مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 170)
مختصر البداية والنهاية لابن كثير (سنة 167 - 169)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=363945 ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ مِنَ الْهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ فِيهَا عَزَمَ الْهَادِي عَلَى خَلْعِ أَخِيهِ هَارُونَ مِنَ الْخِلَافَةِ وَوِلَايَةِ الْعَهْدِ مِنْ بَعْدِهِ , وَمُبَايَعَةِ ابْنِهِ جَعْفَرَ بْنِ الْهَادِي فَانْقَادَ هَارُونُ لِذَلِكَ , وَلَمْ يُظْهِرِ الْمُنَازَعَةَ , بَلِ الْمُطَاوَعَةَ وَاسْتَدْعَى الْهَادِي جَمَاعَةً مِنَ الْأُمَرَاءِ فَأَجَابُوهُ إِلَى ذَلِكَ وَأَبَتْ ذَلِكَ أُمُّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْخَيْزُرَانُ , وَكَانَتْ أَمْيَلَ إِلَى ابْنِهَا هَارُونَ الرَّشِيدِ وَكَانَ الْهَادِي قَدْ مَنَعَهَا التَّصَرُّفَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْمَمْلَكَةِ , بَعْدَمَا كَانَتْ قَدِ اسْتَحْوَذَتْ عَلَيْهِ فِي أَوَّلِ وِلَايَتِهِ , وَانْقَلَبَتِ الدُّوَلُ إِلَى بَابِهَا , وَالْأُمَرَاءُ إِلَى جَانِبِهَا فَحَلَفَ الْهَادِي لَئِنْ عَادَ أَمِيرٌ يَلُوذُ بِبَابِهَا لَيَضْرِبَنَّ عُنُقَهُ , وَلَا يَقْبَلُ لَهَا شَفَاعَةً أَبَدًا فَامْتَنَعَتْ مِنَ الْكَلَامِ فِي ذَلِكَ , وَحَلَفَتْ لَا تُكَلِّمُهُ أَبَدًا , وَانْتَقَلَتْ عَنْهُ إِلَى مَنْزِلٍ آخَرَ وَأَيْضًا فَإِنَّهُ كَانَ قَدْ أَبْعَدَهَا وَأَقْصَاهَا , وَقَرَّبَ حَظِيَّتَهُ خَالِصَةَ وَأَدْنَاهَا . فَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ . وَأَلَحَّ هُوَ عَلَى أَخِيهِ هَارُونَ فِي الْخَلْعِ , وَبَعَثَ إِلَى يَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ - وَكَانَ مِنْ أَكَابِرَ الْأُمَرَاءِ الَّذِينَ هُمْ فِي صَفِّ الرَّشِيدِ - فَقَالَ لَهُ : مَاذَا تَرَى فِيمَا أُرِيدُ مَنْ خَلْعِ الرَّشِيدِ وَتَوْلِيَةِ ابْنِي جَعْفَرَ ؟ فَقَالَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , إِنِّي أَخْشَى أَنْ تَهُونَ الْأَيْمَانُ عَلَى النَّاسِ , وَلَكِنْ مِنَ الْمَصْلَحَةِ أَنْ تَجْعَلَ جَعْفَرًا وَلِيَّ الْعَهْدِ مِنْ بَعْدِ هَارُونَ , وَأَيْضًا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ لَا يُجِيبَ أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَى الْبَيْعَةِ لِجَعْفَرَ وَهُوَ دُونُ الْبُلُوغِ , فَيَتَفَاقَمَ الْأَمْرُ , وَيَخْتَلِفَ النَّاسُ , فَيَنَالَهَا بَعْضُ أَهْلِكَ , لَا هَذَا وَلَا هَذَا . فَأَطْرَقَ مَلِيًّا - وَكَانَ ذَلِكَ لَيْلًا - ثُمَّ أَمَرَ بِسَجْنِهِ . وَجَاءَ يَوْمًا إِلَى الْهَادِي أَخُوهُ هَارُونُ الرَّشِيدُ , فَجَلَسَ عَنْ يَمِينِهِ بَعِيدًا عَنْهُ فَجَعَلَ الْهَادِي يَنْظُرُ إِلَيْهِ مَلِيًّا , ثُمَّ قَالَ : يَا هَارُونُ , أَتَطْمَعُ أَنْ تَكُونَ رُؤْيَا الْمَهْدِيِّ حَقًّا ؟ فَقَالَ : إِي وَاللَّهِ , وَوَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ ذَلِكَ , لَأَصِلَنَّ مَنْ قَطَعْتَ , وَلَأُنْصِفَنَّ مَنْ ظَلَمْتَ , وَلَأُزَوِّجَنَّ بَنِيكَ مِنْ بَنَاتِي . فَقَالَ : ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ . فَقَامَ إِلَيْهِ هَارُونُ لِيُقَبِّلَ يَدَهُ فَحَلَفَ الْهَادِي لَيَجْلِسَنَّ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ فَجَلَسَ مَعَهُ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ الْهَادِي بِأَلْفِ أَلْفِ دِينَارٍ , وَأَنْ يَدْخُلَ الْخَزَائِنَ فَيَأْخُذَ مِنْهَا مَا أَرَادَ , وَإِذَا جَاءَ الْخَرَاجُ فَلْيُدْفَعْ إِلَيْهِ نِصْفُهُ . فَفُعِلَ ذَلِكَ كُلُّهُ , وَرَضِيَ الْهَادِي عَنِ الرَّشِيدِ . ثُمَّ سَافَرَ الْهَادِي إِلَى حَدِيثَةِ الْمَوْصِلِ بَعْدَ ذَلِكَ , ثُمَّ عَادَ مِنْهَا , فَمَاتَ بِعِيسَابَاذَ لَيْلَةَ الْجُمْعَةِ لِلنِّصْفِ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ وَلَهُ مِنَ الْعُمْرِ ثَلَاثٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً وَصَلَّى عَلَيْهِ أَخُوهُ هَارُونُ وَلِيُّ الْعَهْدِ , وَدُفِنَ فِي قَصْرٍ بَنَاهُ , وَسَمَّاهُ الْأَبْيَضَ بِعِيسَابَاذَ مِنَ الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ مِنْ بَغْدَادَ . وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ سَنَةً وَشَهْرًا . ( ماذا يفقه من شؤون الحكم شاب عمره 22 سنة , ودولته تمتد من المغرب إلى تخوم الصين ؟ ) وَقَدْ تُوُفِّيَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ خَلِيفَةٌ , وَهُوَ الْهَادِي , وَوَلِيَ خَلِيفَةٌ , وَهُوَ الرَّشِيدُ , وَوُلِدَ خَلِيفَةٌ , وَهُوَ الْمَأْمُونُ بْنُ الرَّشِيدِ . المصدر... |
الساعة الآن 10:05 AM |
Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
mamnoa 2.0 By DAHOM