مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 92)
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 91)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=355317 ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثِنْتَيْنِ وَتِسْعِينَ فِيهَا غَزَا مَسْلَمَةُ , وَابْنُ أَخِيهِ عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ بِلَادَ الرُّومِ , فَفَتَحَا حُصُونًا كَثِيرَةً , وَغَنِمَا شَيْئًا كَثِيرًا , وَهَرَبَتْ مِنْهُمُ الرُّومُ إِلَى أَقْصَى بِلَادِهِمْ . وَكَانَ مِمَّا فَتَحَ مَسْلَمَةُ وَابْنُ أَخِيهِ عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ مِنْ حُصُونِ بِلَادِ الرُّومِ : حِصْنُ سَوْسَنَةَ , وَبَلَغَا إِلَى خَلِيجِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ . ( انظر الخريطة ، فقد وصلوا إلى مضيق البسفور ) وَفِيهَا غَزَا طَارِقُ بْنُ زِيَادٍ مَوْلَى مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ بِلَادَ الْأَنْدَلُسِ فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا وكَانَ طَارِقُ بْنُ زِيَادٍ أَمِيرَ طَنْجَةَ , وَهِيَ أَقْصَى بِلَادِ الْمَغْرِبِ , وَكَانَ نَائِبًا لِمَوْلَاهُ مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ فَكَتَبَ إِلَيْهِ صَاحِبُ الْجَزِيرَةِ الْخَضْرَاءِ ( هي منطقة في أقصى الأندلس ، انظر الخريطة ) يَسْتَنْجِدُ بِهِ عَلَى عَدُوِّهِ فَدَخَلَ طَارِقٌ إِلَى جَزِيرَةِ الْأَنْدَلُسِ مِنْ زُقَاقِ سَبْتَةَ , وَانْتَهَزَ الْفُرْصَةَ لِكَوْنِ الْفِرِنْجِ قَدِ اقْتَتَلُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ فَخَرَجَ إِلَيْهِ مَلِكُهَا أَذَرِينُوقُ فِي جَحَافِلِهِ , وَعَلَيْهِ تَاجُهُ وَمَعَهُ سَرِيرُ مُلْكِهِ فَقَاتَلَهُ طَارِقٌ فَهَزَمَهُ , وَغَنِمَ مَا فِي مُعَسْكَرِهِ , فَكَانَ مِنْ جُمْلَةِ ذَلِكَ السَّرِيرُ , وَقَتَلَ مَلِكَهَا أَذَرِينُوقَ , وَتَمَلَّكَ بِلَادَ الْأَنْدَلُسِ بِكَمَالِهَا . وَكَتَبَ إِلَى مُوسَى بْنِ نُصَيْرٍ بِالْفَتْحِ . فَحَسَدَهُ مُوسَى عَلَى الِانْفِرَادِ بِهَذَا الْفَتْحِ , وَكَتَبَ إِلَى الْوَلِيدِ يُبَشِّرُهُ بِالْفَتْحِ , وَيَنْسِبُهُ إِلَى نَفْسِهِ , وَكَتَبَ إِلَى طَارِقٍ يَتَوَعَّدُهُ لِكَوْنِهِ دَخَلَ بِغَيْرِ أَمْرِهِ , وَيَأْمُرُهُ أَنْ لَا يَتَجَاوَزَ مَكَانَهُ حَتَّى يَلْحَقَ بِهِ , ثُمَّ سَارَ إِلَيْهِ مُسْرِعًا بِجُيُوشِهِ , فَدَخَلَ الْأَنْدَلُسَ وَمَعَهُ حَبِيبُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ الْفِهْرِيُّ , فَأَقَامَ سِنِينَ يَفْتَحُ فِي بِلَادِ الْأَنْدَلُسِ , وَيَأْخُذُ الْمُدُنَ وَالْأَمْوَالَ , وَيَقْتُلُ الرِّجَالَ , وَيَأْسِرُ النِّسَاءَ وَالْأَطْفَالَ , فَغَنِمَ شَيْئًا لَا يُحَدُّ وَلَا يُوصَفُ , وَلَا يُعَدُّ مِنَ الْجَوَاهِرِ وَالْيَوَاقِيتِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ , وَمِنْ آنِيَةِ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْأَثَاثِ وَالْخُيُولِ وَالْبِغَالِ وَغَيْرِ ذَلِكَ شَيْئًا كَثِيرًا , وَفَتَحَ مِنَ الْأَقَالِيمِ الْكِبَارِ وَالْمُدُنِ شَيْئًا كَثِيرًا . وَفِيهَا فَتَحَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ شُومَانَ , وَكشّ , وَنَسَفَ وَامْتَنَعَ عَلَيْهِ أَهْلُ فِرْيَابَ فَأَحْرَقَهَا , وَجَهَّزَ أَخَاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ إِلَى طَرْخُونَ خَانَ مَلِكِ بِلَادِ الصُّغْدِ ( طاجكستان ) فَصَالَحَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ , وَأَعْطَاهُ طَرْخُونُ خَانَ أَمْوَالًا كَثِيرَةً , وَقَدِمَ عَلَى أَخِيهِ وَهُوَ ببُخَارَى ، فَرَجَعَ إِلَى مَرْوَ . وَلَمَّا صَالَحَ طَرْخُونُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَرَحَلَ عَنْهُ , اجْتَمَعَتِ الصُّغْدُ وَقَالُوا لِطَرْخُونَ : إِنَّكَ قَدْ بُؤْتَ بِالذُّلِّ وَأَدَّيْتَ الْجِزْيَةَ , وَأَنْتَ شَيْخٌ كَبِيرٌ فَلَا حَاجَةَ لَنَا فِيكَ , ثُمَّ عَزَلُوهُ وَوَلَّوْا عَلَيْهِمْ غَوْزَكَ خَانَ أَخَا طَرْخُونَ خَانَ , ثُمَّ إِنَّهُمْ عَصَوْا وَنَقَضُوا الْعَهْدَ , وَكَانَ مِنْ أَمْرِهِمْ مَا سَيَأْتِي . وَفِيهَا غَزَا قُتَيْبَةُ سِجِسْتَانَ ، يُرِيدُ رُتْبِيلَ مَلِكَ التُّرْكِ الْأَعْظَمَ ( لأنه انتهت الهدنة التي كانت بينه وبين المسلمين عندما سلمهم ابن الأشعث ) فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى أَوَّلِ مَمْلَكَةِ رُتْبِيلَ , تَلَقَّتْهُ رُسُلُهُ يُرِيدُونَ مِنْهُ الصُّلْحَ عَلَى أَمْوَالٍ عَظِيمَةٍ , خُيُولٍ وَرَقِيقٍ وَنِسَاءٍ مِنْ بَنَاتِ الْمُلُوكِ يُحْمَلُ ذَلِكَ إِلَيْهِ فَصَالَحَهُ قُتَيْبَةُ. وَحَجَّ بِالنَّاسِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ نَائِبُ الْمَدِينَةِ , رَحِمَهُ اللَّهُ . مَنْ تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ مِنَ الْأَعْيَانِ : مَالِكُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَدَثَانِ النَّصْرِيُّ , أَبُو سَعِيدٍ الْمَدَنِيُّ مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ . وَقَالَ بَعْضُهُمْ : رَكِبَ الْخَيْلَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ , وَرَأَى أَبَا بَكْرٍ . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَمْ يَحْفَظْ مِنْهُ شَيْئًا . وَأَنْكَرَ ذَلِكَ ابْنُ مَعِينٍ وَالْبُخَارِيُّ وَأَبُو حَاتِمٍ وَقَالُوا : لَا تَصِحُّ لَهُ صُحْبَةٌ . طُوَيْسٌ الْمُغَنِّي اسْمُهُ عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , أَبُو عَبْدِ الْمُنْعِمِ الْمَدَنِيُّ , مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ كَانَ بَارِعًا فِي صِنَاعَتِهِ وَكَانَ طَوِيلًا مُضْطَرِبًا أَحْوَلَ الْعَيْنِ وَكَانَ مَشْئُومًا , لِأَنَّهُ وُلِدَ يَوْمَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَفُطِمَ يَوْمَ تُوُفِّيَ الصِّدِّيقُ , وَاحْتَلَمَ يَوْمَ قُتِلَ عُمَرُ , وَتَزَوَّجَ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ , وَوُلِدَ لَهُ يَوْمَ قُتِلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ . الْأَخْطَلُ كَانَ شَاعِرًا مُطْبِقًا , فَاقَ أَقْرَانَهُ فِي الشِّعْرِ . لكنه كان من نصارى العرب ، مات على الكفر والعياذ بالله. الصور المصغرة للصور المرفقة http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attach...1&d=1439702812 http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attach...1&d=1439703303 http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attach...1&d=1439703854 المصدر... |
الساعة الآن 12:58 AM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
mamnoa 2.0 By DAHOM