شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   منتدى السيرة النبوية (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=451)
-   -   مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 180) (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=266589)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 04-09-2016 06:54 PM

مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 180)
 
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 177 - 179)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=364248

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَمَانِينَ وَمِائَةٍ
فِيهَا هَاجَتِ الْفِتْنَةُ بِالشَّامِ بَيْنَ النِّزَارِيَّةِ وَالْيَمَانِيَّةِ
فَانْزَعَجَ الرَّشِيدُ لِذَلِكَ , فَنَدَبَ جَعْفَرًا الْبَرْمَكِيَّ إِلَى الشَّامِ فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الْأُمَرَاءِ وَالْجُنُودِ
فَدَخَلَ الشَّامَ
فَانْقَادَ النَّاسُ لَهُ , وَلَمْ يَدَعْ جَعْفَرٌ بِالشَّامِ فَرَسًا وَلَا سَيْفًا وَلَا رُمْحًا إِلَّا اسْتَلَبَهُ مِنَ النَّاسِ . وَأَطْفَأَ اللَّهُ بِهِ نَارَ تِلْكَ الْفِتْنَةِ .
ثُمَّ كَرَّ جَعْفَرُ رَاجِعًا إِلَى بَغْدَادَ , بَعْدَمَا اسْتَخْلَفَ عَلَى الشَّامِ عِيسَى بْنَ الْعَكِّيِّ , وَلَمَّا قَدِمَ عَلَى الرَّشِيدِ أَكْرَمَهُ وَقَرَّبَهُ وَأَدْنَاهُ
وَشَرَعَ جَعْفَر يَذْكُرُ كَثْرَةَ وَحْشَتِهِ لَهُ فِي الشَّامِ , وَيَحْمَدُ اللَّهَ الَّذِي مَنَّ عَلَيْهِ بِرُجُوعِهِ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , وَرُؤْيَتِهِ وَجْهَهُ .
وَفِيهَا وَلَّى الرَّشِيدُ جَعْفَرًا خُرَاسَانَ وَسِجِسْتَانَ
فَاسْتَعْمَلَ جَعْفَرُ عَلَى ذَلِكَ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ قَحْطَبَةَ
ثُمَّ عَزَلَ الرَّشِيدُ جَعْفَرًا عَنْ خُرَاسَانَ بَعْدَ عِشْرِينَ لَيْلَةً .
وَفِيهَا هَدَمَ الرَّشِيدُ سُورَ الْمَوْصِلِ , بِسَبَبِ كَثْرَةِ الْخَوَارِجِ هُنَاكَ , وَجَعَلَ الرَّشِيدُ جَعْفَرَ عَلَى الْحَرَسِ , وَنَزَلَ الرَّشِيدُ الرَّقَّةَ وَاسْتَوْطَنَهَا , وَاسْتَنَابَ عَلَى بَغْدَادَ ابْنَهُ الْأَمِينَ مُحَمَّدًا , وَوَلَّاهُ الْعِرَاقَيْنِ , وَعَزَلَ هَرْثَمَةَ بْنَ أَعْيَنَ عَنْ إِفْرِيقِيَّةَ وَاسْتَدْعَاهُ إِلَى بَغْدَادَ
فَاسْتَنَابَهُ جَعْفَرُ عَلَى الْحَرَسِ .
وَفِيهَا كَانَتْ بِمِصْرَ زَلْزَلَةٌ شَدِيدَةٌ سَقَطَ مِنْهَا رَأْسُ مَنَارَةِ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ .
وَفِيهَا خَرَجَ بِالْجَزِيرَةِ خُرَاشَةُ الشَّيْبَانِيُّ
فَقَتَلَهُ مُسْلِمُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ مُسْلِمٍ الْعُقَيْلِيُّ .
وَفِيهَا ظَهَرَتْ طَائِفَةٌ بِجُرْجَانَ يُقَالُ لَهُمُ : الْمُحَمِّرَةُ . لَبِسُوا الْحُمْرَةَ , وَاتَّبَعُوا رَجُلًا يُقَالُ لَهُ : عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَمْرَكِيُّ . وَكَانَ يُنْسَبُ إِلَى الزَّنْدَقَةِ
فَبَعَثَ الرَّشِيدُ يَأْمُرُ بِقَتْلِهِ
فَقُتِلَ بِمَرْوَ , وَأَطْفَأَ اللَّهُ نَارَهُمْ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ .
وَفِيهَا غَزَا الصَّائِفَةَ مُعَاوِيَةُ بْنُ زُفَرَ بْنِ عَاصِمٍ .
وَحَجَّ بِالنَّاسِ مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ .

وَفِيهَا كَانَتْ وَفَاةُ جَمَاعَةٍ مِنَ الْأَعْيَانِ
إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ الْأَنْصَارِيُّ
قَارِئُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , وَقَدْ أَقَامَ مُدَّةً بِبَغْدَادَ , يُؤَدِّبُ عَلِيًّا بْنَ الْمَهْدِيِّ , حَتَّى تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ .

وَفِيهَا تُوُفِّيَ عَافِيَةُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ قَيْسٍ
الْقَاضِي لِلْمَهْدِيِّ عَلَى الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ مِنْ بَغْدَادَ , هُوَ وَابْنُ عُلَاثَةَ , وَكَانَا يَحْكُمَانِ بِجَامِعِ الرُّصَافَةِ
وَكَانَ عَافِيَةُ عَابِدًا زَاهِدًا وَرِعًا , دَخَلَ يَوْمًا عَلَى الْمَهْدِيِّ فِي وَقْتِ الظَّهِيرَةِ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , أَعْفِنِي .
فَقَالَ : لِمَ ؟ , أَعْتَرَضَ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنَ الْأُمَرَاءِ ؟
فَقَالَ : لَا , وَلَكِنْ كَانَ بَيْنَ اثْنَيْنِ خُصُومَةٌ عِنْدِي , فَعَمَدَ أَحَدُهُمَا إِلَى رُطَبِ السُّكَّرِ , وَكَأَنَّهُ سَمِعَ أَنِّي أُحِبُّهُ , فَأَهْدَى إِلَيَّ مِنْهُ طَبَقًا لَا يَصْلُحُ إِلَّا لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , فَرَدَدْتُهُ عَلَيْهِ , فَلَمَّا أَصْبَحَا وَجَلَسَا لِلْحُكُومَةِ , لَمْ يَسْتَوِيَا عِنْدِي فِي قَلْبِي وَلَا نَظَرِي , وَمَالَ قَلْبِي إِلَى الْمُهْدِي مِنْهُمَا , هَذَا وَمَا قَبِلْتُ مِنْهُ , فَكَيْفَ لَوْ قَبِلْتُ مِنْهُ ؟! , فَأَعْفِنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , عَفَا اللَّهُ عَنْكَ .
فَأَعْفَاهُ .
وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ : كُنْتُ عِنْدَ الرَّشِيدِ يَوْمًا وَعِنْدَهُ عَافِيَةُ الْقَاضِي , وَقَدْ أَحْضَرَهُ لِأَنَّ قَوْمًا اسْتَعَدَوْا عَلَيْهِ إِلَى الرَّشِيدِ
فَجَعَلَ الرَّشِيدُ يُوقِفُهُ عَلَى مَا قِيلَ عَنْهُ , وَهُوَ يُجِيبُ الْخَلِيفَةَ عَمَّا يَسْأَلُهُ , وَطَالَ الْمَجْلِسُ , فَعَطَسَ الْخَلِيفَةُ
فَشَمَّتَهُ النَّاسُ وَلَمْ يُشَمِّتْهُ عَافِيَةُ
فَقَالَ لَهُ : لِمَ لَمْ تُشَمِّتْنِي مَعَ النَّاسِ ؟
فَقَالَ : لِأَنَّكَ لَمْ تَحْمَدِ اللَّهَ . وَاحْتَجَّ بِالْحَدِيثِ فِي ذَلِكَ
فَقَالَ لَهُ الرَّشِيدُ : ارْجِعْ إِلَى عَمَلِكَ , فَوَاللَّهِ مَا كُنْتَ لِتَفْعَلَ مَا قِيلَ عَنْكَ وَأَنْتَ لَمْ تُسَامِحْنِي فِي عَطْسَةٍ . وَرَدَّهُ رَدًّا جَمِيلًا إِلَى وِلَايَتِهِ .

وَفِيهَا تُوُفِّيَ سِيبَوَيْهِ إِمَامُ النُّحَاةِ , وَاسْمُهُ : عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبرٍ , أَبُو بِشْرٍ , الْمَعْرُوفُ بِسِيبَوَيْهِ النَّحْوِيِّ , مَوْلَى بَنِي الْحَارِثِ بْنِ كَعْبٍ
وَإِنَّمَا سُمِّيَ سِيبَوَيْهِ , لِأَنَّ أُمَّهُ كَانَتْ تُرَقِّصُهُ وَتَقُولُ لَهُ ذَلِكَ , وَمَعْنَى سِيبَوَيْهِ : رَائِحَةُ التُّفَّاحِ .
وَقَدْ كَانَ فِي ابْتِدَاءِ أَمْرِهِ يَصْحَبُ الْمُحَدِّثِينَ وَالْفُقَهَاءَ , وَكَانَ يَسْتَمْلِي عَلَى حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ , فَلَحَنَ يَوْمًا , فَرَدَّ عَلَيْهِ قَوْلَهُ , فَأَنِفَ مِنْ ذَلِكَ , فَلَزِمَ الْخَلِيلَ بْنَ أَحْمَدَ , فَبَرَعَ فِي النَّحْوِ , وَدَخَلَ بَغْدَادَ , وَنَاظَرَ الْكِسَائِيَّ .
وَكَانَ سِيبَوَيْهِ شَابًّا جَمِيلًا نَظِيفًا , تَعَلَّقَ مِنْ كُلِّ عِلْمٍ بِسَبَبٍ , وَضَرَبَ فِي كُلِّ أَدَبٍ بِسَهْمٍ , مَعَ حَدَاثَةِ سِنِّهِ وَبَرَاعَتِهِ فِي النَّحْوِ . وَقَدْ صَنَّفَ فِي النَّحْوِ كِتَابًا لَا يُلْحَقُ شَأْوُهُ , وَشَرَحَهُ أَئِمَّةُ النُّحَاةِ بَعْدَهُ , فَانْغَمَرُوا فِي لُجُجِ بَحْرِهِ , وَاسْتَخْرَجُوا مِنْ جَوَاهِرِ حَاصِلِهِ , وَلَمْ يَبْلُغُوا إِلَى قَعْرِهِ .
وَقَدْ زَعَمَ ثَعْلَبٌ أَنَّهُ لَمْ يَنْفَرِدْ بِتَصْنِيفِهِ , وَقَدْ تَسَاعَدَ جَمَاعَةٌ فِي تَصْنِيفِهِ , نَحْوٌ مَنْ أَرْبَعِينَ نَفَسًا , هُوَ أَحَدُهُمْ . قَالَ : وَهُوَ أَصُولُ الْخَلِيلِ بن أحمد , فَادَّعَاهُ سِيبَوَيْهِ لِنَفْسِهِ
وَقَدِ اسْتَبْعَدَ ذَلِكَ السِّيرَافِيُّ فِي كِتَابِ " طَبَقَاتِ النُّحَاةِ " , قَالَ : وَقَدْ أَخَذَ سِيبَوَيْهِ اللُّغَاتِ عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ الْأَخْفَشِ وَغَيْرِهِ , وَكِتَابُهُ الْمَشْهُورُ " بِالْكِتَابِ " لَمْ يُسْبَقْ إِلَى مِثْلِهِ , وَلَا يَلْحَقُهُ فِيهِ أَحَدٌ .
وَكَان سِيبَوَيْهِ يَقُولُ : سَعِيدُ بْنُ أَبِي الْعَرُوبَةِ , وَالْعَرُوبَةُ يَوْمُ الْجُمْعَةِ . وَكَانَ يَقُولُ : مَنْ قَالَ : عَرُوبَةُ . فَقَدْ أَخْطَأَ .
فَذُكِرَ ذَلِكَ لِيُونُسَ , فَقَالَ : أَصَابَ , لِلَّهِ دَرُّهُ .
وَقَدِ ارْتَحَلَ إِلَى خُرَاسَانَ لِيَحْظَى عِنْدَ طَلْحَةَ بْنِ طَاهِرٍ , فَإِنَّهُ كَانَ يُحِبُّ النَّحْوَ , فَمَرِضَ هُنَاكَ مَرَضَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ .
قَالَ الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ : وَيُقَالُ : إِنَّهُ تُوُفِّيَ وَعُمْرُهُ ثِنْتَانِ وَثَلَاثُونَ سَنَةً .

المصدر...


الساعة الآن 12:38 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM