جمع الصلوات في البيت بسبب المطر
محمد رفيق مؤمن الشوبكي
لا يجوز للمنفرد في بيته الجمع للمطر على قول الجمهور؛ فقد نص العلماء القائلون بالجمع للمطر على أن الجمع رخصة لمن يصلي في المسجد جماعة، وهذا قول المالكية والشافعية، وقول عند الحنابلة، وعليه لا يجوز الجمع للمنفرد الذي يصلي في بيته، وكذلك الجمع بين الصلاتين في جماعة في البيت غير جائز.
قال الإمام الشافعي: (ولا يجمع إلا من خرج من بيته إلى المسجد يجمع فيه، قرُب المسجد أو كثر أهله، أو قلُّوا أو بعُدوا، ولا يجمع أحد في بيته؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم جمع في المسجد، والمصلي في بيته مخالفٌ المصلي في المسجد)، وعلل ذلك الماوردي في كتابه الحاوي الكبير بأن الجمع يجوز لأجل المشقة وما يلحقه من أذى المطر، وإذا عدم هذا المعنى امتنع جواز الجمع.
وقال الشيخ ابن قدامة المقدسي الحنبلي معللًا القول بمنع المنفرد من الجمع للمطر: (لأن الجمع لأجل المشقة، فيختص بمن تلحقه المشقة دون مَن لا تحلقه؛ كالرخصة في التخلف عن الجمعة والجماعة يختص بمن تلحقه المشقة دون من لا تلحقه).
وقال الإمام النووي الشافعي: (ثم هذه الرخصة لمن يصلي جماعة في مسجد يأتيه من بُعدٍ ويتأذى بالمطر في إتيانه، فأما من يصلي في بيته منفردًا أو في جماعة... فلا يجوز الجمع على الأصح).
وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء ما نصه: (المشروع أن يجمع أهل المسجد إذا وُجد مسوغ للجمع كالمطر كسبًا لثواب الجماعة، ورفقًا بالناس، وبهذا جاءت الأحاديث الصحيحة، أما جمع جماعة في بيت واحد من أجل العذر المذكور فلا يجوز؛ لعدم وروده في الشرع المطهَّر، وعدم وجود العُذر المسبِّب للجمع).
فالحكمة من مشروعية الجمع هي رفع الحرج ودفع المشقة، وأيُّ حرج أو مشقة في حق من صلى في بيته؟!
المصدر...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك