شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   العلوم و التكنولوجيا --- كل جديد ---- في كل المجالات (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=313)
-   -   التلاعب بالجينات وخطره على البشرية (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=243741)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 02-26-2016 05:42 AM

التلاعب بالجينات وخطره على البشرية
 
التلاعب بالجينات وخطره على البشرية
د. محمد السقا عيد



إلى أين سيقودنا التلاعب بالجينات؟


يسير العالم اليوم بسرعة هائلة نحو الاكتشافات العلمية العظيمة في شتى مجالات الحياة بل تقفز قفزات كبيرة على مختلف الأصعدة، وأصبح يعيش ثورات بيولوجية هائلة وثورات في عالم الإلكترونيات والكومبيوترات، والإنترنت، والاتصالات، فما تمّ إنجازه خلال العقود الأخيرة قد يعادل جميع الإنجازات العلمية التي تحققت في القرون السابقة.

وقد خطا العلم خَطوات كبيرة في عالم الخلايا والجينات حتى اكتشفت الخريطة الجينية للإنسان، وبذلك فقد فتحت آفاقا جديدة وانتصارات عظيمةعلى كثير مما تعانيه البشرية، حيث يمكن عن طريقها التعرف على كثير من أمراض صاحب الخريطة وصفاته، واكتشاف أمراض الجينات، وعاهات الأجنة في وقت مبكر، إضافة إلى تحسين الإنتاج وتكثيره في عالم النبات والحيوان، والاستفادة منها لزراعة الأعضاء ونحوها.

وقد خَطت البحوث والمختبرات العلمية خُطوات متقدمة نحو العلاج الجيني عن طريق إصلاح هذه الجينات، أو استئصال الجين المسبب للمرض وتغييره بجين سليم، ومع هذا التقدم الكبير يقول العلماء: إنه لم يكتشف من أسرار DNA سوى 10% وصدق قوله تعالى: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85]


إن التلاعب بالجينات هو أخطر من التلاعب بالذرّة لأنّ الكائنات الحيّة وكما تدلّ على ذلك تسميتها: هي حيّة، تتحرّك، تتنقل، تتكاثر، تنتشر وتتداخل كما تتلاقح وتختلط بكائنات حيّة أخرى وأنواع أخرى، والتلوّث الجيني هو تلوّث نهائيّ لا رجعة فيه ولا يمكن محاصرته.

بعض تطبيقات هندسة الجينات الجديدة:
وهذه بعض تطبيقات هندسة الجينات الجديدة نعرضها على القارئ حتى يتبين له مدى هول وخطورة التلاعب بالجينات علي حياة الإنسان.

الخنزير المحور جينيا: هو خنزير غرس فيه هرمون النمو البشرى.

ينمو بسرعة فائقة ولكنه "أحول" يسير بطريقة فوضوية وغير منتظمة، يضلع ويعانى من تقرّح في المعدة والتهاب في المفاصل وتعفن في الجهاز التنفسى "Pneumonie" وأمراض الكلى وتشوهات في المفاصل. غرس وإدماج جين هرمونة النمو لم يحدث فقط التغيرات المرجوة بل وأيضاتغيرات غير متوقعة وغير مرغوب فيها.


يفسر علماء الوراثة ذلك بمفعول موقع الجين: Locus الذى يؤثر على كامل الرصيد الوراثي.


في حالة الخنزير المحوّر جينيا كان الهدف منه الحصول على خنزير ينمو بسرعة ويتجاوز وزنه المعدل العام وذلك للحصول على كمية أوفر من اللحم. أي أن الغاية كانت تجارية بحتة. النتيجة كانت عكسية مما دفع الخبراء إلى التخلي عن هذه التجربة.

"التلقيح" مانع الحمل لدى الفئران:أراد بعض الخبراء الأستراليين صنع تلقيح مانع للحمل لدى الفئران. استعملوا فيروس الجدري الخاص بالفئران ليقوم هذا الأخير بنقل جين وقع انتقاؤه لهذا الغرض وذلك إلى نواة خلايا الفئران. فجأة تحول الفيروس الوديع إلى فيروس قاتل.


ماتت الفئران في ظرف تسعة أيام. هرع الخبراء وخصوصا وأنه بإمكان هذا الفيروس أن ينفلت من داخل المخبر ويسبب كارثة بيئية. تدخلت السلطات الأسترالية الرسمية مباشرة وأتلفت كل أجهزة المخبر. وإلى يومنا هذا لم يعرف العلماء سبب تحول الفيروس "الوديع" إلى فيروس قاتل "ربما تكون طفرة سببا في ذلك"، والحال أنهم يدعون دائما أنهم يتحكمون في تقنيات هندسة الجينات.


الإعداد للإنسان الكامل: اليوم مع اكتشاف الجينوم البشرى يتقدم العلماء في مشاريعهم نحو اعتماد جينوم يكون معيارا ومقياسا لبقية الجينومات وبالتالي وضع استراتيجيا لبشر من نوع خاص يصاغ في المخابر.


فهذا هو فرنسوا جاكوب الحاصل على جائزة "نوبل" للعلوم صرح منذ سنين في كتابه الشهير: "منطق العالم الحي" بأن "الإنسان أصبح قادرا على أن يسيطر على التطور نفسه... فقد نتوصل يوما ما إلى التدخل في تنفيذ البرنامج الوراثي وحتى في بنيته من أجل تصحيح بعض عيوبه، وإدخال بعض الملحقات عليه. وقد نتوصل أيضا إلى إنتاج نماذج ونسخ مطابقة للأصل عن فرد من الأفراد: رجل سياسي، فنان،، مصارع وذلك حسب الطلب وعلى قدر ما نرغب... ولا شيء يمنع أن نطبق من الآن على الكائنات البشرية طرق الاصطفاء المستخدمة في المخابر على الفئران والأبقار".


وقد صرح جاك كوهين JacquesCohen العالم الشهير بكل ثقة أنه وفى خلال العشر سنين المقبلة سنتمكن من فرز الأجنة والاستغناء عن تلك التي تحمل عاهات جينية بأنواعها "وما أكثرها" وبالتالي وضع نموذج لخارطة جينومية مثالية فنكون بذلك قد قفزنا من مرحلة العنصرية التي تعتمد اللون والبشرة إلى العنصرية البيولوجية والوراثية.


والخلاصة أن القائمة طويلة والتلاعب بالجينات لا يعرف الحدود.

فهذه أسماك السلمون Salmon زرع فيها جين هرمون النمو لتنمو بسرعة ويفوق وزنها 10 مرات الوزن الطبيعي فتتسبب في كارثة بيئية "انقراض أنواع السمك".


وهذه أكباش وماشية يقلع صوفها بمجرد أن تمر يد الإنسان فوق جلدها. وهذه نعاج ينتج حليبها مادة صالحة للإنسان "L\'antitrypsine" وبقر ينتج حليبا إنسانيا بعد أن زُرع فيه جين بشرى، أو ماعز تنتج في حليبهاخيوط العنكبوت لصنع لباس واقي من الرصاص "Gilets pare balles" وهذه حيوانات تبرمج لتصاب بأمراض مختلفة كالصرع والتهاب المفاصل والسرطان ومرض الزهايمر وفقدان الذاكرة، مع العلم أن تعميم نتائج البحوث من الحيوان على الإنسان قد يؤدى في بعض الأحيان إلى نتائج وخيمة وغير متوقعة.

وهذه نباتات تصبح متقبلة لكميات وافرة من مبيد الأعشاب فتنقل مناعتها للأعشاب الطفيلية.

وهذه نباتات أخرى تنتج بنفسها مادة شبيهة بمبيدات الحشرات وبكميات كبيرة فتستأنس بها الجراثيم وتصبح منيعة تجاهها.


وهذه محاصيل زراعية لم تسلم من التعديل الجيني وذلك بغية التوصل إلى انتاج أكثر وجودة أفضل...هذه النباتات والبكتيريات والحيوانات والبذور والأشجار وجينات البشر تصبح براءات أي ملكا خاصا لأفراد أو مجموعات.


ولقائل أن يقول: ما الفائدة من بطاطا لا تسود بعد تقشيرها، وطماطم تحافظ على لمعانها ورونقها أسابيع بعد قطفها؟
ماذا نعنى أن نأكل طماطم تحمل جين العقرب وسمكا يحمل جين الإنسان أو نباتا يحمل جين المناعة تجاه المضادات الحيوية؟


وهذه بعض التساؤلات التي أرجو من رواد الهندسة الوراثية الإجابة عليها:
ما هو مصير الكائنات المحوّرة جينيا بعد فترة من الزمن وخصوصا بعد أن نكون قد عممناها على العالم؟
ما مصير الكائنات المحوّرة جينيا بعد موتها أو دمجها في الأنظمة البيئية المختلفة؟
ما هي علاقات هذه الكائنات بالفيروسات والبكتيريات؟
هل يمكن لعمليات التحوير الجيني أن تتسبب في ظهور بروتينيات سامّة غير متوقعة؟
هل هناك إمكانية لظهور فيروسات وبكتيريا جديدة؟
ما هو تأثير الكائنات المحوّرة جينيا على صحة الإنسان والحيوان والنبات؟


الخلاصة: أنه إذا كان للتلاعب الجيني ايجابيات وفوائد تكون في صالح الإنسان فإن هنالك أخطار وسلبيات لا تمس الحيوان أو النبات فحسب وإنما تمس الإنسان أيضاً.


لا شك أنه لا يمكن التلاعب بالجينات لتحسين أو الحصول على خلق آخر هذا محال عقلا مصداقا لقوله تعالى " لا تبديل لخلق الله ".


وذلك يعني أن هناك قانون علوي الهي يحكم الطبيعة والكون ككل وبذا فانه لن يستطيع أحد - مهما بلغ من مراتب العلم ومراحل التطور - على تبديل هذا القانون بقانون آخر إطلاقا، فهو سبحانه الذي ضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها فهل بإمكان علماء الجينات والتخليق أن يتحدوا هذا المثل ويثبتوا عكسه... إطلاقا.


والتبديل يعني أن يستحضر الإنسان أو أي مخلوق آخر شيء معين ويضعه مكان الشيء الأصلي ليقوم بوظائفه، لذا لما كان هناك إمكانية لتبديل جين محل غيره ليكون الإنتاج في النهاية مهجنا فهو تضادد صارخ مع القانون الإلهي في الخلق وهذا الخروج عن القانون الأزلي لابد له من أن يفشل شئنا أم أبينا.


ان هناك أشياء بعينها لا تقبل التبديل إطلاقا وقد تحدى بها الله مخلوقاته " وهذا عمق الأعجاز " فلم يستطع أحد رغم المحاولات على تخليق بعوضة أو صناعة دم آدمي لاستحالة التبديل والتحويل واستحالة الفكرة من أساسها.


هناك تلاعب في الجينات أي تبديل في الصفات المنسجمة أساسا في الكائن الواحد أو في غيره من الكائنات... وأن عدم انسجام هذه الصفات سيؤدي إلى كارثة لا يعلم الإنسان اتساعها وأبعادها.


من جانب آخر هناك من يستغل هذا التلاعب لإبراز الإيجابيات وإخفاء السلبيات المرضية وهذه قطعا لها إيجابيات محدودة هي في الواقع بحاجة لدراسات مستفيضة وبعيدة الأمد ولا يمكن الجزم بإيجابيها من عدمها.


أستطيع القول أن العلماء البيولوجيين يمرون بفترة مراهقة خطرة بتبنيهم مشاريع ضبابية لا يعرفون مدى تأثيراتها.

الجانب الحسن للتلاعب بالجينات:
وبرغم ما ذكرناه سابقا فإن الصورة ليست قاتمة تماماً، فهناك جانب حسن في الموضوع حيث يعد العلاج الجيني أملاً للعديد من لمرضى العديد من الأمراض التي تستعصي على العلاجات التقليدية مثل الأمراض الوراثية التي يولد بها الإنسان وتنتشر في كل خلية من خلايا جسده كالسرطان و أمراض الحساسية و المناعة الذاتية والأيدز وأمراض القلب والسكر وغيرها من الأمراض المزمنة والخطيرة.

في عام 1990 كانت البداية لنجاح العلاج الجيني حيث نجح الطبيب الأمريكي " فرنش أندرسون " في علاج الطفلة " أشانتي دي سليفيا " من خلال العلاج الجيني عبر إدخال الجين المسئول عن تصنيع إنزيم ADA الهام لعمل الجهاز المناعي، لينقذها من موت محقق، أو من علاج دائم يجب أن تأخذه قد يكلفها 50 ألف دولار سنويا لكي تعيش، ولا يمكن أن توقفه مدى الحياة لإصابتها بمرض نقص المناعة الموروث.

و لا يزال العلاج الجيني أحد أهم الموضوعات التي تشغل بال العلماء و الأطباء في العالم كله.

أنواع العلاج الجيني:
العلاج الجيني للخلايا الجسمية:
في هذه الحالة يستخدم العلاج الجيني على خلايا الجسم غير الجنسية بحيث يقتصر التعديل على المريض نفسه دون انتقال وراثي للأجيال القادمة أو الأبناء و يمثل هذا العلاج الخط السائد للأبحاث الحالية و السريرية، حيث يستخدم الحمض النووي المُعدل وراثياً لعلاج أمراض الإنسان.

يركز العديد من هذه التجارب على علاج الأمراض الوراثية المزمنة، كأمراض نقص المناعة، مرض الناعور، مرض الثلاسيميا، و مرض التليف الكيسي.... هذه الأمراض هي مُرشح جيد للعلاج بالمورثات الجسمية لأنها تُسبب بواسطة خلل في مورثة واحدة فقط.

في حين أن التصحيح الكامل للأمراض الوراثية أو استبدال أكثر من مورثة مسببة لمرض معين، وهذا غير ممكن حالياً.

العلاج الجيني للخلايا الجنسية:
هذا النوع من العلاجات يشكل خطورة بالغة من الناحية الطبية و الأخلاقية حيث يتم توريث التعديلات التي يقوم بها العلماء على جينات الخلايا الجنسية أو النطف و البويضات و التي تتحد لاحقاً لتعطي جميع خلايا الكائن الحي لعلاج بعض الأمراض الوراثية المحتملة، و تكمن خطورة التلاعب بتلك المورثات في كونها ستنتقل لأجيال لاحقة لذا تحظر السلطات القضائية في العديد من الدول هذا النوع من العلاجات مثل أستراليا، كندا، ألمانيا، إسرائيل، سويسرا، و هولندا حيث تمنع استخدام هذه الطريقة من العلاج على البشر على الأقل في الوقت الحاضر لأسباب أخلاقية و تقنية تتضمن قلة المعرفة في احتمالية إصابة الأجيال اللاحقة و لأن لديها مخاطر أكبر من علاج المورثات الجسمية.

العلاج الجيني للأمراض الوراثية:
الأمراض الوراثية هي أمراض يولد بها الإنسان و تكمن في وجود عيوب في المادة الوراثية أو الجينات الموجودة في كل خلية من خلايا جسده و هو ما يجعل مهمة تغييرها مهمة صعبة، و من المعلوم طبياً أن الفيروسات تنقل مادتها الوراثية للخلية لذا تم تجربة الكثير من وسائل النقل معه باستخدام بعض أنواع من الفيروسات، لكي تقوم بتوصيل الجين إلى الخلية المراد الوصول إليها مثل نوع يسمى أدينوفيروس Adenovirus و مع انقسام تلك الخلايا ستقوم بإنتاج المزيد من الخلايا السليمة عبر انقسامها الطبيعي، و ذلك في محاولة لعلاج أمراض وراثية مزمنة مثل مرض تليف الرئة الحويصلي Cystic Fibrosis و المنتشر بشكل كبير في مناطق عديدة من العالم.

العلاج الجيني للسرطان:
نالت أبحاث السرطان في مجال العلاج الجيني نصيب الأسد، و توجد اتجاهات كثيرة لاستخدام العلاج الجيني في حالات السرطان كإدخال جين معين إلى الخلايا السرطانية يجعلها تفرز مواد مناعية معينه مثل: الليمفوكاينز، وإنترليوكين –2، وهذه المواد يؤدي وجودها إلى تحفيز المناعة الطبيعية، والجهاز المناعي للإنسان للهجوم على الخلايا السرطانية، ومقاومتها ومحاولة التغلب عليها.

أما المحاولات الأخرى فتأتي من خلال إدخال جين معين لبروتين أحد الفيروسات مثل الهربس، ويسمى " ثايمدين كاينيز " إلى الخلايا السرطانية، وهذا النوع من البروتين الفيروسي، عندما تحمله الخلايا السرطانية، يمكن التعرف عليها و تدميرها من خلال الأدوية المضادة للفيروسات مثل " جان سيكلوفير "، وبذلك يمكن تحديدها والقضاء عليها.

أما المحاولات الأخرى التي تبذل في هذا المجال فتشمل إيقاظ جينات فرامل السرطان التي حدثت بها طفرة منعتها عن العمل، وهي الجينات المثبطة للأورام Tumor Suppressor Genes، بحيث تعود إلى عملها الأصلي، الذي يقضي بأن تأمر الخلية بالانتحار في حالة ما إذا حاولت الخروج عن طبيعتها، والانقسام بصورة عشوائية أو سرطانية.

العلاج الجيني للأمراض الفيروسية مثل الإيدز:
توجد بعض المحاولات لاستخدام العلاج الجيني لمقاومة فيروس الإيدز HIV من خلال أكثر من اتجاه، وأحد هذه الاتجاهات يعتمد على محاولات وضع الجينات المحفزة من تركيب فيروس الإيدز، وإدخالها في بعض خلايا الإنسان، مما يحفز الجهاز المناعي على إفراز أجسام مضادة، تستطيع التصدي للعدوى في حالة حدوثها، أو إذا كانت موجودة بالفعل.
الضوابط الشرعية للهندسة الوراثية:
يرى الدكتور أحمد كنعان أن القضايا الوراثية تعتبر قضايا مستحدثة تطرق أبواباً جديدة تماماً لم يسبق لأهل الفقه أن واجهوها من قبل، وبما أن تلك القضايا يترتب عليها أحكام شرعية عديدة، فإنَّ التجارب والدراسات والبحوث التي تجرى في حقل الهندسة الوراثية يجب، إلى جانب الضوابط العلمية التي يقررها أهل البيولوجيا، أن تخضع لبعض الضوابط الشرعية التي أوجزها فيما يلي:
1 - بما أن الهندسة الوراثية يمكن أن تُغيِّر التركيبةَ الفطريَّةَ التي رَكَّبَ الخالقُ عزَّ وجلَّ عليها خَلْقَه، فيجب أن يكون حاضراً في أذهاننا - ونحن نخوض في حقل الهندسة الوراثية - ذلك الوعيد الخبيث من إبليس بإغواء آدم لتغيير خلق اللّه، حيث قال: ﴿ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ﴾ [النساء: 119]؛ وهذا يعني أن نحذر من الوقوع في المحظور، فلا نرتكب مثل هذا التغيير الشيطاني، كأن نستهدف بالهندسة الوراثية مثلاً إنتاج سلالات بشرية متفوِّقة ذات صفات خارقة للعادة كما يتخيَّل بعض العلماء، فهذا الفعل قد يُخِلُّ بالتركيبة العضوية والاجتماعية والنفسية لبني البشر.

ولذا فإن التغيير المستهدف بالهندسة الوراثية يجب أن يكون مشروعاً، كأن يكون مثلا لعلاج تشوه أو مرض، أو لإنتاج أعضاء بديلة تنفع في زراعة الأعضاء، وما شابه ذلك من الأغراض المشروعة.

وقد أكد مجلس المجمع الفقهي الإسلامي أنه "لا يجوز استخدامُ أيٍّ من أدوات علم الهندسة الوراثية ووسائله في الأغراض الشَّريرة والعدوانيَّة، وفي كلِّ ما يَحْرُمُ شرعاً، ومن ذلك العبث بشخصيَّة الإنسان ومسئوليته الفردية أو التَّدَخُّل في بنية المورثات بدعوى تحسين السُّلالة البشرية".

2 - يجب على المشتغلين بالهندسة الوراثية أن يتجنبوا الممارسات المحرَّمة، مثل التجارب التي تؤدي إلى اختلاط الأنساب ونحوها.

3 - يجب أن تخضع شتى التجارب والتطبيقات العملية التي تجري في حقل الهندسة الوراثية للإشراف العلمي والشرعي الدقيق من قبل هيئة شرعية علمية متخصِّصة تضم علماء متخصصين بالهندسة الوراثية إلى جانب فقهاء متمرسين بالفقه الطبي، وذلك منعاً لاستغلال هذا العلم في أغراض غير مشروعة، ودرءاً للأخطار المحتملة التي قد تنجم عن العبث في هذا الحقل الحيوي الدقيق.

4 - من الحكمة عدم التسرع بإبداء الرأي الشرعي في المسائل المتعلقة بالهندسة الوراثية، وإرجاء الحكم فيها حتى تستبين أبعادها بصورة جلية لا تحتمل اللَّبس، وعندئذ يمكن إصدار الحكم الشَّرعي لكل مسألة منها، وهذا الحكم يجب أن يكون مدعماً بالأدلة الشرعية الوافية، وأن يصاحبه ذكر التحفظات الشرعية إذا لزم الأمر.

5 - بما أن الإسلام يحض على العلم في شتى أبوابه، فإن مواصلة الدراسات والبحوث في حقل الهندسة الوراثية أمر مرغوب فيه، لما فيه من آمال عريضة تعد بعلاج الكثير من الآفات المستعصية التي لم يهتد الطب إلى علاج ناجع لها حتى الآن.

مصادر يمكن الرجوع إليها:
العديد من مواقع الانترنت.
جريدة اليوم السابع المصرية - عدد الاثنين، 05 مايو 2014.
مجلة رؤى - مجلة عربية شبابية.
الموقع الرسمي أ. د. علي محيي الدين القره داغي.






المصدر...


الساعة الآن 06:31 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM