الانقياد و الاستسلام لأوامر الله حتى لو لم تظهر الحكمة (1ـ 2)
علي بن مختار بن محمد بن محفوظ
من أهم الدروس التي نتعلمها من فريضة الحج:
هو درس الانقياد والاستسلام لله -تعالى-، ولا يستفيد من هذا الدرس الحجاج وحدهم؛ بل هو درس لجميع المسلمين، فكل مسلم ينبغي أن يستسلم لأوامر الله -تعالى- دون البحث عن الحكمة من تشريع بعض العبادات، أو دون التفتيش في الأسباب، أو البحث عن العلل، أو دون اقتناع تام للعقل.
البحث عن الحكمة من تشريع بعض العبادات:
فالعقل يبدأ دوره منذ اختيار العقيدة والبحث في الإيمان بالله والدخول في الإسلام، ثم يبدأ بالسمع والطاعة والاستسلام لأوامر الله -تعالى- بعد ذلك، ولا ينتهي دور العقل ولكن ينتهي أمر البحث والتفتيش عن كل عبادة يقوم بها، ويرفض فعلها حتى تظهر له الحكمة من فعلها، ويمكن أن يبحث عن الحكم ويسأل ويناقش، وسيكتشف أن لكل جزئية من الفرائض أو النوافل التي افترضها الله علينا حكمة وهدف، فالمؤمن الحقيقي يستسلم لأمر الله وينفذ أوامر الله -تعالى- حتى لو لم يتبين له الحكمة من البداية، فهو يبحث عن الأمور العلمية التي تجعله يثق في الإسلام، ويتأكد بأن مصادر التلقي -من كتاب وسنة- لم تصب بالتحريف أو التزييف، ويمكن أن يبحث عن الحـِكم، وقد ذكرها العلماء لزيادة الإيمان وقوة اليقين.
وإن كانت الحـِكم مفيدة، والبحث عنها يزيد في إيمان المسلم، ويترسخ في قلبه أن ما جاء من عند الله - تعالى -كله حق، ولكن يناقش لماذا فرض الله هذا الأمر ولا ينفذه حتى يقتنع ويتدبر، فالمسلم اختار هذا الدين بإرادته واقتناعه، وسار على هذا المنهج باختياره، ودون ضغط من أحد: "لا إكراه في الدين" سورة البقرة، فقد سأل وتبين واختار هذه العقيدة، وسأل واستفسر عن أمور العقائد والإيمانيات والغيبيات، وعلم فيها الحكم وتعرف على الأسرار، فلما يدخل في التفصيلات ويتعلم العبادات؛ فعليه أن يهتم بالاستسلام والانقياد، سواء ظهرت له الحـِكم أم لا، وسواء اقتنع بفعل هذه الأنساك أو تلك العبادات أم لا، وهكذا هو المسلم يستسلم لأوامر الله، وإن كان بعض العلماء قد تتبع كافة الأحكام واستخرج منها الحـِكم، وتعرف على العلل.
فمثلا الأوامر والفرائض لكل منها حكمة قد تتبين وتظهر لبعض الناس وقد تختفي عن بعضهم، فالعقيدة السليمة التي اختارها الله -عز وجل- لعباده تجعل العبد يتعلق قلبه بالله، وحينما يؤمن بأركان الإيمان يجد أن لكل ركن حكم عديدة، وفوائد كثيرة تجعله يحيا مطمئنا، ومبتعدا عن الإشراك بالله، وحين يفكر في الحكم المترتبة على الإيمان باليوم الآخر، سوف يرى عجبا، ويحسن لنفسه، وللخلق أجمعين، فحين يؤمن بالحساب يشعر بأهمية ذلك خاصة عن تعرضه للظلم، وأيضا لو تأمل المسلم في العبادات لوجد أنها لصالحه، ولمنفعته، لتجعله قريبا من خالقه، وتهدأ نفسه، ويشعر بالسكينة، ويكتسب القدرة من خلال قربه من مولاه في حل المشكلات، والوقوف أمام العقبات التي تقابله.
وأيضا المحرمات التي حرمها الله -تعالى-، وذكرها الله -عز وجل- مفصلة في سورة الأنعام151، 152: (قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) فهل هذه المحرمات تحتاج لاقتناع أو نقاش، أم هي معروفة ومشهورة ومحل اتفاق بين جميع الأمم، وكل المناهج الأرضية العاقلة، ولا ينكرها إلا من فسدت فطرته، وتغيرت أخلاقه، وصار همه إرضاء شهواته، وتتبع ملذاته.
وقد لا يجد المسلم متسعا للبحث عن الحكمة من تشريع كل عبادة، فهنا يأتي دور الاستسلام، ويتعلَّم العبد أن ينصاع إلى أمر مولاه حتى لو لم يُدرك علَّة الأمر أو سببه، وهذا في الحقيقة أساس التسليم المطلق الذي يبتني عليه دين الإسلام.
الحكم العديدة في الحج:
فمن الذي يستطيع أن يفهم العلَّل والحكم من جميع أنساك الحج، ولماذا شرع الله -تعالى- هذا النسك، أو هذا الأمر، فأكثر الناس تخفى عليهم حتى الحكم والآثار العميقة، فعامة الناس قد يتفهَّمون الأمر بالزكاة -مثلًا- لمساعدة الفقراء، ولكن توجد حكم أخر عديدة للزكاة مثلا لا يعقلها إلا العالمون، ولكن كثيرا من الناس لا يتفهَّمون مناسك الحج، لذلك يتلمَّس العلماء الحكم بعد ربطها بالتاريخ لمعرفة أسبابها. ولكي ننجح في الاستسلام والتسليم لأوامر الله -تعالى- والانقياد والاتباع لسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- لا بد من الوقوف على بعض الأمثلة لبعض العبادات التي قد يتساءل عنها المسلم، ولا يتعرف على الحكمة إلا بعد فترة من البحث والتجربة، فكل تكليف له حكمة، قد يعلمها الإنسان، وقد لا يصل علمه إليها إلا بعد سنوات.
فقد شُرع الحج لما فيه من الأجر العظيم والمنافع الكثيرة والفوائد العديدة والمصالح الدينية والدنيوية، التي تعود على الفرد والجماعة بالخير والفلاح، فالحج مؤتمر إسلامي كبير، يلتقي فيه المسلمون حين يأتون إليه من كل فج عميق، من سائر أرجاء الدنيا من جنسيات مختلفة وألوان متعددة ولغات كثيرة، ليشهدوا منافع لهم، ويعظمون شعائر الله -تعالى-، وهم يلبسون لباساً متشابها، يقفون على صعيد واحد، والجميع يؤدون عبادة واحدة ويحرصون على الحج المبرور، ويتوجهون بإخلاص وصدق لرب واحد، لا فرق بين كبير وصغير، ولا غني وفقير، ولا أسود وأبيض، فكلهم سواسية ولا تفاضل بينهم إلا بالتقوى، وجاءوا لتحقيق الوحدة والأخوة الإسلامية، والتعاون في العمل على حل مشكلات المسلمين، وتكبدوا مشاق السفر لمحو الذنوب كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ" متفق عليه، وقد قدموا للقيام بأفضل الأعمال ــ بعد الإيمان والجهاد ــ وهو الحج المبرور للوصول إلى الجنة، كما في الحديث: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ. قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: "حَجٌّ مَبْرُورٌ" متفق عليه، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، ولكي يكون الحج مبرورا لا بد من الابتعاد عن اللغو والجدال، والرفث (الجماع ومقدماته) والفسوق(المعاصي)، كما في قوله - تعالى -: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَـتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يأُوْلِي الأَلْبَـبِ) البقرة: 197، ولا بد من الحرص على التقوى، و التخلق بالأخلاق الفاضلة، والحرص على حسن التعامل مع الناس، والإحسان إلى الخلق، وبكل هذا تتحقق مقاصد الحج.
مثال على الالتزام والانقياد والاستسلام لأوامر الله حتى لو تظهر الحكمة:
فما الحكمة من الإحرام من أماكن محددة، وفي أوقات محددة لا يمكن تغييرها فلماذا تؤدى المناسك في أوقات محددة على الرغم من الزحام: فبعض الخبراء من دول أجنبية اقترحوا لتخفيف الزحام أن يتم تقسيم الحج على يومين أو أكثر خلال السنة؛ لتخفيف الزحام عن هذه الأيام، والذي يتم الزحام الشديد فيها خلال خمسة أو ستة أيام، من اليوم الثامن من ذي الحجة إلى اليوم الثاني عشر لمن تعجل وانصرف من منى في ثاني أيام التشريق، أو من بقي لليوم الثالث عشر، فلماذا ننقاد ونطيع فعل الحج في هذه الأماكن وتلك المواقيت، على الرغم من شدة الزحام، وكثرة المنغصات التي تحدث بسبب الزحام؛ وهل للمسلم أن يختار الوقوف بعرفة مثلا في يوم آخر غير اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، بالتأكيد لا، ولن يتقبل منه حجه؛ لأنه يقتدي في حجه برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والذي قال: "خذوا عني مناسككم" رواه النسائي وصححه الألباني، وفي رواية لمسلم، عن أبي الزبير عن جابر، قال: رأيت رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - يرمي على راحلته يوم النحر، ويقول لنا: "خذوا مناسككم، فاني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه"، فالمسلم يستسلم ويطيع وينفذ أمر برسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى لو لم تظهر له الحكمة، وحتى لو تحمل بعض المنغصات، وصبر على بقية الحجاج، وتخلق بالأخلاق الحميدة، وحاول أن يجاهد نفسه، ويعلمها كيف تصبر وتتحمل، وكيف يحسن التعامل مع الآخرين، ويكون هدفه إرضاء الله - تعالى -، وهذا من حـكم وأغراض الحج في وقت معلوم، ومواقيت، وأماكن محددة.
والمواقيت هي مجموعة من المواعيد والأماكن التي شرعها الإسلام لأداء الحج فيها ولا يصح شيء من أعمال الحج إلا فيها، وهذه المواقيت تتعلق بالركن الأول للحج أو العمرة، فيجب الإحرام من الميقات، أو المواقيت التي حددها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويجب الذهاب للحج في الأوقات التي حددها الإسلام، وأراد أن يوفر لها الأمان والأمن والحماية، بأن جعل هذه الأماكن حراما أي يحرم الاعتداء فيها حتى على النبات والحيوان، وورد ذلك بأن جعل الله - عز وجل - هذه الأشهر أشهرا محرمة، كما في قوله - تعالى -: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ" سورة التوبة 36، وأيضا لكي يتوفر الأمن التام لا بد من تحريم الاعتداء خلال شهر ذي الحجة، بل قبل الحج بشهر وبعده بشهر؛ ليتمكن الحجاج من السفر والعودة، و من أداء مناسكهم في أمن وأمان.
وقد جعل الله - تعالى - مكة المكرمة آمنة؛ ليتمكن الناس من أداء تلك الشعائر دون وجود منغصات أو تهديدات أو خوف أو ترويع، ولما خاف المشركون من اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم لزعمهم أن العداوة زادت بانتشار دعوة الإسلام، ذكرهم بنعمته عليهم؛ ليحمدوا الله عليها وليتبعوا الرسول صلى الله عليه وسلم، فمن كان قادراً على إحضار جميع ألوان الأطعمة والثمرات إليكم ألا يكون قادرا على حمايتكم وأمنكم (وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) القصص: 57. ثم من الذي وفر الأمن والحماية لكم ولبيته الحرام من جيش أبرهة الكبير، ومن الذي لجأتم إليه للشعور بالأمن وعدم الخوف، فكما خلصكم وحمى بيته وأرسل جنوده فسيحمى نبيه وينصر دينه ويشعركم بالأمن والطمأنينة (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً) البقرة: 125.
وتفضل الله - سبحانه - فجعل حرمه آمنا، فحرم الاعتداء والعدوان في مكة حتى على الشجر والنباتات النافعة، وحرم ترويع الآمنين حتى الحيوانات غير الضار، وقد عظم أهل الجاهلية هذه البقاع الطاهرة واحترموا حرمتها فكان الرجل في أيام الجاهلية قبل الإسلام يرى قاتل أبيه لجأ للحرم فلا يؤذيه، وقد أقر الإسلام ذلك وزاد في مكانتها وفضلها وبين علو منزلتها.
الحكمة في اشتراط العمرة أو الحج من الميقات:
وفي هذا اتباع لأوامر الله - تعالى -، فنجد الحاج والمعتمر ينقاد و يستسلم لأمر الله ولا يسأل ما الحكمة في اشتراط النية للعمرة أو الحج من الميقات المحدد، وإن كان هناك حكمة بليغة، وهي أن الإسلام يربي أبنائه على احترام النظام والوفاء بالمواعيد، فلا يتجاوز من يريد الحج والعمرة هذه الأماكن إلا بعد الإحرام وهو نية الدخول في النسك، ولا يحج إلا في الأوقات التي شرعها الإسلام، ولكنه شرع أداء العمرة في أي وقت من العام، ويربي الإسلام أبنائه على احترام النظام والتقيد بالمواعيد طوال العام أيضا، فلا تصح الصلاة إلا إذا دخل وقتها، ومن شروط صحتها أيضا التوجه للقبلة أي لمكة أو لبيت الله الحرام.
فالمواقيت تزيد من تعويد المسلم على احترام المواعيد، سواء كانت مكانية أو زمانية، فلا يتجاوز المسلم الميقات إلا بإقامة عبادة معينة في توقيت معين، فالإسلام دين يحترم المواعيد ويحافظ على النظام، ثم الوقوف بالميقات وخلع الملابس وفعل سنن وآداب تشبه الأمور التي تفعل عن تغسل الميت، ولبس ملابس تشبه الكفن الذي سوف يلف به الميت، فكل هذا يذكر المسلم أنه سوف يأتي عليه يوم يتوقف فيه زمنه، وتقوم قيامته، وتنتهي حياته، ولن ينفعه حينئذ إلا العمل الصالح، والفرصة ما زالت سانحة فلنحسن استغلال الوقت قبل هجوم الموت، ثم بعد نية الإحرام يلتزم بالابتعاد عن مجموعة من الأمور، أو يتجنب بما يعرف بمحظورات الإحرام، وينفذ ذلك دون البحث عن الحكم، ولكن لو تأملها لعلم أن لها حكما بليغة؛ لأن الإسلام يريد أن يعلم الحجاج والمعتمرين دروسا من تجنب محظورات الإحرام، فهي تدرب المحرم سواء كان معتمرا أو حاجا على منع نفسه عن بعض الأمور التي هي في الأصل حلال، فيسهل عليه الابتعاد عن المحرمات فيما بعد، فإذا نجح في منع نفسه من ارتكاب المحظورات تقوى إرادته، ويستطيع أن يتحكم في شهوته التي إذا فشل الإنسان في كبح جماحها سيكون عبدا لها، فمن الناس من لا ينجح في مجاهدة نفسه فيصير عبداً للمال أو الشهوة أو غير ذلك، ثم إن الامتناع عن فعل هذه المحظورات ينشط الذاكرة ويقوى الحفظ ويربي الإرادة عل قوة التحكم والسيطرة على الشهوات، فكلما هم المحرم بفعل محظور ذكر نفسه أنه الآن ممنوع لحكمة وهدف تربوي مقنع.
وفي الحلقة الثانية: بإذن الله - تعالى -، نتوقف مع أمثلة أخرى مهمة للتأكيد على درس الانقياد والاستسلام لأوامر الله - تعالى -، دون السؤال عن الحكمة، ومن ظهرت له الحكمة فهو يزداد إيمانا، ويترسخ اليقين في قلبه، بأنه على طريق الاستقامة.
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك