شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   منتدى السيرة النبوية (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=451)
-   -   مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 166) (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=261113)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 03-27-2016 09:35 AM

مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 166)
 
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 163 - 165)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=363777

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ
فِي الْمُحَرَّمِ مِنْهَا قَدِمَ الرَّشِيدُ مِنْ بِلَادِ الرُّومِ , فَدَخَلَ بَغْدَادَ فِي أُبَّهَةٍ عَظِيمَةٍ , وَمَعَهُ الرُّومُ يَحْمِلُونَ الْجِزْيَةَ مِنَ الذَّهَبِ وَغَيْرِهِ .
وَفِيهَا سَخِطَ الْمَهْدِيُّ عَلَى يَعْقُوبَ بْنِ دَاوُدَ , وَكَانَ قَدْ حَظِيَ عِنْدَهُ حَتَّى اسْتَوْزَرَهُ , وَارْتَفَعَتْ مَنْزِلَتُهُ فِي الْوِزَارَةِ حَتَّى فُوِّضَ إِلَيْهِ جَمِيعُ أَمْرِ الْخِلَافَةِ , وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ بَشَّارُ بْنُ بُرْدٍ :
بَنِي أُمَيَّةَ هُبُّوا طَالَ نَوْمُكُمُ . . . إِنَّ الْخَلِيفَةَ يَعْقُوبُ بْنُ دَاوُدَ
ضَاعَتْ خِلَافَتُكُمْ يَا قَوْمُ فَاطَّلِبُوا . . . خَلِيفَةَ اللَّهِ بَيْنَ الدُّفِّ وَالْعُودِ
فَلَمْ تَزَلِ السُّعَاةُ وَالْوُشَاةُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْخَلِيفَةِ حَتَّى أَخْرَجُوهُ عَلَيْهِ , وَكُلَّمَا سَعَوْا بِهِ إِلَيْهِ , دَخَلَ إِلَيْهِ فَأَصْلَحَ أَمْرَهُ عِنْدَهُ , حَتَّى وَقَعَ مِنْ أَمْرِهِ أَنَّهُ دَخَلَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمَهْدِيِّ فِي مَجْلِسٍ عَظِيمٍ , قَدْ فُرِشَ بِأَنْوَاعِ الْفُرُشِ وَأَلْوَانِ الْحَرِيرِ , وَحَوْلَ ذَلِكَ الْمَكَانِ أَشْجَارٌ مُزْهِرَةٌ بِأَنْوَاعِ الْأَزَاهِيرِ
فَقَالَ الْمَهْدِيُّ : يَا يَعْقُوبُ , كَيْفَ رَأَيْتَ مَجْلِسَنَا هَذَا ؟
فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَحْسَنَ مِنْهُ .
فَقَالَ : هُوَ لَكَ بِمَا فِيهِ , وَهَذِهِ الْجَارِيَةُ , لِيَتِمَّ بِهَا سُرُورُكَ , وَلِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ أُحِبُّ أَنْ تَقْضِيَهَا لِي .
قَالَ : وَمَا هِيَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟
فَقَالَ : حَتَّى تَقُولَ : نَعَمْ .
فَقُلْتُ : يَأْمُرُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ , وَعَلَيَّ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ .
فَقَالَ : آللَّهِ ؟
فَقُلْتُ : آللَّهِ .
قَالَ : وَحَيَاةُ رَأْسِي ؟ .
قُلْتُ : وَحَيَاةُ رَأْسِكَ .
فَقَالَ : ضَعْ يَدَكَ عَلَى رَأْسِي وَقُلْ ذَلِكَ .
فَفَعَلَ
فَقَالَ : إِنَّ هَاهُنَا رَجُلًا مِنَ الْعَلَوِيِّينَ أُحِبُّ أَنْ تَكْفِيَنِيهِ – وَهو الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , يريده المهدي أن يقتله - .
فَقَالَ : نَعَمْ .
قَالَ : وَعَجِّلَ عَلَيَّ .
قال يعقوب بن داود : ثُمَّ أَمَرَ الْمَهْدِيُّ بِتَحْوِيلِ مَا فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ إِلَى مَنْزِلِي , وَأَمَرَ لِي بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَتِلْكَ الْجَارِيَةِ , فَمَا فَرِحْتُ بِشَيْءٍ فَرَحِي بِهَا , فَلَمَّا صَارَتْ إِلَى مَنْزِلِي حَجَبْتُهَا مِنْ جَانِبِ الدَّارِ فِي الْخِدْرِ , فَأَمَرْتُ بِذَلِكَ الْعَلَوِيِّ فَجِيءَ بِهِ
فَجَلَسَ إِلَيَّ فَتَكَلَّمَ , فَمَا رَأَيْتُ أَعْقَلَ مِنْهُ وَلَا أَفْهَمَ , ثُمَّ قَالَ لِي : يَا يَعْقُوبُ , تَلْقَى اللَّهَ بِدَمِي وَأَنَا رَجُلٌ مَنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟!
فَقُلْتُ : لَا وَاللَّهِ , وَلَكِنِ اذْهَبْ حَيْثُ شِئْتَ .
فَقَالَ : إِنِّي أَخْتَارُ بِلَادَ كَذَا وَكَذَا .
فَقُلْتُ : اذْهَبْ كَيْفَ شِئْتَ , وَلَا يَظْهَرَنَّ عَلَيْكَ الْمَهْدِيُّ فَتَهْلِكُ وَأَهْلِكُ .
فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِي , وَجَهَّزْتُ مَعَهُ رَجُلَيْنِ يُسَفِّرَانِهِ وَيُوَصِّلَانِهِ بَعْضَ الْبِلَادِ
وَلَمْ أَشْعُرْ بِأَنَّ الْجَارِيَةَ قَدْ أَحَاطَتْ عِلْمًا بِمَا جَرَى , وَبَعَثَتْ بِخَادِمِهَا إِلَى الْمَهْدِيِّ فَأَعْلَمَهُ بِذَلِكَ , وَقَالَتْ لَهُ : هَذَا الَّذِي آثَرْتَهُ بِي قَدْ فَعَلَ كَذَا وَكَذَا .
فَغَضِبَ الْمَهْدِيُّ , وَبَعَثَ إِلَى تِلْكَ الطَّرِيقِ , فَرَدُّوا الْعَلَوِيَّ , فَحَبَسَهُ عِنْدَهُ فِي بَيْتٍ مِنْ دَارِ الْخِلَافَةِ , وَأَرْسَلَ إِلَيَّ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي
فَذَهَبْتُ وَأَنَا لَا أَسْتَشْعِرُ أَمْرَ الْعَلَوِيِّ , فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَيْهِ قَالَ : مَا فَعَلَ الْعَلَوِيُّ ؟
قُلْتُ : مَاتَ .
قَالَ : آللَّهِ ؟
قُلْتُ : آللَّهِ .
قَالَ : فَضَعْ يَدَكَ عَلَى رَأْسِي وَاحْلِفْ بِحَيَاتِهِ .
فَفَعَلْتُ
فَقَالَ : يَا غُلَامُ , أَخْرِجْ مَا فِي هَذَا الْبَيْتِ .
فَخَرَجَ الْعَلَوِيُّ , فَأُسْقِطَ فِي يَدِي
فَقَالَ الْمَهْدِيُّ : دَمُكَ لِي حَلَالٌ . ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَأُلْقِيَ فِي بِئْرٍ فِي الْمُطْبِقِ .
قَالَ يَعْقُوبُ : فَكُنْتُ فِي مَكَانٍ لَا أَسْمَعُ فِيهِ وَلَا أُبْصِرُ , فَذَهَبَ بَصَرِي , وَطَالَ شَعْرِي حَتَّى صِرْتُ مِثْلَ الْبَهَائِمِ , ثُمَّ مَضَتْ عَلَيَّ مُدَدٌ مُتَطَاوِلَةٌ , فَبَيْنَمَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ دُعِيتُ , فَخَرَجْتُ مِنَ الْبِئْرِ الَّتِي فِي ذَلِكَ الْمُطْبِقِ , فَقِيلَ لِي : سَلِّمْ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ .
فَسَلَّمْتُ وَأَنَا أَظُنُّهُ الْمَهْدِيَّ , فَلَمَّا ذَكَرْتُ الْمَهْدِيَّ فِي كَلَامِي قَالَ : رَحِمَ اللَّهُ الْمَهْدِيَّ .
فَقُلْتُ : الْهَادِي ؟
فَقَالَ : رَحِمَ اللَّهُ الْهَادِي .
فَقُلْتُ : الرَّشِيدُ ؟
قَالَ : نَعَمْ .
فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , قَدْ رَأَيْتَ مَا حَلَّ بِي مِنَ الضَّعْفِ وَالْعِلَّةِ , فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُطْلِقَنِي .
فَقَالَ : أَيْنَ تُرِيدُ تَذْهَبُ ؟
قُلْتُ : مَكَّةُ .
فَقَالَ : اذْهَبْ رَاشِدًا .
فَسَارَ يعقوب بن داود إِلَى مَكَّةَ , فَمَا لَبِثَ بِهَا إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى مَاتَ , رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى .
وَقَدْ كَانَ يَعْقُوبُ هَذَا يَعِظُ الْمَهْدِيَّ فِي تَعَاطِيهِ شُرْبَ النَّبِيذِ بَيْنَ يَدَيْهِ , وَكَثْرَةِ سَمَاعِ الْغِنَاءِ , وَيَلُومُهُ عَلَى ذَلِكَ , وَيَقُولُ : مَا عَلَى هَذَا اسْتَوْزَرْتَنِي , وَلَا عَلَى هَذَا صَحِبْتُكَ , أَبَعْدَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ , يُشْرَبُ عِنْدَكَ النَّبِيذُ , وَيُسْمَعُ السَّمَاعُ بَيْنَ يَدَيْكَ ؟
فَيَقُولُ الْمَهْدِيُّ : فَقَدْ سَمِعَ الْغِنَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرَ ( ابن أبي طالب ) .
فَقَالَ يَعْقُوبُ : إِنَّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ مِنْ حَسَنَاتِهِ , وَلَوْ كَانَ هَذَا قُرْبَةً لَكَانَ كُلَّمَا دَاوَمَ عَلَيْهِ الْعَبْدُ كَانَ أَفْضَلَ لَهُ .
وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ :
فَدَعْ عَنْكَ يَعْقُوبَ بْنَ دَاوُدَ . . . جَانِبًا وَأَقْبِلْ عَلَى صَهْبَاءَ طَيِّبَةِ النَّشْرِ
وَفِيهَا أَمَرَ الْمَهْدِيُّ بِإِقَامَةِ الْبَرِيدِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَالْيَمَنِ , وَلَمْ يُفْعَلْ هَذَا قَبْلَ هَذِهِ السَّنَةِ .
وَقَدْ جَعَلَ عَلَى الْقَضَاءِ أَبَا يُوسُفَ يَعْقُوبَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ صَاحِبَ أَبِي حَنِيفَةَ رَحِمَهُمُ اللَّهُ .
وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدٍ عَامِلُ الْكُوفَةِ
وَلَمْ يَكُنْ فِي هَذِهِ السَّنَةِ صَائِفَةٌ , لِلْهُدْنَةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنَ الرَّشِيدِ وَبَيْنَ الرُّومِ .

المصدر...


الساعة الآن 01:18 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM