03-08-2016, 11:25 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 376,634
|
|
لمحة عن أصول الفرق .
بسم الله الرحمن الرحيم
من كانت له عناية بعلم الفرق يلاحظ أن كثيرا من العلماء يعولون في ضبط الفرق على ضبط أصولها ؛ إذ ضبط آحادها إما متعذر أو متعسر ؛ والغالب أن أكثرهم يرجعون بالفرق إلى خمسة أصول :-
1- الخوارج ، وهم أول الفرق ظهورا ، وفرقهم الرئيسة خمس ؛ المحكمة الأولى والأزارقة والنجدات والصفرية والإباضية .
2- الشيعة ؛ وهم إما زيدية أو إمامية أوغلاة ؛ كالخطابية والبيانية والمختارية .
3- القدرية ؛ وهم إما غلاة أو نفاة ؛ وإطلاق القدرية على النفاة أغلب ، ويدخل في ذلك القدرية الأولى نفاة العلم ، والثانية نفاة عموم المشيئة والخلق .
4- المرجئة ؛ وهم الذين أخرجوا العمل عن مسمى الإيمان ، فالإيمان عندهم مجرد قول ؛ إما قول القلب واللسان كما تقول مرجئة الفقهاء ، أو قول اللسان فقط كما ينسب للكرامية ، أوقول القلب كما تقول الجهمية وغيرهم . وقد يطلق الإرجاء على من وقف في الحكم على المشتركين في الفتنة فلم يشهد لهم بكفر ولا إيمان ! وكذلك على من أسقط وعيد الكبائر كلية أو جوز العفو عن جميع أصحاب الكبائر ؛ لأن النصوص تواترت بالعفو عن بعض دون بعض !
5- الجهمية ؛ وهو اسم جامع لكل من نفى الصفات ؛ كالجهمية الأولى ، أو كان فيه شعبة من التجهم ؛ كالكلابية .
وهذا الحصر المشهور وإن كان نافعا جدا في ضبط الفرق إلا أنه يلاحظ أنه غيب أصلا هاما من أصول الفرق ، وهو التصوف ؛ فلا نرى ذكرا للتصوف العملي ولاالفلسفي ، ولا للطرق التي امتزج في كثير منها التصوف العملي بالفلسفي ؛ مثل التيجانية والختمية !!
والسبب في تقديري يرجع إلى أن علم الفرق تولى كبر الكتابة فيه علماء الكلام فأهملوا مالا يعرفون ؛ وقد ذهب الشاطبي إلى أبعد من ذلك فرأى أن تخصيص الافتراق بالعقائد يخالف النصوص ؛ لأنها تدل على العموم ، ولفظ البدع لايختص بالعقائد وإنما يشمل الأقوال والأفعال ! الاعتصام 2/ 198 .
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|