(القولُ المُبينِ في عدم تميّز عليّ عنْ المؤمنين)
 

(القولُ المُبينِ في عدم تميّز عليّ عنْ المؤمنين)


نُسْتَفْتى...و نفرّ منها فرارنا منَ الأسد!!! ثمّ نخشى أنْ نُلْحَق بركبِ منْ يكتم علماً فنُذعن لسؤال النّاس عن أمور دينهم...


فنُحاول أنْ نجمع ما أبقاه الدّهرلنا في عقلٍ أكلتْ منه الهموم كلّ مأكل و بالتْ...عليه.


و لذا...لا يُكلّف الله نفساً الاّ وسعها....فأستعينُ بالله تعالى فهو المعينُ وحده...فأقول:


إفراد أعيان الصحابة (رضوان الله عليهم جميعا) بدعاء دون غيرهم!!! منَ الإجحاف و الظّلم بله فيه من التّنقص و الغمز و اللمز لمنْ سواهم!!!


فقول القائل...لعليّ رضي الله عنه و أرضاه...(كرّم الله وجه) دون غيره من الصحابة ناهيك عن الشيخين الذين تواترت النّصوص في فضلهما على عليّ (رضي الله عنهم) فيه من الغلوّ من جهة (علي) و من الإنتقاص من جهة( الشيخين).


فهذا الدّعاء (كرّم الله وجهه) لم يكنْ معروفاً في حياة النّبي صلى الله عليه و سلّم و لا في حياة الشيخين (أبو بكر الصديق...عمر بن الخطاب) و لا حتى في عهد الخليفة الثالث (عثمان بن عفان) (رضي الله عنهم جميعا)


فعلى الأرجح كان بعد الخليفة الرّابع (علي بن أبي طالب)(رضي الله عنه)...


فإذ كان ذلك كذلك...فهو بدعة...لكون قائله...يرجو منه الثواب من الله تعالى...ممّا هو معروف في تعريف البدعة.
ثمّ...لو سألنا منتحل ذا الدّعاء (كرّم الله وجهه) و عن سبب مورده و مولده لأضّطربت أقوالهم تبعاً لأفعالهم.


تارة يقولون...لأنّ علي(رضي الله عنه) لم يسجد لصنمٍ....فكان أحق من غيره بهذا الدّعاء!!!
قلتُ: إنّ صحّ إدعاءكم فقد شاركه بهذه الخاصيّة مواليد الصحابة في الإسلام...


فإن اعتضرتم...كون علياّ(رضي الله عنه) عاصر الشرك و الإسلام...فتميّز عن مواليد الصحابة في الإسلام.


قلنا: هذا إعتراض جيّد...لولا ثبت لدينا سجود الشيخان(أبو بكر و عمر)(رضي الله عنهما)
و عندها فيتساوى عليّ بالشيخين (رضي الله عنهم) اللهمّ الاّ و كما هو معروف في المذهب التّشيع....تفضيل عليّ على الشيخين(رضوان الله عليهم)
فسقط بهذا...إعتتراضهم الواهن كوهن بيت العنكبوت...


و تارة يقولون: خُصّ علي(رضي الله عنه)ب(كرّم الله وجهه) لأنه لم ير عورة!!!
قلتُ: هذا الإعتراض أوهن من ذو(الذي) قبله.


فصحّ عن الخليفة الثالث عثمان (رضي الله عنه) أنّ الملائكة تستحي منه...لشدّة ما كان يشدّ على عورته خشية الاّ يراها أحد...


و منْ كانت ذه حاله...فهو أشدّ وثاقاً عن النّظر الى عورة الآخرين....فعثمان (رضي الله عنه) أولى من علي(رضي الله عنه) بقولك(كرّم الله وجهه) فتأمّل.


و بالمقابل وجدنا حديثا في المسند للإمام أحمد...
أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ ، يَقُولُ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ الرَّايَةَ فَهَزَّهَا ، ثُمَّ قَالَ : " مَنْ يَأْخُذُهَا بِحَقِّهَا ؟ " فَجَاءَ فُلَانٌ ، فَقَالَ : أَنَا قَالَ : " أَمِطْ " ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : " أَمِطْ " ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَالَّذِي كَرَّمَ وَجْهَ مُحَمَّدٍ ، لَأُعْطِيَنَّهَا رَجُلًا لَا يَفِرُّ ، هَاكَ يَا عَلِيُّ " ، فَانْطَلَقَ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ خَيْبَرَ وَفَدَكَ ، وَجَاءَ بِعَجْوَتِهِمَا وَقَدِيدِهِمَا ، قَالَ مُصْعَبٌ : بِعَجْوَتِهَا وَقَدِيدِهَا .


فقوله صلى الله عليه و سلم(و الذي كرّم وجه محمد) كقوله (والذي نفس محمدّ بيده)...سواء بسواء.


و فاتني شيء....قد شارك النّبي صلى الله عليه و سلّم عليّا بعدم سجوده للإصنام....فهو صلى الله عليه و سلم أولى به من عليّ رضي الله عنه.


و لا يُفهم من كلامي...أنْ تُقال...للنبيّ صلى الله عليه و سلم و أنْ نعدل بالذي هو خير...فقد قررنا ببدعيتها في حقّ غيره.


هذا...و أسأل الله أنْ نكون قد وُفقنا لقول الحقّ...و تبيانه.

المصدر...