رح البيع أيها المهاجرون

[منتدى اهل الحديث]

رح البيع أيها المهاجرون....
كل الخسائر تتعوض إذا سلم الدين والإيمان...(صهيب بن سنان، والهجرة)...
- ربح البيع أبا يحيى، هذه هي الكلمة التي قالها حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم لصهيب، مع أنه فقد كل أملاكه، التي جمّعها من أول شبابه، إلى يوم هجرته...فما هي قصة هجرته؟؟
هاجر المسلمون، جماعات وفرادى، وبقي صهيب يترقب، لعله يحظى بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حظي بها الصديق رضي الله عنه...لكن شدة ترصد المشركين له، وشدة تجسسهم عليه، أعاقه من مرافقتها، أو اللحاق بهما...
فسبقه الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه، وما كان منه حين أتيحت له فرصة، إلا أن امتطى ظهر ناقته، وانطلق بها في الصحراء وثبا..
لكن قريشا أحست به، فأرسلت قناصتها في أثره، فأدركوه على الطريق، وما أن رآهم حتى حتى صاح فيهم قائلا: يا معشر قريش، لقد علمتم أني من أرماكم رجلا، وأيم الله لا تصلون إلي حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي، ثم أضربكم بسيفي، حتى لا يبقى في يدي منه شيء، فأقدموا إن شئتم، وان شئتم دللتكم على مالي وتتركوني وشأني.
فقبل المشركين المال، وتركوه قائلين: أتيتنا صعلوكا فقيرا، فكثر مالك عندنا، وبلغت بيننا ما بلغت، والآن تنطلق بنفسك و بمالك.
فدلهم على ماله وانطلق الى المدينة، فأدرك الرسول صلى الله عليه وسلم في قباء ولم يكد يراه الرسول صلى الله عليه وسلم حتى ناداه متهللا: ربح البيع أبا يحيى...ربح البيع أبا يحيى.
فقال: يا رسول الله، ما سبقني إليك أحدٌ، وما أخبرك إلا جبريل.
فنزل فيه قوله تعالى: {ومِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفسَهُ ابتغاءَ مَرْضَاةِ اللهِ، واللهُ رءُوفٌ بالعِبادِ} [البقرة: 207].
______________
الدرس المستفاد:
من ترك شيئا لله، عوضه الله خيرا منه...
إذا سلم الدّين، فلا أسف على الدنيا..
وللأخوة والأخوات، والأمهات والآباء والأبناء، الذي طالتهم الحروب، وقضت على كل ما يملكون، من جني العمر، وأتعاب السنين، أقول:
راح المال، وبقي الإيمان، والمال معوض بإذن الله، ولكم في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، قدوة وأسوة...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك