مختصر البداية والنهاية لابن كثير (349 هـ - 350 هـ)
مختصر البداية والنهاية لابن كثير ( 348 هـ)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=373394 ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ فِيهَا ظَهَرَ رَجُلٌ بِأَذْرَبِيجَانَ مِنْ أَوْلَادِ عِيسَى بْنِ الْمُكْتَفِي بِاللَّهِ , فَتَلَقَّبَ بِالْمُسْتَجِيرِ بِاللَّهِ , وَدَعَا إِلَى الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ , وَذَلِكَ لِفَسَادِ دَوْلَةِ الْمَرْزُبَانِ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ , فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا كَثِيرًا ثُمَّ انْهَزَمَ أَصْحَابُ الْمُسْتَجِيرِ , وَأُخِذَ أَسِيرًا فَمَاتَ , وَاضْمَحَلَّ أَمْرُهُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَفِيهَا دَخَلَ سَيْفُ الدَّوْلَةِ بْنُ حَمْدَانَ بِلَادَ الرُّومِ , فَقَتَلَ مِنْ أَهْلِهَا خَلْقًا كَثِيرًا , وَفَتَحَ حُصُونًا , وَأَحْرَقَ بِلَادًا كَثِيرَةً , وَسَبَى وَغَنِمَ , وَكَرَّ رَاجِعًا فَأَخَذَتْ عَلَيْهِ الرُّومُ الدَّرْبَ فَمَنَعُوهُ مِنَ الرُّجُوعِ , وَوَضَعُوا السَّيْفَ فِي أَصْحَابِهِ , فَمَا نَجَا فِي ثَلَاثِمِائَةِ فَارِسٍ إِلَّا بَعْدَ جَهْدٍ جَهِيدٍ ( وهذه هي المرة الثانية التي يحاصِر فيها الرومُ سيفَ الدولة من الخلف , ولا يُلدغ مؤمن من جحر واحد مرتين ! ) وَفِيهَا كَانَتْ فِتْنَةٌ عَظِيمَةٌ بِبَغْدَادَ بَيْنَ الرَّافِضَةِ وَالسُّنَّةِ , قُتِلَ فِيهَا خَلْقٌ كَثِيرٌ وَفِيهَا فِي آخِرِهَا تُوُفِّيَ أَنُوجُورُ بْنُ الْإِخْشِيدِ صَاحِبُ مِصْرَ , وَقَامَ بِالْأَمْرِ بَعْدَهُ أَخُوهُ عَلِيٌّ وَفِيهَا مَاتَ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَرِيدِيُّ الَّذِي كَانَ صَاحِبَ الْأَهْوَازِ وَوَاسِطٍ وَفِيهَا رَجَعَ حَجِيجُ مِصْرَ مِنْ مَكَّةَ , فَنَزَلُوا وَادِيًا , فَجَاءَهُمْ سَيْلٌ فَأَخَذَهُمْ كُلَّهُمْ , فَأَلْقَاهُمْ فِي الْبَحْرِ عَنْ آخِرِهِمْ وَفِيهَا أَسْلَمَ مِنَ التُّرْكِ مِائَتَا أَلْفِ خَرْكَاهْ , فَسُمُّوا : تُرْكَ إِيمَانٍ , ثُمَّ خُفِّفَ اللَّفْظُ بِذَلِكَ , فَقِيلَ : تُرْكُمَانُ ( هؤلاء هم أصل العرق التركماني , وأجداد التركمان الموجودين في سوريا وتركيا والعراق , وأجداد شعب تركمانستان ) وَمِمَّنْ تُوُفِّيَ فِيهَا مِنَ الْأَعْيَانِ : الْحَافِظُ النَّيْسَابُورِيُّ , أَبُو عَلِيٍّ , الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ دَاوُدَ أَحَدُ الْأَئِمَّةِ الْحُفَّاظِ , الْمُتْقِنِينَ الْمُكْثِرِينَ الْمُصَنِّفِينَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ : كَانَ إِمَامًا مُهَذَّبًا وَكَانَ ابْنُ عُقْدَةَ لَا يَتَوَاضَعُ لِأَحَدٍ كَتَوَاضُعِهِ لَهُ وَكَانَتْ وَفَاتُهُ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ عَنْ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً , رَحِمَهُ اللَّهُ الْخَطَّابِيُّ , أَبُو سُلَيْمَانَ , حَمْدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْخَطَّابِ سَمِعَ الْكَثِيرَ , وَصَنَّفَ التَّصَانِيفَ , مِنْهَا : " الْمَعَالِمُ " شَرَحَ فِيهَا سُنَنَ أَبِي دَاوُدَ وَ " الْأَعْلَامُ " شَرَحَ فِيهِ الْبُخَارِيَّ وَ " غَرِيبُ الْحَدِيثِ " وَلَهُ فَهْمٌ مَلِيحٌ , وَعِلْمٌ غَزِيرٌ , وَمَعْرِفَةٌ بِاللُّغَةِ وَالْمَعَانِي وَالْفِقْهِ وَمِنْ أَشْعَارِهِ : مَا دُمْتَ حَيًّا فَدَارِ النَّاسَ كُلَّهُمُ ... فَإِنَّمَا أَنْتَ فِي دَارِ الْمُدَارَاةِ مَنْ يَدْرِ دَارَى , وَمَنْ لَمْ يَدْرِ سَوْفَ ... يُرَى عَمَّا قَلِيلٍ نَدِيمًا لِلنَّدَامَاتِ المصدر... |
الساعة الآن 12:25 AM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
mamnoa 2.0 By DAHOM