مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 194 - 195)
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 193)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=365407 ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا خَلَعَ أَهْلُ حِمْصَ نَائِبَهُمْ فَعَزَلَهُ عَنْهُمُ الْأَمِينُ , وَوَلَّى عَلَيْهِمْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَعِيدٍ الْحَرَشِيَّ فَقَتَلَ طَائِفَةً مِنْ وُجُوهِهَا , وَحَرَّقَ نَوَاحِيَهَا بِالنَّارِ فَسَأَلُوهُ الْأَمَانَ فَأَمَّنَهُمْ ثُمَّ هَاجُوا فَضَرَبَ أَعْنَاقَ كَثِيرٍ مِنْهُمْ أَيْضًا . وَفِيهَا عَزَلَ الْأَمِينُ أَخَاهُ الْقَاسِمَ عَنِ الْجَزِيرَةِ وَالثُّغُورِ , وَوَلَّى عَلَى ذَلِكَ خُزَيْمَةَ بْنَ خَازِمٍ , وَأَمَرَ أَخَاهُ بِالْمُقَامِ عِنْدَهُ بِبَغْدَادَ . وَفِيهَا أَمَرَ الْأَمِينُ بِالدُّعَاءِ لِوَلَدِهِ مُوسَى عَلَى الْمَنَابِرِ فِي سَائِرِ الْأَمْصَارِ , وَبِالْإِمْرَةِ مِنْ بَعْدِهِ , وَسَمَّاهُ : النَّاطِقَ بِالْحَقِّ , ثُمَّ يُدْعَى بَعْدَهُ لِلْمَأْمُونِ , ثُمَّ لِلْقَاسِمِ . وَكانت نِيَّةِ الْأَمِينِ الْوَفَاءُ لِأَخَوَيْهِ بِمَا شَرَطَ لَهُمَا فَلَمْ يَزَلْ بِهِ الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ حَتَّى غَيَّرَ نِيَّتَهُ فِي أَخَوَيْهِ , وَحَسَّنَ لَهُ خَلْعَ الْمَأْمُونِ وَالْقَاسِمِ , وَصَغَّرَ عِنْدَهُ شَأْنَ الْمَأْمُونِ وَإِنَّمَا حَمَلَ الْفَضْلَ بْنَ الرَّبِيعِ عَلَى ذَلِكَ خَوْفُهُ مِنَ الْمَأْمُونِ إِنْ أَفْضَتْ إِلَيْهِ الْخِلَافَةُ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ , فَيَسْعَى فِي خَلْعِهِ , وَزَوَالِ الْوِلَايَةِ عَنْهُ فَوَافَقَهُ الْأَمِينُ عَلَى ذَلِكَ , وَأَمَرَ بِالدُّعَاءِ لِوَلَدِهِ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ بِوِلَايَةِ عَهْدِهِ . فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ الْمَأْمُونَ , قَطَعَ الْبَرِيدَ عَنْهُ , وَتَرَكَ ضَرْبَ اسْمِهِ عَلَى السِّكَّةِ وَالطُّرُزِ , وَتَنَكَّرَ لِأَخِيهِ الْأَمِينِ وَبَعَثَ رَافِعُ بْنُ اللَّيْثِ إِلَى الْمَأْمُونِ يَسْأَلُ مِنْهُ الْأَمَانَ فَأَمَّنَهُ فَسَارَ إِلَيْهِ بِمَنْ مَعَهُ فَأَكْرَمَهُ الْمَأْمُونُ وَعَظَّمَهُ وَجَاءَ هَرْثَمَةُ عَلَى إِثْرِهِ فَتَلَقَّاهُ الْمَأْمُونُ وَوُجُوهُ النَّاسِ , وَوَلَّاهُ الْحَرَسَ فَلَمَّا بَلَغَ الْأَمِينَ أَنَّ الْجُنُودَ قَدِ الْتَفَّتَ عَلَى أَخِيهِ الْمَأْمُونِ , سَاءَهُ ذَلِكَ وَأَنْكَرَهُ , وَكَتَبَ إِلَى الْمَأْمُونِ كِتَابًا , وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رُسُلًا ثَلَاثَةً مِنْ أَكَابِرِ الْأُمَرَاءِ , يَسْأَلُهُ أَنْ يُجِيبَهُ إِلَى تَقْدِيمِ وَلَدِهِ مُوسَى عَلَيْهِ , وَأَنَّهُ قَدْ سَمَّاهُ النَّاطِقَ بِالْحَقِّ فَأَظْهَرَ الْمَأْمُونُ الِامْتِنَاعَ وَشَرَعُوا فِي مُطَايَبَتِهِ وَمُلَايَنَتِهِ , وَأَنْ يُجِيبَهُمْ إِلَى ذَلِكَ فَأَبَى كُلَّ الْإِبَاءِ فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِيسَى : فَقَدْ خَلَعَ أَبِي نَفْسَهُ , فَمَاذَا كَانَ ؟ فَقَالَ : إِنَّ أَبَاكَ كَانَ امْرَأً مُكْرَهًا , ثُمَّ لَمْ يَزَلِ الْمَأْمُونُ يَعِدُ الْعَبَّاسَ وَيُمَنِّيهِ , حَتَّى بَايَعَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ مُوسَى بِالْخِلَافَةِ ثُمَّ لَمَّا رَجَعَ الْعَبَّاسُ بْنُ مُوسَى إِلَى بَغْدَادَ , كَانَ الْمَأْمُونُ يُرَاسِلُهُ بِمَا كَانَ مِنَ الْأَمْرِ بِبَغْدَادَ , وَيُنَاصِحُهُ وَلَمَّا رَجَعَت الرُّسُلُ إِلَى الْأَمِينِ , أَخْبَرُوهُ بِمَا كَانَ مِنْ جَوَابِهِ فَعِنْدَ ذَلِكَ صَمَّمَ الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ عَلَى الْأَمِينِ فِي خَلْعِ الْمَأْمُونِ فَخَلَعَهُ , وَأَمَرَ بِالدُّعَاءِ لِوَلَدِهِ فِي الْعِرَاقِ كُلِّهِ , وَبِلَادِ الْحِجَازِ , وَغَيْرِهَا مِنَ الْبِلَادِ , وَسَمَّاهُ النَّاطِقَ بِالْحَقِّ , وَجَعَلُوا مَنْ يَتَكَلَّمُ فِي الْمَأْمُونِ , وَيَذْكُرُ مَسَاوِئَهُ وَبَعَثُوا إِلَى مَكَّةَ فَأَخَذُوا الْكِتَابَ الَّذِي كَتَبَهُ الرَّشِيدُ وَأَوْدَعَهُ فِي الْكَعْبَةِ , فَمَزَّقَهُ الْأَمِينُ , وَأَكَّدُوا الْبَيْعَةَ لِلنَّاطِقِ بِالْحَقِّ مُوسَى بْنِ الْأَمِينِ عَلَى مَا يَلِيهِ أَبُوهُ مِنَ الْأَعْمَالِ وَجَرَتْ بَيْنَ الْأَمِينِ وَالْمَأْمُونِ مُكَاتَبَاتٌ وَرُسُلٌ يَطُولُ بَسْطُهَا , وَقَدِ اسْتَقْصَاهَا الْإِمَامُ أَبُو جَعْفَرَ بْنُ جَرِيرٍ فِي " تَارِيخِهِ " ثُمَّ آلَ الْحَالُ إِلَى أَنِ احْتَفَظَ كُلٌّ مِنْهُمَا عَلَى بِلَادِهِ وَحَصَّنَهَا , وَهَيَّأَ الْجُيُوشَ وَالْجُنُودَ , وَتَأَلَّفَ الرَّعَايَا . وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ غَدَتِ الرُّومُ عَلَى مَلِكِهِمْ مِيخَائِيلَ , فَرَامُوا خَلْعَهُ وَقَتْلَهُ فَتَرَكَ الْمُلْكَ وَتَرَهَّبَ , وَوَلَّوْا عَلَيْهِمْ لِيُونَ . وَحَجَّ بِالنَّاسِ فِيهَا نَائِبُ الْحِجَازِ دَاوُدُ بْنُ عِيسَى . المصدر... |
الساعة الآن 04:31 PM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
mamnoa 2.0 By DAHOM