09-12-2015, 12:52 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 376,634
|
|
أساليب ووسائل المنصرين في تنفيذ الخطط في بلاد المسلمين
أساليب ووسائل المنصرين في تنفيذ الخطط في بلاد المسلمين
المقدمة
"إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاتة ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) .
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما ) وبعد
إن الحديث عن التنصير بمكان نظراً لانتشار هذا العمل في كثير من بلاد المسلمين كما أن دين الإسلام أمرنا بالدعوة إلى الإسلام والدفاع عنه ورد الشبهات التي تثار حوله والتنصير ما هو إلى محاربة للإسلام بصورة مختلفة غير الحرب التقليدية وكانت خطة البحث كما يلي
المقدمة
المبحث الأول : تعاريف
المطلب الأول (الوسائل – الأساليب – التنصير )
المطلب الثاني التعريف العام وسائل وأساليب المنصرين في تنفيذ الخطط في بلاد المسلمين
المبحث الثاني : أساليب ووسائل المنصرين في تنفيذ الخطط في بلاد المسلمين
المطلب الأول : خطر التنصير على بلاد المسلمين
المطلب الثاني: أساليبهم ووسائلهم في تنفيذ الخطط في بلاد المسلمين
المبحث الثالث : سبل مقاومة الخطط التنصيرية .
المطلب الأول مواجهة التنصير
المطلب الثاني وسائل مواجهة الحملات التنصيرية في المجتمع المسلم
خاتمة
المراجع
الفهارس
المبحث الأول : تعاريف
المطلب الأول (الوسائل – الأساليب – التنصير )
الوسائل
الوَسِيلَةُ مَا يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلى الغَيْر، وَالْجَمْعُ الوُسُلُ والوَسَائِلُ. والتَّوْسِيلُ والتَّوَسُّلُ وَاحِدٌ. وَفِي حَدِيثِ الأَذان:اللهمَّ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَة؛ هِيَ فِي الأَصل مَا يُتَوَصَّل بِهِ إِلى الشَّيْءِ ويُتَقَرَّب بِهِ،( )
الأساليب
الأُسلوب: الفن، والجميع: أساليب.
ويقال: إِن كل شيء امتد من غير اتساع فهو: أسلوب.( )
التنصير :
هو : دعوة الناس للدخول في النصرانية ، فإن لم يدخلوا فيها فليخرجوا من دينهم وبخاصة المسلمون ( )وفي لسان العرب: "والتنصُّر: الدخول في النصرانية، وفي المحكم: الدخول في النصري. ونصَّره: جعله نصرانيا"( )
وورد تعريفه في الموسوعة الميسرة بأنه حركة دينية سياسية (نصرانية) بدأت في الظهور إثر فشل الحروب الصليبية , بغية نشر النصرانية بين الأمم المختلفة في دول العالم بعامة ، وبين المسلمين بخاصة بهدف إحكام السيطرة على هذه الشعوب ( ).
المطلب الثاني التعريف العام
وسائل وأساليب المنصرين في تنفيذ الخطط في بلاد المسلمين
المقصود من التعريف العام معرفة ما يشمل عليه البحث فأعرف وسائل وأساليب المنصرين في تنفيذ الخطط في بلاد المسلمين تعريفاً شاملاً فأقول هي كل ما يستخدمه المنصرين من أمكانيات متاحة مباشرة وغير مباشرة واستغلالها في تنصير المسلمين او صد غير المسلمين عن دخولهم في الأسلام أو على الأقل تشكيكهم في دينهم ,أو كل ما يستحدثه المنصرين من اساليب مختلفة لتحقيق نفس الغرض باستغلال الفقر والمرض والحروف في بعض بلاد المسلمين مما سيظهر لقارىء هذا البحث في المبحث الثاني من هذا البحث.
المبحث الثاني : أساليب ووسائل المنصرين في تنفيذ الخطط في بلاد المسلمين
المطلب الأول : خطر التنصير على بلاد المسلمين
ويتضح هذا الخطر بعد معرفة أهداف التنصير وذلك حينما تستعرض ما كتبه المنصرون عن أهدافهم ، أو ما كتبه من تناول هذا الموضوع من المسلمين- تجد أن الأهداف التي ذكرها هؤلاء وهؤلاء لا تخرج عن ذلك
فقد ذكروا من أهدافهم ما يلي :
1 - تفريق الوحدة الإسلامية .
2 - إخضاع العالم الإسلامي للسيطرة الغربية النصرانية والتحكم في خيراته ومدخراته
3- السيطرة السياسية والتوسع الاستعماري ( ).
والتنصير في حقيقته هو الامتداد الحقيقي للحروب الصليبية ، فلئن كانت الحروب الصليبية حروبا وحملات عسكرية ، فإن التنصير حملات صليبية سلمية تستهدف الغرض نفسه
يؤكد ذلك ما صرح به مخططو العمل التنصيري فقد أخبر المؤرخ جان دي جوانفيل - الذي رافق الملك لويس التاسع عشر ملك فرنسا في حملته الصليبية السابعة - عن ما انتهى إليه لويس التاسع عشر في خلوته في معتقله بالمنصورة التي أتاحت له فرصة هادئة ليفكر بعمق في السياسة التي كان أجدر بالغرب أن يتبعها إزاء المسلمين ، وقد انتهى به التفكير إلى ما أفضى به إلى أعوانه المخلصين أثناء رحلته إلى عكا متوجها إليها من دمياط حيث قال : إنه لم يعد في وسع الكنيسة أو فرنسا مواجهة الإسلام ، وإن هذا العبء لا بد أن تقوم به أوربا كلها لتضييق الخناق على الإسلام ثم تقضي عليه ، ويتم لها التخلص من الحائل الذي يحول دون تملكها لآسيا وأفريقيا ، ويقدر رينيه جروسيه أحد المؤرخين النصارى هذا التوجه الاستراتيجي للملك لويس التاسع بقوله : ( إن الملك لويس التاسع كان بذلك في مقدمة كبار ساسة الغرب الذين وضعوا للغرب الخطوط الرئيسة لسياسة شملت مستقبل أسيا وأفريقيا بأسرهما ) ( ) وكان من ضمن ما
ضمنته خطة لويس التاسع ما يلي : (تحويل الحملات الصليبية العسكرية إلى حملات صليبية سلمية تستهدف الغرض نفسه ، لا فرق بين النوعين إلا من حيث نوع السلاح المستخدم في المعركة ، وتجنيد المبشرين الغربيين في هذه المعركة السلمية لمحاربة الإسلام ، ووقف انتشاره ثم القضاء عليه معنويا، واعتبار هؤلاء المبشرين في تلك المعارك جنودا للغرب) ( )
إذا فالحملات التنصيرية- التي تجوب العالم الإسلامي اليوم- حملات صليبية تحمل الغذاء والدواء والكساء لتطعم وتعالج وتواسي وتؤوي من شردتهم الحروب التي افتعلها رسل هذه الحملات قبل وصولها تمهيدا لمباشرتها لمهامها التنصيرية ولتحقيق أطماع الدول التي أرسلتها
المطلب الثاني: أساليبهم ووسائلهم في تنفيذ الخطط في بلاد المسلمين
1- فرض النصرانية بالقوة :
إن العقول النصرانية - التي لا ترقب في مؤمن إلا ولا ذمة - تريد أن تفرض النصرانية بالقوة : بقوة الحديد والنار والانقلابات العسكرية مع الشعوب التي لا تستجيب إلا لذلك ، ولكن بأيد خفية ، لا تفقد النصرانية بريقها المتدثر بلباس الشفقة والرحمة على الإنسانية ، وقد تفرضها بقوة تفوق الغني على الفقير ، وحاجة الفقير إلى الغني- على الشعوب التي لا تملك لقمة عيشها أو ستر عورتها ، فتساومها على حياتها ، وتخيرها بين الموت جوعا على دينها ، وبين الحياة على دين النصرانية وقد تفرضها بقوة المدارس والمعاهد على الشعوب الأمية ، فتعلمها القراءة والكتابة ، لتتنصر ولتقرأ الإنجيل..، فإن رفضت هذه الشعوب النصرانية فلتبق على أميتها ، فليست الغاية عندهم تعليم الشعوب وتثقيفها وتطويرها إنما الغاية تنصيرها فحسب .
2- إشاعة الإلحاد بين المسلمين :
لما استيأس النصارى من خروج المسلمين إلى النصرانية رضوا بأن يخرجوا المسلم من دينه وإن لم يعلن اعتناقه للنصرانية يقول المنصر زويمر : (مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقا لا صلة له بالله ، وبالتالي لا صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها ، ولذلك تكونون أنتم- بعملكم هذا- طليعة الفتح الاستعماري في الممالك الإسلامية.. إلى أن قال : إنكم أعددتم نشئا لا يعرف الصلة بالله ولا يريد أن يعرفها ، وأخرجتم المسلم من الإسلام ولم تدخلوه في المسيحية ، وبالتالي فقد جاء النشء الإسلامي- طبقا لما أراده الاستعمار- لا يهتم بالعظائم ويحب الراحة والكسل ، فإذا تعلم فللشهوات ، وإذا جمع المال فللشهوات وإن تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات) ( ) .
فغايتهم إفساد في الأرض وصد عن سبيل الله ، وإشاعة للفاحشة في الذين آمنوا ، وصدق الله : { وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا } ( ) .
3- مواجهة الدعوات الإسلامية والحركات الإصلاحية التجديدية
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم : « أن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها في دينها » ( ) ، وأعداء الله وأعداء رسوله صلى الله عليه وسلم أعداء المسلمين يدركون عظم خطر هذه الدعوات الإصلاحية في تاريخ المسلمين ،إن الصحوة الإسلامية اضطرتهم أن يضيفوا إلى برامج المنصرين مهمة مراقبة ودراسة ومواجهة هذا الإسلام
وقد بين الأستاذ محمود محمد شاكر - رحمه الله- في رسالته القيمة الموسومة بـ " رسالة في الطريق إلى ثقافتنا " كيف خطط المستشرقون وأذنابهم لوأد الدعوة الإصلاحية في نجد على يد الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله- لئلا تهدد النصرانية فانظر كيف رصدت هذه الدعوة الإصلاحية من قبل المستشرقين ، وكيف تآزر البريطانيون والفرنسيون للقضاء عليها . إنها صورة تتكرر في كل عصر ومصر ، تتكرر حيثما ظهرت بوادر دعوة إصلاحية ، أو برز عالم رباني تخشى منه النصرانية أن يجدد للمسلمين دينهم( ) .
4- رعاية ومؤازرة طلائع الفساد ورؤوس الشر في البلاد الإسلامية :
لقيت الأمة الإسلامية- على مر العصور- عنتا شديدا من المنافقين الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ، ويصدون عن سبيل الله ، ويبغونها عوجا ، وقد حذر الله منهم وأوجب جهادهم ، والغلظة عليهم ، إذ هم العدو ، قاتلهم الله أنى يؤفكون . فكم كانوا طلائع فساد في الأمة ، وكم دعوا إلى إشاعة الفواحش ، وكم أعانوا من أعداء ، وكم فتحوا أمام الأعداء من أبواب موصدة وكم وكم. . ولذا استغلت الجماعات التنصيرية هذا الطابور الخامس في تحقيق مآربها ، وبلوغ غاياتها ، يؤكد ذلك المنصر جاير دنر حيث يقول عن : (إن زعماء بختياري الذين أنجزوا الانقلاب الحالي وأصبحوا حكام الأمر الواقع ، كانوا قبل أن يصلوا إلى هذه الشهرة المروعة- الأصدقاء الأوفياء لإرساليات جمعية التبشير الكنسية ، أو ليست هذه الحقيقة تجعل من الأهمية الحاسمة أن ندعم ونعزز أولئك العاملين من أجل البشارة (التنصير) في تلك البلاد ذات الأهمية الكبيرة في انشقاق الإسلام السني ، وكانت الفرصة أكبر من سنين قليلة مضت عما هي عليه اليوم) ( )
5- إثارة الفتن والحروب :
إذ هما الوسيلة التي تشغل الأمة عن أعدائها ، وتنسى فيها حراسة تغورها ، وتنهب فيها خيراتها ، وتستهلك فيها طاقاتها ، وتتعدد احتياجاتها ما بين جريح ويتيم وأرملة ، وتتضاعف عليها الديون ، وتملى عليها الشروط ، وتكبل فيها بالقيود. . فإذا الأمة ميدان فسيح لكل منصر لكي يساوم على اللقمة ، ويستحوذ على الأيتام والأرامل ، ويفوز بالاتفاقيات التي تخوله الوصول إلى مواقع ما كان يحلم بها قبل ذلك ( ) .
وانظر كيف دخلت الجمعيات التنصيرية إلى داخل أفغانستان والعراق والبوسنة والهرسك وألبانيا أثناء الحروب التي سفكت فيها دماء المسلمين ولقد تنبه المؤتمرون في مؤتمر كولورادو التنصيري إلى ضرورة وجود ظروف خاصة تدعو إلى التحول الجماعي نحو النصرانية إذ يقول ديفيد أ . فريزر (ولكي يكون تحول فلا بد من وجود أزمات معينة ومشكلات وعوامل تدفع الناس أفرادا وجماعات خارج حالة التوازن التي اعتادوها وقد تأتي هذه الأمور على شكل عوامل طبيعية كالفقر والمرض والكوارث والحروب ، وقد تكون معنوية مثل التفرقة العنصرية أو الحساسية بسبب تسامح المجتمع تجاه النفاق أو الوضع الاجتماعي المتدني) ( ) .
6- الانقلابات العسكرية :
تلجأ المنظمات التنصيرية إلى تدبير الانقلابات العسكرية والتواطؤ مع منفذيها لتحقيق أغراضها في مكان تراه منطلقا للعمل الإسلامي ، أو تعذر عليها فيه التنصير . فيبدأ التخطيط لقلب نظام الحكم في ذلك الموقع ، وإحلال نظام بديل يأذن لهم . بممارسة التنصير ، أو التضييق على المناشط الإسلامية المتواجدة في ذلك الموقع ، أو محاربة الجمعيات الإسلامية التي تنطلق من ذلك المكان إلى أماكن أخرى . فقد جاء في إحدى النشرات التنصيرية بأن الأمير النيجري ( أحمد بلو ) رحمه الله يعتبر أكبر عقبة في شمال نيجيريا ضد التنصير ، بل هو الذي يفتح الباب للإسلام في نيجيريا . وبعد ذلك كان انقلاب " أورنس " الذي تربى على أيدي المنصرين ، وتولى خلال الانقلاب تلامذة المدارس التنصيرية المراكز القيادية هناك ، كما جاء في نشرة أخرى في زمن سابق بأن السودان يتولى الحركات الإسلامية في أواسط أفريقيا وعلينا أن نشد الحزام لئلا تضيع أواسط أفريقيا فدبرت لذلك ثورة جنوب السودان ( )
7- تحريف القرآن الكريم والإساءة إليه :
لدى المنصرين والمنظرين للعمل التنصيري قناعة تامة بأنه لا يمكن القضاء على الإسلام إلا إذا تم القضاء على القرآن ولذلك تتجدد المحاولات بين آونة وأخرى من قبل هؤلاء المنصرين وأعوانهم على الإساءة للقرآن الكريم أو تحريف سور منه يقول جون تاكلي : (يجب أن نستخدم كتابهم (القرآن) وهو أمضى سلاح في الإسلام ضد الإسلام نفسه لنقضي عليه تماما) ( ) ، وقد افترت ونشرت إحدى الهيئات عبر شبكة الإنترنت نصوصا مضبوطة بالشكل ، مختومة كل فقرة منها برقم ، مكتوبة بخط متميز ، محاكية بذلك سور القرآن الكريم وسميت إحدى تلك المفتريات "سورة الوصايا". وفي اليمن حدث في عام 1419هـ في أحد المواقع تمزيق للمصاحف ووضعت أوراقها في أماكن نجسة وذكرت مجلة المجتمع حينما أوردت الخبر أن هذه المحاولات بدأت عام 1992م وذكرت أنه يعتقد أن خلف هذه الحوادث "مستشفى جبلة المعمداني " حيث ينتشر التنصير في اليمن تحت غطاء الخدمات الطبية ، كما ذكرت أن الغرض من هذه الجرائم تجريب المرتدين ومدى ولائهم لدينهم الجديد ( ) .
8- بناء أكبر عدد من الكنائس والاهتمام بمظهرها :
يحرص المنصرون على بناء الكنائس في البلاد الإسلامية حتى في الأماكن التي لا يعيش فيها أي نصراني ؛ لتكون منطلقا للعمل التنصيري في المنطقة ، ولتحقق بعض ما أنشئت من أجله ولذلك يحرص المنصرون أن تكون مباني الكنائس والإرساليات والمدارس شاهقة غريبة المظهر حتى تؤثر في عقول الزائرين وفي عواطفهم وخيالاتهم ، إن ذلك في اعتقاد المنصرين يقرب غير النصارى إلى النصرانية ( ) .
9- التعليم :
إن شرف هذه الوسيلة لم يمنع المنصرين من أن يجعلوها سبيلا إلى الكفر ، وميدانا للصد عن سبيل الله ، ودعوة إلى الضلالة ، يقول المنصر هنري جسب : (إن التعليم في مدارس الإرساليات المسيحية إنما هو واسطة إلى غاية فقط ، هذه الغاية هي قيادة الناس إلى المسيح وتعليمهم حتى يصبحوا أفرادا مسيحيين وشعوبا مسيحية) ( ) . وقد تعددت أساليبهم في استغلال هذه الوسيلة ،
فتارة يكون من خلال مدارس الإرساليات التنصيرية التي تتخذ التدريس وسيلة للدعوة إلى النصرانية وبث سمومها في عقول الأطفال( ) وتارة يكون بالتداخل المباشر في المدارس الحكومية- كما كان يحدث إبان الاحتلال- وذلك من خلال تفريغ المناهج العلمية من مضامينها وصرفها عن وجهتها ، أو من خلال تعيين المعلمين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون( )
وتارة يكون من خلال تعليم اللغة الإنجليزية إذ تستخدم كطعم يقدم للفريسة ممزوج معه الدعوة إلى الإباحية والدعوة إلى النصرانية ، فقد جاء في بحث " الإرسال الإذاعي الحالي الموجه إلى المسلمين " المقدم من فريد د . أكورود إلى مؤتمر التنصير المنعقد في كلورادو ما يلي : (إن اللغة الإنجليزية مهمة لكل عربي يرغب في متابعة دراسته ، أو يود الهجرة ، ولقد كتبنا إلى هيئة الإذاعة البريطانية- التي لديها سلسلة ممتازة من برامج تعليم الإنجليزية للناطقين بالعربية- ولقد منحتنا السلسلة وأذنت لنا بتقديمها عبر إذاعتنا ، وقد أجرينا بالفعل تعديلات على السلسلة استخدمناها " كطعم " وفي الختام كنا نتوجه بالسؤال : عما إذا كان المستمع يرغب في نسخة مجانية من كتاب يحتوي على العربية والإنجليزية جنبا إلى جنب ، وعندئذ نرسل له نسخة من الإنجيل بالعربية والإنجليزية) ( ) .
وتارة يكون من خلال التحيز ضد أبناء المسلمين ، وقصر التعليم على أبناء الأقلية النصرانية- في البلاد التي يوجد فيها مسلمون ونصارى- ليتحقق لهم التفوق في المجال العلمي والإداري في المناطق التي تعيش فيها الأقليات النصرانية بين المسلمين -فقد أوصدوا أبواب المعاهد التعليمية أمام كل شخص لا يدين بالنصرانية أو على الأقل ليس لديه استعداد لتغيير اسمه الإسلامي واستبداله باسم نصراني ، وبهذه الكيفية قويت شوكة الأقلية النصرانية وأصبحت هي الطبقة الحاكمة
وتارة يكون من خلال إضعاف المؤسسات التعليمية الشرعية بمصادرة أوقافها ومحاربة طلابها ، وإضعاف تأثيرها وقد تحدث الفصل الرابع من كتاب: " وسائل التبشير بالنصرانية بين المسلمين " الذي نشره المبشر الأمريكي " فلمنج " عن الأزهر ودوره وما اقترحه المبشرون من ضرورة إنشاء مدرسة جامعة نصرانية تقوم الكنيسة بنفقاتها وتكون مشتركة بين كل الكنائس المسيحية في الدنيا على اختلاف مذاهبها ، لتتمكن من مزاحمة الأزهر بسهولة . وتتكفل هذه المدرسة الجامعة بإتقان تعليم اللغة العربية . ثم قال : إن في الإمكان مباشرة هذا العمل في دائرة صغيرة وهي أن تختص أولا بتعليم المسلمين المتنصرين وتربيتهم ليتمكن هؤلاء من القيام بخدم جليلة في تنصير المسلمين الآخرين وختم فلمنج كلامه قائلا : (ربما كانت العزة الإلهية قد دعتنا إلى اختيار مصر مركز عمل لنا لنسرع بإنشاء هذا المعهد المسيحي لتنصير الممالك الإسلامية) وقال جاير دنر : (إن من سداد الرأي منع جامعة الأزهر أن تنشر الطلبة المتخرجين فيها في جنوب أفريقيا ؛ اتباعا لقرار مؤتمر التبشير العام ؛ لأن الإسلام ينمو بلا انقطاع في كل أفريقيا) ( )
10- وسائل الإعلام:
وسائل الإعلام من إذاعة وصحافة وتليفزيون وسينما ومسرح، بالإضافة إلى وسائل الاتصال ونقل المعلومات، كلها تسهم في حملات التنصير، وهي من الوسائل المختفية. أما الوسائل الإعلامية الصريحة فهذه موجودة وكثيرة وتوجه إلى عدة لغات، وتغطي عددا كبيرا من ساعات البث. وقد بدأت الإذاعات تدخل في الشبكةالدولية الإنترنت، ولا يستبعد، بأي حال، أن تستغل في التنصير، لأنها وسيلة فاعلة وقابلة للانتشار السريع، والوصول إلى آماد بعيدة.
أما الوسائل الإعلامية غير الصريحة فتأتي ضمن المسلسلات والأفلام والبرامج الوثائقية والتعليمية، التي تطبع دائما بنمط العيش الغربي بما فيه من ثقافة وممارسات دينية لا تخلو منها المصطلحات والأمثال والسلوكيات. حتى أفلام الصور المتحركة (الكرتون) الموجهة للأطفال تصبغ بهذه الصبغة التي تشعر المتابع أحيانا أنها مقصودة متعمدة. وتعمد إلى تأليف المشاهدين والمستمعين والقرّاء على الثقافة الغربية، التي لم تستطع التخلص من التأثير الديني عليها في معظم سلوكياتها ومثلها ومبادئها. بل ر بما لا تريد التخلص من هذا التأثير الديني، وتسعى إلى تعميقه وترسخيه ما دام سيحقق تبعية ثقافية تقود إلى تبعيات أخرى( )
11- التطبيب :
استغل أدعياء الرحمة جراح الشعوب وأمراضها وأزماتها ومآسيها ؛ لتكون الفرصة السانحة لإرغامهم على النصرانية ، فما تحل بشعب كارثة أو تنزل به مصيبة من حرب أو زلازل أو فيضانات إلا ورأيت الجمعيات التنصيرية تنتقل إلى الموقع المنكوب لتقدم للمحتاجين النصرانية مع قرص الدواء ، ولقمة العيش ، وقطعة الكساء. . ولا تظن أن هذا التدافع النصراني على مواقع الأحداث رحمة بالشعوب ، بل يعتبرون الجراح والمآسي البوابة الذهبية للنصرانية (حيث تجد بشرا تجد آلاما ، وحيث تكون الآلام تكون الحاجة إلى الطبيب وحيث تكون الحاجة إلى الطبيب فهناك فرصة مناسبة للتبشير) ( ) .
12- الحوار :
وسيلة استغلها المنصرون لتحقيق آمالهم وما تصبو إليه أنفسهم من زعزعة عقائد المسلمين ، وصرفهم عن دينهم ، وإثارة الشكوك وبعث الشبه من خلال اجتماعات سبق الإعداد والترتيب لها بين نفر من المنصرين من ذوي الخبرة في هذا الباب ، وبين نفر من المسلمين أو من المنتسبين إلى الإسلام- غايتها مناقشات علنية لا تمت بظاهرها إلى التبشير ، وإن كانت تهدف في الحقيقة إلى زعزعة العقائد ، من خلال النقاش وعرض الأقوال والردود ثم النفوذ من خلال الأخطاء والجمل المتشابهة إلى التأثير على ذوي النفوس الضعيفة ( ) وقد لجأت إلى الحوار الهيئات التنصيرية منذ عام 1960م ، وأصدر مجلس الكنائس العالمي مطبوعات كثيرة توثق هذا الحوار ( ) . وتتضمن شرحا لمعنى الحوار وأهدافه وغاياته التي يطمح أن يصل إليها المنصرون ، ومن أبرزها وأهمها ما ورد في الكتاب الموسوم بـ " توجيهات من أجل حوار بين المسيحيين والمسلمين " الصادر عن الفاتيكان عام 1969م ،
13- إيقاظ اللغات واللهجات المحلية :
لما كانت اللغة العربية وعاء للقرآن الكريم وسنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ، وحاوية لعلم علماء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها من بخارى إلى قرطبة ، وكان شيوعها في العالم الإسلامي سبيلا ميسرا ليتلقى المسلمون الإسلام غضا طريا من مصادره الأولى. . لهذا ولغيره جهد أعداء الله في إحياء اللغات القومية وفصل الشعوب الإسلامية عن اللغة العربية لغة القرآن فكانت المهمة الأولى لكل مستعمر غاشم ، ولكل طاغية ظالم استبدال اللغة العربية بغيرها ، واستبدال الحرف العربي بغيره كما في أفريقيا والجمهوريات الإسلامية وتركيا وغيرها . ولا تزال هذه الحلقات متواصلة ولا تزال الشعوب الإسلامية ولله الحمد تعود أدراجها إلى دينها ولغتها ( ).
14- المنح الدراسية
المنح الدراسية وسيلة من وسائل التنصير المختفي، ذلك أن بعض المنظمات التنصيرية تختار من النجباء ومن يتبين عليهم قسط عال من الذكاء، وتسهل لهم مواصلة دراساتهم الجامعية والعليا في الغرب، وترعاهم بالمنح المباشر، أو بإعطائهم الإعانات المقطوعة، أو الإسهام في بعثهم إلى الجماعات والمعاهد العليا.
ومن جهة أخرى يجد العائدون من البعثات الخارجية إلى البلاد الإسلامية المجالات أمامهم مفتوحة في كثير من هذه البلدان " لما يتوقع منهم من الإسهام في تنمية البلاد، بجهودهم العلمية التي اكتسبوها من البعثات، ومن هذا المنطلق تقوم محاولات للتقليل من إعطاء المنح الدراسية في الجامعات العربية والإسلامية، وبخاصة في البلاد العربية الغنية بمؤسساتها العلمية والتعليمية ومواردها الطبيعية كما تقوم المحاولات للحد من انتشار تأثير هذه المؤسسات التعليمية من خلال التضييق على المتخرجين منها، عندما يعودون إلى بلادهم، فلا يجدون عملا يرتزقون بواسطته( )
المبحث الثالث : سبل مقاومة الخطط التنصيرية .
المطلب الأول مواجهة التنصير
وحين ننطلق لمواجهة التنصير فلابد أن نرتكز على مسلمات هامة في هذا الأمر:
- مواجهة التنصير ينبغي أن تكون مواجهة علمية عملية ولا يمكن أن تقوم بأحدهما فقط
- المواجهة تستلزم الدفاع والهجوم معًا ولن تنجح بغير ذلك .
- لن تنجح أي مواجهة مع التنصير سوى المواجهة القائمة على الالتزام بمنهج السلف في الفهم والتصور والاعتقاد والحركة.
- أن نفهم جيدًا أن هدف المنصرين الأساسي ليس إدخال المسلمين في النصرانية ولكن إخراجهم عن الإسلام.
- أن العلاقة بين معركة التنصير والمعارك الأخرى الدائرة بين الإسلام وأعدائه علاقة وثيقة ومترابطة، باعتبار وحدة الصراع ووحدة القيادة في معسكر الكفر، وبغياب هذا المفهوم يصبح التنصير ثقبًا أسود يبتلع جهود المسلمين و أموالهم ليشغلهم عن المعركة الكبرى في ديارهم.
الخطة العامة لمواجهة التنصير:
تقوم الفكرة الرئيسة لهذه الخطة على عنصر الموجهة الشاملة، وذلك لأن أقوى أسلحة الدعاة في هذه المعركة هو الحق الذي تخضع له النفوس وتطمئن إليه القلوب.
وتحتاج المواجهة إلى ثلاثة عناصر أساسية هي "الكوادر" و"الإمكانيات" و"الوسائل "
المطلب الثاني وسائل مواجهة الحملات التنصيرية في المجتمع المسلم
1 - الدعوة إلى الله: الدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، فالمواجهة العلمية أن نقدم للآخرين من مسلمين وغير مسلمين البديل الذي نعتقد أنه الحق وهو الإسلام الذي جاء به القرآن الكريم وجاءت به سنة المصطفى محمد - صلى الله عليه وسلم - وأساليب الدعوة متعددة ومتنوعة، وبعضها يناسب مجتمعات ولا يناسب أخرى. فالدعوة المباشرة أسلوب، والدعوة بالإغاثة أسلوب، والدورات أسلوب، والمنح الدراسية أسلوب، وكل ما يحقق الهدف ولا يتعارض مع الشرع أسلوب تفرضه أحيانا الحال أو الزمان أو المكان. والدعوة إلى الله تعالى تتطلب العلم الشرعي أولا ثم الفقه فيه. وهما يعدان من أوليات مؤهلات الداعية إلى الله تعالى.
2 - السياسة: والحكومات الإسلامية يمكن أن تمارس أثرا فاعلا في التصدي للتنصير بعدم تقديم التسهيلات للمنصرين في المجتمعات المسلمة، وبالتأكيد على الوافدين إلى بلاد المسلمين من غير المسلمين باحترام ثقافة البلاد وعدم اتخاذهم أي إجراء عام يتعارض مع هذه الثقافة أو يتناقض معها، وبإحلال البديل الحق الذي يتقدم المنصرون بما يبدو أنه مماثل له، ذلك البديل المؤصل المناسب للبيئة المسلمة، وبمراقبة البعثات الدبلوماسية الأجنبية وإشعارها دائما وبوضوح أنها مطالبة بالاقتصار على مهماتها المناطة بها والمحددة لها، وعدم الإخلال بهذه المهمات بالخروج إلى المجتمع ومحاولة تضليله دينيا وثقافيا واجتماعيا.كما أن البعثات الدبلوماسية المسلمة في البلاد المسلمة عليها مهمة المواجهة بالأساليب التي تراها مناسبة بحيث تحد من المد التنصيري. في المجتمعات المسلمة التي تعمل بها. وهذا مناط أولا بالبعثات الدبلوماسية التي تمثل بلادا غنية بالعلم والعلماء، وغنية بالإمكانات التي يمكن أن تحل محل الإمكانات التنصيرية. وعليها في البلاد غير المسلمة أن تقدم البديل الحق إن لم يكن مباشرة فلا أقل من أن تمثل بلادها الإسلامية تمثيلا يليق بها في الممارسات الرسمية والفردية، إذ إنه ينظر إلى هؤلاء الممثلين الدبلوماسيين على أنهم حجة على دينهم وثقافتهم ومثلهم.
3 - هيئات الإغاثة: وقد ظهرت على الساحة الإسلامية مجموعة من الهيئات الإغاثية الإسلامية وجمعياتها ولجانها. وهي مع تواضع تجربتها وافتقارها إلى الخبرة والعراقة، إلا أنها، مع قلة إمكاناتها، قد اقتحمت الساحة بفاعلية وهي تشكل تهديدا عمليا واضحا للجمعيات التنصيرية ( ) .
والمطلوب في هذه الوسيلة تكثيف أعمالها وتعددها النوعي وليس بالضرورة الكمي. وأظن هذا التعدد ظاهرة صحيحة، إذا ما روعيت فيها الدقة والأمانة والإخلاص في العمل، والبعد عن القضايا الجانبية التي تضر بالعمل ولا تعين عليه. كما أن التنسيق مطلب جوهري وملح بين الهيئات، فالغرض هو الوصول إلى المنكوبين، والهدف الأسمى من هذا كله هو تحقيق حمل الأمانة التي أراد الله تعالى لهذا الإنسان أن يحملها.
4 - علماء الأمة: والعلماء وطلبة العلم يناط بهم عمل عظيم في المجال. فهم الذين يديرون الدفة العلمية والفكرية، وهم الذين يملكون القدرة بعلمهم وحكمتهم على ميزان الأشياء، ويملكون كذلك القدرة على التأثير. والمطلوب من العلماء وطلبة العلم الولوج إلى المجتمعات المسلمة بعلمهم مباشرة عن طريق الزيارات المستمرة وأوجه النشاط العلمي والثقافي الجماعي والفردي، وعن طريق المحاضرات والمؤلفات والرسائل القصيرة والنشرات الموجهة قصدا إلى العامة. وهم مطالبون بالداخل بالاستمرار في تنبيه الناس لأخطار التنصير، ودعوة العامة والخاصة من المسلمين للإسهام في مواجهة الحملات التنصيرية بحسب القدرة المادية، والبشرية، وبحسب الخبرة وغيرها من الإمكانات.وإنه لمن المفرح حقا أن التصدي للتنصير بدأ يأخذ بعدا وشكلا عموميا بين الناس، بعد أن كان محصورا على قلة منهم، وبين أوساط المتعلمين والمفكرين والمثقفين فقط. بل لقد قيل في زمن مضى إنه من العيب على العلماء وطلبة العلم التصدي للحملات التنصيرية والإرساليات في حقبة الكفاح القومي، فلا يجب أن تذكر كلمة إسلام أو نصرانية أو مسيحية أو مسلم أو نصراني أو مسيحي، ( ) ليصبح الجميع إخوانا في القومية، ويصبح الدين لله والوطن للجميع. وكان هذا المطلب من جانب واحد، إذ إذن الإرساليات كانت تترى على المجتمع المسلم، ومنه المجتمع العربي، بشتى أشكالها وأساليبها.ومع هذا يطلب من الدعوة إلى الإسلام أن تتوقف من منطلق قومي جيء به ليحل محل الإسلام، لا ليحل محل الأديان جميعها، ذلك أن القومية إنما انطلقت على أيدي نصارى العرب. وتلك حالة مرت بها الأمة في زمن مضى. وقد آذن نجمها بالأقوال، حيث لم توفق في أن تكون هي البديل للإسلام. ونرى بوادر التخلص منها قد ظهرت منذ زمن على أيدي العلماء الذين نظروا للعربية على أنها مساندة للدين، لا منافسة له والمطلوب المزيد من هذا التصدي والمزيد من فضح الأساليب وتقديم الأدلة القوية والبراهين الواضحة على هذه الحملات التنصيرية رغبة في الإقناع، مع التثبيت الدائم من المعلومات الواردة لتقوى الحجة ويقوى قبولها.]
5 - التجارة والاقتصاد: والتجار ورجال الأعمال والموسرون مطالبون بالإسهام في التصدي للتنصير، سواء أكانوا في أماكن أعمالهم، أم في البلاد التي يتعاملون معها. فكما انتشر الإسلام في شرق آسيا وجنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا عن طريق التجارة ورجال الأعمال الأوائل، يمكن أن تستمر هذه الوسيلة مع وجود تحديات وبيئات وأساليب وطرق تختلف عن السابق. وهم مطالبون أن يكونوا قدوة في أعمالهم وتعاملاتهم وتعاملهم مع الآخرين من مسلمين وغير مسلمين، ذلك أنهم يمثلون ثقافة وخلفية ينظر إليها من خلالهم. وهذا مطلب المقل. إذ إن المهمات المناطة برجال الأعمال والتجار تتعدى مجرد القدوة إلى محاولة زرعها بالحسنى بين الفئات التي يتعاملون معها.
6 - شباب الأمة: وشباب الأمة يملكون الطاقة والقوة وشيئًا من الفراغ والرغبة، فيخوضون غمار المغامرة. ومع شيء من التوجيه يمكن أن يسهم الشباب في التصدي للتنصير والمنصرين عن طريق التطوع، فيكونون سندا للعاملين في مجالات الدعوة والإغاثة. ولا يشترط في الجميع أن يكونوا دعاة بالمفهوم الشائع للداعية، ولا يشترط أن يكونوا علماء يملكون زمام الفتوى، ولا يشترط أن يطلب منهم التغير السريع في المجتمعات التي يتطوعون للعمل بها، فكل هذه المتطلبات تترك للتخطيط والتنظيم والمسح.
7 - المؤسسات العلمية: وهناك مؤسسات علمية ومؤسسات تعليمية كالجامعات والمعاهد العليا ومراكز البحوث. وهذه منتشرة في أنحاء العالم الإسلامي، ويتوقع لها أن تسهم في مجال التركيز على الحملات التنصيرية، فتبين خطرها على الأمة عن طريق نشر الكتاب الذي يعالج هذه المشكلة، وعن طريق عقد الندوات والدعوة إلى المحاضرات والمؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية لوضع الخطط والاستراتيجيات لمواجهة التنصير، وعن طريق إصدار دورية علمية، وأخرى ثقافية تعينان بالتنصير وتتابعان تحركاته، حيث تخلو الساحة من هذه الإصدارات. (1) .
8 - رابطة العالم الإسلامي: ورابطة العالم الإسلامي تقوم بجهود مشهودة في سبيل الدعوة إلى الله تعالى. ويتطلع إليها المسلمون في بذل المزيد في مواجهة التنصير، بما تملك من قدرة على التأثير. وقدرة على الوصول إلى من يمكن فيهم التأثير، وإن لم تكن قادرة قدرة مباشرة على التصدي لهذه الحملات التنصيرية في المجتمع المسلم، ولكنها تسهم على أي حال في هذا المجال، وبخاصة أن أهدافها تنص على دحض الشبهات، والتصدي للأفكار والتيارات الهدامة التي يريد منها أعداء الإسلام فتنة المسلمين عن دينهم، وتشتيت شملهم وتمزيق وحدتهم والدفاع عن القضايا الإسلامية بما يحقق مصالح المسلمين وآمالهم، ويحل مشكلاتهم. وينتظر منها المزيد في اتخاذ الوسائل التي أعلن عنها، وذلك، مثلا، بإقامة لجنة، تحت مظلة الرابطة، تعني بظاهرة التنصير وتعمل على متابعتها ورصدها
9 - الجمعيات الإسلامية: والجمعيات الإسلامية المحلية الطلابية والمعنية بالجاليات والأقليات المسلمة في غير بلاد المسلمين، وبخاصة في أوروبا والأمريكتين هي أيضا مطالبة بالإسهام في المواجهة، إذا إن التنصير ليس موجهًا إلى المجتمعات المسلمة فحسب، بل إن الجاليات المسلمة تتعرض لهجمات تنصيرية مسعورة، فيها خطورة بالغة على الأجيال المسلمة القادمة.
10 - العلم بالنصرانية: ولا بد من التعرف على عقائد النصارى واختلافها باختلاف الطوائف من كاثوليكية وبروتستانتية وأرثودوكسية، بالإضافة إلى الطوائف الرئيسية الأخرى، وما بداخل هذه الطوائف الرئيسة من انقسامات ومواقفها من طبيعة المسيح عيسى ابن مريم ـ عليهما السلام ـ وأمه الصديقة مريم ـ عليها السلام ـ ومواقفها من عقيدة التثليث، ومواقف هذه الطوائف ـ من قضايا إيمانية تتعلق بنزول عيسى ابن مريم ـ عليهما السلام ـ آخر الزمان ـ ومسألة البعث والجزاء والحساب، وغيرها من معتقدات القوم المبثوثة في الأناجيل، قصدا إلى التنبيه لعدم الوقوع فيها، ورغبة في السيطرة على مفهوم التنصير عند الحديث عنه.( )
الخاتمة
وأخيرًا - أخي المسلم الَّذي يعتزُّ بإسلامِهِ - بعد كُلِّ هذا ذكَّرْنَاكَ بِهِ، لا نشُكُّ - إن شاء الله تعالى - أنَّهُ سيَصِيرُ عندَكَ يقينٌ بأنَّهُ يحب مواجهة التنصير بكل وسائله وأساليبه في بلاد المسلمين لما عرفت من خلال البحث من خطره العظيم على المسلمين وأهدافه الشريرة واستغلاله لفقر الشعوب واحتياجها إلى المال وقد ذكرك لك بعض سبل مقاومة الخطط التنصرية فقم بما يتاح لك فعله والله الموفق والمستعان
المراجع
- أصول التنصير في الخليج ، تأليف هـ. كونوي زيقلر ، ترجمة مازن مطبقاني ، نشر مكتبة ابن القيم في المدينة المنورة
- الموسوعة الميسرة ، إحدى إصدار الندوة العالمية للشباب الإسلامي
- التنصير، تعريفه أهدافه وسائله حسرات المنصرين: عبد الرحمن الصالح
- الوثيقة الإسلام الخطر ،
- التبشير والاستعمار ،
-التنصير، مفهومه وأهدافه ووسائله وسبل مواجهته علي النملة
- التنصير خطة لغزو العالم الإسلامي
- تنصير المسلمين ، تأليف عبد الرزاق ديار بكرلي ، نشر دار النفائس ، الرياض
- حقيقة التبشير،
- حقائق عن التبشير، تأليف عماد شرف
- شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم نشوان اليمني
- لسان العرب
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|