مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 160)
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 159)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=363440 ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتِّينَ وَمِائَةٍ مِنَ الْهِجْرَةِ فِيهَا خَرَجَ رَجُلٌ بِخُرَاسَانَ عَلَى الْمَهْدِيِّ , مُنْكِرًا عَلَيْهِ أَحْوَالَهُ وَسِيرَتَهُ , يُقَالُ لَهُ : يُوسُفُ الْبَرْمُ . وَالْتَفَّ عَلَيْهِ خَلْقٌ كَثِيرٌ , وَتَفَاقَمَ أَمْرُهُ , وَعَظُمَ الْخَطْبُ بِهِ فَتَوَجَّهَ إِلَيْهِ الْمَهْدِيُّ يَزِيد بْن مَزْيَدٍ , فَلَقِيَهُ , فَاقْتَتَلَا حَتَّى تَنَازَلَا وَتَعَانَقَا , فَأَسَرَ يَزِيدُ بْنُ مَزْيَدٍ يُوسُفَ هَذَا , وَأَسَرَ جَمَاعَةً مِنْ أَصْحَابِهِ , فَبَعَثَهُ وَبَعَثَهُمْ إِلَى الْمَهْدِيِّ فَأُدْخِلُوا عَلَيْهِ وَقَدْ حُمِلُوا عَلَى جِمَالٍ , مُحَوَّلَةً وُجُوهُهُمْ إِلَى نَاحِيَةِ أَذْنَابِ الْإِبِلِ فَأَمَرَ الْخَلِيفَةُ هَرْثَمَةَ بْنَ أَعْيَنَ أَنْ يَقْطَعَ يَدَيْ يُوسُفَ وَرِجْلَيْهِ , ثُمَّ تُضْرَبَ عُنُقُهُ وَأَعْنَاقُ مَنْ مَعَهُ , وَصَلَبَهُمْ عَلَى جِسْرِ دِجْلَةَ الْأَكْبَرِ مِمَّا يَلِي عَسْكَرَ الْمَهْدِيَّ , وَأَطْفَأَ اللَّهُ نَائِرَتَهُمْ , وَكَفَى شَرَّهُمْ . وَفِيهَا وَصَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شِهَابٍ الْمِسْمَعِيُّ مَدِينَةَ بَارْبَدَ مِنَ الْهِنْدِ فِي جَحْفَلٍ كَثِيرٍ مَعَهُ , فَحَاصَرُوهَا وَنَصَبُوا عَلَيْهَا الْمَجَانِيقَ , وَرَمَوْهَا بِالنِّفْطِ , فَأَحْرَقُوا مِنْهَا طَائِفَةً , وَهَلَكَ بَشَرٌ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِهَا , وَفَتَحُوهَا عَنْوَةً , وَأَرَادُوا الِانْصِرَافَ فَلَمْ يُمْكِنْهُمْ ذَلِكَ لِاغْتِلَامِ الْبَحْرِ , فَأَقَامُوا هُنَالِكَ , فَأَصَابَهُمْ دَاءٌ فِي أَفْوَاهِهِمْ يُقَالُ لَهُ : حُمَامُ قُرٍّ . فَمَاتَ مِنْهُمْ أَلْفُ نَفْسٍ , فَلَمَّا أَمْكَنَهُمُ الْمَسِيرُ رَكِبُوا فِي الْبَحْرِ , فَهَاجَتْ عَلَيْهِمْ رِيحٌ , فَغَرِقَ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ أَيْضًا , وَوَصَلَ بَقِيَّتُهُمْ إِلَى الْبَصْرَةِ وَمَعَهُمْ سَبْيٌّ كَثِيرٌ , فِيهِمْ بِنْتُ مَلِكِهِمْ . وَفِيهَا حَكَمَ الْمَهْدِيُّ بِإِلْحَاقِ نَسَبِ وَلَدِ أَبِي بَكْرَةَ الثَّقَفِيِّ إِلَى وَلَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَقَطَعَ نَسَبَهُمْ مِنْ ثَقِيفٍ , وَكَتَبَ بِذَلِكَ كِتَابًا إِلَى وَالِي الْبَصْرَةِ , وَقَطَعَ نَسَبَهُ مِنْ زِيَادٍ بن أبيه , وَمِنْ نَسَبِ نَافِعٍ ( وكلاهما أخوان لأبي بكرة ) فَفِي ذَلِكَ يَقُولُ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ , وَهُوَ خَالِدٌ النَّجَّارُ : إِنَّ زِيَادًا وَنَافِعًا وَأَبَا بَكْرَةَ . . . عِنْدِي مِنْ أَعْجَبِ الْعَجَبِ ذَا قُرَشِيٌّ كَمَا يَقُولُ , وَذَا . . . مَوْلًى , وَهَذَا بِزَعْمِهِ عَرَبِي فَذَكَرَ ابْنُ جَرِيرٍ أَنَّ نَائِبَ الْبَصْرَةِ لَمْ يُنَفِّذْ ذَلِكَ . وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ حَجَّ بِالنَّاسِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْمَهْدِيُّ , وَاسْتَخْلَفَ عَلَى بَغْدَادَ ابْنَهُ مُوسَى الْهَادِي , وَاسْتَصْحَبَ مَعَهُ ابْنَهُ هَارُونَ الرَّشِيدَ , وَخَلْقًا مِنَ الْأُمَرَاءِ , مِنْهُمْ يَعْقُوبُ بْنُ دَاوُدَ عَلَى مَنْزِلَتِهِ وَمَكَانَتِهِ وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَدْ هَرَبَ مِنَ الْخَادِمِ , فَلَحِقَ بِأَرْضِ الْحِجَازِ فَاسْتَأْمَنَ لَهُ يَعْقُوبُ بْنُ دَاوُدَ فَأَحْسَنَ الْمَهْدِيُّ صِلَتَهُ , وَأَجْزَلَ جَائِزَتَهُ وَفَرَّقَ الْمَهْدِيُّ فِي أَهْلِ مَكَّةَ مَالًا عَظِيمًا جِدًّا , وَكَانَ قَدْ قَدِمَ مَعَهُ بِثَلَاثِينَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ , وَمِائَةِ أَلْفِ ثَوْبٍ وَجَاءَ مِنْ مِصْرَ ثَلَاثُمِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ , وَمِنَ الْيَمَنِ مِائَتَا أَلْفِ دِينَارٍ , فَأَعْطَاهَا كُلَّهَا فِي أَهْلِ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ . وَشَكَتِ الْحَجَبَةُ إِلَى الْمَهْدِيِّ أَنَّهُمْ يَخَافُونَ عَلَى الْكَعْبَةِ أَنْ تَنْهَدِمَ مِنْ كَثْرَةِ مَا عَلَيْهَا مِنَ الْكَسَاوِي فَأَمَرَ بِتَجْرِيدِهَا مِنَ الْكُسْوَةِ , فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى كَسَاوِي هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَجَدَهَا مِنْ دِيبَاجٍ ثَخِينٍ جِدًّا , وَبَقِيَّةُ كَسَاوِي الْخُلَفَاءِ قَبْلَهُ وَبَعْدَهُ مِنْ عَمَلِ أَهْلِ الْيَمَنِ , فَلَمَّا جَرَّدَهَا , طَلَاهَا بِالْخَلُوقِ , وَكَسَاهَا كُسْوَةً حَسَنَةً جِدًّا وَيُقَالُ : إِنَّهُ اسْتَفْتَى مَالِكًا فِي إِعَادَةِ الْكَعْبَةِ إِلَى مَا كَانَ بَنَاهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ مَوْضِعِهَا عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي كَانَ يَوَدُّهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَالِكٌ : دَعْهَا عَلَى حَالِهَا , فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَتَّخِذَهَا الْمُلُوكُ مَلْعَبَةً . فَتَرَكَهَا كَمَا كَانَتْ . وَحَمَلَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ نَائِبُ الْبَصْرَةِ الثَّلْجَ إِلَى مَكَّةَ , فَكَانَ أَوَّلَ خَلِيفَةٍ حُمِلَ لَهُ الثَّلْجُ إِلَيْهَا . وَلَمَّا دَخَلَ الْمَدِينَةَ النَّبَوِيَّةَ , وَسَّعَ الْمَسْجِدَ النَّبَوِيِّ , وَكَانَ فِيهِ مَقْصُورَةٌ , فَأَزَالَهَا , وَأَرَادَ أَنْ يَنْقُصَ مِنَ الْمِنْبَرِ مَا كَانَ زَادَهُ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ فَقَالَ لَهُ مَالِكٌ : إِنَّهُ يَخْشَى أَنْ يَنْكَسِرَ الْخَشَبُ الْعَتِيقُ إِذَا زُعْزِعَ . فَتَرَكَهُ فَلَمْ يَتَعَرَّضْ لَهُ . وَتَزَوَّجَ مِنَ الْمَدِينَةِ رُقَيَّةَ بِنْتَ عَمْرٍو الْعُثْمَانِيَّةَ , وَانْتَخَبَ مِنْ أَهْلِهَا مِنَ الْأَنْصَارِ خَمْسَمِائَةٍ مِنْ أَعْيَانِهَا لِيَكُونُوا حَوْلَهُ حَرَسًا بِالْعِرَاقِ وَأَنْصَارًا لَهُ , وَأَجْرَى عَلَيْهِمْ أَرْزَاقًا غَيْرَ أُعْطِيَاتِهِمْ , وَأَقْطَعَهُمْ أَقْطَاعًا مَعْرُوفَةً بِهِمْ . المصدر... |
الساعة الآن 02:40 AM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
mamnoa 2.0 By DAHOM