شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   تفريغ المحاضرات و الدروس و الخطب ---------- مكتوبة (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=350)
-   -   خطبة عيد الفطر 1435هـ (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=264959)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 04-05-2016 08:46 AM

خطبة عيد الفطر 1435هـ
 
خطبة عيد الفطر 1435هـ
محمد فقهاء








الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، الحمد لله الذي من علينا بالصيام والقيام، وسائر العبادات والأعمال التي بسببها تعتق رقابنا من النيران.







أحمده تعالى وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل على محمد وعلى أله الطيبين الطاهرين، وعلى الصحابة الغر الميامين، وعلى التابعين، ومن تبعهم من أهل السنة والأثر بإحسان إلى يوم الدين.







وأوصيكم ونفسي بتقوى الله العظيم، يقول تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 223].







أما بعد:



أيها الموحدون يقول تعالى: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185] فها قد أكملتم العدة وكبرتم الله، فالله أسال أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يجعلنا ممن عتقوا من النيران، وبقي عليكم شكر النعمة أيها الأخوة الكرام.







عباد الله: للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره... فرح فرحة انتصار الحق على الباطل، فرحة انتصار الطاعة على المعصية ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].







أبشروا يا من صمتم فأنتم في الجائزة، أبشروا يا من قمتم فأنتم في يوم الحصاد، واحتساباً لجزاء العبادات.







يا من صمتم نهار رمضان، ويا من قمتم ليل رمضان، أبشروا ببشرى نبيكم عليه السلام: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " ويقول تعالى: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].







" للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره، وفرحة عند لقاء ربه " وها نحن قد أفطرنا وهذه الفرحة الصغرى، وعلقوا قلوبكم بالفرحة الكبرى، يوم لقاء الله، والنظر إلى وجهه الكريم، يوم إحلال الرضوان.







عباد الله: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يفرح في يوم العيد، ويتقرب إلى الله بذلك، كما يتقرب إليه بسائر الطاعات.







وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يظهر البهجة والسرور، ويستبشر بمن يظهر ذلك، قال أنس - رضي الله عنه - دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة ولهم أيام يحتفلون فيها.







يعني من أيام الجاهلية ومآثرها، فيوم للاحتفال ببناء أو العزة، ويوم لانتصار الأوس على الخزرج أو العكس، وغيرها من أيام الشرك، فلما رآهم يحتفلون بما يذكرهم بالشرك والوثنيات، والتخلف والعصبيات نهاهم عن ذلك.







ولما كان لا بد للناس من أيام لعب وفرح، يحتفلون فيها، ويظهرون البهجة والسرور، أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - الاحتفال بيومي الفطر والأضحى، فعيد الفطر يعقب الصيام الذي هو ركن من أركان الإسلام، وعيد الأضحى وهو يوم الحج الأكبر العاشر من ذي الحجة أيضا ركن من أركان الإسلام.







فالله أكبر ولله الحمد والمنة، على هذا المنسك وعلى هذه الشعيرة التي هي رمز من رموز التوحيد﴿ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ ﴾ [الحج: 67].







عباد الله: هذا يوم محبة وسلام، يوم صلح وتصالح وتواصل، كم من قطيعة مرت عليها الشهور والسنين، فتواصلوا عباد الله في هذا اليوم، يوم السماحة وإزالة الأحقاد، فمن كان يرجوا مسامحة الله له، فليسامح عباد الله، اجمعوا القلوب في هذا اليوم.







يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-:"في كل اثنين وخميس مغفرة وعتق من النار، إلا رجلين بينهما شحناء، فيقال أنظرا هذين حتى يصطلحا) فمن مرت عليه من هذه الأيام العديدة، من اثنين وخميس، فلا يفوتنكم هذا الاثنين في هذا اليوم المشهود.







واعلموا يا عباد الله: أنه " لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام " البخاري.







أيها الأخوة الكرام: كان الصحابة إذا لقي بعضهم بعضا يهنئون بعضهم، ويسألون الله أن يتقبل منهم فيقولون: تقبل الله منا ومنكم، فيرجون من الله القبول.







أيها الموحدون: وأيضا هذا اليوم، يوم صلة للأرحام، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:" الرحم معلقة بالعرش، تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله "







واعلموا أن صلة الرحم سبب لبسط الرزق وزيادة العمر، عن أنس - رضي الله عنه قال: " سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من سره أن يبسط له في رزقه، أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه ".







تواصلوا أيها لأخوة مع أرحامكم بالزيارة والمهاتفة، وبالهدية المالية وغيرها، ففي الحديث: " تهادوا تحابوا "







واعلموا أن عقوبة الرحم سريعة كما أن ثوابها سريع، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:"أسرع الخير ثوابا البر وصلة الرحم، وأسرع الشر عقوبة البغي وقطيعة الرحم ".







أيها المسلمون: من كان يعبد رمضان، فإن رمضان قد ولى وانتهى، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، فهو رب شعبان ورمضان، ورب شوال وسائر الشهور والأيام، قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99] ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم -:" أحي الأعمال إلى الله أدومها وإن قل " فحافظوا على تلاوة القرآن واحذروا أن تهجروه، واذكروا الله واستغفروه واحذروا أن تنسوه، وأَبقوا باب الصدقة مفتوحا ولا تغلقوه، اطلبوا من الله ولا تنسوا أن تدعوه.







ولئن انقضى رمضان، فإن باب الطاعة مفتوح، وهناك من المنح الربانية العديدة، والأيام المديدة،، على دار العام كصيام الاثنين والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر، وعاشوراء وغيرها، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - من صام رمضان وأتبعه ست من شوال فكأنما صام الدهر كله " وذلك أن الحسنة بعشر أمثالها.







ولا بد لنا أيها الأخوة الكرام، في يومنا هذا، أن نتذكر حال إخواننا المنكوبين والمحاصرين، والمظلومين في كل مكان لا سيما إخواننا في غزة (فالمسلمون في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) فالمسلم يوحد شعوره، وفرحة وحزنه مع المسلمين.







ولنا في ابن عباس خير قدوة فقال لما شتمه رجل، فقال ابن عباس: إنك لتشتمني وفي ثلاث خصال، إني لآتي على الآية من كتاب الله عز وجل فلوددت أن جميع الناس يعلمون ما أعلم منها، وإني لأسمع بالحكم من حكام المسلمين يعدل في حكمه فأفرح به ولعلي لا أقاضي إليه أبداً، وإني لأسمع بالغيث قد أصاب البلد من بلاد المسلمين فأفرح وما لي به من سائمة.







فنحن نفرح للخير يصيب المسلمين، ونحزن لكل ضر يصيبهم، وفي ظل الظروف الصعبة، وحرب الإبادة التي تمارسه عصابات اليهود، يجب أن نوحد الشعور فيما بيننا ونجعل المصاب واحد ونقتصر على شعائر العيد وصلة الأرحام، وبارك الله فيكم، وتقبل الله منا ومنكم، والحمد لله رب العالمين.













المصدر...


الساعة الآن 06:05 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM