10-27-2015, 07:10 AM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 376,241
|
|
((مدادُ المحابرِ في حُكم المُهاجرِ))
((مدادُ المحابرِ في حُكم المُهاجرِ))
ممّا عمّتْ به البلوى كما يُقال تلك الهجرة ....جماعات و افرادى تهجر ديار المسلمين الى ديار المشركين!!!ليُساكنوهم...ليُقيموا بين أظهرهم.
فالأصل كما هو معلوم أنْ يهجر المسلم ديار الشّرك الى ديار أهل الإسلام ليس العكس!!!و حُجج المهاجر و هي مشتملة أوهن من بيوت العناكيب و هي مجتمعة.
أولى تلك الحُجَج و أقواها البحث عن قوت يومه!!! و هذا يُدحضه و يُبطله قول الله تعالى ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ...) فالخلل في تقواه فإذا أصلح ما بينه و بين الله تعالى فسيأتيه قوته و رزقه و لو حبواً.
فلا يكفي للمؤمن أنْ يؤمن بظاهر هذه الآية و يُخالفها بحجّة البحث عن الرزّق!!!في بلاد أهل الكفر!!!
فإنْ أصرّ على هذه الهجرة فليهنأ بوعيد و براءة لا مثيل لهما فيما علمتُ و هاكم الأدّلة:
قوله صلى الله عليه و سلّم :: (مَن جَامَعَ الْمشرِك أَو سَكن مَعَه فهوَ مِثله)(أبو دارود)(صححه الألباني)
و حتى نعي و نفهم (معه) و (مثله) ففي هذه الآية بياناً شافياً (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ۗ ...)
و تنتفي هذه المثليّة و المعيّة بأمرين إثنين لا ثالث لهما:
1-أنْ تُفارق مجلس القوم الذي خاض في آيات الله تكذيباً حتى لا تكون مثلهم و هذا أضعف الإيمان كما يُقال.
2- أنْ تُظهر الحق و تردّ الشّبه و تُسكت الخائض و جُماع هذا أن تأمر بالمعروف و تنهي عن المنكر.فإن فعلتَ فأنت لستَ مثلهم.
و كذا منْ ساكن المشرك المتلبّس بالشّرك و بتكذيب القرآن و الكفر بمحمدّصلى الله عليه و سلّم و بإدعائه لله تعالى ولدا و صاحبة (سبحانه في علاه) فهو مثلهم حتى يُفارقهم أو يُقيم عليهم الحجّة و يأمرهم بالمعروف و ينهاهم عن المنكر.
فإن كابر المهاجر في سبيل هُجرته فلا أرى رادعاً له إنْ بقيَ في قلبه ذرّة من إيمان الاّ قوله صلى الله عليه و سلّّم :(أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين)(أبو داود)(الترمذي)(صححه الألباني)
و إنْ دلّت هذه البراءة على شيئ فتدل على عِظَمِ الأمر و أنّه من كبائر الذّنوب لا صغيرها فتأمّل...
فاجتمع للمهاجر صفة براءة نبيّه صلى الله عليه و سلّم منه و صفة مشابهة و مشاكلة أهل الكفر...
و إنْ رمى المهاجر النّصين...الحديثين... الدليلين عُرض الحائط و خاض البحر و حطّتْ رحاله ديار المشركين فليَكُنْ نصب عينيه قول النّبيّ صلى الله عليه و سلّم:(لا يقبل الله عز وجل من مشرك بعدما أسلم عملا أو يفارق المشركين إلى المسلمين)(النسائي)(أحمد)(صححه الألباني)
فكيف بمسلم أصليّ؟؟؟؟
فلا خير في هجرة فيها براءة من النبيّ صلى الله عليه و سلّم و وصف المهاجر أنّه مثل اهل الشّرك و عدم قبول عمله...
و اشترط أهل العلم الإقامة في ديار أهل الشرك بأن يستطيع المقيم أنْ يُظهر دينه...و إظهار الدّين ليس هو إقامة الشّعائر الدّينيّة على نفسه و أهل بيته بل هي أوسع من هذا بكثيرٍ...الا و هي أمر المشركين بالمعروف و نهيهم عن المنكر...بمعنى نشر التّوحيد بينهم و عليهم.
و هذا فيما أظنّ غير مُتاح للمقيم في ظلّ قوانين تُحارب اللحى و النّقاب و تفرض عليه غرامات ماليّة.......
فضلاً عمّنْ يسعى حثيثاً ليحظى بجنسية أهل الشّرك و هي نوع من أنواع الموالاة و لهذا مقام آخر من التفصيل و التأصيل بإذن الله تعالى.
هذا...فيمنْ هاجر بلاد المسلمين الآمنة...بيد التي هاجمها العدوّ ففي دفعه و محاربته و الإقامة في بلده ما هو واجب لا خلاف فيه...فمنْ هاجر عندئذٍ فهو المتوليّ يوم الزّحف فقد باء بغضب من الله تعالى و مأواه جهنّم...و الله المستعان.
هذا...على عُجالة....أسال الله أنْ يكتب له القبول و أنْ يغفر لوالدي و يرحمه و يوسّع عليه قبره و يُطعمه من طعام أهل الجنّة.
كتبه: علي سعد سليم (رحم الله والده)
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|