10-02-2015, 09:58 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 376,634
|
|
أين الدليل؟؟!
من درر الشيخ أبي مالك العوضي
درر أبي مالك العوضي عن (الدليل):
.....
• من قال: نأخذ من الكتاب والسنة مباشرة، وندع الكتب
أقول: هل كلامه هذا هوالكتاب والسنة؟
إن قال نعم فلماذا يغير لفظ الكتاب والسنة؟
وإن قال لا تناقض!
• من يقول (نأخذ من الكتاب والسنة مباشرة، ونترك كلام العلماء) حقيقة قوله (أنا الوحيد الذي يفهم الكتاب والسنة، وجميع العلماء حمقى أو على ضلال) !
• الإشكال عند من يقول (نأخذ من الكتاب والسنة مباشرة ونترك العلماء) أنه لا يفرق بين (الكتاب والسنة) وبين (فهمه الخاص للكتاب والسنة) والفرق شاسع.
• الذي يقول (نأخذ من الكتاب والسنة مباشرة ونترك العلماء)
هل يقصد أن اللغة والإسناد مثلا من الكتاب والسنة؟
إن قصد ذلك، فكذلك باقي العلوم الشرعية.
• لانزاع بين المسلمين في أصل الرجوع للكتاب والسنة، إنما النزاع في فهم النصوص ومعرفتها، فالدعوة إلى مجرد ذلك تحصيل حاصل أو كلمة حق يراد بها باطل.
...
• إذا كنت تستدل على مخالفك بدليل وهو يوافقك عليه، لكنه يخالفك في فهمه، فهل تقول له:نرجع للكتاب والسنة؟
• لو اختلف اثنان من علماء النحو مثلا في مسألة فقال أحدهما: دعنا نأخذ من كلام العرب مباشرة، لضحك منه الثاني، ولقال: أريها السها وتريني القمر !!
• لا يمكن أن يتحقق الوصول إلى الغاية عن طريق الطعن في الوسيلة، فكذلك لا يتحقق الوصول إلى فهم الكتاب والسنة بالطعن في وسائل ذلك، وأهمها العلماء.
• عندما يحتاج الدليل إلى مجلدات لتوضيحه وبيانه، وإلى سنوات لتمهيده وتأسيسه، وإلى عقل واع لفهمه واستيعابه، فليست مشكلة العلماء أنك لم تقتنع به!
• (التعليل.. الاستقراء.. القياس.. إلخ) هذه أمور عقلية يشترك فيها البشر؛ فمن العجائب أن تجد (كاتبا) يجعلها أباطيل تسربت إلينا من الفكر اليوناني.
• أتأمل المسالك الدقيقة التي يسلكها العلماء في تقرير المسائل، فأشفق إشفاقا شديدا على هذا الذي لا يعرف غير الاعتراض بقوله (ما دليلك على هذا ؟!)
• يعيب العلماءَ بأن في قولهم تكلفا، ونسي أن المسألة مشكلة تحتاج إلى بيان، فلماحاول أن يخترع بيانا من عنده جاء بما هوأشد تكلفا مماعابه على العلماء!
• وصف القول بأنه (بعيد) أو (متكلف) أو (ركيك) أو (خلاف الظاهر) ليس بمجرد الذوق كما يظن بعض الناس، فتراه يطلق ذلك فيما هوصحيح اتفاقا عندالعلماء!
• إذا كنت تقدم رأي شيخك على كلام العلماء .. فهذا لأنك عرفت قدر شيخك ومنزلته من العلم، ولم تعرف قدر العلماء ومنزلتهم؛ ولو عرفت ذلك لغيرت رأيك !
• بعض الناس يريد منك أن تذكر له الدليل على التفصيل الذي يريد، ولايقبل الدليل إلا كذلك.
يا أخي هذا ليس ثوبا تلبسه!! فكل ما أفاد المراد فهو دليل.
• كان الأمر راجعا إلى (الدليل) فكان الحوار سهلا، أما الآن فالإشكال في (منهج الاستدلال) نفسه؛ كالسيارة الخربة مهما وضعت لها من الوقود فلن تعمل!
• علاقة الدليل بالمدلول هي علاقة التلازم، والاعتراض على الاستدلال يكون ببيان أنه لا تلازم، وإلى هذا الأصل يرجع جل ما في أصول الفقه من القوادح.
(لايكون الدليل إلا ملزوما، ولايكون ملزوم إلا دليلا، فكون الشيء دليلا وملزوما أمران متلازمان، وسواء سمي ذلك برهانا أو حجة أو أمارة) شيخ الإسلام.
• قد تظن الأمر سهلا عندما تنكر نوعا من الأدلة وتقول (لا دلالة فيه)، لكن انتبه جيدا، فسوف تكون ملزما أن لا تستدل بنظير هذا الدليل طوال حياتك !!
• لا يصح عقلا أن يُقدم دليلٌ محتمل أو مشتبه على دليل قطعي أو صريح، لكن الإشكال في جهل المستدل بمراتب الأدلة؛ فيظن المحتمل قطعيا والقطعي محتملا.
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|