البابية والبهائية والقاديانية
محمد حسن نور الدين إسماعيل
من الفرق والمذاهب المعاصرة:
(البابية) و(البهائية) و(القاديانية)[1]، وكلها معاول هدم مدبَّر للإسلام وأهله؛ ولذلك يجب على المسلم أن يُفشِي أخبارها، ويُحذِّر من ضلالها، فإن هذا من أعظم الجهاد في هذا العصر، وقد بلغ الضلال بأحدِهم إلى ادِّعاء النبوة كما فعل الدجال (علي محمد الشيرازي)، وغيره ممن تعظمهم (البابية) و(البهائية) و(القاديانية)، وينتشر بعضهم في أمريكا وإفريقيا وجنوب شرق آسيا، وتعتبر فارس والهند أعظم مهد لفئات الضلال، ففيهما الجمعيات السرية، والفرق الباطنية التي تبث سمومها وتكيد للإسلام، وفيهما تنتشر هذه الفرق التي بشرت بأن بيت المقدس سيكون لهم[2].
والبهائية: ديانة منحرفة أسَّستها طائفة خرجت من إيران، جعلت لها كتابًا سموه (البيان)، وكتابًا آخر سموه (الأقدس)، وهم يعتقدون أن البيان والأقدس أفضل من القرآن، وأنهما ناسخان له، وأن قول الله تعالى: ﴿ خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾ [الرحمن: 3، 4]؛ أي: علمه كتاب الميرزا الذي ألفه، ومقرهم في (عكا)، ولهم انتشار في الولايات المتحدة وغرب أوروبا، وقد اتفق علماء المسلمين على تكفيرهم، وكذلك كفَّرهم علماء الروافض في عصرهم، وقد انشقت البهائية عن البابية الضالة المنحرفة لتصبح دينًا مستقلاًّ.
تأسَّست البابية في إيران على يد الميرزا (علي بن محمد رضا الشيرازي)، الذي ظهر حوالي سنة 1817 م بكربلاء في العراق، وهو رجل مجهول الأصل والمولد والنسب، ويذكر بعض الباحثين أن الذي أظهر البابية هو قسيس نصراني ادَّعى أن اسمه (كاظم الرشتي)، و"رشت" قرية من قرى إيران، بالرغم من أن أهل رشت لا يعرفون عنه شيئًا، وقد استغل من مبادئ الشيعة الاثني عشرية فكرة الغائب بالسرداب المنتظر، فعمل على إيجاد شخص يُضفِي عليه هذا اللقب ليصل بواسطة هذا الباب إلى كل ما يريد، وقد ادعى أن الشخص الجديد هو (باب الله)، وروَّج له الروس وجهلة الناس بأحكام الإسلام، واتخذ الرشتي لنفسه مجلسًا، واستطاع أن يستميل إليه بعض ذوي النفوس المنحرفة والقلوب المريضة، وجعلهم تلاميذ له، وكان من أخبث هؤلاء رجل يقال له (حسين البشروئي) - نسبة إلى (بوشير أو بوشهر) إحدى قرى خراسان - أضفى عليه المدعو (كاظم الرشتي) لقب كبير التلاميذ، واختاره ليكون المنفذ الحقيقي لهذه المؤامرة البشعة، ولقبه باب الباب[3].
وأعلن علي محمد الشيرازي تشجيع حسين البشروئي الجاسوس الروسي (كنياز دالكوركي)، الذي كانت وظيفته الظاهرة مترجمًا بالسفارة الروسية في طهران، الذي اعتنق الإسلام وأخذ يلازم مجلس كاظم الرشتي، وأنه الباب إلى الغائب الذي بالسرداب، ثم توجَّه إلى شيراز ثم إلى بوشهر مختفيًا، وأخذ البشروئي يذيع أنه الباب بعينه، وأخذ يدعو الناس إلى متابعته، وأطلق على من تبعه اسم (البابية)، ثم لم يلبث البشروئي أن حوَّله من باب المهدي إلى المهدي نفسه، وأطلق عليه (قائم الزمان)، وانضمَّ إليه في ذلك رجل يقال له: (محمد البارفروشي)، وآخرون بلغ عددهم سبعة عشر رجلاً وامرأة، وهي الملقبة لديهم بـ(قرة العين)، وتوجهوا إلى بوشهر، واجتمعوا بزعيمهم الجديد (الباب)، وصاروا معه تسعة عشر شخصًا.
فلذلك قرر أن يجعل عدة الشهور تسعة عشر شهرًا، والشهر تسعة عشر يومًا، واعتبر اليوم الذي أعلن فيه دعوته يوم 5 جمادى الأولى سنة 1260 هـ، هو بَدْء التاريخ، ثم جمع جملاً متناقضة مملوءة بالسفسطات[4] والأكاذيب وجعلها أساس دينه الجديد، وسماها البيان.
ثم ادَّعى أنه الممثل الحقيقي لجميع الأنبياء، وزعم أنه يجمع بين اليهودية والنصرانية والإسلام، وأنه لا فرق بينهم، ثم أنكر أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين، وحرَّم قراءة القرآن، ثم زعم أن الله حل فيه، وادعى أنه أكمل هيكل بشري ظهرت فيه الحقيقة الإلهية، وأنه هو الذي خلق كل شيء بكلمته، وألغى الصلوات الخمس، وصلاة الجمعة، وصلاة الجماعة، إلا في الجنازة، وقرَّر أن الطهر من الجنابة غير واجب، وأن القِبلة هي البيت الذي ولد به (شيراز)، أو البيوت التي يعيش فيها هو وأتباعه، وجعل الحج هو زيارة هذه البيوت[5].
أما الصوم، فيكون من شروق الشمس إلى غروبها لمدة شهر بابيٍّ؛ أي تسعة عشر يومًا، وتنتهي بعيد (النيروز) المجوسي، وأباح لأتباعه خمسة أيام قبل الصوم يرتكبون فيها ما شاؤوا من الشهوات، وأوجب أن يؤخذ في الزكاة خمس المال، وأوجب الزواج على من بلغ الحادية عشرة من الذكور والإناث، ولا يحتاج لأكثر من رضا الذكر والأنثى، ويجوز إيقاع الطلاق تسع عشرة مرة، وعدَّة المطلقة تسعة عشر يومًا، ولا يجوز الزواج بأرملة إلا بعد دفع دية، وبعد انقضاء عدتها، ومقدارها خمسة وتسعون يومًا، وحرم على المرأة الحجاب، وقرر أنه لا وجود للنجاسة، وأوجب دفن الميت في قبر من البلور أو المرمر المصقول، مع وضع خاتم في يمناه منقوش عليه فقرة من كتاب البيان، وأوجب استقبال قرص الشمس ساعةً عند شروقها[6].
عقيدة البهائية وعبادتهم:
1 - الإيمان بحلول الله في بعض خلقه، وأن الله قد حل في (الباب) و(البهاء).
2 - جحدوا كل أسماء الله الحسنى وصفاته العلا.
3 - الإيمان بتناسخ الكائنات وأن الثواب والعقاب يقع على الأرواح فقط.
4 - الاعتقاد بأن جميع الأديان صحيحة، وأن التوراة والإنجيل غير محرفين، ويرون ضرورة توحيد الأديان في دين واحد هو البهائية.
5 - يقولون بنبوة (بوذا، وكنفوشيوس، وبراهما، وزرادشت)، وأمثالهم من حكماء الهند والصين والفرس.
6 - ينكرون معجزات الأنبياء.
7 - يُحرِّمون الحجاب على المرأة، ويحللون المتعة، ويدْعون إلى شيوعية النساء والأموال.
8 - يقولون: إن دين الباب ناسخ لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
9 - كتاب (الأقدس) الذي وضعه (البهاء حسين)، والكتب المقدسة لدى البهائية، فإنها تربو على مائة كتاب، أبرزها (الكتاب الأقدس)، الذي يتضمن كل أفكار (بهاء الله)، ويعتقدون أنه ناسخ لجميع الكتب السماوية، بما فيها القرآن الكريم، بالإضافة إلى كتاب الإشراقات، والبشارات، والإيقان.
10 - يعتقدون بألوهية الفرد، وبوحدة الوجود، والحلول.
11 - يقولون: إن الوحي لا يزال مستمرًّا، وإن المقصود بكون محمد خاتم النبيين هو أنه زينة.
12 - يصِفون المسلمين بأوصاف قبيحة، جاء في كتاب (الإيقان): (وجميع هؤلاء الهمج والرعاع يتلون الفرقان (القرآن الكريم) في كل صباح، وما فازوا للآن بحرف من المقصود).
13 - يحرمون ذكر الله في الأماكن العامة ولو بصوت خافت، جاء في كتاب الأقدس: ليس لأحد أن يحرك لسانه ويلهج بذكر الله أمام الناس، حين يمشي في الطرقات والشوارع.
14 - يعتقدون بقدسية العدد 19، فالسنة 19 شهرًا، والشهر 19 يومًا، والتركيز على رقم 19 يعود إلى أن البهائية يؤمنون - فيما يؤمنون به من خرافات - بالقيمة العددية للحروف التي تفتح الباب على مصراعيه للتأملات والتفسيرات الأهوائية، والقاعدة في هذا المجال تقوم على أن عدد حروف البسملة هو 19، وكلمة (واحد) تساوي وَفْقَ القيمة العددية للحروف 19، حيث الواو = 6، والألف = 1، والحاء = 8، والدال = 4.
15 - يعتقدون أن القيامة مجيء البهاء في مظهر الله تعالى.
16 - لا يؤمنون بالجنة أو النار.
17 - جرؤت البهائية على التلاعب بالنصوص، وأوَّلتها على طريقتها الباطنية الملحدة، ومن ذلك:
♦ القيامة في القرآن المقصود بها قيامة البهاء بدعوته، وانتهاء الرسالة المحمدية.
♦ النفخ في الصور دعوة الناس اتِّباع البهاء.
♦ البرزخ هي المدَّة بين الرسولين محمد صلى الله عليه وسلم والباب الشيرازي.
♦ (إذا الشمس كورت)؛ أي: انتهت الشريعة المحمدية، وجاءت الشريعة البهائية.
♦ (وإذا النفوس زُوِّجت)؛ أي: اجتمعت اليهود والنصارى والمجوس على دين البهاء.
♦ (وإذا البحار سجرت) لمن عارض البهاء.
♦ (وإذا الجنة أزلفت) لأتباع البهاء المؤمنين به.
♦ (فريقًا هدى)؛ أي: الذين آمنوا بالبهاء، و(فريقًا حق عليهم الضلالة) الذين أبوا الإيمان به.
يتبع
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك