شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   الموسوعة العملاقة مصاحف القران صوتية و مرئية و مكتوبة و علوم التفسير و التجويد و القراءات من كل النت (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=525)
-   -   الأدب مع القرآن (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=283326)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 04-15-2017 01:01 AM

الأدب مع القرآن
 
الأدب مع القرآن



يؤمن المسلم بقدسية كلام الله تعالى وشرفه وأفضليته على سائر الكلام وأن القرآن الكريم كلام الله تعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، من قال به صدق ومن حكم به عدل، وأن أهله هم أهل الله وخاصته، والمتمسكون به ناجون فائزون والمعرضون عنه هلكى خاسرون.

ويزيد في إيمان المسلم بعظمة كتاب الله جل جلاله وقدسيته وشرفه ما ورد في فضله (اقرأوا القرآن فإنه يجيء يوم القيامة شفيعًا لأصحابه) مسلم.

وقد جاء مرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد خصومه الألداء يقول: يا محمد اقرأ عليّ القرآن فيقرأ عليه الصلاة و السلام: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون" [النحل:90]
ولم يفرغ الرسول عليه الصلاة والسلام من تلاوتها حتى يطالب الخصم الألد بإعادتها مدهوشًا بجلال لفظها وقدسية معانيها مأخوذًا ببيانها مجذوبًا بقوة تأثيرها ولم يلبث أن يرفع عقيرته بتسجيل اعترافه وتقرير شهادته بقدسية كلام الله تعالى وعظمته إذ قال بالحرف الواحد: والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أسفله لمورق وإن أعلاه لمثمر وما يقول هذا بشر.. والخصم هو الوليد بن المغيرة.

القرآن دستور رباني كريم يقود إلى الصلاح والسعادة والبعد عنه وهجره والاستغناء عنه يقود إلى التعاسة والشقاء والحزن في الدنيا والآخرة.

إن القرآن من أعظم النعم التي امتن الله بها على عباده فقد جعله الله نوراً وتبصرة وتبيانًا لكل شيء إن الصراط المستقيم والذكر الحكيم يهدي به الله من يشاء من عباده ويضل به من يشاء وما يضل به إلا الفاسقين.

الإعراض عن كتاب الله دليل على ضعف الإيمان ونقصان العقل وفساد التصور وضعف البصيرة وقساوة القلب وطول الأمل.

ويدل على ذلك حديث أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المؤمنُ الذي يقرأُ القرآنَ ويعملُ به كالأترُجَّةِ، طعمُها طيبٌ وريحُها طيبٌ، والمؤمنُ الذي لا يقرأُ القرآنَ ويعملُ به كالتمرةِ، طعمُها طيبٌ ولا ريحَ لها، ومَثلُ المنافقِ الذي يقرأُ القرآنَ كالريحانةِ، ريحُها طيبٌ وطعمُها مُرٌّ، ومَثلُ المنافقِ الذي لا يقرأُ القرآنَ كالحنظلةِ، طعمُها مُرٌّ، أو خبيثٌ، وريحُها مُرٌّ).


مع القرآن الكريم

تعاهده و الإكثار من قراءته:
(تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتا من أحدكم من الإبل من عقله).

- ختمه مرة واحدة في الشهر أو كل 20 أو 10 أو 7 أيام ..(أقرأ القرآن في كل شهر، فاقرأه في كل عشرين، فاقرأه في كل عشر، فاقرأه في كل سبع ولا تزد على ذلك).
لا يقرأ بأقل من ثلاث أيام (من قرأ القرآن في أقل من ثلاث أيام لم يفقهه).

- تحسين الصوت: (ليس منا من لم يتغن بالقرآن يجهر به).

- قضاء ما فاته من حزبه: (من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل).

- خفض الصوت: (الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، و المسر بالقرآن كالمسر بالصدقة).

- الترتيل: "وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا" ]المزمل:[4.

- التدبر وفهم معانيه: "كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ" ]ص:[29.

- الخشوع والبكاء: "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ] "الحديد:[16.

- الاستعاذة: "فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ" [النحل:98].

- ذكر سجود التلاوة: (سجد وجهي للذي خلقه، وشق سمعه وبصره بحوله و قوته).

- وجوب الطهارة لمسه: (لا يمس القرآن إلا طاهر).

- استحباب الطهارة لقراءته: (إنّهُ لم يمنعني أن أردّ عليكَ إلا أني لم أكُنْ على وضوءٍ).

- الاستماع له: "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" ]الأعراف:[204.

جيل الصحابة هم أول الأمر و آخر بشر من الناس عاشوا في ظروف لم تكن في ظاهرها صالحة على أن تجعل منهم ما آلوا فيما بعد إليه ..

قال جعفر بن أبي طالب: (كنا قومًا أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي من الضعيف ..).

ما الذي حدث؟ الظلام تحول إلى نور ... لا أصنام ولا أوثان ... إنما الله إله واحد ... الفوضى تتحول إلى نظام والضعف يتحول إلى قوة، والضياع يصير منعة ... والمهانة تصبح عظمة ... والجهالة تضحي معرفة ... إنه القرآن ... (وسر القرآن التوحيد).

و كان أبوبكر لارتباطه بالقرآن وحبه له لا يؤثر عليه شيئًا فقد روت السيدة عائشة أنه لما اشتد به المرض تمثلت بقول حاتم:
لعمري ما يغني الثراء عن الفتى *** لإذا حشرجت يومًا وضاق بها الصدر.
فنظر إليها الصديق كالغضبان ثم قال: ليس كذلك يا أم المؤمنين، ولكن
: "وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ? ذَ?لِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ" ]ق:[16.

أما تفاعل عمر وتعلقه بالقرآن، فحدث ولا حرج، فهو الذي آمن لسماعه آيات من القرآن تتلى في بيت أخته فاطمة، كان رضي الله عنه إذا دخل بيته شهر المصحف فقرأ فيه ... وكان رضي الله عنه إذا قابل أبا موسى الأشعري – وكان حسن الصوت – قال له ذكرنا ربنا – وفي رواية: شوقنا إلى ربنا، وربما وجد نفسه يحلق في مضمون الآيات فلا يملك نفسه من التأثر والبكاء، فعن عبدالله بن شداد قال سمعت نشيج عمر رضي الله عنه وأنا في آخر الصفوف في صلاة الصبح وهو يقرأ سورة يوسف حتى بلغ: "قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ" ]يوسف:[86.

- التلقي للتنفيذ: يقول سيد قطب رحمه الله: (إن الجيل الأول كان يتلقى القرآن ليتلقى أمر الله في خاصة شأنه وشأن الجماعة التي يعيش فيها، والحياة التي يحيا هو وجماعته، يتلقى ذلك الأمر ليعمل به فور سماعه، كما يتلقى الجندي في الميدان (الأمر اليومي) ليعمل به فور تلقيه ومن ثم لم يكن أحدهم ليستنكر منه في الجلسة...

وقال أنس: (كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد في أعيننا)؛ لأنهم أدركوا أن تلقيه دون تنفيذه تصبح آياته عليهم ..

عن ابن عمر قال: (كان الفاض من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر هذه الأمة، لا يحفظ القرآن إلا السورة ونحوها ورزقوا العمل بالقرآن..).

وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: (اعلموا ما شئتم أن تعلموا، فلن يأجركم الله بعلمكم حتى تعملوا...).

يقول ابن القيم: (أهل القرآن هم العالمون به، العاملون بما فيه، وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب، وأما من حفظه ولم يفهمه، ولم يعمل بما فيه، فليس من أهله، وإن أقام حروفه إقامة السهم).

و انظر كلام أهل العلم على قوله صلى الله عليه وسلم: (أوتروا يا أهل القرآن).

يرفع الله بهذا القرآن أقوامًا ويضع به آخرين، فعن نافع بن عبد الحارث أنه استناب مولاه عبدالرحمن بن أبزى على مكة لما خرج للقاء عمر في عُسفان، فقال عمر لنافع: من استخلفت على أهل الوادي؟ - يعني مكة – قال: ابن أبزى، فقال عمر: ومن ابنُ أبزى؟! فقال: مولى من موالينا، فقال: استخلفت عليهم مولًى؟! فقال: إنه عالم بالفرائض، قارئ لكتاب الله، فقال عمر: أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قال: (إن هذا القرآن يرفع الله به أقوامًا، ويضع به آخرين).


إعداد
أستاذ/ صبري محمد



المصدر...


الساعة الآن 05:25 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM