الغض من أبصارهن وحفظ فروجهن . وعدم الضرب بأرجلهن

[ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران]

الغض من أبصارهن وحفظ فروجهن . وعدم الضرب بأرجلهن
************************************************** **********************************************
................
الغض من أبصارهن وحفظ فروجهن
المرأة المؤمنة أمرها الله أن تغض من بصرها وتحفظ فرجها لكى تظل طاهرة نقيّة غير ملطخة أو مدنّسة ..
والغض من البصر ليس معناه إقفال عين المرأة عن النظر أو إطراق رأسها وتنكيسه إلى الأرض ..
فلقد حث الله جميع عباده ( رجالاً ونساءً ) إلى النظر والتأمل فى الخلق والتدبر والتفكر فى الكون ليرواْ آيات الله ومعجزاته فى أرضه وسماواته
وليرواْ بديع صنع الله وصَنعته والحجة الناطقة فى قدرته فيزداد الذين آمنوا إيماناً ويوقن الذين اتبعوا الباطل بوحدانيته .. فقال جل شأنه :
{ قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ }
................
فالمرأة مأمورة بعبادة الله .. ومأمورة بالعلم والتعلم وبالنظر والتأمل والتفكر والتدبر .. شأنها فى ذلك شأن الرجل .. ولكن :
لايجوز للمرأة أن تجعل سلوكها كسلوك الرجل .. أو تحاول اللحاق بالرجل .. أو أن يكون لها دور كدور الرجل ..
فتمام كمال المرأة أنها امرأة . وتمام كمال الرجل أنه رجل . كل منهما يكمّل الآخر . ولكل منهما دور يؤديه حسب صفاته وخصائصه التى خلقها الله .
ومن خالف ذلك فهو جاهل لذاته وغريب عن نفسه وتحقير لخلْقه ونقص فى عقله وهدم وتخريب لفطرة الله .. يقول سبحانه :
{ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى }
................
وغض البصر بالنسبة للمرأة هو الكف من بصرها ونظرات عيونها حال قضاء حاجاتها أو إدارة شئونها ..
فلقد أباح الله للمرأة حرية التصرف فى أموالها وفيما تملكه . فلها أن تبيع وتشترى . ولها أن تهب وتوصى . وأن تتبرع وترهن .
وتؤجر وتستأجر . طالما كانت أهلاً لتصرفاتها وللعقود التى تقوم بإبرامها ..
وجعل الله الذمة المالية للمرأة منفصلة ومستقلة عن الذمة المالية للرجل .. وأمرهن الله بأداء الزكاة فقال : { وَآتِينَ الزَّكَاةَ } ..
وأخبرنا الله بأنهن كالرجال يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ..
{ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ }
................
فعلى المرأة المؤمنة حال ممارسة أمورها وشئون حياتها أن تحد وتغض من نظرات عيونها عن كل من هو أجنبى عنها ..
وألا تتعمد بنظراتها الإتيان بما يؤدى إلى الإغراء أو الإثارة أو بما يكون من شأنه تحريك الشهوات أو الغرائز ..
وألا تقوم دون خجل أو حياء بالتحديق أو التركيز أو التدقيق لأىٍ من المتطفلين والدخلاء .. وألا تطيل النظر إليه أو تعاوده
وتكرره بهدف سوء القصد أو التحريض على الفتنة .. سبحانه وتعالى : { يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ } ..
وعليها أن تتغاضى وتتغافل عمن استحوذ عليهم الشيطان وأن تخفض بصرها عنه وتصرفه وتبتعد عنه وتتجنب رؤيته ..
................
البصر نعمة من نعم الله وجب الحفاظ عليه طاعة لله وصفاء ونقاء للمرأة وطهارة لقلبها وحفظاً لفرجها ووقاية من عذاب الله ..
فعلى المرأة المؤمنة حماية بصرها مما حرم الله ..
سواء كان بالعيان والمشاهدة أو عبر الهواتف أو الحواسب أو المشاهد التمثيلية أو الإباحية أو من خلال مواضع الشياطين وأماكن المنكرات
والمفسدات أو غير ذلك مما استجد وما يستجد من الطرق والوسائل الحديثة .. لما ينجم عن ذلك من آفات وموبقات ومهلكات ..
................
وإذا كانت المرأة المؤمنة .. مأمورة بغض البصر . إلا أنها فى وجود الخاطب فهى غير مأمورة لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فى الحديث النبوى الشريف بجواز نظر الخاطب إلى مخطوبته ونظر المخطوبة إلى الخاطب ..
فلقد شرع الله الزواج بين الرجل والمرأة . وحرم الزنا وما شابهه ( من سفاح أو بغاء أو شذوذ ) وأمر الله كافة عباده بالبعد والإبتعاد
عنه واجتناب كل ما يؤدى أو يمهد إليه حتى لاينزلقوا إلى هذا الإثم والجرم العظيم ..
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما تركت بعدى من فتنة أضرّ على الرجال من النساء ) .. متفق عليه .
................
فالزلات تجرى مع الأنفاس والنفس بالسوء أمّارة تارة وتارة .. وفى قصة سيدنا يوسف العظة والعبرة والإعتبار :
امرأة عزيز مصر .. أحبت سيدنا يوسف عليه السلام { قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً } .. فتنتها فتنة الحب .. فماذا نجم عنها .. ؟
أوْدت بها إلى أن راودت نبى الله إلى الضلال والغواية وأقدمت على الرذيلة والبعد عن الفضيلة .
شرعت فى الغدر والخيانة .. وتهيأت له وأغلقت الأبواب وجذبته من ثوبه وحاولت إغراءه وإغواءه وإكراهه ..
{ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ }
وحين قال لها نبى الله " مَعَاذَ اللّهِ " امتنعت عن الصدق وقول الحق .. وكذِبت وادّعت زوراً وبهتاناً أن نبى الله أراد بها سوءاً ..
وأصدرت عليه خياراً جائراً وحكماً ظالماً أدخلت به سيدنا يوسف السجن لبضع سنين ..
{ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
ثم أدركت إثمها واعترفت بذنبها .. { قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ }.
ثم آبت وأنابت وتابت إلى الله .. { وَمَا أُبَرِّئ نَفْسِي إِن النفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِن رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }..
................
ولتأخذ المرأة المؤمنة العظة من رجاحة عقل " ملكة سبأ " فى يقينها وإيمانها وصدّها للشيطان عما كانت تعبد من دون الله ..
ولتأخذ العظة والعبرة من عفة وحياء ابنتا سيدنا شعيب وابتعادهما عن البئر لمجرد الجمع والزحام .
وعدم سؤالهما لسيدنا موسى فى السقيا لهما وهما فى أشد الحاجة لطلبهما ..
عدم الضرب بأرجلهن
المرأة المؤمنة عليها التحلى والإلتزام بالسكينة والوقار فى سلوكها وبالإجلال والإحترام حال سيرها ..
وعليها أن تتخلى عما يُحدث صوتاً أو قعقعةً بما تلبسه فى رجلها بهدف لفت نظر المحيطين بها أو لكى تسترعى
انتباههم لرؤية ما خفِى منها أو ما قد خفى عليهم من زينتها ومفاتنها ..
لا يجوز للمرأة المسلمة بأى حال من الأحوال أن تهتز أو تتمايل فى مشيتها أو تتكسر فى خطواتها .
ولايجوز لها أن ترقص أو تتراقص لإظهار مفاتن جسمها ..
ولا أن تتلوى وتتموج بجسدها أو تضرب الأرض برجلها أو تحرك جوارحها وأعضائها وتستجدى اللئام
وأعوان الشياطين لنهشها والنظر إلى سوءاتها وعوراتها ..
................
من نِعم الله على خلقه ومن سِعة رحمة الله وفضله ..
أنْ وهب للمتقين أمناً وإيمانا ولم يقطع أرزاق أهل الكفر والمعصية جوداً وامتنانا ..
وعمّ المذنبين بتوبتهم صفحاً وعفواً وغفرانا .. يقول العزيز الحكيم :
{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
................
************************************************** **********************************************
سعيد شويل

اضغط هنا للذهاب ل مصدر عنوان موضوعنا...
ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك