شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   منتدى العقيدة (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=450)
-   -   ( رسالة نادرة ) لعالم جدة : الشيخ محمد بن حسين الفقيه عن الكتاني وكتابه"فهرس الفهارس" (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=228125)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 02-01-2016 03:29 PM

( رسالة نادرة ) لعالم جدة : الشيخ محمد بن حسين الفقيه عن الكتاني وكتابه"فهرس الفهارس"
 
بسم الله الرحمن الرحيم


كنت قد كتبت مقالاً عن كتاب " فهرس الفهارس " ؛ لعبدالحي الكتاني ، تجده على هذا الرابط :

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=181238


ثم علمت أن لعالم جدة : الشيخ : محمد بن حسين الفقيه – رحمه الله – رسالة صغيرة في نقد كتاب " فهرس الفهارس " للكتاني ، وتصرف صاحبه غير اللائق معه ، وعليها تعليقان لوجيه جدة الشيخ محمد نصيف – رحمه الله - ، ذكرها الشيخ هاني بن نوح الهوساوي – وفقه الله – في مقدمة تحقيقه لرسالة " الرد على الدجوي " للشيخ الفقيه ، وقال في وصفها ( ص 72 ) :

( هي عبارة عن عتاب لاذع لعبدالحي الكتاني ، الذي امتنع عن رد الإجازة التي استعارها من الشيخ ، والتي أجازه فيها أبوبكر محمد عارف خوقير ، وقد أخبره السيد محمد صالح نصيف ، مدير جريدة صوت الحجاز أنه وصل إليه ، وطلب منه الإجازة لثبَت خوقير ، التي استعارها منه ليقرأها في المجلس ، ثم يردها ، فرفض ! كما أن في هذه الرسالة ذكرٌ لعقيدة الشيخ محمد حسين ، وانتقادات لما في فهرس الفهارس لتراجم بعض العلماء . والرسالة مخطوطة ، يوجد لها نسخة في مكتبة نصيف ، جامعة الملك عبدالعزيز ، برقم ( 2961 ) ، عدد ( 10 ) صفحات ) .

وقد أكرمني الأخ الشيخ هاني بن نوح – جزاه الله خيرًا - بصورتها ، وهاهي مطبوعة ، وفي نهايتِها تعليقا الشيخ نصيف :


هذه رسالة في بيان أغلاط السيد عبد الحي الكتاني في كتابه المسمى
فهرس الفهارس
لجامعها
محمد بن حسين إبراهيم
وفقه الله لما يحبه ويرضاه

بسم الله الرحمن الرحيم

ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين ، اللهم إني أعوذ بك من زلة القدم وطغيان القلم في حالة الرضا والغضب ، آمين :

من محمد بن حسين إبراهيم إلى الأستاذ السيد عبد الحي الكتاني : السلام عليكم ورحمة الله وبعد ؛ فقد أخبرني السيد الشيخ محمد صالح نصيف مدير جريدة صوت الحجاز أنه وصل إليك وطلب منك الإجازة لثبت الشيخ أبي بكر خوقير التي استعرتها مني لتقرأها في المجلس ثم تردها إلي ، وطلب منك مؤلفاتك الثلاث ، وهي فهرست الفهارس والتراتيب الإدارية وصفة ولادة النبي صلى الله عليه وسلم ، التي وعدتني بإرسالها عندما تفك الكتب من الجمرك ، فأجبتَه بأن الكتب قد نفذت ، ولم تجبه عن الإجازة بشيء ! فهذا عجيب من عالم مثلك جمع الله له بين شرف العلم والنسَب ، أماعلمتَ من الشيخ حامد الفقي حين ما سمحت لك بإعطاء الإجازة إذ قال لك : إن هذا الشيخ لا يعير كتابًا من كتبه ، وما تساهل معك إلا أنك وعدته بإعطاء الكتب المذكورة ، ولقد صدق فيما قال ؛ لأني أوذيت كثيرًا من إعارة الكتب ، فقبلت أن أحنث نفسي في هذا اليمين وأكفر عنها ، حيث أن مثلك لا يجوز لي أن أمنع عنه كتابًا كهذا ، ولولا حبي للكتب النافعة لما تكبدت المشاق وقمت في الوقت الساعة ثلاثة من الليل ومشيت من أول البلد إلى آخرها ، وفتشت في المكتبة حتى عثرت على الإجازة ، وأرسلتها لك بغاية ما يكون من السرعة، ولولا وعدك لي بإعطائي مؤلفاتك ما كنت أسمح ، ولم تكتف بقراءتها في المجلس بل سافرت بها إلى مكة . وقد أوصيت السيد محمد علي الدباغ بأن يصل إليك يطلب منك الإجازة والكتب الثلاثة ، وأخبرني أنك قلت له : أنا مستعد له بإرسال الكتب مع الإجازة إذا وصلت إلى مكة ، حيث أن هذا كان بمنى ، فلما أبطأت علي أرسلت إليك جوابين أولًا وثانيًا ، ولم ترد عليّ بكلمة ! فهل هذا من مجازاة الإحسان بالإحسان ؟ وهل هذا من صفات العلماء المحدثين المخرجين الباحثين عن كتب السنة ؟ وأينما كانت ، ألم يمر بك الحديث المجمع على صحته ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم : " آية المنافق ثلاث - وفي رواية أربع - من كن فيه فهو منافق حقًا : إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان وإذا عاهد غدر " ، أترضى أن تكون فيك واحدة من هذه الخصال ؟ ولو فكرت قليلًا لعلمت أن مثلي لا يُعامل بهذه المعاملة ، ولو فعلت ما وعدت به لكان خيرًا لك في دينك ودنياك ، وطالما سمعت عنك من أفعال غير مرضية ، وكنت أكذب هذا وأقول : معاذ الله أن يكون رجلًا عالمًا محدثًا متصفًا بهذه الصفات الخسيسة ، حتى جربت بنفسي ، أما تعلم أنك جنيت عليّ ثلاث جنايات : وعدتني وأخلفتني ، وكذبت علي في قولك تقرأ الإجازة في المجلس وتردها علي ، وخنتني في سفرك بها من غير إذن مني ، وامتناعك عن إعطائها !


أما علمت أن هذه الإجازة خير لي منك ومن كتبك ، فإني تلقيتها عن رجل أوذي في الله وصبر ، ولم يجعل فتنة الناس كعذاب الله ، وما زال داعيًا إلى العمل بالقرآن والسنة ، محذرًا من كتب البدع والخرافات ، مع تقلل في المأكل والمشرب ، والرضا بشظف العيش ، لم تُقبل يده ولم يُتبرك به وببغلته أحد ، وما انحنى ولا سجد ، ولا قبل أطراف ثيابه أحد ، ولو كان هذا جائزًا في الشرع لكان هو أجدر به ، وما كان كالذي ترجمت لهم فعدلت عن قول الحق فيهم ، بل وصفتهم بأوصاف أنا أعلم بها منك ، وعند الله تجتمع الخصوم . وما الذي منعك من إعطائي الكتب بعد أن وعدت بها ، وحملك على حبس الإجازة ؟ فإن كان بعض الناس أخبرك عني بأني مخالفٌ لعقيدة أهل الإسلام ، وحيث أني كذلك فلا أستحقها ، وإن أخذ مالي حلال ! فقد غشك ، ولو سألتني عن عقيدتي ومذهبي في المجلس الذي كنا فيه ؛ لذكرت لك كلما أدين الله به في أصول وفروع من غير مبالاة بمن خالفني ، وإن أردت معرفة ما أنا عليه ، فاسمع ما يتلى عليك : أما مذهبي في الأصول فإني على عقيدة السلف الصالح ، وهي الفرقة التي كان عليها الرسول وأصحابه في إقرار آيات الصفات والأحاديث على ظاهرها في غير تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل ، وإنها لها معان تليق بجلاله سبحانه وتعالى ، وإن كلما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله فهو على الحقيقة لا على المجاز ، وإن كل من رد شيئًا من ذلك فهو خاطئ ، وإن عقيدة السلف هي أحكم وأسلم وأعلم ، وكل ما خالفها فهو من القول على الله بلا علم ، وذلك من الفواحش التي حرمها الله ، وأما مذهبي في الفروع ؛ فإني لا أترك سنة صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول أحد من الناس كائنًا من كان ، إذا سلمت من النسخ والتخصيص ، وقد علمت ولله الحمد ناسخ القرآن والسنة ، وعلمت معنى التخصيص ، وكل مسألة لم أجد لها دليلًا في الكتاب ولا في السنة فاقلد فيها من أرى قوله أقرب للصواب ، وأقول في الأئمة الأربعة وغيرهم من أئمة المسلمين : هم أئمتنا وهداتنا ، مصابيح الدُّجَى ، نستصبح بنورهم ونقتدي بطريقتهم ، ونستعين على فهم كلام الله ورسوله بإفهامهم ، وبما أوصلوه لنا ، لا نخرج إن شاء الله تعالى عن إجماعهم ، ونترضى عن جميعهم ونترحم عليهم ، ونسأل الله أن يجزيهم عنا أفضل الجزاء ، هذا الذي أدين الله به ، فإن كنت تراه حقًا فما يحملك على معاملتي بهذه الصفة ؟ وإن كنت تراه باطلًا فما عليَّ منك رضيت أم سخطت !


والحاصل أني أنصح لك ولنفسي أن ترد لي الإجازة بوجه السرعة ، وأما الكتب التي وعدت بها ، إن أرسلتها فقد وفيتَ بوعدك وجزاك الله خيرًا عن نفسك ، وإن لم ترسلها فلا يضرني ذلك بشيء ومتى أردت شراءها اشتريها ، فقد اشتريت ولله الحمد ما هو أعظم منها قدرًا وأغلى منها ثمنًا ، فإن فعلت فقد وجب علي أن أمسك لساني عنك في كل مجلس وناد ، وإن امتنعت فاجعلني في حل إذا ذكرت ما فيك من الصفات ، فإن غيري إذا تكلم فيك بالتخمين والوهم فأنت قد جعلتني بفعلك هذا أتكلم فيك عن علم وفهم ، ولو تريثت في الأمر لرأيت أن مثلي أحق بحسن المعاملة ، ولا يغرنك ما تراه مني من ذهاب البصر ورثاثة الهيئة ، فإن المرء بأصغريه قلبه ولسانه ، وإذا تكلمت في النوادي وكتبت في الجرائد فالحق لي ولا ألام ؛ لقول الله تعالى { لا يُحِبُّ اللَّهُ الجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ القَوْلِ إلاَّ مَن ظُلِمَ وكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا (148) إن تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ } الآية ، وأنت قد ظلمتني وتعديت علي ، فالله يوفقني وإياك لإصلاح ما فسد ، وتدارك ما فات ، فإن العمر قصير والعمل قليل والسفر طويل والحساب عسير ، ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) ، والسلام عليكم .

بعد كتابة ما تقدم يَسَّرَ الله بكتابيك التراتيب الإدارية وفهرست الفهارس كما يسر بثمنها فاشتريتها وها أنا الآن مشتغل بمطالعتهما لا سيما فهرست الفهارس ، حتى لا تقول إن الذي حملني على ما كتبت عدم إرسالك الكتب إلي ، فإن فهمت ذلك فأنت غالط ، ولكن الذي حملني على ذلك قول بعض الحكماء : وعد بلا وفاء عداوة بلا سبب ، وكيف البركة في كتب لم يتخلق صاحبها بالأخلاق المحمدية ومن الأخلاق المحمدية الوفاء بالوعد وترك الكذب والخيانة ، ألم يمر بك قول بعض الفضلاء : العلم علمان ؛ علم في اللسان وهو حجة الله على الخلق ، وعلم في القلب وبه سعادة الدنيا والآخرة ؟

وقد أخبرني الثقة أنه نصب إليك منبرا في الحرم المكي وفُرش بأنواع الفرش وصعدت عليه وقرأت على الناس الحديث المسلسل بالأولية ، فبالله عليك أي فائدة للناس في مثل هذه المسلسلات ؟! أما كان الأولى بك والأحسن أن تقرأ فيهم الحديث الذي رواه مسلم في كتاب الإيمان من طرق كما رواه غيره من قوله صلى الله عليه وسلم : " آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان - وفي رواية أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا ، وذكر هذه الثلاثة ، والرابعة وإذا خاصم فجر ، وذكر فيه وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم " ، وفسرته لهم تفسيرًا ينطبق على حالة أكثر أهل هذا الزمان .


وكنت شغوفًا بكتبك قبل أن أطلع عليها ، فلما يسرها الله لي وقرأت فيها بعض المواضع ، ألفيتها صادرة من رجل قد اتبع هواه ، ولم يراقب فيما كتب مولاه ، رأيتك تحط فيها على أئمة الإسلام الذي شهد بعلمهم وفضلهم المخالف والموافق ، رأيتك ذكرت في ترجمة شيخ الإسلام والمسلمين ، وقامع أهل الزيغ والمبتدعين ، أبي العباس أحمد ابن تيمية ، فغمزته وطعنت فيه زاعمًا أنك نقلت أقوال الناس فيه من مدح وذم ! وقلت : من أبشع مسائله قوله إن شد الرحل إلى زيارة النبي صلى الله عليه وسلم من غير نية الصلاة في مسجده معصية ، ومن أبشعها أيضًا قوله في حق القاضي عياض " مغيربي " ، وأنه يتورك في مؤلفاته على أهل التأويل ، واستدللت على سوء عقيدته بقول ابن بطوطة أنه رآه على المنبر يخطب للناس ، ويصف لهم نزول الرب تعالى ، فنزل درجتين من درج المنبر وقال : ينزل كنزولي هذا !! فبالله عليك قل لي : هل يجوز لمسلم يزعم أنه محدث عالم بالجرح والتعديل ودرجاتهما يستدل على كفر إمام كابن تيمية بقول رجل صاحب رحلة ! ماعده أحد قط في طبقات العلماء ، بل كل من طالع رحلته يجزم بأنه كان عاميًا صرفًا ؛ لركاكة ألفاظه وسوء تراكيب جمله ، بل كان يفتري الكذب الذي شهد العقلاء به ؛ كقوله إنه كان يركب العفاريت لتوصله حيث أراد !! فهل تستجيز أنت الرواية عن مثل هذا ؟ وإلا تساهلت في نقل مثل هذا عن هذا الكذاب لأنه شيء وافق هوى في نفسك ؟ وأما ما زعمت في حق هذا الإمام أنه أنكر شد الرحل لمجرد الزيارة ؛ فهذا القول لم ينفرد به ، بل له فيه سلف ، ولو طالعت جلاء العينين لنعمان أفندي الآلوسي ؛ لعلمت من قال هذا القول قبله .


وأما قولك إن من أبشعها قوله في حق القاضي عياض "المغيربي " بالتصغير ، فهذه لم أرها في كتبه ، ولو صحت عنه ما كانت تقتضي أن تكون من أبشع مسائله ؛ لأنه ما صغّر مصحفًا ولا مسجدًا ، ولا استخف بنبي ! نعم إنه قال في حق الشفاء إنه من أحسن الكتب ، ولكنه لم يتحاش مؤلفه من ذكر الأحاديث الضعيفات والآثار الواهيات والتفسيرات التي لا تُعرف عن السلف ، ولقد صدق ، ولكن قال عقب ذلك : وهذا كله مغمور في بحر حسناته ، فلعمري أي أنصاف بعد هذا ؟ وإني أسائلك بربك لما قرأتَ الحديث المسلسل بالأولية ، هل تكلمت عليه من طريق الرواية أو الدراية ؟ فإن كنت قد اقتصرت على الأول فأي فائدة حصلت للمستمعين ؟ وإن كنت جمعت فيه بين الرواية والدراية ، فبأي شيء تكلمت على قوله صلى الله عليه وسلم : " ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " ، فهل أثبت للمستمعين لهذا الحديث أن إلههم ومعبودهم في السماء دون الأرض ؟ فإن فعلت - ولا أراك قد فعلت - ، فقد خالفت ما ذكره عياض في الشفاء ، وإن لم تفعل فقد خالفت كل من روى هذا الحديث من الترمذي إلى رسول الله ، فإن الترمذي رحمه الله تعالى ورضي عنه قد قال في جامعه عندما روى حديث : " لو دليتم بحبل لوقع على الله " ؛ فبعد أن ذكر علته ، قال : " ومعناه عند أهل العلم لهبط على علم الله ؛ لإجماعهم على أن الله على عرشه ، وعرشه فوق سبع سماوات ، وعلمه محيط بكل شيء " ، ولا أطيل الكلام في هذا الباب ؛ لأنه مفروغ منه .

ثم أعود فأقول في شأنك : لما رأيت هذا منك في حق ابن تيمية ، قلت : هذا رجل محدث سلك في كتابه طريقة المحدثين المنصفين ، ينقل كما قيل في الرجل من جرح وتعديل ، ثم انتقلتُ إلى ترجمة ابن عربي الحاتمي ؛ فوجدتك فيه بخلاف ما فهمته فيك ! ذكرت ثناء الناس عليه ، ولم تذكر حرفًا واحدًا مما قاله الناس في ذمة والتحذير من مطالعة كتبه ! والحال أن الذين تكلموا في ابن تيمية لم يبلغوا معشار عشر ما أوتي من العلم والفضل، بخلاف ابن عربي ، فالذين تكلموا فيه كلهم أئمة أهل حديث وأصول وفقه ، وناهيك بالعز بن عبد السلام الذي كان يُلقب بسلطان العلماء فقد قال فيه : " هو رجل سوء كذاب ، لا يحرم فرجًا " ، وذكر قصته مع الجنية .
وكالحافظ ابن حجر الذي طلب المباهلة مع رجل كان ينتصر لابن عربي ، وكالسخاوي الذي جمع فيه وفي ضلالاته كتابًا سماه " القول المنبي " ، وكشرف الدين إسماعيل ابن المقري اليمني ، فله في ذمة وذم أتباعه وكتبه قصائد ؛ فمنها قصيدته التي مطلعها :
ألا يا رسولَ الله غارة ثائر..
وقوله فيها:
لقد حدثت في المسلمين حوادثٌ
كبارُ المعاصي عندها كالصغائر
تجاسر فيها ابن العربي واجترى
إلى قوله :
فكذبه يا هذا تكن خيرَ مؤمنٍ
وإلا فصدقه تكن شرَّ كافر
وهي طويلة جدًا ، ذكر فيها أن خمسين إمامًا في الشام ومصر وغيرهما أفتوا بوجوب حرق كتبه وإتلافها .
فلم لم تذكر يا عبد الحي شيئًا من ذلك ؟

وأيضًا أقول لك : إن ابن تيمية رحمه الله قد انتفع الناس بكتبه وبعلمه قديمًا وحديثًا ، حتى إن الحكومة المصرية قد سنت في المحاكم الشرعية الحكم بفتاويه ، فأخبرني أي علم استفاده الناس من ابن عربي ؟ هذا إن قلنا إنها سالمة من الكفر والضلال ، فعلى الأقل إنها معقدة الألغاز ، لم تأت عن نبي ولا صحابي ، ولا عن إمام من أئمة السلف ، فليته لم يؤلفها ، وكان قديرًا على أن يؤلف في العلم الذي ينتفع به الخاص والعام ، ويسلك طريق من تقدمه من علماء الإسلام.

ورأيتك عندما ترجمت للسخاوي وذكرت ما كان بينه وبين السيوطي اعتذرت عنهما بالمعاصرة ، وأنها حرمان ، فلم لم تقل مثل هذا بين ابن تيمية والسبكي ؟ وذكرت في ترجمة السبكي الصغير ثناء الناس عليه ، ولم تذكر ما وقع عليه من شهادة الناس عليه بشرب الخمر ولبس الزنار ؛ كما ذكر ذلك الشعراني في اليواقيت والطبقات ، بل اشرت إلى ذلك إشارة خفية ، وأظن أن الذي حملك على هذا التغاضي عن السبكي وابن حجر المكي وأضرابهما لانتصارهم لابن عربي وأهل الطرق ، وذكرك لمساوئ ابن تيمية قيامه على طائفة ابن عربي وابن التلمساني وابن سبعين والقونوي ، وإلا فما ذنبه لديك ؟ وكما تألمت من كلام ابن تيمية ولم تتألم من كلام التقي الفاسي في العقد الثمين عندما ترجم لابن عربي وغيره من كبار العلماء ، أتوهمت أن هؤلاء لهم أنصار تخشى بأسهم ، وأما ابن تيمية فأنصاره قليل ، ومع قلتهم فهم مستضعفون ؟ لقد خاب ظنك ، وانعكس قصدك ، لم يزل ولا يزال ولله الحمد في الزوايا خبايا ، والحق منصور ولو بعد حين ، أما علمت أن الحساب عسير ، والناقد بصير ؟ وكان الواجب أن تطهر صحيفتك من الخوض في أعراض هؤلاء الأئمة ، الذين بذلوا نفوسهم لله .
وكيف جاز لمحدث مثلك ينحط إلى الحضيض الأدنى ، فيتخذ له طريقة يدعو الناس إليها ويجمعهم لها ، ثم بعد ذلك يقول إنه يقتفي أثر المحدثين !! فمتى كان للبخاري طريقة غير طريقة الرسول ؟ وكذا مسلم فمن بعدهم ؟ وهذا شيء يطول شرحه ، فالأولى لك أن تستغفر الله من ذنبك ، وترد إليّ الإجازة ، فإن أبيتَ إلا الإصرار فسترى مني غير هذا ، والله الهادي والموفق إلى الصواب.
24 الحجة 1351
محمد حسين إبراهيم ، بجدة ) .



هوامش محمد نصيف – رحمه الله - :

( 1 ) لقد كذب ابن بطوطة فيما زعم ؛ فإن الشيخ ابن تيمية حُبس وأدخل السجن في 6 شعبان سنة 726 ودخل ابن بطوطة دمشق في 9 رمضان سنة 726 .

( 2 ) اتخاذ الطرق لجمع الأموال من ضعاف العقول ، خذل الله الجميع ، آمين ، وكتبه : محمد نصيف .


المصدر...


الساعة الآن 01:53 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM