شبكة ربيع الفردوس الاعلى - من يحتاج الإصلاح؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛

كثيرا ما يتردد على مسامعنا في الدروس أو عند قراءة كتاب، أن الأمة يجب أن تقوم بالدعوة ليرجع العامة إلى دينهم؛ ويكاد يتفق الدعاة والمشايخ على أن سبب ذل الأمة هو بعد العامة عن الدين، فهل هذا الأمر حق أريد به باطل، أم أنه باطل أريد به حق؟ أم أنه باطل أريد به باطل؟

قبل أن أجيب عن هذا السؤال، أود أن أقول: إن شعاع الحق في هذه الأزمان أضحى خافتا، بسبب تسلط عصابات الإجرام في جميع المجالات، حتى الديني والشرعي منها؛ وقول الحق غالبا ما يقابل بالقمع والكبت، هي جزئية من مجموع سياسة التضليل العالمية.

الذي يتأمل بعمق في حال الأمة، يعلم أن المصيبة لم تنزل بالعامة، وإنما نزلت بالخاصة أنفسهم، فالعامة من الهمج الذين يتبعون كل ناعق، لا تأثير لهم في الحال، وإنما المؤثر هؤلاء الخاصة المتصدرون من الأمراء والعلماء؛ وهم الذين تطرق الفساد إليهم، وهم أول من ينبغي إصلاحه، لا العامة من الهمل، فإنهم أتباع فحسب، إن صلحت الرأس صلحوا، وإن فسدت فسدوا.

من هذا تعلم أن الذي ينبغي أن يتوجه إليه النقد هم الجالسون على عروش التوجيه من الأمراء والعلماء، فإنهم اليوم منبع الشر والفساد كله.

لكن الآفة أن العلماء وأتباعهم من الطلاب لازالوا يكابرون في هذا المعنى، ويأبون الإقرار به، عجبا وزهوا وغرورا؛ فمتى يستيقظون ويتعظون؟ ربك أعلم بهم.

.

المصدر...