شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   منتدى السيرة النبوية (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=451)
-   -   مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 91) (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=180130)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 08-17-2015 04:06 AM

مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 91)
 
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 90)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=355243

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ إِحْدَى وَتِسْعِينَ
فِيهَا غَزَا الصَّائِفَةَ مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ , وَابْنُ أَخِيهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْوَلِيدِ .
وَفِيهَا غَزَا مَسْلَمَةُ أيضا بِلَادَ التُّرْكِ ، حَتَّى بَلَغَ الْبَابَ مِنْ نَاحِيَةِ أَذْرَبِيجَانَ , فَفَتَحَ مَدَائِنَ وَحُصُونًا كَثِيرَةً أَيْضًا
وَكَانَ الْوَلِيدُ بن عبد الملك قَدْ عَزَلَ عَمَّهُ مُحَمَّدَ بْنَ مَرْوَانَ عَنِ الْجَزِيرَةِ وَأَذْرَبِيجَانَ , وَوَلَّاهُمَا أَخَاهُ مَسْلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ .
وَفِيهَا غَزَا مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ بِلَادَ الْمَغْرِبِ , فَفَتَحَ مُدُنًا كَثِيرَةً , وَدَخَلَ فِي تِلْكَ الْبِلَادِ , وَوَلَجَ فِيهَا حَتَّى دَخَلَ أَرَاضِيَ غَابِرَةً قَاصِيَةً , فِيهَا آثَارُ قُصُورٍ وَبُيُوتٍ لَيْسَ بِهَا سَاكِنٌ , وَوَجَدَ هُنَاكَ مِنْ آثَارِ نِعْمَةِ أَهْلِ تِلْكَ الْبِلَادِ ، مَا يَلُوحُ عَلَى سِمَاتِهَا أَنَّ أَهْلَهَا كَانُوا أَصْحَابَ أَمْوَالٍ وَنِعْمَةٍ دَارَّةٍ سَابِغَةٍ , فَبَادُوا جَمِيعًا فَلَا مُخْبِرَ بِهَا .
وَفِيهَا مَهَّدَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ بِلَادَ التُّرْكِ الَّذِينَ كَانُوا قَدْ نَقَضُوا مَا كَانُوا عَاهَدُوهُ عَلَيْهِ مِنَ الْمُصَالَحَةِ , وَذَلِكَ بَعْدَ قِتَالٍ شَدِيدٍ , وَحَرْبٍ يَشِيبُ لَهَا الْوَلِيدُ
وَذَلِكَ أَنَّ مُلُوكَهُمْ كَانُوا قَدِ اتَّعَدُوا فِي الْعَامِ الْمَاضِي فِي أَوَانِ الرَّبِيعِ أَنْ يَجْتَمِعُوا , وَيُقَاتِلُوا قُتَيْبَةَ , وَأَنْ لَا يُوَلُّوا عَنِ الْقِتَالِ حَتَّى يُخْرِجُوا الْعَرَبَ مِنْ بِلَادِهِمْ , فَاجْتَمَعُوا اجْتِمَاعًا هَائِلًا لَمْ يَجْتَمِعُوا مِثْلَهُ فِي مَوْقِفٍ
فَكَسَرَهُمْ قُتَيْبَةُ , وَقَتَلَ مِنْهُمْ أُمَمًا كَثِيرَةً , وَرَدَّ الْأُمُورَ إِلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ , حَتَّى ذُكِرَ أَنَّهُ صَلَبَ مِنْهُمْ فِي بَعْضِ الْمَوَاضِعِ مِنْ جُمْلَةِ مَنْ أَخَذَ مِنَ الْأُسَارَى سِمَاطَيْنِ طُولُهُمَا أَرْبَعَةُ فَرَاسِخَ مِنْ هَاهُنَا وَهَاهُنَا .
وَاتَّبَعَ قُتَيْبَةُ نَيْزَكَ خَانَ مَلِكَ التُّرْكِ الْأَعْظَمَ مِنْ إِقْلِيمٍ إِلَى إِقْلِيمٍ , وَمِنْ كُورَةٍ إِلَى كُورَةٍ , وَمِنْ رُسْتَاقٍ إِلَى رُسْتَاقٍ , وَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبَهُ وَدَأْبَهُ حَتَّى حَصَرَهُ فِي قَلْعَةٍ هُنَالِكَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ , حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَ نَيْزَكَ خَانَ مِنَ الْأَطْعِمَةِ , وَأَشْرَفَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ عَلَى الْهَلَاكِ
فَبَعَثَ إِلَيْهِ قُتَيْبَةُ مَنْ جَاءَ بِهِ مُسْتَأْمَنًا مَذْمُومًا مَخْذُولًا , فَسَجَنَهُ عِنْدَهُ , ثُمَّ كَتَبَ إِلَى الْحَجَّاجِ فِي أَمْرِهِ
فَجَاءَ الْكِتَابُ بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا بِقَتْلِهِ
فَجَمَعَ قُتَيْبَةُ الْأُمَرَاءَ فَاسْتَشَارَهُمْ فِيهِ
فَاخْتَلَفُوا عَلَيْهِ , فَقَائِلٌ يَقُولُ : اقْتُلْهُ . وَقَائِلٌ يَقُولُ : لَا تَقْتُلْهُ .
فَقَالَ لَهُ بَعْضُ الْأُمَرَاءِ : إِنَّكَ أَعْطَيْتَ اللَّهَ عَهْدًا أَنَّكَ إِنْ ظَفِرْتَ بِهِ لَتَقْتُلَنَّهُ , وَقَدْ أَمْكَنَكَ اللَّهُ مِنْهُ .
فَقَالَ قُتَيْبَةُ : وَاللَّهِ لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنْ عُمْرِي إِلَّا مَا يَسَعُ ثَلَاثَ كَلِمَاتٍ لَقَتَلْتُهُ . ثُمَّ قَالَ : اقْتُلُوهُ ، اقْتُلُوهُ ، اقْتُلُوهُ
فَقُتِلَ هُوَ وَسَبْعُمِائَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فِي غَدَاةٍ وَاحِدَةٍ , وَأَخَذَ قُتَيْبَةُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَخُيُولِهِمْ وَثِيَابِهِمْ وَأَبْنَائِهِمْ وَنِسَائِهِمْ شَيْئًا كَثِيرًا , وَفَتَحَ فِي هَذَا الْعَامِ مُدُنًا كَثِيرَةً , وَقَرَّرَ مَمَالِكَ كَثِيرَةً
.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ
فَلَمَّا قَرُبَ مِنَ الْمَدِينَةِ أَمَرَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ نَائِبُ الْمَدِينَةِ أَشْرَافَ الْمَدِينَةِ فَتَلَقَّوْهُ
فَرَحَّبَ الْوَلِيدُ بِهِمْ , وَأَحْسَنَ إِلَيْهِمْ , وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ النَّبَوِيَّةَ
فَأُخْلِيَ لَهُ الْمَسْجِدُ النَّبَوِيُّ , فَلَمْ يَبْقَ بِهِ أَحَدٌ سِوَى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ , لَمْ يَتَجَاسَرْ أَحَدٌ أَنْ يُخْرِجَهُ , وَإِنَّمَا عَلَيْهِ ثِيَابٌ لَا تُسَاوِي خَمْسَةَ دَرَاهِمَ
فَقَالُوا لَهُ : تَنَحَّ عَنِ الْمَسْجِدِ أَيُّهَا الشَّيْخُ , فَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَادِمٌ .
فَقَالَ : وَاللَّهِ لَا أَخْرُجُ مِنْهُ .
فَدَخَلَ الْوَلِيدُ الْمَسْجِدَ ، فَجَعَلَ يَدُورُ فِيهِ يُصَلِّي هَاهُنَا وَهَاهُنَا , وَيَدْعُو اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ
قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : وَجَعَلْتُ أَعْدِلُ بِهِ عَنْ مَوْضِعِ سَعِيدٍ خَشْيَةَ أَنْ يَرَاهُ
فَحَانَتْ مِنْهُ الْتِفَاتَةٌ , فَقَالَ : مَنْ هَذَا ؟ , أَهْوَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ ؟
فَقُلْتُ : نَعَمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , وَلَوْ عَلِمَ بِمَكَانِكَ لَقَامَ إِلَيْكَ وَسَلَّمَ عَلَيْكَ .
فَقَالَ الْوَلِيدُ : قَدْ عَلِمْتُ حَالَهُ . وَجَعَلَ الْوَلِيدُ يَدُورُ فِي الْمَسْجِدِ , وَيَتَفَرَّجُ فِي عِمَارَتِهِ , وَيَسْأَلُنِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ
فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّهُ.. وَإِنَّهُ ( يعدد فضائله ) وَقَصَدْتُ مُوَافَقَتَهُ فِي ذَلِكَ
فَشَرَعَ الْوَلِيدُ يُثْنِي عَلَيْهِ بِالْعِلْمِ وَالدِّينِ
فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , إِنَّهُ ضَعِيفُ الْبَصَرِ , وَإِنَّمَا قُلْتُ ذَلِكَ لِأَعْتَذِرَ لَهُ
فَقَالَ الْوَلِيدُ : نَحْنُ أَحَقُّ بِالسَّعْيِ إِلَيْهِ ، فَجَاءَ فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ
فَلَمْ يَقُمْ لَهُ سَعِيدٌ
ثُمَّ قَالَ الْوَلِيدُ : كَيْفَ الشَّيْخُ ؟
فَقَالَ : بِخَيْرٍ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ , كَيْفَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ؟
فَقَالَ الْوَلِيدُ : بِخَيْرٍ , وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ , ثُمَّ انْصَرَفَ وَهُوَ يَقُولُ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ : هَذَا بَقِيَّةُ النَّاسِ . ( يعني بقية الناس الصالحين )
فَقَالَ : أَجَلْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ .
ثُمَّ خَطَبَ الْوَلِيدُ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَ فِي الْخُطْبَةِ الْأُولَى , وَانْتَصَبَ قَائِمًا فِي الثَّانِيَةِ , وَقَالَ : هَكَذَا خَطَبَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ .
ثُمَّ انْصَرَفَ , فَصَرَفَ عَلَى النَّاسِ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَهَبًا كَثِيرًا وَفِضَّةً كَثِيرَةً , ثُمَّ كَسَا الْمَسْجِدَ النَّبَوِيَّ كُسْوَةً مِنْ كُسْوَةِ الْكَعْبَةِ الَّتِي مَعَهُ , وَهِيَ مِنْ دِيبَاجٍ غَلِيظٍ .

مَنْ تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ مِنَ الْأَعْيَانِ
السَّائِبُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ ثُمَامَةَ
حَجَّ بِهِ أَبُوهُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَكَانَ عُمْرُ السَّائِبِ سَبْعَ سِنِينَ . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ .

سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ ررر
صَحَابِيٌّ مَدَنِيٌّ جَلِيلٌ
تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً
وَكَانَ مِمَّنْ خَتَمَهُ الْحَجَّاجُ فِي عُنُقِهِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ , هُوَ وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ , وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِي يَدِهِ , لِيُذِلَّهُمْ كَيْلَا يَسْمَعَ النَّاسُ مِنْ رَأْيِهِمْ .
خَتَمَهُ الْحَجَّاجُ فِي عُنُقِهِ : هَذَا عَتِيقُ الْحَجَّاجِ . ( فَعَلَ الحَجاجُ بهم ذلك لأنهم رضي الله عنهم كانوا يقفون مع الصف المُعادي للدولة الأموية )
تُوُفِّيَ عَنْ مِائَةِ سَنَةٍ , وَهُوَ آخِرُ مَنْ مَاتَ فِي الْمَدِينَةِ مِنَ الصَّحَابَةِ .

المصدر...


الساعة الآن 12:09 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM