تخريج حديث: (لما نزلت: ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه)
الشيخ طارق عاطف حجازي
عَنْ عِكْرِمَةَ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85] الْآيَةُ، قَالَتِ الْيَهُودُ: فَنَحْنُ مُسْلِمُونَ، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ: فَحَجّهُمْ؟ فَقَالَ لَهُمْ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «حُجُّوا» فَقَالُوا لَمْ يُكْتَبْ عَلَيْنَا وَأَبَوْا أَنْ يَحُجُّوا قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: ﴿ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97] قَالَ عِكْرِمَةُ: مَنْ كَفَرَ مِنْ أَهْلِ الْـمِلَلِ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ.
تخريج الحديث:
[1] إسناده ضعيف لإرساله: أخرجه سعيد بن منصور (506)، والشافعي في «الأم» (2/ 93)، والبَيهَقِيُّ في «السنن الكبرى» (4 /324)، و«المعرفة» (2 /245)، وابن أبي عمر في «الإيمان» (9) بتحقيقي، والفاكهي في «أخبار مكة» (784)، والطبري في «تفسيره» (7357، 7358)، وابن أبي حاتم في «تفسيره» (3875)، وغيرُهُم من طريق سفيان، عن ابن أبي نجيح، عَنْ عِكْرِمَةَ، به.
قُلتُ: وقد زاد ابن أبي عمر في الإسناد مجاهدًا بين ابن أبي نجيح وعكرمة، ورواه الفاكهي من طريقه، فذكره بإسقاط مُجَاهِدٍ، وتصريح ابن أبي نجيح بالسماع من عكرمة، فالذي يظهر أن هذا هو الصواب، وأن ما جاء في كتاب «الإيمان» لابن أبي عمر، خطأ.
وإسناده ضعيف لإرساله، وابن أبي نجيح ربما دلس، ولم يصرح بالسماع هنا، وقد وقع في تفسير ابن أبي حاتم «ابن جريج» بدل «ابن أبي نجيح»، لكنه تصحيف، وقد جاء على الصواب في الـمخطوط (2/ ل 49/ب).
وأخرجه ابن جرير (7356) من طريق شبل، عن ابن أبي نجيح، قال: زَعَمَ عِكْرِمَةُ: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ﴾ فَقَالَتِ الْمِلَلُ: نَحْنُ الْـمُسْلِمُونِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97] «فَحَجَّ الْمُسْلِمُونِ، وَقَعَدَ الْكُفَّارُ».
وأخرجه ابن جرير أيضًا (7518) من طريق عيسى بن ميمون، وابن أبي حاتم (913) من طريق ورقاء، كلاهما (عيسى وورقاء) عن ابن أبي نجيح، به.
وأخرجه الفاكهي في «أخبار مكة» (783) من طريق ابن جُرَيْجٍ قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ﴾ قَالَتِ الْيَهُودُ: فَنَحْنُ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَمَاذَا يَبْغِي مِنَّا مُحَمَّدٌ؟ فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل حَجًّا مَفْرُوضًا: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ الْآيَةَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْحَجُّ».
قُلتُ: وإسناده ضعيف لإبهام الواسطة بين ابن جريج وعكرمة، وعزاه السيوطي كما في «الدر المنثور» (2 /276) لعبد بن حميد، وابن المنذر أيضًا، والفريابي كما في «العجاب» لابن حجر (2 /719)، والله أعلم.
المصدر...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك