الفراغ داء قاتل!
عمر فوزي
إن سر نجاح الإنسان:
المثابرة، بل لا يصل إلى مبتغاه إلا بالاجتهاد، ولا يزدهر مستقبله إلا بالكد، ولا تتحقق أحلامه إلا بالمكابدة، بل ولا يقطف الثمرةَ إلا بالمواصلة والنشاط الدائم، والهمة العالية، وأخذُ الأمور على محمل الجد = حياة أفضل، ومستقبلاً مشرقًا، وعيشًا رغيدًا.
إن الإهمال وتضييع الأوقات: داء عضال، بل سمٌّ قاتل!
وصدق من قال:
كم عز أقوام جنَوْا من وقتهم *** أغنى الثمار فهم به أحياءُ
وهناك مَن ماتوا بقتل زمانهم *** ضلوا، وللعمر الكريم أساؤوا
إن الانقطاعَ يُثمر الضياع، وينتج العاقبة السيئة، والكسل يورث اليأس، ويقطع الرجاء، بل إن المتهاون عنصرٌ منبوذ بين الأفراد، وفي المجتمعات، بل الكسل أبرز صفات المنافقين: ﴿ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى ﴾ [التوبة: 54]!
وصدق القائل:
إن الفراغَ والشباب والجدة *** مفسدةٌ للمرء أي مفسدة
ولم يكن للأمم أن تتقدمَ إلا بالمثابرة، والاجتهاد في البحث عن الجديد؛ لأنهم تيقنوا أن الركودَ لا يقدِّم الشعوب، والكسل والفراغ لا يصنع الحضارات!
وقد نبَذ الله الفراغ، وحذَّر العباد منه، بل بيَّن في كتابه أنه لا يمكن للإنسان أن يكون فارغًا في أي وقت من الأوقات: ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ [الشرح: 7، 8].
فالإنسان لا بد له من مَلء فراغه، إما بعمل الدنيا أو الآخرة.
ولا نستغرب إذا سمعنا أن فلانًا انتحر بسبب الفراغ؛ لأن الفراغ يورث الوساوس، ويرهق النفس، ويُجهِد الفِكر، ويُنهِك البدن!
وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من الفراغ؛ بل بيَّن أنه من نعم الله لمن استثمرها في نفع دنياه، ومصير آخرته، وبيَّن أن المغبون من ضيَّع أوقاتَه، وبدَّد ساعاتِه، وشتَّت أيامه: ((نِعمتان مغبونٌ فيهما كثير من الناس: الصحةُ والفراغ)).
ومن أعظمِ أسباب الفراغ:
الجهلُ بكيفية استثمار الوقت، وكيفية إدارته، وبماذا يبدأ وكيف ينتهي؟!
ومعرفةُ هذا تكون بالرجوع إلى سيرة الأولين، وكيف استثمرها الناجحون من الآخِرين.
إذا أردت النجاح، فاصنَعْ من الفراغ عملاً، وإذا أردت الفلاح، فاصنَعْ من البطالة شُغلاً.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك