شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   الموسوعة الضخمة المتنوعة ------------ رمضان (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=298)
-   -   صيام ثلاثة أيام من كل شهر يذهب وحر الصدر (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=375472)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 06-23-2022 03:31 AM

صيام ثلاثة أيام من كل شهر يذهب وحر الصدر
 
صيام ثلاثة أيام من كل شهر يذهب وحر الصدر
فواز بن علي بن عباس السليماني


عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن الأعرابي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((صومُ شهرِ الصبر، وثلاثة أيام من كل شهر، يُذهبن وحرَ الصدر))، رواه أحمد برقم (23070)[1].

عن عمرو بن شرحبيل، عن رجل من بني أُقيش، صَحِبَ النبي صلى الله عليه وسلم قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم رجل يصوم الدهر، قال: «ودِدتُ أنه لم يَطْعَم الدهر»، قالوا: فثُلُثَيه، قال: «أكثر»، قالوا: فنصفه، قال: «أكثر»، ثم قال: «ألا أخبركم بما يُذهب وحر الصدر؟ صوم ثلاثة أيام من كل شهر»، رواه أحمد برقم (20738)، والنسائي برقم (2385)[2].

معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((صيام ثلاثة أيام من كل شهر يُذهب وحرَ الصدر)):
قال ابن بطال رحمه الله في "شرح البخاري" (7/ 472): الوَحَرَة: دُويبة حمراء كالعضاة تُلزق بالأرض، ومنه قيل: وَحِرَ الصدر يُوحَرُ وحْرًا، ذهبوا إلى لزوق الحقد بالصدر، فشبهوه بإلزاق الوحرة بالأرض؛ اهـ.

وقال السيوطي رحمه الله في "قوت المغتذي على جامع الترمذي" (1/ 495): وَحَرَ الصدر: غِشَّه ووساوسه.

وقيل: الحقد والغيظ، وقيل: العداوة، وقيل: أشد الغضب؛ اهـ.

وقال المناوي رحمه الله في "فيض القدير" (4/ 211): ((صوم شهر الصبر)): هو رمضان؛ لما فيه من الصبر على الإمساك عن المفطرات، ((وثلاثة أيام من كل شهر يُذهبن وَحَرَ الصَّدْرِ)): غِشَّه أو حقده أو غيظه أو نفاقه، بحيث لا يبقى فيه رين، أو العداوة أو أشد الغضب.

قال بعضهم: وإنما شُرع الصوم كسرًا لشهوات النفوس، وقطعًا لأسباب الاسترقاق والتعبد للأشياء، فإنهم لو داموا على أغراضهم لاستعبدتهم الأشياء، وقطعتهم عن الله، والصوم يقطع أسباب التعبد لغيره، ويورث الحُريَّة من الرق للمشتبهات؛ لأن المراد من الحرية أن يملك الأشياء ولا تملِكه؛ لأنه خليفة الله في ملكه، فإذا مَلَكته فقد قلب الحكمة وصيَّر الفاضل مفضولًا، والأعلى أسفل ﴿ أَغَيْرَ اللهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ [الأعراف: 140]، والهوى إلهٌ معبود والصوم يُورث قطع أسباب التعبد لغيره؛ اهـ.

فصل: في أن صيام ثلاثة أيام من كل شهر وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لجمعٍ من صحابته ش:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي بثلاث: «بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أُوتر قبل أن أرقد»، رواه البخاري برقم (1178)، ومسلم (721).

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم بثلاثٍ لا أدعهن لشيء: ((أوصاني بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وألا أنام إلا على وتر، وسُبحة الضحى))، رواه أحمد برقم (27481)[3].

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن ـ إن شاء الله أبدًا ـ: ((أوصاني بصلاة الضحى، وبالوتر قبل النوم، وبصوم ثلاثة أيام من كل شهر»، رواه ابن خزيمة برقم (1221)[4]

فرعٌ في صيام سَرر ـ بكسر السين وفتحها ـ شهر شعبان:
عن عمران بن حصين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل رجلًا وعمران يسمع، فقال: «يا أبا فلان، أما صمت سرر شهر شعبان؟))، قال الرجل: لا يا رسول الله، قال: «فإذا أفطرت فصم يومين»، رواه البخاري برقم (1983)، ومسلم (1161).

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "الفتح" (4/ 230) بوَّب الإمام البخاري رحمه الله عليه (باب الصوم من آخر الشهر): قال الزين بن المنير: أطلق الشهر، وإن كان الذي يتحرر من الحديث: أن المراد به شهر مقيَّد، وهو شعبان، إشارة منه إلى أن ذلك لا يختص بشعبان، بل يُؤخذ من الحديث: الندب إلى صيام أواخر كل شهر؛ ليكون عادة للمكلف، فلا يُعارضه النهي عن تقدم رمضان بيوم أو يومين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم فيه: ((إلَّا رجلٌ كان يصوم صومًا فليصمه))[5].


معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((أما صمت سرر شهر شعبان؟)):
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "الفتح" (4/ 231): قال أبو عبد الله: وشعبان أصح، والسرر بفتح السين المهملة، ويجوز كسرها وضمها جمع سرة.

ويقال أيضًا سَرار بفتح أوله وكسره، ورجح الفراء الفتح، وهو من الاستسرار.

قال أبو عبيد والجمهور: المراد بالسَّرر هنا: آخر الشهر، سُميت بذلك لاستسرار القمر فيها، وهي ليلة ثمانٍ وعشرين، وتسعٍ وعشرين، وثلاثين.

وقد قيل: إن المراد به: صيام أيام البيض لمن أراد صيامها آخر كل شهر.

وقيل المراد به: من كانت له عادة صيام، فلا يقطعها، وإن شغل عنها قضاها لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إلا رجلٌ كان يصوم صوما فليصمه))[6]؛ اهـ مختصرًا.

[1] صحيحٌ: راجع: "تحقيق المسند" للأرناؤوط (38 / 168), والله أعلم.

[2] صحيحٌ: راجع: "صحيح وضعيف الترمذي" ـ الرقم المذكور ـ و"تحقيق المسند" للأرناؤوط رحمه الله (34 / 342)، والله أعلم.

[3] صحيحٌ: راجع: "تحقيق المسند" (45 / 474).

[4] صحيحٌ: راجع: "تحقيق صحيح ابن خزيمة" للأعظمي رحمه الله ـ عقب الرقم المذكور.

[5] رواه البخاري برقم (1914), ومسلم (1082), عن أبي هريرة رضي الله عنه.

[6] تقدم تخريجه قبل أسطر.




المصدر...


الساعة الآن 08:54 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM