شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   منتدى الحديث (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=448)
-   -   دراسة نقدية لحديث المغيرة أبردوا بالظهر من رواية شريك عن بيان عن قيس .... في علل الحديث لابن أبي حاتم : (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=243127)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 02-24-2016 02:25 PM

دراسة نقدية لحديث المغيرة أبردوا بالظهر من رواية شريك عن بيان عن قيس .... في علل الحديث لابن أبي حاتم :
 
قال ابن أبي حاتم : " سألت أبي عن حديث رواه إسحاق الأزرق ، عن شريك ، عن بيان ، عن قيس ، عن المغيرة بن شعبة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أبردوا بالظهر " .
قال أبو محمد : ورواه أبو عوانة ، عن طارق ، عن قيس ، قال : سمعت عمر بن الخطاب ، قوله : أبردوا بالصلاة .
قال أبي : أخاف أن يكون هذا الحديث يدفع ذاك الحديث .
قلت : فأيهما أشبه .
قال : كأنه هذا ، يعني حديث عمر .
قال أبي في موضع آخر : لو كان عند قيس : عن المغيرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يحتج أن يفتقر إلى أن يحدث عن عمر موقوفًا " . (علل الحديث لابن أبي حاتم : مسألة 367)

تحديد العلة :
يفهم من كلام أبي حاتم وتخريج الحديث أنه قد اختلف فيه على قيس بن أبي حازم من وجهين ، وهما على النحو التالي :
1 – قيس ، عن المغيرة بن شعبة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
2 - قيس ، عن عمر بن الخطاب موقوفًا من قوله .
3 - عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .


تخريج أوجه الاختلاف :
الوجه الأول المرفوع : قيس ، عن المغيرة بن شعبة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
رواه عنه بيان بن بشر :
روايته أخرجها أحمد ، قال : حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق ، عن شريك ، عن بيان بن بشر ، عن قيس بن أبي حازم ، عن المغيرة بن شعبة ، قال : كنا نصلّي مع نبي الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر بالهاجرة فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبردوا بالصلاة ؛ فإن شدة الحر من فيح جهنم " .
ومن طريق أحمد أخرجها :
ابن حبان ، وقال : " تفرّد به إسحاق الأزرق " .
وابن عدي . وقال : " وقد سرق هذا الحديث من هؤلاء الثقات قوم ضعفاء ، فحدثوا به عن إسحاق الأزرق " . ثم أورد أحاديثهم .
وحنبل بن إسحاق ، وأبو نعيم ، وابن المنذر ، والطبراني ، والخطيب ، وذكر الخطيب البغدادي نحو كلام ابن عدي .
والبيهقي ، وقال : قال أبو عيسى الترمذي : فيما بلغني عنه سألت محمدا يعني البخاري ، عن هذا الحديث ، فعدّه محفوظًا ، وقال : رواه غير شريك ، عن بيان ، عن قيس ، عن المغيرة قال : كنا نصلي الظهر بالهاجرة ، فقيل لنا : " أبردوا بالصلاة ؛ فإن شدة الحر من فيح جهنم " . رواه أبو عيسى ، عن عمر بن إسماعيل بن مجالد ، عن أبيه ، عن بيان كما قال البخاري .
وأخرجها أبو حاتم ، قال : رواه إسحاق الأزرق ، عن شريك به بمثله مرفوعًا .
وأخرجها البخاري ، قال : قال لي صدقة : أخبرنا إسحاق الأزرق بهذا الإسناد بمثله .
وابن ماجه ، قال : حدثنا تميم بن المنتصر الواسطي ، حدثنا إسحاق بن يوسف ، عن شريك به بمثله .
ومن طريق تميم أخرجها ابن المقرئ .
والطحاوي ، قال : حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، قال : ثنا يحيى بن معين وتميم بن المنتصر قالا : ثنا إسحاق بن يوسف ، قال : ثنا شريك به بمثله .
ومن طريق يحيى بن معين أخرجها البيهقي .
وابن الأعرابي ، قال : نا محمد ، نا سليمان ابن بنت مطر ، نا إسحاق بن يوسف الأزرق ، نا شريك به بمثله .
وتابع إسحاقَ الأزرقَ يعقوبُ بن إبراهيم على رفعه عن شريك :
روايته أخرجها ابن الأعرابي ، قال : نا نجيح ، نا القاسم بن أبي شيبة ، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، عن شريك ، عن بيان ، عن قيس ، عن المغيرة بن شعبة ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أبردوا بالظهر، فإن شدة الحر من فيح جهنم " .
وأخرجها ابن عدي قال : ثناه أبو يعلى ، عن القاسم به بمثله . وقال : " وأبطل القاسم في ذلك ، وليس الحديث عند يعقوب بن إبراهيم والقاسم ضعيف " .
وتابع شريكًا إسماعيلُ بنُ مجالد على رفعه عن بيان :
رواه أبو عيسى ، عن عمر بن إسماعيل بن مجالد ، عن أبيه ، عن بيان كما قال البخاري .
ذكره البيهقي ، ولم أقف عليه .

الوجه الثاني الموقوف : قيس ، عن عمر بن الخطاب موقوفًا من قوله .
رواه عنه من هذا الوجه طارق بن عبد الرحمن :
أخرج روايته ابن أبي حاتم تعليقًا مجزومًا ، قال : ورواه أبو عوانة ، عن طارق ، عن قيس ، قال : سمعت عمر بن الخطاب ، قوله : " أبردوا بالصلاة " .
وأخرجها البخاري ، قال : وقال لنا موسى ، عن أبي عوانة ، عن طارق ، عن قيس ، عن عمر قولَه .

الوجه الثالث المرفوع : عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
رواه عنه شريك :
أخرج روايته ابن أبي حاتم ، عن الحسن بن شاذان الواسطي ، عن إسحاق ، عن شريك ، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .

دراسة أوجه الاختلاف :
الوجه الأول المرفوع : قيس ، عن المغيرة بن شعبة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
رواه عنه بيان بن بشر :
هو بيان بن بشر الأحمسى البجلى ، أبو بشر الكوفى المعلم من صغار التابعين ، روى عن أنس بن مالك وقيس بن أبي حازم وإبراهيم التيمي ، وعنه شريك والثوري وزائدة ، ثقة ثبت ، روى له الجماعة .
وقد تابع القاسمُ بنُ أبي شيبة إسحاقَ الأزرقَ على رفعه عن شريك ، ولكن هذه المتابعة واهية من أجل القاسم . تركه أبو زرعة ، وأبو حاتم ووهّاه الذهبي ، وقال الساجي : "متروك الحديث . قال ابن حبان : " يخطئ ويخالف " . قال الخليلي : " ضعفوه وتركوا حديثه " ، وأورده الدارقطني في " الضعفاء والمتروكين " . وأغرب ابن قطلوبغا ؛ فذكره في " الثقات " . ولشدة ضعفها فلم يعتدّ بها الإمام ابن حبان ؛ وقال بعد ساق رواية إسحاق الأزرق : " تفرد به إسحاق الأزرق " .
وقد اضطرب شريك في هذا الحديث ؛ فرواه مرةً
وقد تفرد به شريك عن بيان ، وشريك ليس بالقوي فيما يتفرد به ، أما متابعة إسماعيل بن مجاهد عند أبي عيسى فواهية ، وآفتها ابنه عمر بن إسماعيل بن مجالد ؛ فإنه متروك .
وعلى ضعف في شريك وتفرده بهذا الحديث عن بيان فإنه قد اضطرب في هذا الحديث ؛ حيث رواه مرّة عن بيان ، عن قيس ، عن المغيرة بن شعبة مرفوعًا ، وتارةً رواه ، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .

الوجه الثاني الموقوف : قيس ، عن عمر بن الخطاب موقوفًا من قوله .
رواه عنه من هذا الوجه طارق بن عبد الرحمن :
هو طارق بن عبد الرحمن البجلي الأحمسي ، الكوفي من صغار التابعين ، روى عن قيس بن أبي حازم وابن أبي أوفى وسعيد بن جبير ، وعنه الثوري وشعبة وأبو عوانة .
وثّقه ابن معين ، والعجلي ، والدارقطني ، وابن نمير فيما نقله ابن خلفون ويعقوب بن سفيان ، وذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات " .
وقال أبو حاتم والنسائي وابن عدي : " لا بأس به " .
وقال أحمد فيما رواه عبد الله : " مخارق بن خليفة الأحمسي ثقة ثقة ، وطارق بن عبد الرحمن دونه ، ليس حديثه بذاك " .
وسوّى يحيى القطان بينه وبين إبراهيم بن مهاجر ، وقال : ليس عندي بأقوى من ابن حرملة .
وقال النسائي تارةً : " ليس بالقوي " ، قال الحافظ : " فلا أدري ، عنى هذا أو الذي قبله " .
وذكره ابن البرقي في باب : من احتمل حديثه ، فقال فيه : " وأهل الحديث يخالفون يحيى بن سعيد فيه ويوثقونه " ، وحكى الساجي عن أحمد : " في حديثه بعض الضعف " .
ولخّص الحافظ اختلافهم فيه فقال : " صدوقٌ له أوهام " .

الوجه الثالث المرفوع : عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .
رواه عنه شريك وقد تقدمت دراسته وأنه اضظرب في هذا الحديث .

الوجه الراجح :
رجّح أبو حاتم الوجه الثاني الموقوف من حديث قيس ، وجعله أشبه بالصواب ، وقال : " أخاف أن يكون هذا الحديث يدفع ذاك الحديث " . واحتجّ بأنه لو كان عند قيس بن أبي حازم : عن المغيرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لم يحتج أن يفتقر إلى أن يحدث عن عمر موقوفًا .
وأعلّه ابن معين أيضًا – فيما نقله الحافظ - بما روى أبو عوانة ، عن طارق ، عن قيس ، عن عمر موقوفًا ، وقال : " لوكان عند قيس عن المغيرة مرفوعا لم يفتقر إلى أن يحدث به عن عمر موقوفا، وقوى ذلك عنده أن أبا عوانة أثبت من شريك " .
وذكر الخلال – فيما نقله العراقي - عن الميموني أنهم ذاكروا أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل حديث المغيرة بن شعبة فقال : " أسانيد جياد " .
وسأل الترمذي - فيما نقله البيهقي - البخاري عن حديث قيس فعدّ البخاريُّ الوجه المرفوع من حديثه محفوظًا ، وقال البخاري : رواه غير شريك ، عن بيان ، عن قيس ، عن المغيرة قال : كنا نصلي الظهر بالهاجرة ، فقيل لنا : " أبردوا بالصلاة ؛ فإن شدة الحر من فيح جهنم " . رواه أبو عيسى ، عن عمر بن إسماعيل بن مجالد ، عن أبيه ، عن بيان كما قال البخاري .
وقال الحافظ بعد أن ساق رواية المغيرة بن شعبة : " وهو حديث رجاله ثقات " .
قال الباحث : فيما قاله أحمد والبخاري وابن حجر نظر :
أما قول الإمام أحمد : " أسانيد جياد " فلا يدري الباحث ، كيف قال هذا وقد تقدم في التخريج قول ابن حبان : " تفرّد به إسحاق الأزرق " ، ممّا يفيد بأنه ليس له إلا إسناد واحد .
أمّا ما ذهب إليه البخاري رحمه الله تعالى فيأباه قواعد الترجيح ؛ فإن الوجه المرفوع من حديث قيس قد تفرّد به شريك ، عن بيان . وشريك ليس بالقوي فيما يتفرد به ، وعلى ضعف في شريك وتفرده بهذا الحديث عن بيان فقد خالف أبا عوانة ؛ إذ رواه عن طارق ، عن قيس ، عن عمر بن الخطاب موقوفًا من قوله . وزيادةً على ذلك كله فقد اضطرب شريك في هذا الحديث ، كما تقدم في تخريج أوجه الاختلاف ودراستها .
أما متابعة إسماعيل بن مجالد عند أبي عيسى فواهية ، وآفتها عمر بن إسماعيل بن مجالد ؛ فإنه متروك .
وتبيّن من هذا التفصيل أن قول الحافظ رحمه الله تعالى : " رجاله ثقات " وهم منه .
ونسب الحافظ إلى أبي حاتم أنه صحّح حديث المغيرة بن شعبة من رواية شريك . ولكنه وهم من الحافظ ؛ فإن الذي صحّحه هو ليس حديث المغيرة بن شعبة ، إنما هو حديث أبي هريرة من رواية إسحاق الأزرق ، عن شريك ، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم . وذلك إذ سأله ابن أبي حاتم عن حديث إسحاق هذا – وكان قد سبق أن سأل ابن معين عنه أيضًا ، فقال : ليس له أصل ؛ إنما نظرت في كتاب إسحاق فليس فيه هذا – فقال أبو حاتم : " هو عندي صحيح " . ثمّ يلاحظ أن أبا حاتم لم يرد بالصحة صحتَه عن أبي هريرة – كما توهّم الحافظ - ، إنما أراد صحته عن إسحاق الأزرق . وكيف يمكن أن يصحّحه أبو حاتم عن أبي هريرة وقد رجّح من قبلُ رواية من رواه عن أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه ، بينما جعل حديث أبي هريرة من رواية إسحاق ، عن شريك شاذًّا !!؟؟ .

الحكم على الحديث :
الحديث من وجهه الراجح الموقوف إسناده – عند البخاري - صحيح . وقد صحّ الحديث مرفوعًا من غير طريق قيس .
أخرجه البخاري قال : حدثنا أيوب بن سليمان قال حدثنا أبو بكر عن سليمان قال صالح بن كيسان حدثنا الأعرج عبد الرحمن وغيره عن أبي هريرة ونافع مولى عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر : أنهما حدثناه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : " إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم " .
وأخرجه مسلم من طريق الليث ، عن ابن شهاب ، عن ابن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة مرفوعًا بمثله .
وأخرج البخاري أيضًا ، من طريق شعبة ، عن سعد ، عن محمد بن عمرو بن الحسن بن علي ، قال : " قدم الحجاج فسألنا جابر بن عبد الله فقال كان النبي صلى الله عليه و سلم يصلي الظهر بالهاجرة والعصر والشمس نقية والمغرب إذا وجبت والعشاء أحيانا وأحيانا إذا رآهم اجتمعوا عجل وإذا رآهم أبطؤوا أخر والصبح - كانوا أو - كان النبي صلى الله عليه و سلم يصليها بغلس " .
وأخرجه مسلم من طريق شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، بهذا الإسناد بمثله .

المصدر...


الساعة الآن 08:03 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM