08-26-2015, 10:58 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 376,634
|
|
(08) أثر فقه عظمة الله في الخشوع له-عظمة الله في رزقه وملكه وعلمه:
الله وحده هو الذي يرزق مخلوقاته كلها فلا رازق سواه كما أنه لا خالق ولا مبدع غيره، وقد نبَّهنا تعالى في كتابه على ذلك، وأكَّده كثيراً بأساليب متنوعة؛ لأن الرزق إحدى القضايا الكبرى التي تهم الإنسان في حياته ويخاف من انقطاعها، والذي يضعف إيمانه ويقل يقينه بأن الله تعالى هو وحده واهبه ومانعه ويظن أن رزقه مرتبط بأي مخلوق من خلق الله يقدر على منحه له أو منعه منه، لا بد أن يسلم نفسه له ويتبعه ويصير متعلق القلب به شبيهاً بالحيوانات المستألفة التي يدربها من يسوسها على السمع والطاعة له عن طريق ما يجود به لها من الطعام والشراب، إذا هي نجحت في الطاعة، ويحرمها منهما إذا هي فشلت في ذلك، فإذا افتقر أو فارق الحياة علمت أنه لا حول له ولا قوة في رزقها.
فأكثر الله تعالى في كتابه من بيان أن الرزق كله بيده يؤتيه من يشاء واسعاً كثيراً، ويقدره لمن يشاء ضيقاً قليلاً، ليعلم الإنسان أن غير الله لا يقدر على منحه ولا منعه، ويكون عبداً له لا لسواه من العبيد، مهما ظهرت لهم من سلطة وعظمة في الدنيا.
ولنتأمل بعض تلك الآيات التي تثبت في قلب المؤمن اليقين الجازم بأن الخالق وحده هو الرزاق وحده:
قال تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (6)} {هود} الآية الكريمة عامة في كل دابة في الأرض، والدابة كل ما يدب على الأرض ـ من المخلوقات التي لا حياة لها إلا بالرزق ـ ويشمل ذلك الطيور على اختلاف أنواعها؛ لأن طيرانها في الجو ليس دائماً، فهي تتناول طعامها وشرابها في الأرض وتنام على الأرض أو على الأشجار النابتة فيها.
ويجوز في غير القرآن أن تقول: "وما دابة في الأرض إلا على الله رزقها" مبتدأ وخبر، والنكرة في سياق النفي يفيد ظاهرها العموم، كما هو معروف عند العلماء، والقاعدة عندهم أن ما أفاد ظاهره العموم قد يخرج منه بعض أفراده بالتخصيص، كما تقول: ما جاء من القوم أحد، يجوز أن يكون جاء بعضهم، فإذا أدخلت "مِن" على النكرة المنفية، فقلت: ما جاء من القوم من أحد أفاد ذلك التنصيص على عموم النفي، فلا يبقى احتمال خروج بعض أفراد المنفي من هذا النفي بل القوم كلهم مقطوع بنفي مجيئهم، والأمر كذلك في الآية فقد دخلت "مِن" على النكرة وهي "دابة" ومعنى ذلك أن كل ما يدب على الأرض قد كتب الله على نفسه رزقه، وهو وحده الذي يرزقه.
ومثل الآية السابقة قوله تعالى: {وَكَأَيِّن مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
(60)}. إلى أن قال تعالى: {... اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (62)} {العنكبوت}
وقال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)} {الذاريات} أكَّد الله تعالى في هذه الآية اختصاصه برزقه مخلوقاته بحرف إن المفيدة للتأكيد، والجملة الإسمية: المبتدأ والخبر المعرفان بأل وهما "الله..الرزاق" وبالضمير الفاصل بينهما "هو" والمقصود من هذه التأكيدات، هم الذين مسخ الشيطان فطرهم الذين لم يهتدوا بهدى الله تعالى ولم يتفكروا بعقولهم فيما أوجده الله تعالى من الكون العلوي والسفلي، بخلاف من آمن بالغيب وصدق رسوله فيما جاء به من الوحي وفكر فيما خلق الله من السماوات والأرض وما بينهما وما فيهما من دقة وإتقان، فإنهم يعلمون أنه لا رازق سوى الله تعالى.
قال تعالى: {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ(21)} {الملك}
فإذا تصورالعاقل الكم الذي لا يحصيه إلا الله من الدواب صغارها وكبارها التي لا يرزقها على هذه الأرض إلا الله الواحد تعالى، أوجب له ذلك غاية التعظيم والتمجيد للخالق الرازق العظيم، وخشع له قلبه وأخبتت له جوارحه في كل لحظة يتفكر فيها في اسم الله الرازق.
وإذا ما تفكر العاقل في الأسباب التي هيأها الله تعالى ولا يزال يهيئها لإيجاد رزقه سبحانه لهذه الدواب، ومنها الإنسان لأنه يدب على الأرض، زاده ذلك لربه إجلالاً وتعظيماً وإخباتاً، فالمطر الذي يودعه الله في السحب والهواء الذي يسخره ليسوق السحاب إلى حيث شاء من أرضه، فيعصره على أرض ميتة فيحييها به، والشمس التي تنعش بأشعتها الزروع والأشجار، والأرض الخصبة التي ينبت الله فيها تلك الزروع والأشجار، وسُوق الشجر والزرع التي جعلها تتشرب الماء لسقيها وتنميتها وبقائها مخضرة حتى تؤتي ثمارها، ثم تسخير الله لكل دابة السبل التي تتمكن بها من تناول رزقها، كل ذلك وغيره مما لا يحصيه إلا الله تعالى من أسباب الرزق، إن ذلك موجب للعاقل كمال الخضوع وغاية الرهبة والخشوع والمحبة للخالق المبدع الرازق.
إضافة إلى الأسباب التي زود الله بها الإنسان لصنع رزقه وتناوله، كعقله الذي يمكنه من التفكير في ذلك مثل التجارة والزراعة والصناعة وأدواتها، وكذلك الأدوات التي أوجدها في ذاته كاليدين والرجلين والجهاز الهضمي والجهاز الإخراجي، وغير ذلك مما يشمله قوله تعالى: {وَفِي الأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ(21)} {الذاريات}
عظمة الله في الملك:
إن تدبر العقلاء أسماء الله تعالى وتدبر بعض ما يدخل في كل اسم منها من معان مما يظهر للمتدبر، ليظهر من عظمة الله تعالى ما يجعل القلوب تخشع وتذل له سبحانه وتوجل هيبة ورهبة وخشية من جلاله، ورغبةً إليه ومحبةً له وطمعاً في رحماته وتوفيقه وهداه.
إن رجلا يُمَلِّكه الله تعالى قطعةً في الأرض تشتمل على خيرات من الأرزاق في ظاهرها وباطنها، يتربع على سرير الرئاسة أو الملك يسيطر على شعب متنوع الأصناف: فقير وغني وجاهل وعالم، وقوي وضعيف، يحيط به الجيوش الكثيرة، والخدم والحشم الوفيره، يتسابقون في السمع له والطاعة، تجد الناس ينظرون إليه نظرة احترام وهيبة، وخوف ورهبة، لا يعصون له أمراً، ولا يرتكبون له زجراً، يرجون منه الكرم والفضل، ويخافون الحرمان والعزل، يدعونه بصاحب الفخامة أوالجلاله احتراماً له وتعظيماً، وتقرباً إليه وتسليماً، مع أن ملكه مجاز وليس حقيقة؛ لأن الذي منحه ذلك الملك هو خالقه ومالكه الذي يعطي ويمنع ويعز ويذل، ويميت ويحيي، الذي قال لنبيه ولكل من يصلح لتوجيه الخطاب إليه: {قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)} {آل عمران}
وملك غير الله من المخلوقين مع كونه نسبياً في الزمن الذي قد يمتد لصاحبه مدة حياته، وقد يسلب منه قبل ذلك، هو نسبي في المضمون كذلك؛ لأنه مهما عظم في نظر المخلوق يعد شيئاً ضئيلاً بجانب الملك الخالق العظيم، فهو ملك مضمحل باطل في حقيقة الأمر؛ لأن الله تعالى مالك كل شيء في الدنيا وفي الآخرة، وغيره مالك ما ملَّكه الملك الحق في وقت دون وقت، كما قال تعالى عن نفسه: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ...(114)} {طه}
قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير الآية: "أي وجوده وملكه وكماله حق، فصفات الكمال، لا تكون حقيقة إلا لذي الجلال، ومن ذلك: الملك، فإن غيره من الخلق، وإن كان له ملك في بعض الأوقات، على بعض الأشياء، فإنه ملك قاصر باطل يزول، وأما الرب، فلا يزال ولا يزال ملكاً حياً قيوماً جليلاً". انتهى. فهو تعالى وحده الذي يخفض ويرفع، ويهب ويمنع، ويذل ويعز، لا يملك أحد من خلقه شيئاً إلا ما ملكه إياه تمليكاً مؤقتاً يهبه متى شاء لمن يشاء على ما يشاء، ويسلبه متى شاء.
هذا في الدنيا؛ أما في الآخرة فهو تعالى وحده مالك يوم الدين، يخاطب فيه عباده الذين برزوا من قبورهم
للجزاء العادل الذي لا يتميز فيه أحد عن أحد، بل ينال كل منهم جزاء ما قدم، كما قال تعالى: {يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنْ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (16) الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (17)} {غافر}
تُرى ألا تجعل عظمة الله تعالى في ملكه في الدنيا والآخرة، جلود العقلاء من البشر تقشعر، وقلوبهم ترتجف وتخبت وتخشى وتخشع لهذا الرب العظيم؟ كررت في هذا البحث ذكر "عقلاء البشر" عن قصد، مع أن المسلمين وحدهم هم المنتفعون بعقولهم التي تجعلهم يؤمنون بالله واليوم الآخر، ويخبتون لله تعالى؛ لأن آيات الله الكونية قد أخضعت عقول كثير من علماء الكون غير المسلمين من ذوي التخصصات المتنوعة، من فلك وطب وجيولوجيا وفيزياء، إلى الإيمان بأن هذا الكون لا بد له من خالق مدبر، إذ أدهشهم ما في الكون العلوي والسفلي من دقة ونظام، دال على أنه من المستحيل أن يكون هذا الكون وُجد بدون خالق، ومن البحوث التي ألفت في ذلك كتاب "العلم يدعو إلى الإيمان". وقد أسلم بعض هؤلاء العلماء بناء على ذلك، وبعضهم اعترف بوجود الله بعد أن كان ملحداً.
وقد دعا هذا بعضَ المسلمين، أن يزعموا أن هؤلاء العلماء من غير المسلمين، من أشد الناس خشيةً لله تعالى، لعلمهم قدرة الله تعالى، وذكر عدداً منهم لم يدخلوا في الإسلام، قال: "ولو حاولت تتبع بعض سير مؤسسي العلوم الحديثة فستجد أن معظمهم ـ إن لم نقل كلهم ـ من أشد الناس خشية لله تعالى ولو عُرض عليهم الإسلام بصورته الصحيحة لما ترددوا في اعتناقه أمثال: نيوتن وكابلر وليوناردو دافنشي وآينشتاين".
ونحن نسلم بأن كثيراً من أولئك العلماء قد أثَّر فيهم دقة الكون ونظامه وأخضع عقولهم ونفوسهم، للاستسلام لخالق مدبر، وأن الذين أسلموا من هؤلاء وتمكنوا من الفقه في أصول الدين فقهاً صحيحاً، قد عرفوا الله حق المعرفة، وأن هؤلاء قد يكونون أشد خشيةً وخضوعاً وخشوعاً لله؛ لأنهم جمعوا بين الفقه الشرعي والعلم الكوني الذي يزيد صاحبه إيماناً، أما من تأثروا بالعلوم الكونية تأثراً لا يجعلهم يؤمنون بخالق لهذا الكون، فإيمانهم بالخالق إيمان عام، لم يعرفوا حقيقة أوصاف هذا الخالق الشرعية التي لم تعد توجد إلا في كتاب الله وسنة رسوله، ولم يعرفوا ما لهذا الإله على خلقه من عبادته، فلا يصح القول: إن هؤلاء من أشد الناس خشية.
عظمته في علمه المحيط بكل شيء:
وتتجلى عظمته تعالى في علمه الميحط بكل شيء من جزئيات الكون، لا تخفى عليه منه خافية، لا غيب عنده من خلقه، بل هو يعلم ما هو غيب عن عباده أو شهادة على السواء، وهذه الصفة العظيمة يعبر عنها بعدد من أسمائه التي ذكرها لنا في كتابه: مثل عالم وعليم وخبير وسميع وبصير...
تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59)} {الأنعام}
{عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (73)} {الأنعام، والتوبة: (94) (105) والرعد: (9) والمؤمنون: (92) والسجدة: (6) والزمر}
{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11)} {فاطر}
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(7)} {المجادلة} {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (19)} {غافر}
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَـٰنَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ ٱلْوَرِيدِ} {ق}
أما خلقه تعالى، مهما بلغوا من العلم، فما أحقر علمهم بجانب علم الخالق سبحانه: {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ...(255)} {القرة} {وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ(7)} {الروم} {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوْ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13) أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)} {الملك}
ولشمول علمه تعالى بكل شيء في الكون أطلق العلماء عليه تعالى مصطلح: "الواعظ الأكبر والزاجر الأعظم" وقد ألفت رسالة في هذا المعنى، فاستحضار عظمته تعالى في علمه المحيط بكل شيء أكبر معين للعبد على الخوف والخشية والرهبة والخشوع لهذا الرب العظيم، وفي نفس الوقت من أعظم ما يعين على محبته تعالى غاية المحبة؛ لأن علمه بما يقدم المسلم من الأعمال الصالحة، يحفظ له تلك الأعمال ويثيبه عليها يوم الدين.
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|