شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   منتدى السيرة النبوية (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=451)
-   -   ذو القرنين و يأجوج و مأجوج (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=163884)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 07-24-2015 05:25 AM

ذو القرنين و يأجوج و مأجوج
 
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا محمد و آله و أصحابه أجمعين أما بعد فهذا الموضوع إجتهاد شخصي و محاوله لوضع رؤية جديده لقصة ذو القرنين و يأجوج و مأجوج و أرجو المناقشه بموضوعية

السائل و المسئول في قوله تعالى (و يسئلونك عن ذي القرنين):

قال ابن كثير في تفسيره: بعث كفار مكه إلى أهل الكتاب يسألون منهم ما يمتحنون به النبي صلى الله عليه و سلم، فقالوا سلوه عن رجل طواف في الأرض، و عن فتية لا يدري ما صنعوا، و عن الروح، فنزلت سورة الكهف. و أورد ابن جرير الطبري هاهنا حديثا أسنده و هو ضعيف عن عقبه بن عامر أن نفرا من اليهود جاءوا يسألون النبي صلى الله عليه و سلم عن ذي القرنين، فأخبرهم بما جاءوا له ابتداء، فكان فيما أخبرهم به: أنه كان شابا من الروم، و أنه بنى الإسكندريه.

يأجوج و مأجوج بشر من ذرية آدم:

روى البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال يقول الله تعالى يا آدم فيقول لبيك و سعديك و الخير في يديك فيقول أخرج بعث النار قال و ما بعث النار قال من كل ألف تسع مائة و تسعة و تسعين فعنده يشيب الصغير و تضع كل ذات حمل حملها و ترى الناس سكارى و ما هم بسكارى و لكن عذاب الله شديد قالوا يا رسول الله و أينا ذلك الواحد قال أبشروا فإن منكم رجلا و من يأجوج و مأجوج ألفا.

مكان السد كان معروفا لصحابه الرسول و ملوك الدوله الأمويه و العباسيه:

روى البخاري في صحيحه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه و سلم رأيت السد مثل البرد المحبر. قال رأيته. و روى الحافظ بن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري في شرح صحيح البخاري عن ابن أبي عمر من طريق سعيد بن أبي عروبه عن قتاده عن رجل من أهل المدينه أنه قال للنبي صلى الله عليه و سلم: يا رسول الله قد رأيت سد يأجوج و مأجوج، قال كيف رأيته? قال مثل البرد المحبر طريقه حمراء و طريقه سوداء. قال قد رأيته.

و روي ابن كثير عن ابن جرير بسنده أن شهربراز ملك أرمينيه (و كان قد صالح المسلمين في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه) قال لعبد الرحمن بن ربيعه أحد قاده جيوش عمر لما قدم عليه في مدينه الباب أنه بعث رجلا يأتيه بخبر سد ذي القرنين. فلما أقبل عبد الرحمن بن ربيعه على الرسول الذي ذهب على السد، قال له: ما حال هذا الردم? يعني ما صفته? فأشار الرجل إلى ثوب فيه زرقه و حمره، فقال: مثل هذا. فقال رجل لعبد الرحمن: صدق و الله، لقد نفذ و رأى. فقال: أجل، وصف صفة الحديد و الصفر.

و روي ابن كثير عن أبو عبد الله الذهبي الحافظ ما ذكره صاحب كتاب مسالك الممالك عن سلام الترجمان حين بعثه الواثق بأمر الله بن المعتصم الخليفه العباسي (و كان قد رأى في النوم كأن السد قد فتح) فأرسل سلاما هذا و كتب له إلى الملوك بالوصاة به حتى وصل إلى ملك الخزر فبعث معه خمسة أدلاء حتى وصلوا إلى مكان السد حيث انتهوا إلى جبل أملس ليس عليه خضراء و إذا السد هنالك من لبن حديد مغيب في نحاس، و هو مرتفع جدا لا يكاد البصر ينتهي إليه، و له شرفات من حديد، و في وسطه باب عظيم بمصراعين مغلقين و قريب من هذا الباب حصنان عظيمان.

بلاد الخزر و مدينة الباب:

بلاد الخزر هي تلك البلاد التي تمتد بين بحر قزوين (بحر الخزر قديما) و البحر الأسود جنوب روسيا.مدينة الباب أو باب الأبواب كما سماها العرب قديما و التي تعرف حاليا باسم دربند (Derbent) توجد بجمهورية داغستان الروسيه. دربند كلمه فارسية تعني الأبواب المغلقه. أيضا تعرف هذه المدينه باسم بوابات الإسكندر الإسطوريه نسبه إلى الإسكندر المقدوني. تمتد في هذه المنطقه أسوارا محصنه بطول 40 كم من جبال القوقاز و حتى بحر قزوين و تستكمل هذه الأسوار على الجانب الشرقي من بحر قزوين بطول 195 كم وصولا إلى جبال البروز الشرقيه. شكلت هذه الأسوار مع سلاسل الجبال الممتده بينهما حائطا دفاعيا منيعا ضد هجمات القبائل الرحاله و التي انتشرت في شمال و وسط أسيا و ينتسب إليها الترك و المغول.يعرف الجزء الشرقي من هذه الأسوار باسم حائط جرجان العظيم أو سد الإسكندر أو الثعبان الأحمر (the great gorgan wall or the red snake) نسبه للون الأحمر الذي يميز أحجار الحائط. حائط جرجان لم يكتشف بشكل كامل الا في عام 1999م عن طريق الصدفه أثناء عمليه حفر لإنشاء سد مائي في تلك المنطقه حيث عثر على القواعد الحجريه للحائط و وجدت أجزاء منه مغموره تحت بحر قزوين و مازالت أعمال التنقيب و البحث مستمره في تلك المنطقه حتى الأن لاستكشاف باقي أجزائه و التي يعتقد بإمتدادها فوق قمم الجبال.

الترك و المغول من قبائل يأجوج و مأجوج:

روى الإمام أحمد في مسنده أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب وهو عاصب رأسه من لدغة عقرب فقال : " إنكم تقولون : لا عدو ، وإنكم لن تزالوا تقاتلون عدوا ، حتى يأتي يأجوج ومأجوج ، عراض الوجوه ، صغار العيون ، صهب الشعاف ، ومن كل حدب ينسلون ، كأن وجوههم المجان المطرقة " .
و روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك صغار الأعين حمر الوجوه ذلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقه و لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر.

ذهب بعض المؤرخين المسلمين إلى أن الترك هم قبيله من قبائل يأجوج و مأجوج تركوا خلف سد ذو القرنين فسموا تركا و هي معلومه تاريخيه خاطئه.

كلمه ترك كلمه أعجميه و بدأت في الظهور في الكتابات الصينيه في القرن السادس الميلادي للاشاره إلى مجموعه من الترك تسمى بالجوك-ترك. الجوك ترك هم أول من أخترقوا البوابات و الأسوار الدفاعيه المحصنه في مدينه دربند و كان ذلك في الحرب الثالثه بين الفرس و الترك في عام 627 م و بمساعده من الروم (الامبراطوريه البيزنطيه) حيث إستعان الجوك ترك بنوع مطور من أسلحة المنجنيق إبتكره الروم في ذلك الوقت و استخدم لاول مره في تلك الحرب. إستطاع الجوك ترك باستخدام المنجنيق تدمير الأسوار و البوابات المحصنه في مدينه دربند و سيطروا عليها و عاثوا فيها فسادا و لكن تمكن الفرس بعد ذلك من استعاده السيطره على مدينه دربند.

من الجدير بالذكر أن عام 627 م /5 هجريه هو العام الذي تزوج فيه الرسول صلى الله عليه و سلم من أم المؤمنين زينب بنت جحش راويه حديث ويل للعرب من شر قد اقترب.
روى البخاري في صحيحه عن زينب بنت جحش رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل عليها فزعا يقول لا إله إلا الله و يل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج و مأجوج مثل هذه و حلق بإصبعه الإبهام و التي تليها قالت زينب بنت جحش فقلت يارسول الله أنهلك و فينا الصالحون قال نعم اذا كثر الخبث.

انهيار حائط جرجان المعروف باسم سد الاسكندر أو الثعبان الأحمر:

لا يعرف تحديدا متى انهار حائط جرجان الفاصل بين بلاد الترك و ايران و لكن من المؤكد أن الإنهيار حدث قبل هجرة السلاجقه الأتراك من وسط أسيا إلى إيران في القرن الحادي عشر الميلادي و التي ما كانت لتحدث لو كان الحائط قائما في ذلك الوقت.
أحد الأسباب المحتمله لانهيار حائط جرجان هو زلزال دامغان (Damghan) الذي ضرب منطقة جبال البروز الشرقيه في عام 856 م و امتد تأثيره حتى منطقه جرجان و بلغت قوته نحو 7.9 و تسبب في مقتل نحو 200 ألف شخص و يصنف كسادس أكبر زلزال في التاريخ المسجل من حيث عدد الوفيات.
الجدير بالذكر أن الواثق بأمر الله بن المعتصم الخليفه العباسي الذي رأى في النوم كأن السد قد فتح فبعث رسلا إلى منطقة السد لتحري الأمر توفي في عام 847 م أي قبل زلزال دامغان بتسع سنوات.
من المعروف أيضا أن المغول مروا عبر منطقة جرجان و مدينة دربند خلال حملتهم على ايران و العراق في القرن الثالث عشر الميلادي مما يؤكد أن الأسوار الدفاعية المقامة في تلك المناطق لم يعد لها وجود أو غير مؤثره.

الأحداث التي ستلي خروج يأجوج و مأجوج:

روى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: ليحجن هذا البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج. الرسول صلى الله عليه و سلم يخبرنا في هذا الحديث بأن مناسك الحج و العمره ستستمر كما هي بعد خروج يأجوج و مأجوج و لم يقيدها بوقت معين أو بمقتل يأجوج و مأجوج و نزول المسلمين من على جبل الطور بعد تحصنهم فيه كما ورد في حديث نواس بن سمعان في صحيح مسلم حيث يخرج أو يبعث يأجوج و مأجوج بعد قتل عيسى عليه السلام للدجال فيتحصن المسلمون في جبل الطور حتى يرسل الله عليهم نوع من الدود يقضي عليهم بعد أن يكونوا قتلوا أهل الأرض. و هو ما يؤيد ما ذهب إليه الشيخ العلامه عبد الرحمن بن ناصر السعدي عن خروج و بعث يأجوج و مأجوج بعد قتل الدجال انه خروج و بعث من مكان إلى مكان و ليس من خلف السد و أن الخروج الذي سيلي اندكاك السد قد حدث بالفعل و لم يعد للسد أثر في الوقت الحالي. اعتمد الشيخ في تفسيره على أن كلمه خروج و كلمة بعث وردت في القرآن الكريم بمعنى الإنتقال من مكان إلى مكان كما في قوله تعالى (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين) و قوله تعالى (بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد).

روايه اليهود عن ذي القرنين و يأجوج و مأجوج و أوجه الإعتراض عليها:

يعتقد اليهود بأن ذي القرنين هو الإسكندر المقدوني و هو ملك شاب إستطاع أن يجمع بين حكم الروم و الفرس في القرن الرابع قبل الميلاد كما ضم مصر إلى مملكته و بنى فيها مدينة الإسكندرية و صكت له في مصر عملة حملت صورته و يظهر فيها قرنين نسبه إلى مملكه الفرس و و مملكه الروم و أشتهر باسم ذو القرنين. تذكر الوثائق التاريخيه اليهوديه أن أحبار اليهود إلتقوا به في مدينة القدس و هو في طريقه لمحاربه الفرس و ضمهم إلى مملكته فأخبروه بأنه مذكور لديهم في التوراه و بشروه بانتصاره على الفرس. كما يعتقد اليهود بأن يأجوج و مأجوج قبائل من سيبيريا أشتهروا بركوب الخيل و أستخدموها في الإغاره على مناطق شمال و وسط أسيا و ينحدر من نسلهم الترك و المغول و الروس.
نقطة الخلاف الرئيسية بين المسلمين و اليهود في هذا الشأن أن ذي القرنين المذكور في القرآن كان مؤمنا بالله في حين أن المشهور عن الإسكندر المقدوني أنه كان وثنيا. يرد البعض على هذه النقطه بأن التاريخ عرضه للتحريف و النصوص الدينيه نفسها كالتوراه و الإنجيل لم تسلم من تحريف المدلسين و تبديل الحقائق و الأنبياء أنفسهم أتهموا بما ليس فيهم فربما كان الإسكندر المقدوني مؤمنا و اتهم بغير ذلك. و ربما كان الإسكندر وثنيا و وضع إسمه على سد ذو القرنين تدليسا و تزويرا للحقائق.

الثابت في الأمر أن مكان سد ذو القرنين كان معروفا للمسلمين في عهد الرسول و صحابته و أن السد لم يعد موجودا بالشكل الذي بني عليه و انهارت أجزاء كبيره منه و لم يعد هناك حاجة أو فائدة من إستخدامه في عصرنا الحالي بعد أن أصبحت الطائرات المقاتله السلاح الأقوى في الحروب.

المصدر...


الساعة الآن 07:28 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM