هل من مجيز ؟
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على النبى المصطفى ، وبعد
يقول الله عز وجل : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ ?للَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي ?لسَّمَآءِ } * { تُؤْتِي? أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ ?للَّهُ ?لأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } إبراهيم 25،24 جاء فى الحديث الشريف : " الكلمة الطيبة صدقة " . وهى صدقة ينالها قائلها ، ويتعدى أثرها إلى غيره ممن قيلت له ، أو سمعها ، أو علم أو عمل بها ، أو اقتدى بها أو بقائلها . فهى كلمة لا ريب مثمرة تؤتى أكلها كل حين ، كل حين تذكر فيه ، أو يعمل أحد بمقتضاها . وإذا كانت هذه المعانى المباركة تحملها كلمة طيبة يقولها بشر ! فكيف بالكلمة المباركة الطيبة التى هى من كلام رب البشر ؟ فهى إذن أولى بهذا المثل . وإذا كانت الكلمة تطلق ويراد بها الكلام ، فقد ناسب أن تكون الكلمة هنا من كلام رب العالمين هى السورة من القرآن ؛ باعتبار أن كل سورة من سور القرآن هى موضوع متكامل مترابط له سمات وصفات وشخصية تميزه عن غيره . فإذا اعتبرنا الكلمة الطيبة هى السورة من القرآن ، فهى الشجرة الطيبة التى تضرب بجذورها فى أعماق الأرض ، وترتفع بفروعها إلى عنان السماء . تُؤْتِي? أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ : مما تؤثر به فى النفوس ، من هداية وسكينة وزيادة إيمان ، وبما يتجلى من أسرارها ، ويظهر من كنوزها على مر الزمان . ففى كُلَّ حِينٍ يتلو القرآن تال ، أو يتدبره متدبر ، ينال من ثمارها القارئ والسامع ، والعالم والعامل ، كل بقدر ما يسر الله له ، وما فتح به عليه . أما كلمة التوحيد فلعلها أكبر بكثير من هذا المثل ، فإنها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو وضعت لا إله إلا الله فى كفة ، والسموات والأرضين فى كفة ، لرجحت بهن لا إله إلا الله " . وهى الكلمة التى من أجلها خلق الله عز وجل الثقلين ، ليعبدوه لا يشركون به شيئا . هذا ما بدا لى مما تدل عليه هاتان الآيتان ، فهل من أهل التفسير من يجيز ؟ والله أسأل أن يهدينا سواء السبيل . |
الساعة الآن 12:45 AM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
mamnoa 2.0 By DAHOM