02-01-2016, 03:34 PM
|
مدير عام
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 376,634
|
|
حذف ترجمة الشيخ محمد بن عبدالوهاب من كتاب الشطي أوقع الدكتور العثيمين في هذا الخطأ !
بسم الله الرحمن الرحيم
قام الأستاذ فواز الزمرلي – وفقه الله – بإعادة طبع رسالة " مختصر طبقات الحنابلة " ؛ للشيخ جميل الشطي - رحمه الله - ، عام 1406 هـ ، ولكنه اجتهد في حذف ترجمة الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله - ؛ نظرًا لما فيها من تجنٍ واتهامات باطلة ، ثم جعل بدلها ( ص 150 – 169 ) ترجمة الشيخ من كتاب " علماء نجد .. " ؛ للشيخ عبدالله البسام - رحمه الله - .
وأرى أنه كان الأولى والأصوب أن يُبقي على ترجمة الشطي للشيخ محمد ، ويُعلق على ما فيها من مؤاخذات في الهامش ، ثم في نهايتها يضع هامشًا يقول فيه – مثلاً – : ( وهذه ترجمة الشيخ محمد بن عبدالوهاب أنقلها من كتاب " علماء نجد " للشيخ البسام ؛ ليتضح للقارئ حقيقة دعوة الشيخ ، بعيدًا عن الافتراءات التي وردت في ترجمة الشطي - ثم ينقلها - ) ، فيجمع بين : إبقاء نص المؤلف الشطي كما هو ، وإفادة القارئ بالحقيقة ، وأيضًا : لا يُوقع الآخرين في الخطأ ؛ حيث سيظن بعضهم أن الشطي لم يُترجم للشيخ محمد ، وأن المحقق استدرك هذا .
وهذا ما وقع فيه الدكتور المؤرخ المحقق عبدالرحمن العثيمين – رحمه الله – ، وهو من هو ، بسبب صنيع المحقق ؛ فقد قال في مقدمة تحقيقه لرسالة " السحب الوابلة " ؛ لابن حُميد ( 1 / 99 - 100 ) : ( وألّف الشيخ جميل الشطي " مختصر طبقات الحنابلة " ، لخّص فيه مؤلفات سابقيه ، واعتمد في تراجم المتأخرين منهم على كتاب لعمه محمد مراد " مسودة في طبقات الحنابلة " ، وتراجم المتقدمين منهم اختيارات مختصرة غير مفيدة ، ويظهر أن له تأثرًا ما بابن حُميد ، أو هما معًا على منهج واحد في معاداة الدعوة السلفية ، التي قام بها الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله - ، فلم يُترجم له ، ولا لكثير من دعاة الدعوة وعلمائها – رحمهم الله - ) .
قلت : وقد عدت للطبعة الأولى من رسالة " مختصر طبقات الحنابلة " ؛ لجميل الشطي ، المطبوعة في مطبعة الترقي بدمشق عام 1339 هـ ، وفيها ترجمة الشيخ محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله – ( ص 137 – 140 ) .
وهذا استعراض لما فيها مع التعليق المختصر :
-قال الشيخ جميل في أولها : ( لم يذكره المؤلف الغزي في طبقاته هذه ، وإنما ذكره العم الفاضل مراد أفندي الشطي في رسالة انتقاها من كتاب " أبجد العلوم " للعلامة الشهير صديق حسن خان ، ملك بهوبال ، فقال ما خلاصته : - ثم نقل مراد شيئًا من ترجمة صدّيق للشيخ محمد ) .
تعليق : صدق الشطي ؛ فالغزي لم يترجم للشيخ محمد – رحمه الله – في كتابه " النعت الأكمل " رغم أنه على شرطه ! قال محققا كتابه الدكتور مطيع الحافظ ، والدكتور نزار أباظه في مقدمة الكتاب ( ص 19 ) : ( وقفنا على بعض تراجم قليلة لم يذكرها الغزي ؛ لأنها لم تتصل به على ما يبدو ، فأنزلناها في مكانها ضمن الطبقات ) ، وأظن السبب ليس ما قالا ؛ لأنه يُستبعد أن لايكون قد عرف شيئًا عن الشيخ محمد ، رغم الدويّ الذي أحدثته دعوته السلفية ، داخل الجزيرة وخارجها . بل السبب هو مخالفته للشيخ في عقيدته السلفية ، التي جعلته يتجاهله - للأسف - ، ويشهد لهذا أن الغزي له مؤلّف في مدح الشيخ الصوفي صاحب " وحدة الوجود " : عبدالغني النابلسي ، عنوانه " المورد الأنسي والوارد القدسي في ترجمة العارف بالله عبدالغني النابلسي " ، وأيضًا له علاقة ودية ومراسلات مع أعداء الدعوة السلفية ؛ كمحمد بن فيروز ، الذي طلب منه الغزي أن يُرسل له تراجم مشايخه وتلاميذه ؛ ليُضيفهم في كتابه " النعت الأكمل " ، ( انظر : السحب الوابلة : 3 / 975 – 976 ) . ولأجل هذا التجاهل قام محققا الكتاب – جزاهما الله خيرًا – بوضع ترجمة جيدة للشيخ محمد في مكانها المناسب ( ص 335 – 337 ) لخصاها من " الأعلام " للزركلي ، و " أعيان القرن 13 " ؛ لمردم بك ، و " مشاهير علماء نجد " ، و " محمد بن عبدالوهاب " ؛ للشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله - .
-بعدها ذكر جميل الشطي أنه اطلع على 4 رسائل للشيخ محمد ؛ أرسلها لجده حسن الشطي ؛ ليُعلق عليها ، فكتب جده على واحدة منها : ( قد تأملت هذه الرسالة المشتملة على تضليل وتكفير المسلمين ، وتحليل دمائهم وأموالهم .. وردها واضحٌ لمن كان من أهل الفضل ، فهي كغيرها من رسائلهم في ذلك ، فلا حاجة إلى الإطالة ) ! ثم أحال إلى أحد كتب أعداء الدعوة ؛ " الصواعق والرعود " ؛ لابن داود ، ثم قال : ( وقد أخمد الله فتنتهم ، وشتت شملهم ، وبقيت بقية من شيعتهم ؛ لأمرٍ أراده الله تعالى ) !!
تعليق : لم يذكر حسن الشطي اسم رسالة الشيخ محمد – رحمه الله - ، التي علّق عليها ، ولا شيئًا مما فيها ! واكتفى بهذه الشنشنة واللطمية التي اعتدناها من أعداء الدعوة السلفية ، بأن أهل السنة السلفيين يُكفرون المسلمين .. الخ ، وهو – كغيره من الصوفية - يقصدون بالمسلمين : عُبــّاد القبور ، ودعاة الأموات من دون الله ! وهذه الطريقة لا تُغني في النقاش ، وبيان الحق. حيث كان المفترض من حسن الشطي أن يذكر ما قاله الشيخ محمد بنصه ، ثم يعترض عليه بما شاء ؛ ليعلم القارئ مع أيهما الحق ، الذي يؤيده الدليل الشرعي . ثم
-قال جميل مؤيدًا جده ! : ( وما زالوا مستمرين في سلطتهم وبغيهم ، يُكفرون المسلمين ) ! ( فهم وصمة في مذهبنا النقي ) !
ثم قال : ( ولم تزل نعرتهم فاشية ، ودعوتهم متمادية ؛ حتى سرت إلى كل فؤاد ، وذكرها الناس في كل ناد .. ) .
تعليق : بل هم مفخرة من مفاخر الحنابلة ، ولو طال الزمان بجميل ؛ لرأى الدعوة السلفية قد طبّقت الآفاق – ولله الحمد والمنة - ؛ لأنها الدين الذي تكفل الله بحفظه ونصرته ، سواء بمن يصفهم بالوهابية ، أو بغيرهم .
-ثم وصفهم بالخوارج ، وحذّر من تكفير المسلمين .. الخ الشنشنة..
-ثم قال : ( أفرطت الطائفة الأخرى في حشوها وجمودها ، ومكابرتها ، وتقليدها ، والحق لا يزال بين الإفراط والتفريط ، ومن نحو هذا الاعتدال كان مشرب أستاذنا العلامة الشيخ جمال الدين القاسمي ، قدّس الله روحه ) .
-ثم ذكر من رد على دعوة الشيخ من أهل دمشق ؛ كعطا الكسم ، ومصطفى الشطي .
-ثم ختم الترجمة بقوله : ( كفانا الله الجدال ، ورزقنا الاعتدال ، في كل الأحوال ) !
تعليق :
سيأتي إن شاء الله ماذا يقصد بالحق الذي هو بين الإفراط والتفريط ، عند استعراض رسالته " الوسيط بين الإفراط والتفريط " .
وذكره لشيخه جمال الدين القاسمي إقحامٌ غير مناسب ؛ لأن القارئ قد يفهم منه أن القاسمي على طريقة تلميذه جميل الشطي في افتراءاته السابقة وحنَقه على دعوة الشيخ محمد ، كما تشهد له عباراته ، وهذا مما يُجلُّ عنه الشيخ القاسمي – رحمه الله - ، فلم يؤثر عنه شيءٌ من هذا " الغل " على الدعوة السلفية ، بل هو معدود من ( أنصارها ) في المسائل الكبار التي خالفت فيها عُبّاد القبور ، وإن كانت له أخطاء في أمورٍ أخرى ، يجدها القارئ في مقدمة تحقيقي لرسالة تلميذه الشيخ بهجة البيطار – رحمه الله – " نقد عين الميزان " ، هنا :
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=6814
يقول القاسمي – مثلاً – عند تفسير قوله تعالى : ( قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا ) :
( تنبيه : قال ابن كثير : حكي في القائلين ذلك قولان : أحدهما : أنهم المسلمون منهم ، والثاني : أنهم المشركون . والظاهر أنهم هم أصحاب النفوذ . ولكن هل هم محمودون أم لا؟ فيه نظر . لأن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لعن الله اليهود والنصارى ، اتخذوا قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ، يحذر ما فعلوا ". انتهى
وعجيب من تردده في كونهم غير محمودين ، مع إيراده الحديث الصحيح بعده ، المسجل بلعن فاعل ذلك ، وهو أعظم ما عُنون به على الغضب الإلهي والمقت الرباني ، والسبب في ذلك أن البناء على قبر النبي والولي مدعاة للإقبال عليه والتضرع إليه . ففيه فتحٌ لباب الشرك وتوسلٌ إليه بأقرب وسيلة . وهل أصل عبادة الأصنام إلا ذلك؟ كما قال ابن عباس في قوله تعالى : " وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا " ، قال : هؤلاء كانوا قوما صالحين في قومهم ، فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ، ثم صوروا تماثيلهم ، فلما طال عليهم الأمد عبدوهم .
فهؤلاء لما قصدوا الانتفاع بالموتى ، قادهم ذلك إلى عبادة الأصنام . قال الإمام محمد بن عبد الهادي عليه الرحمة ، في كتابه " الصارم المنكى " بعد إيراده ما تقدم : يوضحه أن الذين تكلموا في زيارة الموتى من أهل الشرك ، صرحوا بأن القصد هو انتفاع الزائر بالمزور ، وقالوا : من تمام الزيارة أن يعلق همته وروحه بالميت وقبره .
فإذا فاض على روح الميت من العلويات الأنوار ، فاض منها على روح الزائر بواسطة ذلك التعلق والتوجه إلى الميت ؛ كما ينعكس النور على الجسم الشفاف ، بواسطة مقابلته
وهذا المعنى بعينه ، ذكره عُباد الأصنام في زيارة القبور ، وتلقاه عنهم من تلقاه ممن لم يُحط علمًا بالشرك وأسبابه ووسائله ، ومن هاهنا يظهر سر مقصود النبي صلى الله عليه وسلم بنهيه عن تعظيم القبور واتخاذ المساجد عليها والسُرج . ، ولعنه فاعل ذلك ، وإخباره بشدة غضب الله عليه ، ونهيه عن الصلاة إليها ، ونهيه عن اتخاذ قبره عيدًا ، وسؤاله ربه تعالى أن لا يجعل قبره وثنًا يعبد . فهذا نهيه عن تعظيم القبور ، وذلك تعليمه وإرشادة للزائر أن يقصد نفع الميت والدعاء له والإحسان إليه ، لا الدعاء به ولا الدعاء عنده ...- ثم أطال النقل عن ابن عبدالهادي رحمه الله - ) .
وانظر أيضًا : تفسيره لقوله تعالى في سورة النساء : ( إن الله لا يغفر أن يُشرك به .. ) .
-وأما ذكره لبعض من رد على الدعوة السلفية ؛ فهو مقابـَلٌ بمن انتصر لها ، وهم كثير – ولله الحمد - .
-وقوله : (والحق لا يزال بين الإفراط والتفريط ) ألّف لأجله رسالته " الوسيط بين الإفراط والتفريط " ، وهي رسالة صغيرة في 20 صفحة ، ادعى فيها أنه سيكون حكمًا عدلاً بين الدعوة السلفية ومناوئيها .
وهذا استعراضٌ لها مع التعليق :
-ذكر في مقدمتها ( ص 2 ) أن مسائل من يصفهم بالوهابية تنقسم إلى 3 أنواع : الأول : تصح في مذهب الحنابلة ، والثاني : أخذوها من ابن تيمية ، والثالث : ( أمهاتها مذهبٌ قام به ابن عبدالوهاب ) .
وأنهم قاموا بـ( تسمية جماعتهم موحدين ، وتسمية سائر المسلمين مشركين ، يستبيحون دماءهم وأموالهم ) ! وهذا كذبٌ صُراح ، يرده قول الإمام محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله - : ( وأما التكفير ؛ فأنا أكفر من عرف دين الرسول ثم بعد ما عرفه سبه ونهى الناس عنه وعادى من فعله ، فهذا هو الذي أكفره ، وأكثر الأمة ولله الحمد ليسوا كذلك ) . " الرسائل الشخصية " : 5 / 37 ) .
ثم ذكر أن الخلاف الأساس بين الدعوة السلفية وخصومها ، هو في ( مسألة التوحيد والشرك .. والتوسل بالأنبياء والصالحين ، وزيارة قبورهم ) .
-ثم استعرض ( ص 3 – 5 ) باختصار أدلة الفريقين ، وأنه ( ليس في عامتنا ، فضلاً عن خاصتنا ، من يدعو غير الله تعالى ) ! ثم قال رأيه في مسألة الاستغاثة بالأموات ( ص 5 ) : ( فالدعاء والسؤال من الله تعالى ، والتوسل بحقهم عليه ، وجاههم لديه ، ولا نطلب منهم ما لا يُطلب إلا من الله ؛ كالشفاء والرزق ، فإن فعَل ذلك مع اعتقاد التأثير كُـفّـر وشُرّك ، وبدونه غير مشروع ) .
فهو يرى أن من دعا الأموات ، وهو يعتقد أن لا تأثير لهم ، وأن التأثير من الله ؛ فلا يكفر ! وهذه فلسفة لجأ إليها القبوريون لتسويغ شركهم ، فكيف فاتت عليه ؟ وإلا فهل يلجأ عاقلٌ إلى الميت ، ويستغيث به ، يتوجه إليه في كربته وشدته ، وهو لا يعتقد تأثيره ؟! إذن لماذا لا يلجأ لله تعالى مباشرة ؟ وهو القائل سبحانه : ( وإن يمسسك الله بضرٍ فلا كاشف له إلا هو ) ، وغيرها من الآيات الصريحة في وجوب إفراد الله بالعبادة ، ومنها الدعاء ، والتي لم يعد يجهلها مسلم .
وشبهة التأثير هذه قد أجاب عنها علماء السنة في مؤلفاتهم الكثيرة ، التي صنفوها في بيان التوحيد ، والرد على القبوريين .
وتجد إبطالها في هذه الرسالة المهمة : " الشرك في القديم والحديث " ؛ للشيخ أبوبكر زكريا ، هنا :
http://waqfeya.com/book.php?bid=835
-ثم راح الشيخ جميل ينعى على الدعوة السلفية جعلها المسلمين كالمشركين .. الخ الشنشنة .
-ثم تحدث عن البدع ، وانقسامها إلى 5 أقسام ..الخ .
-ثم قال ( ص 8 ) : ( ومن مسائلهم : التوسع في مسألة الاجتهاد .. وهي نغمة شرعها لهم إمامهم ابن عبدالوهاب ) !
وهذا كذبٌ عليهم ، بيانه هنا :
http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=181320
-ثم قال ( ص 9 ) : ( ومن مسائلهم : إنكار الإجماع والقياس ) !! وهذه الكذبة يُغني ذكرها عن ردها .
ومثلها قوله ( ص 9 ) : ( ومن مسائلهم : إنكار الكرامات ) ! ولعله يقصد بها خرافات الصوفية :
http://www.al-angarie.com/showbook-20.html
-ثم قال ( ص 9 ) : ( ومن مسائلهم : تكفير من حلف بغير الله ، أو نذر لغير الله ، أو ذبح لغير الله ) .
أما تكفير من حلف بغير الله ؛ فهو كذبٌ عليهم :
http://www.alifta.net/fatawa/fatawaD...&********name=
وأما النذر والذبح ؛ فنعم ، وهذا ما جاءت به الأدلة ، التي هي الحاكم على كل مسلم :
http://www.binbaz.org.sa/node/9839
-ثم قال ( ص 9 ) : ( ومن مسائلهم : تحريم شرب الدخان .. وربما سمعنا أنهم كفّروا به أناسًا وقتلوهم ) !!
أما التحريم ؛ فنعم ، وهذا ما شهد له الطب الحديث - كما هو معلوم الآن - ، وأما التكفير والقتل ؛ فهو من باب ( زعموا ) ! والعجَب من الشيخ جميل الذي نصَب نفسه للحكم اعتماده على مثل هذه الأكاذيب .
-ثم قال ( ص 10 ) : ( هذا مجمل ما عرفناه من مسائل الوهابيين التي تهوروا فيها ) ، ثم اعترف بديانتهم وبعدهم عن المنكرات ، ومحافظتهم على الصلوات ، وحرصهم على الكسب الحلال ، ولكنه يخاف عليهم ( أن يكونوا كأولئك الخوارج ) !
-ثم ( ص 12 – 14 ) تعرّض لنقد الجامدين من خصوم الدعوة السلفية ، وشيئًا من تعصبهم المذهبي ، وبُعدهم عن ترجيح الدليل الصحيح إذا ما خالف مذاهبهم . وقد أجاد – رحمه الله - .
-ثم ختم بقوله ( ص 14 ) : ( بهذا التوسط والاعتدال يزول الاختلاف ، ويحصل الائتلاف ) .
-ثم نشر ( ص 16 – 20 ) ترجمة الشيخ صدّيق حسن خان للشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - ، من كتابه " أبجد العلوم " ، وحذف منها مدح الشيخ محمد بن ناصر الحازمي - رحمه الله – للشيخ محمد وأتباعه في مسائل الصفات .
قلت : وترجمة الشيخ صدّيق للشيخ محمد في أبجد العلوم ( 3 / 194 – 201 ) جيدة في الجملة ، إلا نقله عن الشيخ محمد بن ناصر الحازمي - رحمه الله - إن صح عنه - أن مما يؤخذ على الشيخ محمد ( تكفير أهل الأرض و التجاري على سفك الدم المعصوم) !!
وقد سبق بيان هذا الافتراء من كلام الشيخ محمد – رحمه الله - ، وللمزيد :
http://waqfeya.com/book.php?bid=1875
وليُعلم : أن الشيخ الحازمي – رحمه الله – قد سار على ما سار عليه شيخه الشوكاني – رحمه الله - ، من جهره ومناصرته لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب السلفية ، ومبادئها ، وقد ألّف في هذا رسالته الشهيرة " إيقاظ الوسنان " التي يقول فيها عن الشيخ محمد ( ص 143 ) : ( أما العلماء الذين هم علماء ؛ فإنهم قبلوا دعوته ، ولم ينتقدوا عليه شيئًا فيما قام به من بيان التوحيد .. – إلخ مدحه للدعوة السلفية - ) ، ويقول فيها ( ص 151 ) : ( إن هذا الشيخ ومن تبعه ، لم يُقاتل مسلمًا ، ولم يسفك دمًا حرامًا ) ، وهذا يُناقض ماذكره صدّيق عنه ، إلا أن يكون ما نقله صدّيق قاله الحازمي قبل أن يتبين له قولهم في مسألتي التكفير والقتال .
http://www.al-tawhed.net/Books/Show.aspx?ID=790
ختامًا
رسالة الشيخ جميل – رحمه الله – " الوسيط .. " لا تصلح أن تكون حكَمًا بين أتباع الدعوة السلفية وخصومهم ؛ لما جاء فيها من الافتراءات عليهم ، كما سبق ، ولما عُلم عنه – رحمه الله – من " حنقٍ " عليهم ، كما في ترجمته للشيخ محمد في " مختصر طبقات الحنابلة " – كما سبق - ، وأظنه بسبب بيئته وأسرته الصوفية ، التي حجزته عن التجرد الكامل للحق ، إضافةً إلى خطئه في الحكم على المستغيثين بالأموات . وكان الأحرى به أن ينقل أقوال الشيخ محمد وعلماء الدعوة من كتبهم ، ويفهمها حق الفهم ، ثم يقول رأيه ؛ ليكون ( مُنصفًا ) في حكمه عليهم ، والله الهادي ..
المصدر... ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك
|