صلاة القيام في العشر الأواخر زمن الخلافة الراشدة
الشيخ أحمد الزومان
كانت صلاتهم في عهد عمر رضي الله عنه ثلاثًا وعشرين ركعة، ولم يفرِّقوا بين أول الشهر وآخره، إنَّما كان آخر الأمر منهم إطالة القيام، فينصرفون آخر الليل ففي أثر السائب بن يزيد رضي الله عنه: «كان القارئ يقرأ بالمئين، حتى كنا نعتمد على العِصي من طول القيام، وما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر»، ولم أقف على التفريق بين العشر وغيرها في خلافة عثمان وعلي رضي الله عنه.
قال محمد أنور الكشميري: لم يثبت في رواية من الروايات أنَّه صلى الله عليه وسلم صلى التراويح والتهجد على حِدَةً في رمضان... ولا يتوهَّم أنَّ مراد عمر رضي الله عنه أن يأتوا بالتهجد أيضًا، فإنه لم يثبُت عنه صلى الله عليه وسلم، ولا عن الصحابة رضي الله عنهم جمعهم بين التراويح والتهجد[1].
وقال محمد يوسف البنوري: لم يثبُت في رواية أنَّه صلى الله عليه وسلم صلى التراويح والتهجد على حدة في رمضان... وليس غرض الفاروق رضي الله عنه أن يُصلوا معها التهجد أيضًا، فإنَّه لم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحدٍ من أصحابه رضي الله عنهم أنَّهم جمعوا بين التراويح أول الليل والتهجد آخره[2].
[1]العرف الشذي شرح سنن الترمذي (2 /208، 209).
[2]معارف السنن شرح سنن الترمذي (5 /543، 553).
المصدر...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك