وقد خاب من حمل ظلما كتاب الكتروني رائع ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
وقد خاب من حمل ظلما أبوالمعاطي محمد عبده
الظلم مرتعه وخيم، وعاقبته وبيلة، هو منبع الرذائل، ومصدر الشرور، يأكل الحسنات، ويمحق البركة، ويجلب الويلات، يورث العداوات، ويسبب القطيعة والعقوق، متى فشا الظلم في أمة وشاع فيها أهلكها، ومتى حل في قرية دمرها، ولو بغى جبل على جبل لدك الباغي منهما، وهناك ظلم عند الأفراد، وظلم عند الأمم والجماعات قال الله الواحد القهار : " وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً " ، فأين الأمم الظالمة القاهرة ، الغابرة الظاهرة ؟ لقد نزلت بهم الفواجع ، وحلّت بهم المواجع ، فمهما بلغت قوّةُ الظلوم ، وضعفُ المظلوم ، فإنَّ الظالم مقهور مخذول ، مصفّد مغلول ، وأقربُ الأشياء ، صرعة الظلوم ، وأنفذ السهام ، دعوة المظلوم ، يرفعها الحيّ القيوم ، فوق عنان الغيوم