مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 146)
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 145)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...=1#post2227949 ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا تَكَامَلَ بِنَاءُ بَغْدَادَ , وسَمَّاهَا بَانِيهَا أَبُو جَعْفَرَ : مَدِينَةُ السَّلَامِ , لِأَنَّ دِجْلَةَ كَانَ يُقَالُ لَهَا : وَادِي السَّلَامِ . وَمِنْهُمْ مَنْ يُسَمِّيهَا الزَّوْرَاءَ , وَهُوَ لَقَبٌ لَهَا . وَسَكَنَهَا أَبو جَعْفَرَ فِي صَفَرٍ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ , وَكَانَ مُقِيمًا قَبْلَ ذَلِكَ بِالْهَاشِمِيَّةِ الْمُتَاخِمَةِ لِلْكُوفَةِ , وَكَانَ قَدْ شَرَعَ فِي بِنَائِهَا فِي السَّنَةِ الْخَارِجَةِ . وَقَدْ كَانَ السَّبَبَ الْبَاعِثَ لَهُ عَلَى بِنَائِهَا , أَنَّ الرَّاوِنْدِيَّةَ لَمَّا وَثَبُوا عَلَيْهِ بِالْكُوفَةِ , وَوَقَى اللَّهُ شَرَّهُمْ , فَقَهَرَهُمْ وَقَتَلَهُمْ كَمَا تَقَدَّمَ , بَقِيَتْ مِنْهُمْ بَقِيَّةٌ , فَخَشِيَ أَبُو جَعْفَرَ عَلَى جُنْدِهِ مِنْهُمْ , فَخَرَجَ مِنَ الْكُوفَةِ يَرْتَادُ لَهُمْ مَوْضِعًا لِبِنَاءِ مَدِينَةٍ , فَسَارَ فِي الْأَرْضِ حَتَّى بَلَغَ الْجَزِيرَةَ , فَلَمْ يَرَ مَوْضِعًا أَحْسَنَ لِوَضْعِ الْمَدِينَةِ مِنْ مَوْضِعِ بَغْدَادَ الَّذِي هِيَ فِيهِ الْآنَ , وَذَلِكَ بِأَنَّهُ مَوْضِعٌ يُغْدَى إِلَيْهِ وَيُرَاحُ بِخَيْرَاتِ مَا حَوْلَهُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ , وَهُوَ مُحَصَّنٌ بِدِجْلَةَ وَالْفُرَاتِ , لَا يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يَتَوَصَّلَ إِلَى مَوْضِعِ الْخَلِيفَةِ إِلَّا عَلَى جِسْرٍ , وَقَدْ بَاتَ بِهِ أَبو جَعْفَرَ قَبْلَ بِنَائِهِ , فَرَأَى الرِّيَاحَ لَيْلًا وَنَهَارًا , وَطِيبَ الْهَوَاءِ فِي تِلْكَ الْمَحَلَّةِ , وَقَدْ كَانَ مَوْضِعُهَا قُرًى وَدُيُورَةً لِعُبَّادِ النَّصَارَى وَغَيْرِهِمْ , فَحِينَئِذٍ أَمَرَ أَبي جَعْفَرَ بِاخْتِطَاطِهَا فَرَسَمُوهَا لَهُ بِالرَّمَادِ فَمَشَى فِي طُرُقِهَا وَمَسَالِكِهَا , فَأَعْجَبَهُ ذَلِكَ , ثُمَّ سَلَّمَ كُلَّ رُبُعٍ مِنْهَا لِأَمِيرٍ يَقُومُ عَلَى بِنَائِهِ , وَأَحْضَرَ مِنْ كُلِّ الْبِلَادِ فُعَّالًا وَصُنَّاعًا وَمُهَنْدِسِينَ , فَاجْتَمَعَ عِنْدَهُ أُلُوفٌ مِنْهُمْ , ثُمَّ كَانَ هُوَ أَوَّلَ مَنْ وَضَعَ لَبِنَةً فِيهَا بِيَدِهِ , وَقَالَ : بِسْمِ اللَّهِ , وَالْحَمْدُ لِلَّهِ , وَالْأَرْضُ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ , وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ . ثُمَّ قَالَ : ابْنُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ . ( مراسيم وضع حجر الأساس قديمة على ما يبدو ) وَأَمَرَ بِبِنَائِهَا مُدَوَّرَةً , سُمْكُ سُورِهَا مِنْ أَسْفَلِهِ خَمْسُونَ ذِرَاعًا , وَمِنْ أَعْلَاهُ عِشْرُونَ ذِرَاعًا وَجَعَلَ لَهَا ثَمَانِيَةَ أَبْوَابٍ فِي السُّورِ الْبَرَّانِيِّ , وَمِثْلَهَا فِي الْجُوَّانِيِّ , وَلَيْسَ كُلُّ وَاحِدٍ تُجَاهَ الْآخَرِ , وَلَكِنِ أَزْوَرُ عَنِ الَّذِي يُقَابِلُهُ , وَلِهَذَا سُمِّيَتْ بَغْدَادُ الزَّوْرَاءَ وَقِيلَ : سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِازْوِرَارِهَا , بِسَبَبِ انْحِرَافِ دِجْلَةَ عِنْدَهَا . وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَبَنَى قَصْرَ الْإِمَارَةِ فِي وَسَطِ الْبَلَدِ , لِيَكُونَ النَّاسُ مِنْهُ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ وَاخْتَطَّ الْمَسْجِدَ الْجَامِعَ إِلَى جَانِبِ الْقَصْرِ , وَكَانَ الَّذِي وَضَعَ قِبْلَتَهُ : الْحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَاةَ . وَذَكَرَ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مَجَالِدٍ , أَنَّ أَبا جَعْفَرَ أَرَادَ أَبَا حَنِيفَةَ النُّعْمَانَ بْنَ ثَابِتٍ عَلَى الْقَضَاءِ فَامْتَنَعَ فَحَلَفَ أَبو جَعْفَرَ أَنْ يَتَوَلَّى لَهُ وَحَلَفَ أَبُو حَنِيفَةَ أَنْ لَا يَفْعَلَ فَوَلَّاهُ أَبو جَعْفَرَ الْقِيَامَ بِأَمْرِ الْمَدِينَةِ , وَضَرْبِ اللَّبِنَ وَعَدِّهِ , وَأَخْذِ الرِّجَالِ بِالْعَمَلِ فَكَانَ أَبُو حَنِيفَةَ الْمُتَوَلِّيَ لِذَلِكَ , حَتَّى فَرَغَ مِنَ اسْتِتْمَامِ حَائِطِ الْمَدِينَةِ مِمَّا يَلِي الْخَنْدَقَ , وَكَانَ اسْتِتْمَامُهُ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ . وَقَدْ شَاوَرَ أَبو جَعْفَرَ الْأُمَرَاءَ فِي نَقْلِ الْقَصْرِ الْأَبْيَضِ مِنَ الْمَدَائِنِ إِلَى بَغْدَادَ لِأَجْلِ قَصْرِ الْإِمَارَةِ بِهَا فَقَالَ : لَا تَفْعَلْ , فَإِنَّهُ آيَةٌ فِي الْعَالَمِ , وَفِيهِ مُصَلَّى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَخَالَفَهُ وَنَقَلَ مِنْهُ شَيْئًا كَثِيرًا فَلَمْ يَفِ مَا تَحَصَّلَ مِنْهُ بِأُجْرَةِ مَا يُصْرَفُ فِي حَمْلِهِ , فَتَرَكَهُ وَنَقَلَ أَبْوَابَ وَاسِطَ إِلَى أَبْوَابِ بَغْدَادَ وَقَدْ كَانَ الْحَجَّاجُ نَقَلَهَا مِنْ مَدِينَةٍ هُنَاكَ كَانَتْ مِنْ بِنَاءِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ , وَكَانَتِ الْجِنُّ قَدْ عَمِلَتْ تِلْكَ الْأَبْوَابَ . قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ : وَذُكِرَ عَنْ عِيسَى بْنِ أَبي جَعْفَرَ أَنَّهُ قَالَ : وَجَدْتُ فِي خَزَائِنِ أَبي جَعْفَرَ فِي الْكُتُبِ أَنَّهُ أَنْفَقَ عَلَى مَدِينَةِ السَّلَامِ وَمَسْجِدِهَا الْجَامِعِ وَقَصْرِ الذَّهَبِ بِهَا وَالْأَسْوَاقِ وَالْفُصْلَانِ وَالْخَنَادِقِ وَقِبَابِهَا وَأَبْوَابِهَا أَرْبَعَةَ آلَافِ أَلْفٍ وَثَمَانِمِائَةٍ وَثَلَاثَةٍ وَثَلَاثِينَ دِرْهَمًا ( خمسة ملايين دينار ذهبي ) وَقَالَ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ فِي " تَارِيخِ بَغْدَادَ " : وَبَنَاهَا مُدَوَّرَةً , وَلَا يُعْرَفُ فِي أَقْطَارِ الدُّنْيَا كُلِّهَا مَدِينَةٌ مُدَوَّرَةٌ سِوَاهَا وَوَضَعَ أَسَاسَهَا فِي وَقْتٍ اخْتَارَهُ لَهُ نُوبَخْتُ الْمُنَجِّمُ . ثُمَّ رَوَى عَنْ بَعْضِ الْمُنَجِّمِينَ قَالَ : قَالَ لِي أَبو جَعْفَرَ لَمَّا فَرَغَ مِنْ بِنَاءِ بَغْدَادَ : خُذِ الطَّالِعَ . فَنَظَرْتُ فِي طَالِعِهَا , وَكَانَ الْمُشْتَرِي فِي الْقَوْسِ , فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا تَدُلُّ عَلَيْهِ النُّجُومُ مِنْ طُولِ زَمَانِهَا , وَكَثْرَةِ عِمَارَتِهَا وَانْصِبَابِ الدُّنْيَا إِلَيْهَا , وَفَقْرِ النَّاسِ إِلَى مَا فِيهَا . قَالَ : ثُمَّ قُلْتُ لَهُ : وَأُبَشِّرُكُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بِبِشَارَةٍ أُخْرَى , وَهِيَ أَنَّهُ لَا يَمُوتُ فِيهَا أَحَدٌ مِنَ الْخُلَفَاءِ أَبَدًا . قَالَ : فَرَأَيْتُهُ يَبْتَسِمُ , ثُمَّ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ , ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ , وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ . ( يأخذ أبو جعفر عِلم الغيب من المنجمين والكهنة المجوس ) وَذَكَرَ عَنْ بَعْضِ الشُّعَرَاءِ أَنَّهُ قَالَ فِي ذَلِكَ شِعْرًا مِنْهُ : قَضَى رَبُّهَا أَنْ لَا يَمُوتَ خَلِيفَةٌ . . . بِهَا إِنَّهُ مَا شَاءَ فِي خَلْقِهِ يَقْضِي وَقَدْ قَرَّرَهُ عَلَى هَذَا الْخَطَأِ الْخَطِيبُ , وَسَلَّمَ ذَلِكَ , وَلَمْ يَنْقُضْهُ بِشَيْءٍ , مَعَ اطِّلَاعِهِ وَمَعْرِفَتِهِ . ( أي معرفته بكفر مَن يؤمن بقول الكهنة ويظن أنهم يعلمون الغيب ) وَذَكَرَ الْخَطِيبُ عَنْ بَعْضِ مَشَايِخِ بَغْدَادَ أَنَّهُ قَالَ : اتِّسَاعُ بَغْدَادَ مِائَةٌ وَثَلَاثُونَ جَرِيبًا , وَذَلِكَ يَعْدِلُ مِيلَيْنِ فِي مِيلَيْنِ . وَذَكَرَ الْخَطِيبُ صِفَةَ قَصْرِ الْإِمَارَةِ , وَأَنَّ فِيهِ الْقُبَّةَ الْخَضْرَاءَ , طُولُهَا ثَمَانُونَ ذِرَاعًا , عَلَى رَأْسِهَا تِمْثَالُ فَرَسٍ عَلَيْهِ فَارِسٌ , فِي يَدِهِ رُمْحٌ يَدُورُ بِهِ , فَإِلَى أَيِّ جِهَةٍ اسْتَقْبَلَهَا وَاسْتَمَرَّ مُسْتَقْبِلَهَا , عُلِمَ أَنَّ فِي تِلْكَ الْجِهَةِ قَدْ وَقَعَ حَدَثٌ , فَيَنْظُرُ فِي أَمْرِهِ الْخَلِيفَةُ . ( يأخذون علم الغيب من الأصنام أيضا ) وَهَذِهِ الْقُبَّةُ عَلَى مَجْلِسٍ فِي صَدْرِ إِيوَانِ الْمَحْكَمَةِ , وَطُولُهُ ثَلَاثُونَ ذِرَاعًا , وَعَرْضُهُ عِشْرُونَ ذِرَاعًا , وَقَدْ سَقَطَتْ هَذِهِ الْقُبَّةُ فِي لَيْلَةِ بَرْدٍ وَمَطَرٍ وَرَعْدٍ وَبَرْقٍ , لَيْلَةَ الثُّلَاثَاءِ لِسَبْعٍ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ , سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ . وَذَكَرَ الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ أَنَّهُ كَانَ يُبَاعُ فِي أَيَّامِ أَبي جَعْفَرَ بِبَغْدَادَ الْكَبْشُ بِدِرْهَمْ , وَالْحَمَلُ بِأَرْبَعَةِ دَوَانِقَ , وَيُنَادَى عَلَى لَحْمِ الْغَنَمِ كُلُّ سِتِّينَ رِطْلًا بِدِرْهَمٍ وَلِهَذَا الْأَمْنِ وَالرُّخْصِ كَثُرَ سَاكِنُوهَا , وَعَظُمَ أَهْلُوهَا , حَتَّى كَانَ الْمَارُّ فِيهَا لَا يَكَادُ يَجْتَازُ فِي الْأَسْوَاقِ , لِكَثْرَةِ أَهْلِهَا . وَقَدْ كَانَتِ الْأَسْوَاقُ قَرِيبًا مِنْ قَصْرِ الْإِمَارَةِ , فَكَانَتْ أَصْوَاتُ الْبَاعَةِ وَهَوْشَاتُ الْأَسْوَاقِ تُسْمَعُ مِنْهُ ذَكَرَ الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ أَنَّ أَبا جَعْفَرَ جَلَسَ يَوْمًا فِي قَصْرِ الْإِمَارَةِ وَعِنْدَهُ بَعْضُ رُسُلِ الرُّومِ , فَسَمِعَ ضَجَّةً عَظِيمَةً , ثُمَّ أُخْرَى , ثُمَّ أُخْرَى فَقَالَ لِلرَّبِيعِ الْحَاجِبِ : مَا هَذَا ؟ فَكَشَفَ , فَإِذَا بَقَرَةٌ قَدْ نَفَرَتْ مِنْ جَازِرِهَا هَارِبَةً فِي الْأَسْوَاقِ فَقَالَ الرُّومِيُّ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , إِنَّكَ بَنَيْتَ بِنَاءً لَمْ يَبْنِهِ أَحَدٌ قَبْلَكَ , وَفِيهِ ثَلَاثَةُ عُيُوبِ , بُعْدُهُ مِنَ الْمَاءِ , وَقُرْبُ الْأَسْوَاقِ مِنْهُ , وَلَيْسَتْ عِنْدَهُ خُضْرَةٌ , وَالْعَيْنُ خَضِرَةٌ تُحِبُّ الْخُضْرَةَ . فَلَمْ يَرْفَعْ بِهَا أَبا جَعْفَرَ رَأْسًا , ثُمَّ أَمَرَ بِنَقْلِ الْأَسْوَاقِ مِنْ هُنَاكَ إِلَى الْكَرْخِ , وَسَاقَ إِلَيْهِ الْمَاءَ , وَبَنَى عِنْدَهُ الْبَسَاتِينَ , وَأَمَرَ بِتَوْسِعَةِ الطُّرُقَاتِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعًا , وَمَنْ بَنَى فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ هُدِمَ . وَلَمْ يَزَلِ أَبو جَعْفَرَ يَزِيدُ فِيهَا وَيَتَأَنَّقُ فِي بِنَائِهَا , ثم شَرَعَ فِي بِنَاءِ قَصْرِهِ الْمُسَمَّى بِالْخُلْدِ , فَكَمُلَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ , وَجَعَلَ أَمْرَ ذَلِكَ إِلَى رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ : الْوَضَّاحُ , فَبَنَى قَصْرَ الْوَضَّاحِ , فَعِنْدَ كَمَالِهِ تُوُفِّيَ , كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُهُ . وَبَنِي لِلْعَامَّةِ جَامِعًا لِصَلَاةِ الْجُمْعَةِ , لَا يَدْخُلُونَ إِلَى جَامِعِ مَدِينَةِ أَبي جَعْفَرَ . المصدر... |
الساعة الآن 05:17 PM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
mamnoa 2.0 By DAHOM