مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 167 - 169)
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 166)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...04#post2236404 ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ فِيهَا وَجَّهَ الْمَهْدِيُّ ابْنَهُ مُوسَى الْهَادِي إِلَى جُرْجَانَ فِي جَيْشٍ كَثِيفٍ لَمْ يُرَ مِثْلُهُ , وَجَعَلَ عَلَى رَسَائِلِهِ أَبَانَ بْنَ صَدَقَةَ . وَفِيهَا تُوُفِّيَ عِيسَى بْنُ مُوسَى الَّذِي كَانَ وَلِيَّ الْعَهْدِ مِنْ بَعْدِ الْمَهْدِيِّ فَخُلِعَ , وَكَانَتْ وَفَاتُهُ بِالْكُوفَةِ فَأَشْهَدَ نَائِبُهَا رَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ عَلَى وَفَاتِهِ الْقَاضِي وَجَمَاعَةً مِنَ الْأَعْيَانِ , ثُمَّ دُفِنَ وَكَانَ قَدِ امْتَنَعَ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَيْهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ الْمَهْدِيَّ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ يُعَنِّفُهُ أَشَدَّ التَّعْنِيفِ , وَأَمَرَ بِمُحَاسَبَتِهِ عَلَى عَمَلِهِ . وَفِيهَا عَزَلَ الْمَهْدِيُّ أَبَا عُبَيْدِ اللَّهِ مُعَاوِيَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ دِيوَانِ الرَّسَائِلِ , وَوَلَّاهُ الرَّبِيعَ بْنَ يُونُسَ الْحَاجِبَ , فَاسْتَخْلَفَ فِيهِ سَعِيدَ بْنَ وَاقِدٍ , وَكَانَ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ يَدْخُلُ عَلَى مَرْتَبَتِهِ . وَفِيهَا تَتَبَّعَ الْمَهْدِيُّ جَمَاعَةً مِنَ الزَّنَادِقَةِ فِي سَائِرِ الْآفَاقِ , فَاسْتَحْضَرَهُمْ وَقَتَلَهُمْ صَبْرًا بَيْنَ يَدَيْهِ , وَكَانَ الْمُتَوَلِّيَ أَمْرَ الزَّنَادِقَةِ عُمَرُ الْكَلْوَاذِيُّ . وَفِيهَا أَمَرَ الْمَهْدِيُّ بِزِيَادَةٍ كَبِيرَةٍ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ , فَدَخَلَ فِي ذَلِكَ دُورٌ كَثِيرَةٌ , وَوَلَّى ذَلِكَ يَقْطِينَ بْنَ مُوسَى , الْمُوَكَّلَ بِأَمْرِ الْحَرَمَيْنِ وَمَصَالِحِهِمَا , فَلَمْ يَزَلْ فِي عِمَارَةِ ذَلِكَ حَتَّى مَاتَ الْمَهْدِيُّ كَمَا سَيَأْتِي وَلَمْ يَكُنْ لِلنَّاسِ صَائِفَةٌ , لِلْهُدْنَةِ . وَحَجَّ بِالنَّاسِ نَائِبُ الْمَدِينَةِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ , وَتُوُفِّيَ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الْحَجِّ بِأَيَّامٍ وَوَلِيَ مَكَانَهُ إِسْحَاقُ بْنُ عِيسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ . مَنْ تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ مِنَ الْأَعْيَانِ بَشَّارُ بْنُ بُرْدٍ الْعُقَيْلِيُّ , أَبُو مُعَاذٍ الشَّاعِرُ مَوْلَاهُمْ , وَأَصْلُهُ مِنْ طَخَارِسْتَانَ , وُلِدَ أَعْمًى , وَقَالَ الشِّعْرَ وَهُوَ دُونَ عَشْرِ سِنِينَ , وَلَهُ التَّشْبِيهَاتُ الَّتِي لَمْ يَهْتَدِ إِلَيْهَا الْبُصَرَاءُ , وَقَدْ أَثْنَى عَلَيْهِ الْأَصْمَعِيُّ , وَالْجَاحِظُ , وَأَبُو تَمَّامٍ , وَأَبُو عُبَيْدَةَ , وَقَالَ : لَهُ ثَلَاثَةَ عَشَرَ أَلْفَ بَيْتٍ مِنَ الشِّعْرِ جَيِّدٍ . وَكَانَ ضَخْمًا عَظِيمَ الْخَلْقِ كَانَ بَشَّارٌ يَمْدَحُ الْمَهْدِيَّ , حَتَّى وَشَى إِلَيْهِ الْوَزِيرُ أَنَّهُ هَجَاهُ وَقَذَفَهُ , وَنُسِبَ إِلَى شَيْءٍ مِنَ الزَّنْدَقَةِ , وَأَنَّهُ يَقُولُ بِتَفْضِيلِ النَّارِ عَلَى التُّرَابِ , وَعُذْرِ إِبْلِيسَ فِي تَرْكِ السُّجُودِ لِآدَمَ , وَأَنَّهُ أَنْشَدَ : الْأَرْضُ مُظْلِمَةٌ وَالنَّارُ مُشْرِقَةٌ . . . وَالنَّارُ مَعْبُودَةٌ مُذْ كَانَتِ النَّارُ فَأَمَرَ الْمَهْدِيُّ بِضَرْبِهِ فَضُرِبَ حَتَّى مَاتَ , عَنْ بِضْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً . المصدر... |
الساعة الآن 09:52 AM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
mamnoa 2.0 By DAHOM