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|