شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   منتدى السيرة النبوية (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=451)
-   -   مختصر البداية والنهاية لابن كثير ( 338 هـ) (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=280857)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 04-15-2017 12:49 AM

مختصر البداية والنهاية لابن كثير ( 338 هـ)
 
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (335 هـ - 337 هـ)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=373069

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ
فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مِنْهَا وَقَعَتْ فِتْنَةٌ بَيْنَ الشِّيعَةِ وَأَهْلِ السُّنَّةِ , وَنُهِبَتِ الْكَرْخُ
( كانت بغداد مقسمة بنهر دجلة إلى جهة غربية يسكنها الرافضة , وتُدعى : الكرخ
وأخرى شرقية يسكنها أهل السنة , وتدعى : الرصافة
ومن هذا التاريخ فصاعدا سترى كثيرا من المذابح التي حدثت بين سكان بغداد السنة والرافضة
وكان سبب هذه المذابح أن الرافضة كانوا حتى هذا التاريخ لا يتجرؤون على لعن الصحابة علنا , لأن الدولة العباسية السنية المذهب كانت لهم بالمرصاد
فكان الرافضة يلطمون ويلعنون الصحابة سِرًّا في داخل مناطقهم السكنية
فلما استولى البويهيون " أنصار آل البيت المظلومين " على شؤون الحُكم ببغداد , قويت شوكة الرافضة , فأعلنوا كُفر الصحابة , ولعنوهم في الشوارع العامة والمساجد
فلم يسكت العامة من أهل السنة على هذا الأمر
خصوصا أن الجهات الرسمية في الدولة العباسية التزمت الصمت حيال ما يفعله الروافض
فحدث أشبه ما يكون بحرب أهلية طويلة الأمد بين الرافضة وأهل السنة ببغداد , استمرت أكثر من 300 عام
وفي النهاية , انتصر الرافضة على أهل السنة في هذه الحرب , حيث تحالف الرافضة مع هولاكو سنة 656 هـ واتفقوا معه على أن يعينوه على سقوط بغداد , فيجتاحها بجيشه , ويقوم بتدمير الجانب السني من بغداد على رؤوس ساكنيه , ويقتل كل أهل السنة الذين بها , ومِن ضِمنهم " المستعصم " الخليفة العباسي
كل هذا مقابل أن يمكِّن المغولُ الرافضةَ مِن حُكم ما تبقَّى من بغداد , ولا يتعرض للرافضة بسوء
فلما قتل هولاكو أهلَ السنة في بغداد وأحرقها , نكث عهدَه مع الرافضة الذين قاموا بدورهم على أتم وجه , ولم يسلِّمهم بغداد , بل أصبحت بغداد عاصمة لملوك التتر من أبناء هولاكو
أما مَن تبقَّى مِن أهل السنة فاستسلموا لقدرهم , ورضوا أن يكونوا تحت حكم التتار الكفرة الهمجيين
وأما الرافضة فلم ييأسوا , وسعوا للوصول إلى ملك التتار في العراق , وأنشؤوا معه علاقات مودة وصداقة , ثم استطاعوا إقناعه بالدخول في دينهم
فدخل ملك التتار في دين الرافضة
وهكذا أصبح العراق دولة يحكمها الرافضة التتار , كما يحكم إيرانَ اليوم الرافضةُ الفرس
ثم أكمل الرافضة التتار مسيرتهم في محاربة الإسلام وأهله
حيث بدأوا باجتياح الأقاليم السنية المجاورة لهم من الشمال , ومن الغرب , حتى وصلوا إلى دمشق
وحاربهم شيخ الإسلام ابن تيمية بنفسه , وتكلم مع ملكهم غازان , الذي كان يزعم أنه مسلم , لكنه كان يسعى لتدمير الإسلام بكل أوتي مِن قوة , لأنه تعلَّم أن أهل السنة خذلوا آل البيت عليهم السلام وظلموهم , فأراد أن يُبيد خضراءهم )
وَفِي جُمَادَى الْآخِرَةِ تَقَلَّدَ الْقَاضِي أَبُو السَّائِبِ عُتْبَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيُّ قَضَاءَ الْقُضَاةِ
وَفِيهَا خَرَجَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ : عِمْرَانُ بْنُ شَاهِينَ , كَانَ قَدِ اسْتَوْجَبَ بَعْضَ الْعُقُوبَاتِ , فَهَرَبَ مِنَ السُّلْطَانِ إِلَى نَاحِيَةِ الْبَطَائِحِ , فَكَانَ يَقْتَاتُ مِمَّا يَصِيدُهُ مِنَ السَّمَكِ وَالطُّيُورِ
وَالْتَفَّ عَلَيْهِ خَلْقٌ مِنَ الصَّيَّادِينَ وَقُطَّاعِ الطَّرِيقِ
فَقَوِيَتْ شَوْكَتُهُ
وَاسْتَعْمَلَهُ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ الْبَرِيدِيِّ عَلَى جِبَايَةِ بَعْضِ تِلْكَ النَّوَاحِي
وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مُعِزُّ الدَّوْلَةِ بْنُ بُوَيْهِ جَيْشًا مَعَ وَزِيرِهِ أَبِي جَعْفَرِ الصَّيْمَرِيِّ
فَهزمَهُ الْوَزِيرُ , لَكِنَّهُ دَهَمَهُ أَمْرٌ اشْتَغَلَ بِهِ عَنْهُ , وَذَلِكَ وَفَاةُ عِمَادِ الدَّوْلَةِ بْنِ بُوَيْهِ , وَهُوَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ بُوَيْهِ , أَكْبَرُ أَوْلَادِ بُوَيْهِ , وَأَوَّلُ مَنْ تَمَلَّكَ مِنْهُمْ
وَكَانَ عَاقِلًا حَازِمًا , حَمِيدَ السِّيرَةِ , رَئِيسًا فِي نَفْسِهِ ( هكذا يصف ابن كثير سامحه الله الرافضة ) كَانَ أَوَّلُ ظُهُورِهِ فِي سَنَةِ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ كَمَا ذَكَرْنَا.
فَلَمَّا كَانَ فِي هَذَا الْعَامِ قَوِيَتْ عَلَيْهِ الْأَسْقَامُ , وَتَوَاتَرَتْ لَدَيْهِ الْآلَامُ , فَأَحَسَّ مِنْ نَفْسِهِ بِالْهَلَاكِ , وَلَمْ يُعَادِلْ مَا هُوَ فِيهِ مِنَ الْمُلْكِ وَكَثْرَةِ الْأَمْوَالِ وَالرِّجَالِ مِنَ الدَّيَالِمِ وَالْأَتْرَاكِ , وَلَمْ يُحَصِّلُوا لَهُ الْفِكَاكَ
وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ ذَكَرٌ , فَأَرْسَلَ إِلَى أَخِيهِ رُكْنِ الدَّوْلَةِ يَسْتَدْعِي وَلَدَهُ عَضُدَ الدَّوْلَةِ , لِيَجْعَلَهُ وَلِيَّ عَهْدِهِ مِنْ بَعْدِهِ
فَلَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِ فَرِحَ بِهِ فَرَحًا شَدِيدًا , وَخَرَجَ بِنَفْسِهِ فِي جَمِيعِ جَيْشِهِ لِتَلَقِّيهِ , فَلَمَّا دَخَلَ بِهِ دَارَ الْمَمْلَكَةِ أَجْلَسَهُ عَلَى السَّرِيرِ , وَقَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ كَأَحَدِ الْأُمَرَاءِ ; لِيَرْفَعَ مِنْ شَأْنِهِ عِنْدَ أُمَرَائِهِ وَوُزَرَائِهِ وَأَعْوَانِهِ , ثُمَّ عَقَدَ لَهُ الْبَيْعَةَ عَلَى مَا يَمْلِكُهُ مِنَ الْبُلْدَانِ وَالْأَمْوَالِ وَتَدْبِيرِ الْمُلْكِ وَالرِّجَالِ
وَفَهِمَ مِنْ بَعْضِ رُءُوسِ الْأُمَرَاءِ كَرَاهِيَةً لِذَلِكَ , فَشَرَعَ فِي الْقَبْضِ عَلَيْهِمْ , وَقَتَلَ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ , وَسَجَنَ آخَرِينَ , حَتَّى تَمَهَّدَتِ الْأُمُورُ لِعَضُدِ الدَّوْلَةِ
ثُمَّ كَانَتْ وَفَاةُ عِمَادِ الدَّوْلَةِ بِشِيرَازَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ عَنْ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً
وَكَانَتْ مُدَّةُ مُلْكِهِ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً
وَكَانَ مِنْ خِيَارِ الْمُلُوكِ فِي زَمَانِهِ وَمِمَّنْ حَازَ قَصَبَ السَّبْقِ دُونَ أَقْرَانِهِ , وَكَانَ هُوَ فِي الْحَقِيقَةِ أَمِيرَ الْأُمَرَاءِ , وَبِذَلِكَ كَانَ يُكَاتِبُهُ الْخُلَفَاءُ , وَلَكِنْ أَخُوهُ مُعِزُّ الدَّوْلَةِ كَانَ يَنُوبُ عَنْهُ بِبَغْدَادَ وَالْعِرَاقِ وَالسَّوَادِ
وَلَمَّا مَاتَ عِمَادُ الدَّوْلَةِ , اشْتَغَلَ الْوَزِيرُ أَبُو جَعْفَرٍ الصَّيْمَرِيُّ عَنْ مُحَارَبَةِ عِمْرَانَ بْنِ شَاهِينَ , وَقَدْ كَتَبَ إِلَيْهِ مُعِزُّ الدَّوْلَةِ أَنْ يَسِيرَ إِلَى شِيرَازَ وَيَضْبِطَ أُمُورَهَا
فَقَوِيَ أَمْرُ عِمْرَانَ بَعْدَ ضَعْفِهِ , وَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا سَيَأْتِي بَيَانُهُ فِي مَوْضِعِهِ.

وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ :
أَبُو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ , أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يُونُسَ , الْمُرَادِيُّ الْمِصْرِيُّ
اللُّغَوِيِّ , الْمُفَسِّرِ , الْأَدِيبِ
كَانَ سَبَبُ وَفَاتِهِ أَنَّهُ جَلَسَ عِنْدَ النيل يُقَطِّعُ شَيْئًا مِنَ الْعَرُوضِ
فَظَنَّهُ بَعْضُ الْعَامَّةِ يَسْحَرُ النِّيلَ لِئَلَّا يُوفِيَ , فَرَفَسَهُ بِرِجْلِهِ
فَسَقَطَ , فَغَرِقَ , وَلَمْ يُدْرَ أَيْنَ ذَهَبَ. رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى
وَلَهُ مُصَنَّفَاتٌ كَثِيرَةٌ مُفِيدَةٌ , انْتَفَعَ النَّاسُ بِها ; مِنْهَا " تَفْسِيرُ الْقُرْآنِ " وَ " النَّاسِخُ وَالْمَنْسُوخُ " , و " شَرْحُ أَبْيَاتِ سِيبَوَيْهِ " , وَلَمْ يُصَنَّفْ مِثْلُهُ. رَحِمَهُ اللَّهُ

وَفِيهَا كَانَتْ وَفَاةُ الْخَلِيفَةِ السابق الْمُسْتَكْفِي بِاللَّهِ , عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُكْتَفِي بِاللَّهِ
وَقَدْ وَلِيَ الْخِلَافَةَ سَنَةً وَأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ , ثُمَّ خُلِعَ وَسُمِلَتْ عَيْنَاهُ كَمَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ
وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي هَذِهِ السَّنَةِ وَهُوَ مُعْتَقَلٌ فِي دَارِهِ , وَلَهُ مِنَ الْعُمُرِ سِتٌّ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً .

عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ , أَبُو الْحَسَنِ الْوَاعِظُ الْبَغْدَادِيُّ
ارْتَحَلَ إِلَى مِصْرَ , فَأَقَامَ بِهَا حَتَّى عُرِفَ بِالْمِصْرِيِّ , ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بَغْدَادَ
وَقَدْ سَمِعَ الْكَثِيرَ , وَرَوَى عَنْهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ
وَكَانَ لَهُ مَجْلِسُ وَعْظٍ يَحْضُرُ فِيهِ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ
وَكَانَ يَتَكَلَّمُ وَهُوَ مُتَبَرْقِعٌ ; لِئَلَّا يَرَى النِّسَاءُ حُسْنَهُ وَجَمَالَهُ
وَقَدْ حَضَرَ وَعْظَهُ أَبُو بَكْرٍ النَّقَّاشُ مُسْتَخْفِيًا , فَلَمَّا سَمِعَ كَلَامَهُ قَامَ قَائِمًا وَشَهَرَ نَفْسَهُ , وَقَالَ لَهُ : الْقَصَصُ بَعْدَكَ حَرَامٌ
وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي ذِي الْقَعْدَةِ , وَلَهُ سَبْعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً.

المصدر...


الساعة الآن 11:14 PM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM