عرض مشاركة واحدة

  #1  
قديم 11-02-2014, 07:23 PM
ملتقى اهل التفسير ملتقى اهل التفسير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,232
افتراضي أسماء الله الحسنى

يقول الله تعالى : { وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف:180]
يقول سيد طنطاوي في تفسيره : " قال مقاتل وغيره من المفسرين : نزلت الآية في رجل من المسلمين كان يقول في صلاته : يا رحمن يا رحيم . فقال رجل من مشركي مكة : أليس يزعم محمد وأصحابه أنهم يعبدون ربا واحداً فما بال هذا يدعو ربين اثنين ؟ فنزلت " .
وقال الماتريدي (ت:333 ه) : " وقوله تعالى : { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها } يحتمل هذا وجهين : يحتمل أنهم قد ظنوا أن في إثبات عدد الأسماء إيجاب إثبات عدد من الذّوات ، فأخبر أن ليس في إثبات عدد الأسماء إثبات أعداد من الذّوات ؛ إذ قد يسمى الشيء الواحد بأسماء مختلفة . ثم لا يوجب ذلك إثبات عدد ذلك ولا تجزئته من نحو ما تسمى الحركة حركة عرضا شيئا خلقا من غير أن أوجب ذلك إثبات عدد الحركة أو تجزئته ، وكذلك في جميع الأشياء . فعلى ذلك يخبر أنه ليس في إثبات عدد الأسماء إثبات عدد من الذوات على ما ذكرنا .
ويحتمل أن يكون خرج هذا مقابل قول كان منهم ، وهو أن وصفوا الله بشيء ، لا يحسن أن يوصف به ، وأضافوا إليه أشياء لا تصح أن تضاف من قولهم : يا خالق الخنازير ويا خالق الخبائث ويا إله القردة ونحوه . فأخبر أن ادعوه بالأسماء الحسنى ممّا ثبت عند الخلق أنه مسمّى [ بها بما هداهم ] ؛ يقال : يا هاد يا مرشد ونحوه ، ويقال : بما أعطاهم من النعم : يا كريم يا جواد يا لطيف ونحوه ، ويقال : يا خالق يا رزّاق يا الله يا رحمن يا رحيم لما ظهر في أنفسهم من ألوهيته وربوبيته ، فقال : لا تدعوا بكذا ، ولكن ادعوا بالأسماء التي ثبت عند الخلق تحقيقا [ أنه يسمى بها ] ، وهو ما ذكرنا ، والله أعلم . "

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس