عرض مشاركة واحدة

  #1  
قديم 09-10-2014, 01:34 PM
ملتقى اهل التفسير ملتقى اهل التفسير غير متواجد حالياً
عضو مميز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,232
افتراضي نظرية أصل الإنسان في القرآن

نظرية أصل الإنسان من القرآن تقول بأن الإنسان في الأصل مخلوق سماوي وليس كباقي المخلوقات على الأرض ، ومكان خلق الإنسان الأول هو ذلك المكان حيث الملائكة في السماء ، كما جاء في سورة الحجر : وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ (27) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (30) .
ومن ثم إنتقل إلى الأرض بعد أن أغضب ربهُ ، لقولهِ تعالى في سورة طه : قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123).
وفي وقت ما سوف يعود إلى السماء كما كان ، نستشهد هُنا بما جاء في قولهِ تعالى في سورة البقرة : وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46) .
دليلنا العلمي والعملي هو الإختلاف الملحوظ في طريقة عيش الإنسان عند مقارنتها بالمخلوقات الأرضية من حوله ، فالإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يضطر صاغراً إلى طلب أساسيات عيشه من أخيه الإنسان وهذهِ الأساسيات هي الغذاء والسكن والتزاوج ، أما المخلوقات الأخرى فلهى نظام محدد يزودها بهذهِ الأساسيات ( الغذاء السكن التزاوج ) بشكل تلقائي ، وهو بذلك يكون أقل منها في الذكاء والمعرفة ، وتفسير القرآن لهذهِ الظاهرة هو أنَّ الإنسان عندما خلق كان منعماً ومكرماً بهذهِ الأساسيات وأكثر من ذلك ، دليلنا هُنا نجدهُ في الأيات الكريمات من سورة طه : فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119) .
وعندما غضب الله عليه أرسله إلى الأرض ليكون أقل من المخلوقات جميعاً واعداً إياه بأنهُ في حالة تجنب الإنسان غضب الله فسوف يعود كما كان في الجنَّة ، وإذا إستمر غضب الله عليه فسوف يفنيه نهائياً إلى اسوء الأماكن على الإطلاق وهي جهنم ، حيث جاء في قولهِ تعالى من سورة طه : فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122) قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124).
إذاً فالدليل العملي والعلمي لهذهِ النظرية لا خلاف عليه ، والدليل القرآني كذلك ، فهناك العديد من الآيات التي تفسر هذا الأمر فضلاً عن الأحاديث النبوية الشريفة ، وسوف يتم سردها عند الطلب ، وهذهِ النظرية موجودة في كتاب إسمه ( حقائق في علم الكتاب - دراسة في علوم الكتب السماوية ) ولقد تمت طباعة هذا الكتاب سنة 2003 ميلادية ، وأثبتت حقيقتها ووجودها ولم يعترض عليها أحد منذ ذلك الوقت .

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين .

محمد محمد سليم الكاظمي

ساعد في نشر والارتقاء بنا عبر مشاركة رأيك في الفيس بوك

رد مع اقتباس