06-06-2016, 06:46 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 376,634
|
|
هل آيات المسايفة ناسخة لآيات الموادعة
بسم الله الرحمن الرحيم
الدعوة إلى الإسلام بأوجهها المختلفة تُوصف بالجهاد في سبيل الله لما فيها من المبالغة في بذل الجهد والوسع والطاقة سواء بالكلمة أو بالسيف لإيصال نور الإسلام إلى البشرية جمعاء، فالجهاد في سبيل الله عزوجل مر بمراحل عديدة منها الإبتداء بالصفح والإعراض عن المشركين ثم الدعوة بالحكمة والموعظة والمجادلة الحسنة ثم مجادلتهم إذا كانت البداية منهم كما في قوله تعالى (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (آل عمران: 64) وكذلك قوله تعالى ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ * وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ) ( الكافرون: 1-6). وأيضا قوله تعالى (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل:125). ثم مرحلة الاكتفاء بقتال من ابتدأ بقتال المسلمين من الكفار كما في قوله تعالى (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) (البقرة:190). وأخيرا الإذن بالقتال مطلقا أي الجواز بابتداء قتال من لم يبتدئ قتال المسلمين من الكفار كما في قوله تعالى (وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (التوبة:36) . فلو نظرنا بإمعان إلى مرحلية الجهاد فنجد أن آيات كل مرحلة محكمة أي لها حكمها الخاص بها الواجب امتثاله لعلة توجب ذلك، وأنه لا يوجد تعارض فيما بينها حيث أنه يمكن الجمع بينها ولذلك فإنه لا يمكن أن يكون بعضها ناسخًا للآخر أي مُبطلاً لحُكمه، خاصة افتراض هذا النسخ لم يُسند للحبيب المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم. فلو رجعنا إلى التاريخ الإسلامي لوجدنا أدلة تدل على جواز وإمكانية الجمع ما بين مراحل الجهاد المختلفة وذلك كالآتي: فمرحلة الدعوة بالحكمة والموعظة و المجادلة الحسنة نجدها تتجسد في الفترات الزمنية المختلفة التي كان فيها التجار العرب يقومون بهداية مختلف الشعوب، في المناطق التي يبلغونها، إلى نور الإسلام من خلال النموذج الذي يقدمونه في أخلاقهم الكريمة و النبيلة كالدعوة الإسلامية التي بلغت أندونسيا وماليزيا. أما مرحلة الاكتفاء بمقاتلة من يقاتل المسلمين فقط فنجدها تتجسد في خلال الفترة العباسية الإسلامية حيث كانت أبرز سمات هذه الخلافة هي الانشغال في بناء حضارة الدولة الإسلامية وتطويرها والاكتفاء بقتال من كان يعتدي على المسلمين من الأعداء الكفار. أما مرحلة ابتداء قتال من لم يقاتل المسلمين من الكفار فنجدها تتجسد في خلال فترة الخلافة الأموية الإسلامية حيث كانت أبرز سمات هذه الخلافة هو الانشغال في ابتداء قتال من لم يبتدئ قتال المسلمين من الكفار من خلال الفتوحات الإسلامية كالفتوحات الإسلامية في شمال أفريقيا وفي الأندلس. فهنا تبدو الصورة واضحة جدا كيف أنه تم الجمع بين مراحل الجهاد المختلفة المذكورة أعلاه في هذه الفترات الزمنية المختلفة من التاريخ الإسلامي، وهنا يظهر تساؤل مهم جدا وهو هل هذه الأقدار التي مرت على التاريخ الإسلامي والتي كتبها و قدرها الله الملك العظيم العزيز الحكيم على الأمة الإسلامية في تلك الفترات الزمنية، هل كانت مجرد صدفة أم كانت مُقدرة وفق حكمة أرادها الله عزوجل؟ بالتأكيد، الجواب هو أنها كانت مُقدرة وفق حكمة أرادها الله الملك العظيم الحكيم ( والله أعلم )، خاصة أن المجاهدين المؤمنين في تلك الفترات الزمنية المختلفة كانوا صادقين و مخلصين لله الملك العظيم برحمة منه سبحانه وتعالى ويبتغون فضل الله ورضوانه و لا شك في ذلك.
كذلك من جانب فقهي، الدعوة إلى الإسلام تقتضي أن تكون متعددة الأوجه ومتعددة الأساليب وذلك لأن الناس مختلفين في استجابتهم لدعوة الحق، فمنهم من تؤثر فيه الكلمة والموعظة الحسنة والأسلوب اللين فيرق قلبه ويقتنع عقله بنداء الإسلام، وهذا يمكن استنباطه واستنتاجه من قوله تعالى (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ) (طه: 44) فهذه الآية الكريمة تشير إلى أن الله عزوجل يأمر سيدنا موسى عليه السلام وأخاه هارون بدعوة فرعون إلى الإيمان بكلام رقيق لين سهل رفيق ليكون أوقع في النفوس وأبلغ وأنجح فإذا كان ذلك اللين في حق فرعون اللعين الذي هو في غاية العتو والاستكبار فبالتأكيد سيكون تأثير اللين أعظم وأنجح بكثير في القلوب الرقيقة الرحيمة واللينة التي لا تستكبر على الحق.
ومنهم قد يزدادوا إصراراً على الكفر ولا يستجيبوا إلى دعوة الإسلام عندما تكون هذه الدعوة مقرونة باستخدام القوة أو بالقتال خاصةً إذا كان الكافرون أهل قوة وشجاعة كما هو الحال في جهاد الطلب حيث يُخير المسلمون الكافرين بين الإسلام ودفع الجزية والقتال، و قد يحتاج الكافرون بدلاً من ذلك إلى الإقناع وإلى الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وهذا يُمكن استنباطه واستنتاجه من قوله تعالى (قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ * قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ) (النمل: 29-33) فهذه الآيات الكريمة تُشير بوضوح إلى أن قوم بلقيس رفضوا الإستجابة لدعوة سيدنا سليمان عليه السلام لهم لدين التوحيد وهو دين الإسلام وذلك لأنهم معجبون في قوتهم وعدتهم وشجاعتهم ما جعلهم يصرون على البقاء على دين الكفر ويتأهبون ويستعدون لقتال سيدنا سليمان عليه السلام إن شاءت ملكتهم بلقيس ذلك بالرغم من القوة الجبارة والهائلة التي يمتلكها سيدنا سليمان عليه السلام من الإنس والجن والتي لم تُخيفهم، بينما استجابوا لدعوته عليه السلام لهم للإسلام من خلال الإقناع وهذا يُمكن استنباطه واستنتاجه من قوله تعالى (قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ ۖ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ ۗ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) (النمل: 44) فهذه الآية الكريمة تشير إلى أن سيدنا سليمان عليه السلام أمر الشياطين فبنوا لها قصرا عظيما من الزجاج وأجرى تحته الماء فالذي لا يعرف أمره يحسب أنه ماء ولكن الزجاج يحول بين الماشي وبينه، فعندما دخلت بلقيس القصر كشفت عن ساقيها لأنها ظنت أنه ماء تخوضه وعندما عرفت غير ذلك عندئذ أيقنت وعلمت أن هذا القصر هو ملك أعز من ملكها و سلطان هو أعظم من سلطانها وبالتالي عندما دعاها سيدنا سليمان عليه السلام إلى عبادة الله الملك العظيم الواحد الحق وعاتبها في عبادة الشمس من دون الله عزوجل، اقتنعت عندما علمت وأيقنت بأن الله عزوجل الواحد وهب عبده سيدنا سليمان عليه السلام مُلكاً وسلطاناً أعظم من ملكها وسلطانها وذلك لأنه سبحانه و تعالى أعظم منها ومن قومها ومن الشمس التي كانوا يعبدونها فأسلمت وحسن إسلامها.
ومنهم من يدفعك إلى استعمال القوة معهم من أجل هدايتهم إلى الإسلام إما لأنهم لا يستجيبون للدعوة بالحكمة وللمجادلة الحسنة ولا يؤمنون إلا بلغة القوة أو لأن غشاوة الكفر والعناد تُغطي قلبه وهي بحاجة إلى قوة السيف لإزالتها كما في جهاد الطلب حيث أن استخدام القوة بالسيف يكون كفيل بإزالة غشاوة الكفر والعناد التي تُغلف قلوب الكافرين وهذا يمكن استنباطه واستنتاجه من قوله تعالى ( قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَىٰ * فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَىٰ * قَالُوا إِنْ هَٰذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَن يُخْرِجَاكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَىٰ * فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا ۚ وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَىٰ) (طه: 61-64) فهذه الآيات الكريمة تشير إلى أن سيدنا موسى عليه السلام حذر السحرة من إيهام الناس وخداعهم بإيجاد أشياء غير حقيقية وليست مخلوقة وتصويرها على أنها حقيقية من خلال سحرهم وعندئذ تشاجر السحرة فيما بينهم فقال بعضهم أن هذا كلام نبي فيما أنكر آخرون ولكنهم أبقوا على هذا الشجار سراً فيما بينهم وأصروا على استكبارهم وعنادهم وكفرهم بمبارزة سيدنا موسى عليه السلام بسحرهم طمعا ورغبة في العطاء الجزيل من فرعون (لعنة الله عليه ). ثم قوله تعالى ( قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَىٰ * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ * فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ ) (طه: 68-70) فهذه الآيات الكريمة تشير إلى أن قوةَ معجزةِ سيدنا موسى عليه السلام، وهي العصا التي تحولت إلى ثعبان عظيم، أبطلت سحرَ السحرة لأن قوة معجزة موسى عليه السلام تستمد قوتها من الله العظيم القوي الجبار القاهر الذي لا يقهره ولا يغلبهُ أحدٌ فقهرت وغلبت قوةُ المعجزةِ قوةَ سحرِ السحرة المستمدة من كيد ومكر الشيطان تماماً كما يقهر اللهُ العزيز سيفَ الكافرِ بسيفِ المؤمنِ بقذفه الرعب في قلب الكافر وبثه الشجاعةَ في قلب المؤمن ونشر الطمأنينة فيه. فعندئذ كانت هذه القوة التي أيد الله الملك العظيم القوي الجبار بها موسى عليه السلام كفيلةً بإزالة غشاوةِ الكفرِ والعنادِ التي كانت تُغطي قلوبهم فآمن السحرة بالله الملك العظيم التواب الرحيم.
إذًا يتبين من الآيات الكريمة المذكورة أعلاه أنه إذا كان الناس أنواع في قبولهم للدعوة إما بالسيف أو بالموعظة الحسنة فهذا يُفيد بأنك تحتاج ليس إلى نوع واحد من الدعوة وإنما إلى أنواع كلٌ حسب ما يُناسبه. ولأنَّ بعض الناس قد يزدادوا عنادًا واستكبارًا عن قبول دعوة الإسلام إذا كانت تلك الدعوة مقرونة بدفع الجزية أو بالقتال كما تم تبيينه أعلاه فإنه من الأولى والأحرى دعوتهم إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنى لعلَّه يقنعهم ويرشدهم إلى إلإيمان كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم عندما بعث عدد من رُسله إلى ملوك وأمراء العالم المعاصر خارج الجزيرة العربية يدعوهم فيها إلى الإسلام برسائل وخطابات مختومة بختمه ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وكانت تلك الرسائل تحمل حرص النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على إسلام هؤلاء الملوك، وإبلاغ دعوته إليهم . وكان من حكمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ اعتماده لغة المجاملة في مخاطبة الملوك والأمراء، وقد ظهر ذلك في رسالته إلى هرقل عظيم الروم، وبمثلها خاطب كسرى وسائر الملوك. ولم تحمل رسائله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تهديدا، بل تضمنت في ثناياها طمأنتهم على ملكهم، إن أسلموا أو هادنوا، ففي رسالته إلى المنذر بن الحارث صاحب دمشق جاء فيها كما قال الواقدي : ( سلام على من اتبع الهدى وآمن به، وأدعوك إلى أن تؤمن بالله وحده لا شريك له، يبقى ملكك ). وفي رسالته إلى المنذر بن ساوي حاكم البحرين، قال له : ( أسلم تسلم، وأجعل لك ما تحت يديك ) ، وفي رسالته إلى جيفر وأخيه ملك عمان : ( فإنكما إن أقررتما بالإسلام وليتكما )(1).
أمَّا إذا أبوا ورفضوا الدخول في الإسلام فعلى المسلمين إخضاعهم لحكم وسلطان الإسلام إمَّا صلحًا بدفع الجزية أو عنوةً بالقتال لتكون كلمة الله هي العليا لقوله تعالى (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ۚ ) (الأنفال:39) ويستحب دعوتهم للإسلام قبل القتال رُغم أنَّهم بلغتهم دعوة الإسلام، فقيل: تُسن الدعوة قبل القتال لمن بلغته، ويُحرم قبلها لمن لم تبلغه، وقيد ابن القيم وجوبها واستحبابها بما إذا قصدهم المسلمون وقال قوم: يجب أن يُدعوا مطلقًا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الكاتب: أخوكم خالد صالح أبودياك.
المراجع:
1) المصدر: رسائل النبي إلى الملوك والأمراء : إسلام ويب.
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|