09-15-2015, 12:31 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 376,634
|
|
درر للحجيج الشيخ الشنقيطي
●○درر للحجيج○●
~~~~~~~~~~~~~
☆للشيخ / محمد الشنقيطي حفظه الله .
{ 1/ لمن أراد الحج.. }
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول السائل فضيلة الشيخ : حفظك الله ...
أشهد الله على محبتك ومحبة من حضر هذا المجلس في الله..
والسؤال / هل من وصية توصي بها من أراد الحج إلى بيت الله الحرام ؟؟؟
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على خير خلق الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
أما بعد ....
فأشهد الله على حبكم في الله عز وجل و أسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله أن يجمعنا بهذا الحب بدار كرامته ..
أما ما سألت عنه أخي في الله من الوصية لمن أراد الحج
فأولا :
وقبل كل شيء أن يصلح ما بينه وبين الله فمن أراد الحج إلى بيت الله الحرام خير مايوصى به تقوى الله وما خرج عبد من الدنيا بزاد أحب إلى الله من تقواه ...
ودعى خلقه إلى ذلك بقوله
《 وتزودوا فإن خير الزاد التقوى وتقون يا أولي اﻷلباب 》
وما خرج عبد من بيته يريد بيت الله على حال أكمل ولا أجمل ولا أفضل من أن يكون من المتقين فأهل التقوى الذين اتقوا الله عز وجل قي جميع أمورهم وأحوالهم هم السعداء وهم الصلاحاء وهم اﻷصفياء ..
《ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون》
ومن تقوى الله أن يخرج من بيته إلى بيت الله وليس في قلبه إلا الله أن يخرج لله وفي الله وابتغاء مرضات الله
يتمنى أن عينا لم تراه وأن أذن لم تسمع به لكي يخلص لله حجه ويخلص لله قالبه وقلبه ...
المخلص : هو الذي إذا تحرك للحج إلى بيت الله لم يتحرك من أجل أن ينفه عن نفسه أو ﻷحبابه و أصحابه أو لدنيا يريدها أو شهوة يطلبها وإنما يخرج كما وصف الله أهل الصدق من أولياءه
((يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا))
هؤلاء الذين أموا البيت الحرام فعظم الله شأنهم وحذر عباده من حرمتهم فقال سبحانه ..
{لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا }
زكاهم الله من فوق سبع سماوات أنهم يبتغون فضلا من الله وأنهم يبتغون رضوان الله فخرجوا يوم خرجوا وليس في قلوبهم إلا الله وخرجوا يوم خرجوا لكي يبث العبد إلى ربه حزنه ويشتكي همه وغمه بعد أن ضاقت عليه الدنيا بأسرها لكي يبث إلى الله همومه فيشتكي ذنوبه وعيوبه لعل الله أن يتولاه برحمته فيغفرها ...
يشتكي ذنوبه لعل الله أن يتولاه برحمته فيغفرها ويشتكي عيوبه لعل الله بلطفه أن يسترها ويشكوا إلى الله ما سلف وكان من الذنوب و العصيان لعل الله أن يشمله بالعفو والصفح و الغفران ...
ويضرع إلى ربه خائفا وجلا فيما بقي من عمره ويسأل الله أن يحسن له الخاتمة فيما بقي من أجله أقوام خرجوا إلى ربهم صدقا وتعبدوا لله حقا فأمورهم مع الله وجميع أحوالهم لله وفي الله
ما خرجوا رياء ولا سمعة ولا لتجارة ولا في هذه الدنيا لعمارة وإنما خرجوا لكي يكتب الله خطواتهم
خرجوا لكي يكتب الله آثارهم فينادي عليهم مناد الله أن حجهم مبرور وسعيهم مشكور و أن ذنبهم مغفور ...
1/أول ما يوصى به الحاج لبيت الله اﻹخلاص ..
من خرج طاهر القلب نقي السريرة فتح الله في وجهه أبواب رحمته ..
من خرج من بيته لله و في الله يسر الله له طريقه ..
2/أما الوصية الثانية العلم و الهدى والنور أن يخرج بنور من الله بهدي الكتاب والسنة أن يخرج عالما بهذا النسك عالما بأحكامه فيفرق بين الحلال و الحرام ويفرق بين الواجب و المستحب على علم بالسنة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم ..
" خير الناس من حج البيت و اعتمر وقد تعلم اﻷحكام و أتقنها فلم تفته مسألة من هدي النبي صلى الله عليه وسلم
ولم يضيع سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمرته كل هذا من أجل أن يطبق ويعمل
كل هذا من أجل أن يكون أجره في الحج أكمل و أجره في العمرة أجمل ..
ﻷن أعظم الناس أجرا في صلاته و زكاته وحجه وعمرته وصومه من فعل ذلك كله وفق هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
ومن اهتدى برسول الله صلى الله عليه وسلم أصاب الهدى ومن اهتدى بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابته الرحمة وصدق الله 《 واتبعوه لعلكم تهتدون》..
وهذا كله أعني العلم بالسنة لا يكون ولن يكون إلا بتوفيق من الله
ثم بالرجوع إلى العلماء اﻷمناء اﻷتقياء الذين يؤتمنون على دين الله ويرضاهم العبد حجة لهم بين يدي الله يبحث عمن يأخذ بحجزه عن نار الله ولا يرقع دينه ولا يذهب يمنة و يسره يتتبع الرخص و إنما يبحث عمن يوثق بدينه وعلمه ..
قال اﻹمام الشافعي رحمه الله/ رضيت بمالك حجة بيني و بين الله ..
وفي هذا تنبيه على أنك إذا أخذت العلم عن أحد فإنه إما حجة لك بين يدي الله أو حجة عليك ..
إما أن يكون خيرا لك أو وبال عليك
ﻹن كان من أهل العلم الثقات الصادقين فإنه يحجزك بإذن الله عن محارم الله ويحملك على طاعة الله ..
و إن كان من الجهلاء الذين اتخذهم الناس ووصفوهم بكونهم علماء ...
كما قال صلى الله عليه وسلم حتى إذا لم يبقى عالما اتخذ الناس رؤسا جهالا فسألوا فأفتوا بغير علم فضلوا و أضلوا فإنه وبال على العبد...
والله عز وجل قد بين لك المحجة وأقام عليك الدليل والحجة فقال لك 《 فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون》..
فلا عذر للعبد إذا وقف بين يدي الله وقال فلان أفتاني إذا لم يكن فلان أهل ولم يكن من أهل الذكر ...
فإذن يبحث عن الموفق ومن يوثق بدينه وعلمه وآمانته لكي يدله على الله عز وجل ..
2- ومما يعين على ذلك أن يصحب العلماء اﻷتقياء الفضلاء
أو يصحب طلبة العلم الصادقين المجدين في طاعة الله جل جلاله
الذين هم أقرب إلى أهل العلم فهذا مما يعين على العلم بأحكام الحج والعمرة ..
3-كذلك أيضا من هذا الباب مما يوصى به الحاج لبيت الله و المعتمر أن يبحث عن الرفقة الصالحة
فيحج مع من يعينه على طاعة الله و محبة الله ومرضاة الله ..
الرفقة الرفقة الرفقة
يا عبدالله إياك أن تغش نفسك
وانظر إلى من حولك فإن وجدتهم يعينوك على ذكر الله ويثبتوك على طاعة الله فنعم والله القوم فإنهم القوم الذين لا يشقى بهم جليس
وإن وجدتهم يضيعون اﻷوقات أو و العياذ بالله يتساهلون في الواجبات
ولربما استرسلوا إلى الوقوع في المحرمات من الغيبة والنميمة و اﻹستهزاء بالمحارم أو بالمسلمين...
فالله الله ..
كم من خير أضاعه العبد بسبب الرفقة
كم من خير أضاعه العبد على نفسه بسبب الصحبة ..
وكم من خير وبر ودرجات علا ترقى اﻹنسان فيها بفضل الله ثم بفضل الصالحين الذين صدق في اختيارهم مع الله ...
ابحث عمن يقربك إلى الله ..
إلى متى وأنت تغش نفسك ؟!
يذهب اﻹنسان و يجلس مع من يتسمى بالطاعة و الخير فإذا جاء ينظر في آخر المجلس يجد قلبه قاسيا ويجد لاهيا ناسيا ..
.. فإنا لله و إنا إليه راجعون ..
وأعظم ما يكون هذا إذا كان في حال العبادة ثم مع ذلك تمر السنة تلو السنة و اﻹنسان يغش نفسه ويسكت عن ذلك ..
أما المجد الصادق في عبوديته لله ينظر إلى من حوله
فإن وجده مقصرا أو يحمل على التقصير أو يتتبع الرخص أو يهون عليه فيما أمر الله بتعظيمه فإنه ينصحك أو ينفض يديه منه...
و كم من أقوام .. إني أعرف أقوام رأوا فيمن صحبوه التقصير فمنهم من نصح فلم تقبل نصيحته حتى أن البعض يصف بالتشدد
قال بعضهم فتركتهم فعوضني الله رفقة أفضل منهم وهم أناس أعلمهم السنن ..
قال : والله لا تمر علينا لحظات حتى بعض اﻷحيان وأنا آكل إلا وهم يسألوني أنا حتى فزت بخير كثير من اﻷجور في تعليمهم
فضل من الله إذا خرجت مع صحبة تعينك على ذكر الله تعينك على القيام بحق الله فهذا من أهم ما ينبغي في حياتك ..
فكيف
و أنت حاج أو معتمر زائر لبيت ربك !!
أما اﻷمر الذي يوصى به الخارج إلى بيت الله لهذه العباده
4/ اﻷمر الرابع .. فهو اغتنام الوقت وعدم التساهل في اﻷوقات
الحرص على عمارتها بذكر الله واﻹشتغال بما يقرب إلى الله سبحانه و تعالى
5-و أيضا حينما يأتي إلى المشاهد العظيمة كيوم الوقوف بعرفة لا يقف وقوف الجاهلين ولا يقف وقوف الغافلين ..
استحضار القلب أنت تستحضر قلبك
أول ما تستحضر في قلبك أنك حينما تلبي بل حتى حينما تخرج من بيتك للحج و العمرة
تصور أنك ضيف على الله سبحانه وتعالى تصور هذا فعندها يحترق قلبك وكأن منادي يناديك النفس اللوامة تناديك
وتقول لك ياهذا ..
تجمل لله جل جلاله تجمل ما معنى أن تتجمل لله
أن لا يرى منك الله إلا ما يحب و ألا يسمع منك إلا ما يحب ..
أنت ضيف على الله ضيف تأدب
ولذلك دعاك الله لهذا اﻷدب فقال
《فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج》
دعاك للأدب معه سبحانه وتعالى حتى الحلال وهي زوج اﻹنسان ما يستطيع الانسان أن يقول لها شيء ..
مما يكون بين الرجل و زوجه تعظيما لحرمة هذه العبادة تعظيم للوقت تعظيم للمنسك عبادة عظيمة
هؤلاء الذين وفدوا على الله أبى الله في الصادق منهم في حجه وعمرته إلا أن يرجع مغفورا
كيوم ولدته أمه بلا ذنب ولا خطيئة
وفي بعض الروايات من أتى هذا البيت سواء في حج أو عمرة
أخذ منه بعض العلماء أن العمرة إذا كانت على الصفة لا رفث ولا فسوق أن صاحبها يرجع كيوم ولدته أمه ..
سعيه مشكور وذنبه مغفور ..
حينما يستشعر الحاج هذه الوصية التي أختم بها ونسأل الله أن يختم لنا ولكم بخير ...
اﻹستشعار حينما تأتي وتريد أن تهل بالحج وتنظر إلى حالك و أنت تنزع عنك ثيابك وكيف الله أخرجك من هذه الثياب أنت الذي تنزعها ..
فكيف إذا نزعت الروح وأسلمتها لله فنزعت منك قهرا
كيف يكون حالك تخرج من أهلك ومالك وولدك من أجل أن تتغرب فكيف إذا نزعت منهم بالموت وخرجت منها ..
أبى الله أن يخرج من هذه الدنيا إلا أن يخرج من هذه الدنيا خلقه ...
فلا يبقى الغني ولا يبقى الثري ولا يبقى الفقير كل نفس ذائقة الموت
فذكرك الله بالموت وأنت تلبس هذين الثوبين وقد تجردت من الدنيا..
ثم تستشعر وأنت مقبل على بيت الله لما تدخل تريد أن تطوف تقول يارب أي نعمة هذه النعمة الناس يموتون في القفار وفي الصحاري ..
سلمتني وأمنتني ولو شئت يارب أهلكتني
لو شئت لهلكت في اﻷودية
كم من حجاج ماتوا في اﻷودية
وماتوا في بطون البحار و القفار
حنوا إلى بيت ربهم فاخترمتهم المنايا و اﻷجال قبل أن يصلوا
فانقطعوا عن بيت الله و وصلك الله فتحمد الله وتشكره أن الله أمنك في طريقك أن الله سلمك أن الله أطعمك أن الله سقاك
فإذا دخلت على بيت استشعرت هذه النعمة بمجرد أن تدخل حرم مكة تتذكر الحرم و الحرمة
ثم إذا دخلت إلى رحاب المسجد تذكرت أن هذا المكان أفضل مكان على وجه اﻷرض
وأنك أمام بيت الله العتيق الذي أعتقه الله من الجبابره و اﻷكاسرة وما قصده جبار إلا قصمه الله ..
وتتذكر أن الله تعالى جعل هذا البيت مباركا ومعنى مبارك
《المبارك》الذي يصفه الله بأنه مبارك؛؛ مبارك من كثرة الخير الذي جعله الله لمن أم هذا البيت موحدا لله عز وجل
فما شقي عبد قصد هذا البيت فكم من أشقياء دخلوه منيبين فخرجوا سعداء
وكم من مهموم ومغموم و مكروب ومنكوب وكم وكم
والله لو أذن لتلك اﻷرض أن تتحدث بما كان عليها من الفضائل و النوائل والنفحات و الرحمات وجبر الخواطر لهالك ما سمعت ..
فهذه رحاب طاهرة تتذكر وأنت تريد أن تقبل الحجر أنك الوحيد على وجه اﻷرض
الذي دخل رأسه في الحجر مقبلا من الذي أعطاك هذا الفضل ؟!!
تتذكر و أنت تستلم الحجر أن النبي صلى الله عليه وسلم استلمه من قبلك وأن هذا الذي تعيشه فضل من ربك فتقول الحمد لله ..
حينما تستشعر هذه اﻷشياء و تشكر وتحمد تتقرب إلى الله فتنفعك رحماته وبركاته فلا تدخل دخول الغافلين و إنما تدخل دخول المخبتين دخول المنكسرين
دخول المنيبين الذاكرين
ثم بعد ذلك تشهد كل المشاهد وأنت حاضر القلب خاشعا للرب ترجوا رحمته وتخشى عذابه ..
وتمضي إلى عرفات و كلك أمل أنك تكون أسعد الناس بالله ..
يقول عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي يقول الله تعالى 《 أنا عند حسن ظن عبدي بي 》
فإذا مضيت إلى عرفات لا تمضي من أجل حاجة أو حاجتين تمضي وأنت تحس أن الله سيقضي لك كل حاجة ..
من قوة اليقين من كمال اﻹيمان و التوحيد هذا ربك الذي لا يرد سائلين
هذا ربك الذي لا يخيب الراجيين هذا ربك وهو أرحم الراحمين
هذا ربك وهو أكرم اﻷكرمين
هذا ربك دعاك إلى هذا المشهد العظيم الذي ما من يوم أكثر من أن يعتق فيه من النار من ذلك اليوم...
فلسان حالك يقول
يارب لا تجعلني أشقى الناس في هذا اليوم
كلك أمل في الله وكلك رجاء في الله تمضي إلى ربك بذلك القلب المنكسر تحس أن هذه الدنيا قد عضتك بهمومها وغمومها وأشجانها وأحزانها
تحس أن هذه الدنيا ضيق لا يخرج من ضيقها إلا الله وتحس أن هذه الدنيا فجائع و قوارع لا يؤمن منها إلا الله ..
تمضي إلى ربك بحوائج الدين والدنيا و اﻷخرة و أنت على يقين أن الله لها وحده ..
سبحانه لا إله إلا هو ...
أستودع الله أموري كلها
إن لم يكن ربي لها فمن لها
هذا ملك الملوك هذا أرحم الراحمين الذي عجت في بابه اﻷصوات و ارتفعت بالدعوات فما نفذت خزائنه ..
ولا أقفلت دون العباد أبوابه هذا الذي ينادي في كل ليلة هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فأغفر له ...
تمضي إلى عرفات وكلك أمل في الله تحمل همك و هم والديك وهم أولادك و ذريتك وهم إخوانك المسلمين فتدعوا وتسأل الله
وتتضرع إلى الله و تنيب إلى الله وتخبت إلى الله و تحس أن الله سبحان وتعالى أقرب إليك من حبل الوريد ...
وأن الله لا يخيبك وأنه عند حسن ظن عبده به
فيالله من أقوام إن دعوا فما ردت دعواتهم
ويالله من أقوام تضرعوا وابتهلوا ففازوا في دعواتهم و ابتهالاتهم ..
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|