06-18-2015, 07:38 PM
|
عضو مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 5,969
|
|
سلسلة المقالات الرمضانية الجزء الأول
(نِعْمَةُ اَلْإِمْهَالِ)
بِسْمِ اَلْلَّهِ اَلْرَّحْمَنِ اَلْرَّحِيم
اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلَّذِي بَلَّغَنَا بِفَضْلِهِ سَيِّدَ اَلْشُّهُورِ وَالْأَزْمَانِ
وَصَلَّى اَلْلَّهُ عَلَى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ اَلْمَبْعُوثِ بِالقُرْآنِ
أَمَّا بَعْدِ
فَقَدْ وَفَّقَنَا اَلْلَّهُ تَعَالَى لصِيَامِ هَذَا اَلْشَّهْرِ اَلْمُبَارَك
وَنَسْأَلُ اَلْلَّهَ تَعَالَى أَنْ يُعِينَنَا فِيهِ عَلَى طَاعَتِه
وَهَذَا أَوَّلُ سِلْسِلَةِ اَلْمَقَالَاتِ اَلْرَّمَضَانِيَّةِ
وَعُنْوَانُ مَقَالِ اَلْيَوْمِ كَمَا رَأَيْتُمْ بِالْأَعْلَى:
نِعْمَةُ اَلْإِمْهَالِ
إِعْلَمْ أَيُّهَ اَلْمُسْتَرْشِدُ أَنَّ اَلْلَهَ تَعَالَى رَحِيمٌ بِعِبَادِهِ
وَمِنْ رَحْمَتِهِ بِهِمْ إِمْهَالُهُمْ لِمَوَاسِمِ اَلْطَّاعَاتِ
فَالْسَّعِيدُ مَنْ إِغْتَنَمَهَا فِي طَاعَةِ اَلْلَّهِ وَرِضْوَانِه
وَالْشَّقِيُّ مَنْ أَضَاعَهَا وَفَرَّطَ وَقَصَّرَ فِي حَقِّ رَبِّهِ عَلَيْهِ
فَهَذِهِ حِكْمَةُ اَلْلَّهِ تَعَالَى
وَيَغْفَلُ عَنْ هَذِهِ الْحِكْمَةِ كُلُّ عَاصٍ وَمُقَصِّرْ
وَلِمَ لَا؟
وَقَدْ أَظْلَمَتْ قُلُوبُهُم بِالْمَعَاصِي وَالْآثَامِ
وَمَا قَدَّمُوا فِي دُنْيَاهُمْ غَيرَ اَلْذُّنُبِ وَالْإِجْرَامِ
فَاسْتَحَقُّوا اَلْعَذَابَ اَلْمُهِينَ فِي اَلْآخِرَةِ
فَتِجَارَتُهُمْ هِيَ اَلْتِّجَارَةُ اَلْخَاسِرَةِ
وَصَدَقَ فِيهِمْ قَوْْلُ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ:
{كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}
أَمَّا أَهْلُ اَلْإِيمَانُ
فَإِنَّهُم يَعْلَمُونَ حِكْمَةَ اَلْلَّهِ مِنْ إِمْهَالِهِم
فَيَعْمَلُونَ لِيَوْمِ اَلْمَعَادِ
وَيَتَزَوَّدُونَ بِخَيْرِ اَلْزَّادِ
فَاسْتَحَقُّوا رِضَى رَبِّ اَلْعِبَاد
وَصَدَقَ فِيهِم قَوْلُ اَلْلَهِ تَعَالَى:
{إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادِ}
فَإِيَّاكَ إِيَّاكَ مِنْ اَلْمَعَاصِي
وَتَعَلَّمْ مِنْ اَلْصِيَّامِ اَلْمُرَاقَبَة
يَا مُدْمِنَ اَلْذَّنْبِ أَمَا تَسْتَحِي
وَالْلَّهُ فِي اَلْخَلْوَةِ ثَانِيكَ
غَرَّكَ مِنْ رَبِكَ إِحْسَانُهُ
وَسَتْرُهُ كُلَّ مَسَاوِيكَ
فَاتَّقُوا اَلْلَّهِ
وَلَا يَضِيعَنَّ مِنْكُمْ رَمَضَانُ فِي سَفَاسِفِ اَلْأُمُورِ
مِنْ اَلْمُسَلْسَلَاتِ وَالْفُجُور
وَاعلَمُوا أَنَّهُ وَإِنْ كَانَتْ شَيَاطِينُ اَلْجِنِّ مُصَفَّدَةً فَإِنَّ شَيَاطِينَ اَلْإِنْسِ تَدْعُوكُمْ إِلَا مَا يُغَضِبُ اَلْلَّهَ وَيَمْنَعُ اَلْأُجُورِ
فَارْجِعُوا إِلَا رَبِكُمْ فَإِنَّهُ رَحِيمٌ غَفُور
وَأَكْثِرُوا فِي رَمَضَانَ مِنْ اَلْصَّدَقَاتِ فَإِنَّهَا تِجَارَةٌ َنْ تَبُورَ
فَقَدْ كَانَ صَلَّى اَلْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ بِالخَيرِ مِن اَلْرِيحِ اَلْمُرْسَلَةِ
وَاعكُفُوا عَلَى اَلْمَصَاحِفِ
إِقْرَؤوا اَلْقُرْآَنَ وَتَدَبَّرُوه
وَعَاهِدُوا اَلْلَّهَ أَنْ لَا تَهْجُرُوهُ
وَاجْعَلُوهُ مِنْهَجاً لِحَيَاتِكُمْ
فَإِذَا اغْتَنَمْتُمْ هَذَا اَلْشَّهْرَ فِيْ اَلْطَّعَاتِ
وَوَفَّقَكُمْ فِيهِ رَبُّ اَلْبَرِيَّاتِ
فَوَاصِلُوا اَلْطَّاعَةَ واَستَزِيدُوا
فَإِنَّ عَلَامَةَ اَلْتَّوْفِيقِ فِي رَمَضَانَ اَلْتَّوْفِيقِ لِمَا بَعْدَهُ
فَتَوَكَّلُوا عَلَى اَلْلَّهِ وَجَدِّدُوا نِيَاتِكُم وَعُهُودَكُمْ
وَطَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ وزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ
وَتُوبُوا إِلَى اَلْلَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً
فإِنَّهُ أَرْحَمُ اَلْرَّاحِمِين ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|