عاشوراء.. نحن أَوْلى!
أم حسان الحلو
لم يكن للتقويم الهجري ذاك الوزن في حسِّ الغالبية، بمن فيهم المثقفون، وقد يجهل البعض أسماء الأشهر القمرية فضلاً عن عدم درايته لتعدادها بالتسلسل الصحيح. ولربما تذكروا أن السنة الهجريّة تنتهي بموسم الحج المبارك لتبدأ السنة التي تليها، بعدها تبدأ السيدات عامّة والعجائز خاصة بترقب يوم عاشوراء والاستعداد للاحتفال به كما يجب، وقد كانت الوالدة الكريمة تقول لنا: «إن رسول الله - عز وجل - «كان يوسع على أهله في هذا اليوم».
ولقد كان لكلٍّ أسلوبه في التعبير عن اقتدائه بنبيه الكريم - صلى الله عليه وسلم، إلا أن معظم كبار العائلة كانوا يصومون ذاك اليوم، وقد يستمعون إلى بعض البرامج الدينية... ولربما تفكرتُ بسؤال الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم - عن سبب صيام اليهود في ذاك اليوم وعلمه أنه يوم نجاة موسى من فرعون ثم إجابته البليغة بأننا أولى منهم بموسى عليه السلام! يا الله!.. هل يعني ذلك أن المسلمين أولى الناس بكل خير... بفرحة نصر الحق على الباطل وبشكر نعمة الهداية؟! أَوَتكون هناك علاقة بين «الأَوْلى» و«الأوائل» أم بين «الأَوْلى» و«الأعلى»؟!... لو عشنا هذه الحقيقة في كل دقائق حياتنا لما سلكنا يوماً سلوك المنبهر بالآخر...
«نحن أَوْلى من اليهود»: عبارة كان لها وقع لم أفهم كنهه إلا يوم قرأت أنّ «نحن أَوْلى» هي منهاج حياة كما يقول الدكتور الكريم «راغب السرجاني» على صفحات موقعه «قصّة الإسلام»! ولربما كنت أنبهر لعلاقة الرسول- صلى الله عليه وسلم - باليهود وأقارنها بعلاقتنا بهم اليوم، فينبري أحد كبار السن ليشرح لنا عن علاقة أهل فلسطين باليهود قبل النكبة؛ فقد كانت علاقة «حسن جوار»... وكان البعض يجتمعون ويتحدثون عن مستقبل فلسطين، سيما وأن كثيراً من اليهود الأصليين لم يكونوا منسجمين مع الصهاينة الوافدين من بقاع الأرض، والغريب أن بعض الشباب الفلسطيني تزوج من يهودية وعاش حياة هنية وأنجب منها بنين وبنات، وقد كان هذا الزواج مرفوضاً رفضاً تاماً عند بعض الأسر، ولعل بعضهم كان يرى أخبث الصفات لدى أبناء، بل وأحفاد، هذين الزوجين.
وكان والدي - رحمه الله - يجزم أن العملاء في فلسطين هم نتاج زواج كهذا، وكانت الفتيات اليهوديات الفاتنات ينسجن حبائل الغواية حول أعناق الشباب ليقع السذج منهم في الفخ. وقد تعاملتُ مع واحدة من سلالة يهودية، فكانت تقطر لؤماً وتبذر خبثاً رغم أنها كانت تبدو ناعمة وديعة طيبة! لذا كنا نرى بعض العائلات الفلسطينية تحتفل بعاشوراء بما يشبه احتفالات الشيعة، فالمسافة بين الشيعة واليهود ليست بعيدة ويمكن اجتيازها... بقي أن أقول إنني كنت أتمنى سابقاً أن أستمع إلى درس ديني عميق عن يوم عاشوراء، لكن - للأسف - كان الجهل يومها سيد الموقف!
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك