شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   الموسوعة الضخمة المتنوعة ------------الحج و العمرة (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=299)
-   -   من أسرار التلبية (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=195919)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 09-15-2015 12:31 AM

من أسرار التلبية
 
من أسرار التلبية


أ. د. محمد المختار محمد المهدي

معيشة المؤمن مع مناسك الحجّ لها مردود و أثر طيب على تقوية الإيمان وعلى استحضار ذكر الله عز وجل.



ذلك أن الحاجّ حين يلبس ملابس الإحرام وحين ينوي الحجّ أو العمرة يكون نشيده المفضل: ((لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ))، هذا النشيد يعلن أن كُلّ مسلم حين جاء إلي هذا النسك، إنَّما أتى تلبية لأمر الله عز وجل، فقد طلب ربّ العزّة أن نسعى إلى أداء تلك الفريضة في هذه الأماكن المقدّسة، وهناك أذان صرح الله عز وجل به، حينما نادى به سيدنا إبراهيم استجابة لأمر ربّه، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾ [الحج: 27].



فهو إذن يلبي أمر الله عز وجل تلبية بعد تلبية، لأن هذه طبيعة المسلم دائمًا، إذا طلب الله منه شيئًا فإنه يسارع بتنفيذ هذه الأوامر فيقول: (( لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ))، وهذا مطلوب من الحاجّ، ومطلوب من كل مسلم في أي مكان في العالم فقد عاهد ربه وجعل شعاره ﴿ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ (البقرة: 285)، وحين يقول (( لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ))؛ يعني: أُلبّي أمرك وحدك، بحيث إذا تعارض ما يطلبه الخَلْق مع ما يطلبه الخالق، فإن تلبيتنا لأمر الخالق وحده، (( لا طَاعَةَ لَمِخْلُوقٍ فِي مَعْصِيةِ الخَالِقِ )) وحين يقول (( إِنَّ الحمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالمُلْكَ ))، يستشعر الإنسان بأن كل النعم التي يتمتع بها الإنسان هي من عند الله وحده، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ اذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ ﴾ [النحل: 53]، من هنا هو يقدم الحمد وهو شكر لله عز وجل وثناء عليه بما قدمه لنا من خيرات ونعم، الحمد له والنعمة منه، هو المُنعم وهو الوهاب، (( إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالمُلْكَ )) كل المُلك بيد الله وحده، هو الذي يُصرّفه، هو الذي يُهيمن، هو الذي يرزق، هو الذي يعزّ، هو الذي يذل، كل شيء بيده سبحانه وتعالى.



طواف القدوم أو العمرة:

بعد أن يقول الحاجّ هذه العبارات الإيمانية، يذهب إلي مكّة المُكرّمة، وهناك يضع متاعه في المكان المعد له، ثم يتوضأ أو يغتسل إن أمكن، ويذهب إلى الحرم، وهناك إن استطاع أن يدخل من باب السلام كان ذلك خيرًا، وإن لم يستطع فمن أي باب يدخل إلي المسجد الحرام وحين يدخل المسجد الحرام يدعو ربّه: (( اللَّهُمَّ زِدْ هَذَا الْبَيْتَ تَشْرِيفًا وَتَعْظِيمًا وَتَكْرِيمًا وَمَهَابَةً وَزِدْ مَنْ شَرّفَهُ وَكَرّمَهُ مِمَّنْ حَجَّهُ وَاعْتَمَرَهُ تَشْرِيفًا وَتَكْرِيمًا وَتَعْظِيمًا وَبِرَّا )) إذا كان عليه فريضة من الفرائض كأن وصل مثلاً في وقت الظهر، أو في وقت العصر، ولم يُصلّ، فليصل الفريضة أولاً، ثم بعد ذلك يتجه إلي الكعبة المشرفة طاهرًا من الحدث والنجس، متمتعًا بالنظر إلى تلك الكعبة التي يتوجه إليها بصلاته كل يوم خمس مرات، وليعلم أن نظره إليها عبادة، فقد أمره الله أن يُولّي وجهه شطر المسجد الحرام والعين جزء من الوجه.




المصدر...


الساعة الآن 02:29 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM