مختصر البداية والنهاية لابن كثير (345 هـ - 347 هـ)
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (339 هـ - 344 هـ)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=373312 ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ فِيهَا عَصَى الرُّوزْبَهَانُ عَلَى مُعِزِّ الدَّوْلَةِ , وَانْحَازَ إِلَى الْأَهْوَازِ وَلَحِقَ بِهِ عَامَّةُ مَنْ كَانَ مَعَ الْمُهَلَّبِيِّ الَّذِي كَانَ يُحَارِبُهُ فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ مُعِزَّ الدَّوْلَةِ لَمْ يُصَدِّقْ ; لِأَنَّهُ كَانَ قَدْ أَحْسَنَ إِلَيْهِ , وَرَفَعَ مِنْ قَدْرِهِ بَعْدَ الضَّعَةِ وَالْخُمُولِ , ثُمَّ رَكِبَ إِلَيْهِ لِقِتَالِهِ فَاتَّبَعَهُ الْخَلِيفَةُ الْمُطِيعُ لِلَّهِ خَوْفًا مِنْ نَاصِرِ الدَّوْلَةِ بْنِ حَمْدَانَ , فَإِنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّهُ قَدْ جَهَّزَ جَيْشًا مَعَ وَلَدِهِ أَبِي الْمُرَجَّى جَابِرٍ إِلَى بَغْدَادَ لِيَأْخُذَهَا حِينَ بَلَغَهُ أَنَّ مُعِزَّ الدَّوْلَةِ قَدْ خَرَجَ مِنْهَا فَأَرْسَلَ مُعِزُّ الدَّوْلَةِ حَاجِبَهُ سُبُكْتِكِينَ إِلَى بَغْدَادَ لِيَحْفَظَهَا , وَقَصَدَ مُعِزُّ الدَّوْلَةِ إِلَى الرُّوزْبَهَانِ , فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا عَظِيمًا , فَهَزَمَهُ مُعِزُّ الدَّوْلَةِ , وَفَرَّقَ أَصْحَابَهُ , وَأَخَذَهُ أَسِيرًا إِلَى بَغْدَادَ فِي أُبَّهَةٍ عَظِيمَةٍ , فَسَجَنَهُ , ثُمَّ أَخْرَجَهُ لَيْلًا وَغَرَّقَهُ ; لِأَنَّ الدَّيْلَمَ أَرَادُوا إِخْرَاجَهُ مِنَ السَّجْنِ قَهْرًا وَانْطَوَى ذِكْرُ رُوزْبَهَانَ وَإِخْوَتِهِ , وَكَانَ قَدِ اشْتَعَلَ اشْتِعَالَ النَّارِ وَحَظِيَتِ الْأَتْرَاكُ عِنْدَ مُعِزِّ الدَّوْلَةِ , وَانْحَطَّتِ الدَّيْلَمُ عِنْدَهُ ; لِأَنَّهُ ظَهَرَ لَهُ خِيَانَتُهُمْ فِي أَمْرِ الرُّوزْبَهَانِ وَإِخْوَتِهِ وَفِيهَا دَخَلَ سَيْفُ الدَّوْلَةِ إِلَى بِلَادِ الرُّومِ , فَقَتَلَ وَسَبَى , وَرَجَعَ إِلَى أَذَنَةَ , ثُمَّ عَادَ إِلَى حَلَبَ فَحَمِيَتِ الرُّومُ , فَجَمَعُوا وَأَقْبَلُوا إِلَى مَيَّافَارِقِينَ , فَقَتَلُوا وَسَبَوْا وَحَرَقُوا وَرَجَعُوا , وَرَكِبُوا فِي الْبَحْرِ إِلَى طَرَسُوسَ , فَقَتَلُوا مِنْ أَهْلِهَا أَلْفًا وَثَمَانِمِائَةٍ , وَسَبَوْا وَحَرَقُوا قُرًى كَثِيرَةً وَفِيهَا زُلْزِلَتْ هَمَذَانُ زِلْزَالًا شَدِيدًا , انْهَدَمَتِ الْبُيُوتُ , وَانْشَقَّ قَصْرُ شِيرِينَ بِصَاعِقَةٍ وَمَاتَ تَحْتَ الْهَدْمِ خَلْقٌ كَثِيرٌ لَا يُحْصَوْنَ كَثْرَةً , فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ وَوَقَعَتْ فِتْنَةٌ عَظِيمَةٌ بَيْنَ أَهْلِ أَصْبَهَانَ وَأَهْلِ قُمَّ بِسَبَبِ سَبِّ الصَّحَابَةِ مِنْ أَهْلِ قُمَّ , فَثَارَ عَلَيْهِمْ أَهْلُ أَصْبَهَانَ , فَقَتَلُوا مِنْهُمْ خَلْقًا كَثِيرًا , وَنَهَبُوا أَمْوَالَ التُّجَّارِ فَغَضِبَ رُكْنُ الدَّوْلَةِ لِأَهْلِ قُمَّ ; لِأَنَّهُ كَانَ شِيعِيًّا , فَصَادَرَ أَهْلَ أَصْبَهَانَ بِأَمْوَالٍ كَثِيرَةٍ . وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ المصدر... |
الساعة الآن 05:25 PM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
mamnoa 2.0 By DAHOM