مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 154 - 156)
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 151 - 153)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=363001 ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ فِيهَا دَخَلَ أَبو جَعْفَرَ بِلَادَ الشَّامِ , وَزَارَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَجَهَّزَ أَبو جَعْفَرَ يَزِيدَ بْنَ حَاتِمٍ فِي خَمْسِينَ أَلْفًا , وَوَلَّاهُ بِلَادَ إِفْرِيقِيَّةَ , وَأَمَرَهُ بِقِتَالِ الْخَوَارِجِ , وَأَنْفَقَ عَلَى هَذَا الْجَيْشِ نَحْوًا مِنْ ثَلَاثَةٍ وَسِتِّينَ أَلْفَ أَلْفِ دِرْهَمٍ . وَغَزَا الصَّائِفَةَ زُفَرُ بْنُ عَاصِمٍ الْهِلَالِيُّ . وَحَجَّ بِالنَّاسِ فِيهَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ . وَنُوَّابُ الْأَقَالِيمِ هُمُ الْمَذْكُورُونَ فِي الَّتِي قَبْلَهَا , سِوَى الْبَصْرَةِ , فَعَلَيْهَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ ظَبْيَانَ . وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ الْعُرْيَانِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُصَيْنِ التَّمِيمِيُّ الْمَازِنِيُّ الْبَصَرِيُّ أَحَدُ أَئِمَّةِ الْقُرَّاءِ , وَاسْمُهُ كُنْيَتُهُ كَانَ عَلَّامَةَ زَمَانِهِ فِي اللُّغَةِ وَالنَّحْوِ وَعِلْمِ الْقُرْآنِ , وَمِنْ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ الْعَامِلِينَ وَكَانَ قَدْ لَقِيَ خَلْقًا مِنْ أَعْرَابِ الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ مُقَدَّمًا أَيَّامَ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ وَبَعْدَهُ . وَذَكَرُوا أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ لَا يُنْشِدُ فِيهِ بَيْتًا مِنَ الشِّعْرِ حَتَّى يَنْسَلِخَ وَقَدْ صَحِبَهُ الْأَصْمَعِيُّ نَحْوًا مِنْ عَشْرِ سِنِينَ . كَانَتْ وَفَاتُهُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ , وَقَدْ قَارَبَ التِّسْعِينَ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَشْعَبُ الطَّامِعُ وهُوَ أَشْعَبُ بْنُ جُبَيْرٍ , أَبُو الْعَلَاءِ , وَيُقَالُ لَهُ : ابْنُ أُمِّ حُمَيْدَةَ . كَانَ أَبُوهُ مَوْلًى لِابْنِ الزُّبَيْرِ , قَتَلَهُ الْمُخْتَارُ , وَهُوَ خَالُ الْوَاقِدِيِّ . وَكَانَ ظَرِيفًا مَاجِنًا , يُحِبُّهُ أَهْلُ زَمَانِهِ لِخَلَاعَتِهِ وَطَمَعِهِ , وَكَانَ يُجِيدُ الْغِنَاءَ . وَقَدْ وَفَدَ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ يَزِيدَ (الفاسق) بدِمَشْقَ . فَتَرْجَمَهُ ابْنُ عَسَاكِرَ بِتَرْجَمَةٍ فِيهَا أَشْيَاءُ مُضْحِكَةٌ , وَأَسْنَدَ عَنْهُ حَدِيثِينَ . وَكَانَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ يَسْتَخِفُّهُ وَيَسْتَخْلِيهِ , وَيَضْحَكُ مِنْهُ , وَيَأْخُذُهُ مَعَهُ إِلَى الْغَابَةِ , وَكَذَلِكَ كَانَ غَيْرُهُ مِنْ أَكَابِرِ النَّاسِ . وَقَالَ الشَّافِعِيُّ : عَبَثَ الْوُلْدَانُ يَوْمًا بِأَشْعَبَ فَقَالَ : إِنَّ هَاهُنَا أُنَاسًا يُفَرِّقُونَ الْجَوْزَ . فَتَسَارَعُوا إِلَى ذَلِكَ فَلَمَّا رَآهُمْ مُسْرِعِينَ قَالَ : لَعَلَّهُ حَقٌّ . فَتَبِعَهُمْ . وَاجْتَازَ يَوْمًا بِرَجُلٍ يَصْنَعُ طَبَقًا مِنْ قَشٍّ , فَقَالَ : زِدْ فِيهِ طَوْرًا أَوْ طَوْرَيْنِ , لَعَلَّهُ يُهْدَى لَنَا فِيهِ يَوْمًا هَدِيَّةٌ . وَرَوَى الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ أَنَّ أَشْعَبَ غَنَّى يَوْمًا لِسَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَوْلَ بَعْضِ الشُّعَرَاءِ : مُغِيرِيَّةٌ كَالْبَدْرِ سُنَّةُ وَجْهِهَا . . . مُطَهَّرَةُ الْأَثْوَابِ وَالدِّينُ وَافِرُ لَهَا حَسَبٌ زَاكٍ وَعِرْضٌ مُهَذَّبٌ . . . وَعَنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ مِنَ الْأَمْرِ زَاجِرُ مِنَ الْخَفِرَاتِ الْبِيضِ لَمْ تَلْقَ رِيبَةً . . . وَلَمْ يَسْتَمِلْهَا عَنْ تُقَى اللَّهِ شَاعِرُ فَقَالَ لَهُ سَالِمٌ : أَحْسَنْتَ . المصدر... |
الساعة الآن 11:33 PM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
mamnoa 2.0 By DAHOM