08-01-2014, 12:00 AM
|
مشرف
|
|
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 7,826
|
|
علامات الساعة الصغرى
علامات الساعة الصغرى
كثرة الفتن وخروج أدعياء النبوة
الشيخ ندا أبو أحمد
وهي العلامات التي وقعت ولا زالت مستمرة، أو وقعت مرة، ويمكن أن يتكرر وقوعها، ومنها:
1- ظهورالفتن:
وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن ظهور الفتن وكثرتها من أشراط الساعة
• فقدأخرجالبخاريعنأبيهريرة رضي الله عنه قال: قالرسولالله صلى الله عليه وسلم:
"لاتقومالساعةحتىيُقْبَضَالعلمُ،وتكثُرالزلازلُ،ويتق اربالزمان،وتظهرالفتن،ويكثرالهرج: القتل القتل؛ حتى يكثر فيكم المال فيفيض".
• وأخرجالإمام أحمد وأبوداودوالحاكمعنأبيموسىالأشعري رضي الله عنه أنالنبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إنبينيديالساعةفتناًكقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويُمْسِي كافراً، ويُمْسٍي مؤمناً ويُصبِح كافراً" (صحيح الجامع:2049).
فهذا وصف لزمان تكثر فيه الفتن، وينتشر الفساد بين العباد، وتسوء الأخلاق، ويكثر الشقاق، ويعم البلاء.
كما جاء في الحديث الذي أخرجه الطبراني في "الأوسط" والبزار بنحوه من حديث حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يأتي على الناس زمانٌ يتمنَّون فيه الدَّجَّال، قلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، ممَّ ذاك؟ قال: ممَّا يلقون من العناء".
وفي هذا الزمان الذي يعم فيه العناء والبلاء تكثر الشهوات، وتتكالب على الإنسان الشبهات التي تزعزع الإنسان، وتجعله لا يثبت على الإيمان، وربما يبيع دينه بعرضٍ من الدنيا، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
• ففي "سنن الترمذي" من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"يكون بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويُمْسِي كافراً، ويُمْسِي مؤمناً ويُصبِح كافراً، يبيع أقوامٌ دينَهم بعرضٍ من الدنيا".
• وعند البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً ويُمْسي كافراً، أو يُمْسِي مؤمناً ويُصبِح كافراً، يبيع دينه بعرضٍ من الدنيا".
قال النووي صلى الله عليه وسلم في شرح هذا الحديث:
"معنى الحديث: الحث على المبادرة إلى الأعمال الصالحة قبل تعذرها، والاشتغال عنها بما يحدث من الفتن الشاغلة المتكاثرة المتراكمة، كتراكم ظلام الليل المظلم لا المقمر، ووصف صلى الله عليه وسلم نوعاً من شدائد تلك الفتن وهو: "أنه يُمْسِي مؤمناً ثم يُصبِح كافراً" أو عكسه - شكَّ الراوي -، وهذا لِعِظَمِ الفتن؛ ينقلبُ الإنسان في اليوم الواحد هذا الانقلاب، والله أعلم. (شرح مسلم:1/320).
تنبيهات:
أ- منشأ الفتن من جهة المشرق:
دليل ذلك ما أخرجه الإمام مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"رأس الكفر من هاهنا، من حيث يطلع قرن الشيطان، يعني: المشرق"
• وفي رواية البخاري: "اللهم بارك لنا في يَمننا، قالوا: يا رسول الله، وفي نجدنا، قال: اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك في يَمننا، قالوا: يا رسول الله وفي نجدنا، قال: فأظنه قال في الثالثة: هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان".
قال الخطابي صلى الله عليه وسلم: "نَجْد من جهة المشرق، ومَن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها، وهي مشرق أهل المدينة، وأصل النجد ما ارتفع من الأرض، وهو خلاف الغور فهو ما انخفض، وفيه ردٌ على مَن تَوَهَّمَ أن نجداً موضع مخصوص".
ولهذا قال سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم: "يا أهل العراق، ما أسألكم عن الصغيرة وأركبكم الكبيرة، سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الفتن تجيء من هاهنا، وأومأ بيده نحو المشرق من حيث يطلع قرن الشيطان" ففهم سالم بن عبد الله بن عمر أن المقصود العراق".
ونقل الحافظ صلى الله عليه وسلم: "أن أول الفتن كان من قِبَلِ المشرق، فكان ذلك سبباً للفرقة بين المسلمين، وذلك ممَّا يحبه الشيطان ويفرح به، وكذلك البدع نشأت من تلك الجهة.
فمن العراق وما والاها ظهر الخوارج والشيعة والباطنية والمعتزلة والجهمية والمجوس والمانوية والمزدكية والهندوسية والبوذية والقاديانية والبهائية والتتار والدَّجَّال ويأجوج ومأجوج والإلحاد... وغير ذلك من الفتن المتنوعة والفرق الضَّالة.
ب- جعل الله هذه الفتن لاختبار العباد، وتكفير للسيئات، ورفع في الدرجات.
فقد أخرج أبو داود عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اُمَّتي هذه مرحومة، ليس عليها عذابُ في الآخرة، عذابها في الدنيا: الفتن، والزلازل والقتل".
جـ - على الإنسان أن يستمسك بدينه في زمن الفتن:
فقد أخرج الترمذي من حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يأتي على الناس زمانٌ، الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر" (الصحيحة: 2157).
قال القاري كما في "تحفة الأحوذي" (6/539):
"والظاهر أن معنى الحديث: كما لا يمكن القبض على الجمر إلا بصبرٍ شديد، وتحمل غلبة المشقة، كذلك في ذلك الزمان لا يتصور حفظ دينه ونور إيمانه إلا بصبر عظيم" اهـ
ولهذا يعطي الله تعالى المستمسك بدينه في زمن الفتن أجراً عظيماً، فقد أخرج الطبراني في "الكبير" من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إن من ورائكم زمانَ صبرٍ، للمستمسك فيه أجرُ خمسين شهيداً منكم" (صحيح الجامع: 2234).
وفي "الصحيحين" عن عتبة بن غزوان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إن من ورائكم أيام الصبر، للمستمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجرُ خمسين منكم، قالوا: يا نبي الله! أومنهم؟ قال: بل منكم"
2- تمنِّي الموت من كثرة الفتن آخر الزمان:
بداية لابد أن نعلم أن الإنسان ما ينبغي له أن يتمنَّى الموت أو يدعو به، فإن ذلك منْهيٌّ عنه، وعمر المؤمن لا يزيده إلا خيراً، إن كان محسناً ازداد من الخير، وإن كان مسيئاً فإنه يُقلع عن الذنب ويتوب منه.
ويدل على هذا ما أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لا يتمنَّينَّ [لا يتمنَّى] أحدُكُم الموت، إما مُحسناً فلعله أن يزداد خيراً، وإما مُسيئاً فلعله أن يُستعتب[1]"
• وفي رواية عند مسلم بلفظ: "لا يتمنَّى أحدُكُم الموت، ولا يدع به من قبل أن يأتيه، إنه إذا مات أحدُكُم انقطع عمله، وإنه لا يزيد المؤمن عُمرُه إلا خيراً".
قال الحافظ صلى الله عليه وسلم في "الفتح" (10/136):
"وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إما مُحسناً فلعله أن يزداد خيراً، وإما مُسيئاً فلعله أن يُستعتب" فيه إشارة إلى أن المعنى في النهي عن تمنِّي الموت، والدعاء به هو انقطاع العمل بالموت، فإن الحياة يتسبب منها العمل، والعمل يحصل زيادة الثواب، ولو لم يكن إلا استمرار التوحيد؛ فهو أفضل الأعمال". اهـ
• لكن مع كثرة الفتن وشدتها ربما يتمنَّى الإنسان الموت ويشتهيه، ولو وجده يُباع لاشتراه وكان عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يقول: "سيأتي عليكم زمانٌ لو وَجَدَ أحدُكُم الموتَ يُبَاع لاشتراه"
وأخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"والذي نفسي بيده، لا تذهب الدنيا حتى يمرَّ الرجل على القبر فيتمرَّغ عليه، ويقول:
يا ليتني كنت مكان صاحب هذا القبر، وليس به الدِّين إلا البلاء".
وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا تقوم السَّاعة حتى يمرَّ الرجل بقبر الرجل، فيقول: يا ليتني مكانه".
• وزاد الإمام أحمد: "وما به حب لقاء الله عز وجل "
قال الحافظ صلى الله عليه وسلم في "الفتح" (13/75): "قال ابن بطال: تَغبُّط أهل القبور وتمنِّي الموت عند ظهور الفتن إنما هو خوف ذهاب الدين بغلبة الباطل وأهله، وظهور المعاصي والمنكر" اهـ.
وقال ابن عبدالبر صلى الله عليه وسلم: "ظن بعضهم أن هذا الحديث معارضٌ للنهي عن تمنِّي الموت، وليس كذلك، وإنما في هذا أن هذا القدر سيكون لشدةٍ تنزل بالناس من فساد الحال في الدين أو ضعفه أو خوف ذهابه، لا لضررٍ ينزل في الجسم. اهـ
كذا قال: "وكأنه يريد: أن النهي عن تمنِّي الموت هو حيث يتعلق بضرر الجسم، وأما إذا كان يتعلق بالدين فلا".
ومما يوضح هذا المعنى ويبينه قوله صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أسألكَ فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنةَ قومٍ فتوفَّنِي غير مفتونٍ" (رواه أحمد ومالك).
ومثل هذا قول عمر رضي الله عنه: "اللهم، قد ضعفت قوتي، وكبرت سنِّي، وانتشرت رعيَّتي، فاقبضني إليك غير مُضيِّع ولا مُقَصِّر" فما جاوز ذلك الشهر حتى قُبِض رضي الله عنه. (رواه مالك).
وعليه كذلك يُحْمل قول مريم - عليها السلام -: ﴿ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً ﴾ [مريم: 23].
قال ابن كثير صلى الله عليه وسلم في تفسير هذه الآية (3/103): "فيه دليل على جواز تمنِّي الموت عند الفتنة‘ فإنها عرفت أنها ستُبْتَلى وتُمْتَحن بهذا المولود الذي لا يحمل الناس أمرها فيه على السداد ولا يصدقونها في خبرها، وبعدما كانت عندهم عابدة ناسكة تصبح عندهم فيما يظنون عاهرة زانية، فقالت: ﴿ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا ﴾أي: قبل هذا الحال، ﴿ وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً ﴾ أي: لم أُخْلق ولم أكُ شيئاً. اهـ
فخلاصة الأمر: أن الإنسان لا يتمنَّى الموت لضرٍ نزل به في دنياه، أما إذا كان الضرُّ في دينه فليتمنَّى الموت، وباطن الأرض خيرٌ له من ظاهرها.
ويدل على هذا ما أخرجه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يتمنَّيَنَّ أحدُكُم الموت لضُرٍّ نزل به - وفي رواية: من ضُرٍّ أصابه - فإذا كان لابد فاعلاً، فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفَّني إذا كانت الوفاة خيراً لي".
قال النووي صلى الله عليه وسلم في شرح هذا الحديث:
"فيه التصريح بكراهة تمنِّي الموت لضرٍّ نزل به، من مرض أو فاقة أو محنة من عدو... أو نحو ذلك من مشاق الدنيا، فأما إذا خاف ضرراً في دينه أو فتنة فيه فلا كراهة فيه. اهـ
وعليه يحمل قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "ويلٌ للعرب من شرٍّ قد اقترب، موتوا إن استطعتم"
قال القرطبي صلى الله عليه وسلم كما في "التذكرة" (3/1141): "وهذا غاية في التحذير من الفتن والخوض فيها حين جعل الموت خيراً من مباشرتها، وكان أبو هريرة رضي الله عنه يلقى الرجل، فيقول له: "مت إن استطعت، فيقول له: لِمَ، قال: تموت وأنت تدري على ما تموت، خير لك من أن تموت وأنت لا تدري على ما تموت عليه".
وهذا ما بيَّنه النبي صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد عن محمود بن لبيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اثنتان يكرهما ابن آدم: الموت، والموت خيرٌ للمؤمن من الفتنة، ويكره قلة المال، وقلةُ المال أقلُّ الحساب" (الصحيحة:813).
يقول سهل التستري:
"لا يتمنَّى الموت إلا ثلاثة: رجلٌ جاهل ما بعد الموت، ورجلٌ يفر من قدر الله عز وجل – أي يفر من الفتن، ورجل مشتاقٌ محبٌ للقاء الله عز وجل.
يتبع
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|