شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   منتدى الحديث (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=448)
-   -   تخريج حديث فضل الصلاة بالسواك وما موقفكم من قول ابن القيم عنه (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=260000)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 03-25-2016 03:58 PM

تخريج حديث فضل الصلاة بالسواك وما موقفكم من قول ابن القيم عنه
 
عن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: " فضل الصلاة بالسواك، على الصلاة بغير سواك، سبعين ضعفا "


قال في التلخيص : رواه أحمد وابن خزيمة والحاكم والدارقطني وابن عدي والبيهقي في الشعب وأبو نعيم ومداره عندهم على ابن إسحاق ومعاوية بن يحيى الصدفي كلاهما عن الزهري عن عروة. لكن رواه أبو نعيم من طريق ابن عيينة عن منصور عن الزهري ولكن إسناده إلى ابن عيينة فيه نظر فإنه قال ثنا أبو بكر الطلحي ثنا سهل بن المرزبان عن محمد التميمي الفارسي عن الحميدي عن ابن عيينة فينظر في إسناده.

ورواه الخطيب في المتفق والمفترق من حديث سعيد بن عفير عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة، ورواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده من وجه آخر عن أبي الأسود إلا أن فيه الواقدي. وله طريق أخرى رواها أبو نعيم من طريق فرج بن فضالة عن عروة بن رويم عن عائشة وفرج ضعيف.
ورواه ابن حبان في الضعفاء من طريق مسلمة بن علي عن الوزاعي عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة ومسلمة ضعيف وقال وإنما يروى هذا عن الأوزاعي عن حسان بن عطية مرسلا.
قلت: بل معضلا وقال يحيى بن معين هذا الحديث لا يصح له إسناد وهو باطل. قلت: رواه أبو نعيم من حديث ابن عمر ومن حديث ابن عباس ومن حديث جابر وأسانيده معلولة.اهـ

وضعفه النووي في "الخلاصة" (1/88) ، والألباني في "ضعيف الجامع" (3519) .
والله أعلم.

ولا يصح من هذه الأحاديث شيء ولا ترتقي إلى درجة الحسن لغيره.فإن هذا الثواب الكبير لا يمكن قبوله بمثل هذه الأسانيد الضعيفة. ولعل هذا من أسرار حكم الأئمة على هذا الخبر بالضعف تارة وبالبطلان تارة أخرى والله أعلم.
قاله سليمان بن ناصر العلوان


قال ابن القيم بعد كلامه على أسانيد الحديث : فهذا حال هذا الحديث وإن ثبت فله وجه حسن وهو أن الصلاة بالسواك سنه والسواك مرضاة للرب. وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم شأنه اهـ. ثم سرد أحاديث أخر في فضل السواك ثم قال : وإذا كان هذا شأن السواك وفضله وحصول رضا الرب به وإكثار النبي صلى الله عليه وسلم على الأمة فيه ومبالغته فيه حتى عند وفاته وقبض نفسه الكريمة صلى الله عليه وسلم لم يمتنع أن تكون الصلاة التي يستاك لها أحب إلى الله من سبعين صلاة.
وإذا كان ثواب السبعين أكثر فلا يلزم من كثرة الثواب أن يكون العمل الأكثر ثوابا أحب إلى الله تعالى من العمل الذي هو أقل منه بل قد يكون العمل الأقل أحب إلى الله تعالى وإن كان الكثير أكثر ثوابا. وهذا كما في المسند عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "دم عفراء أحب إلى الله من دم سوداوين " يعني في الأضحية وكذلك ذبح الشاة الواحدة يوم النحر أحب إلى الله من الصدقة بأضعاف أضعاف ثمنها وإن كثر ثواب الصدقة.
وكذلك قراءة سورة بتدبر ومعرفة وتفهم وجمع القلب عليها أحب إلى الله تعالى من قراءة ختمة سردا وهذا وإن كثر ثواب هذه القراءة وكذلك صلاة ركعتين يقبل العبد فيهما على الله تعالى بقلبه وجوارحه ويفرغ قلبه
كله لله فيهما أحب إلى الله تعالى من مئتي ركعة خالية من ذلك وإن كثر ثوابهما عددا. ومن هذا سبق درهم مئة ألف درهم
ولهذا قال الصحابة رضي الله عنهم: "إن اقتصادا في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وبدعة".
فالعمل اليسير الموافق لمرضاة الرب وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أحب إلى الله تعالى من العمل الكثير إذا خلا عن ذلك أو عن بعضه
............. وقال : والأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والمحبة والتعظيم والإجلال وقصد وجه المعبود وحده دون شيء من الحظوظ سواه حتى لتكون صورة العملين واحدة وبينهما في الفضل ما لا يحصيه إلا الله تعالى وتتفاضل أيضا بتجريد المتابعة فبين العملين من الفضل بحسب ما يتفاضلان به في المتابعة فتتفاضل الأعمال بحسب تجريد الإخلاص والمتابعة تفاضلا لا يحصيه إلا الله تعالى.
وينضاف هذا إلى كون أحد العملين أحب إلى الله في نفسه مثاله الجهاد وبذل النفس لله تعالى هو من أحب الأعمال إلى الله تعالى ويقترن بتجريد الإخلاص والمتابعة وكذلك الصلاة والعلم وقراءة القرآن إذا فضل العلم في نفسه وفضل قصد صاحبه وإخلاصه وتجردت متابعته لم يمتنع أن يكون العمل الواحد أفضل من سبعين بل وسبع مئة من نوعه
فتأمل هذا فإنه يزيل عنك إشكالات كثيرة ويطلعك على سر العمل والفضل وأن الله سبحانه وتعالى أحكم الحاكمين يضع فضله مواضعه وهو أعلم بالشاكرين.
ولا تلتفت إلى ما يقوله من غلظ حجاب قلبه من المتكلمين والمتكلفين إنه يجوز أن يكون العملان متساويين من جميع الوجوه لا تفاضل بينهما ويثيب الله على أحدهما أضعاف أضعاف ما يثيب على الآخر
بل يجوز أن يثيب على هذا ويعاقب على هذا مع فرض الاستواء بينهما من كل وجه.
وهذا قول من ليس له فقه في أسماء الرب وصفاته وأفعاله ولا فقه في شرعه وأمره ولا فقه في أعمال القلوب وحقائق الإيمان بالله وبالله التوفيق.
إذا عرفت ذلك فلا يمتنع أن تكون الصلاة التي فعلها فاعلها على وجه الكمال حتى أتى بسواكها الذي هو مطهرة لمجاري القرآن وذكر الله ومرضاة للرب واتباع للسنة والحرص على حفظ هذه الحرمة الواحدة التي أكثر النفوس تهملها ولا تلتفت إليها حتى كأنها غير مشروعة ولا محبوبة لكن هذا المصلي اعتدها فحافظ عليها وأتى بها توددا وتحببا إلى الله تعالى واتباعا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يبعد أن تكون صلاة هذا أحب إلى الله من سبعين صلاة تجردت عن ذلك والله أعلم.
Question

المصدر...


الساعة الآن 01:21 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM