[تفريغ] شرح الشيخ سعيد بن براهيم قدورة مفتي الجزائر (ت1066هـ/1656م) على السلم المرونق
 

فيما يلي إن شاء الله تفريغ لشرح الشيخ سعيد قدورة الجزائري على نظم السلم المرونق، لأهميته ولما فيه من الفوائد المتنوعة، وحتى يجمع أخيرا في ملف PDF تسهل مطالعته وطبعه لمن أراد الاستفادة منه، وعلى الله التكلان.

لتحميل: تحقيق شرح سعيد قدورة الجزائري على نظم السلم المرونق (ماجستير من تلمسان PDF)+ نسخ مخطوطة له من هنــــا
ترجمة الشيخ سعيد قدورة: من هنــــا

(إلى التفريغ)
قال الشيخ الإمام حجة الإسلام سيف الدين وعمدة المحققين، سيدي سعيد قدورة نفعنا الله به وبعلومه، آمين:
الحمد لله الذي علم الإنسان من حقائق التصورات ما لم يكن يعلم، وأطلعه على دقائق التصديقات الموصلة إلى طريق الرشد، فهدى وألهم، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد الناطق بجوامع الكلم، الآتي بالحجج الظاهرة النتائج في المبدأ والمختتم، وتمم به النبوة وختم، وعلى آله وأصحابه الذين يستضاء بأنوارهم في غياهب الظلم.
وبعد: فإني استخرت الله تعالى في وضع تقييد على الأرجوزة الموسومة ب"السلم المرونق في علم المنطق" بحيث يكون مضافا لشرح المصنف كالتذييل لما أغفله الناظم في شرحه مظهرا لمقاصده، ومستخرجا بعون الله فوائده، والله المسئول في بلوغ المأمول.
قال الشيخ ـ رحمه الله ـ:

الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي قَدْ أَخْرَجــا ننن نَتائِـجَ الفِكْرِ لأَرْبابِ الحِجَـا

الحمد وما يتعلق به معلوم فلا نطيل به.
وأخرج: بمعنى أبرز وأظهر.
والنتائج: جمع نتيجة وهي ما يحصل عقب النظر من العلم بالمنظور فيه.
وإسناد الإخراج إلى الله تعالى هو مذهب أهل الحق في أن النتيجة التي تظهر عقيب الاستدلال هي بفعل الله سبحانه خلافا للمعتزلة الذين يقولون بالتولد، وسينبه الناظم على ذلك في آخر الأرجوزة حيث قال: وفي دلالة المقدمات & على النتيجة خلاف آت.
والفكر: هو حركة النفس في المعقولات، فإن تحركت في المحسوسات فهو تخييل.
قال إمام الحرمين في الشامل: "الفكر قد يكون لطلب علم أو ظن فيسمى نظرا، وقد لا يكون فلا يسمى به كأكثر حديث النفس".
والحِجا: بكسر الحاء مقصورا بمعنى العقل، والألف واللام فيه للكمال أي لأصحاب العقول الكاملة.
وتقرير البيت: الحمد لله الذي أظهر لأهل العقول نتائج أفكارهم المتحركة لطلب علم أو ظن.
وفي البيت براعة الاستهلال، وتسمى براعة المطلع، وهو أن يأتي المتكلم في الابتداء بما يناسب المقصود متضمنا معنى ما سيق الكلام له، كقوله تعالى فففسورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرونققق.
تضمن هذا المطلع معنى ما سيقت السورة لأجله من الأحكام، وإليه أشار الضرير المراكشي بقوله:
ومنه قول أبي محمد الخازن مطلعَ قصيدته في التهنئة للصاحب يهنئه بولد ابنته:
ومنه في المرثية مطلع قصيدة لأبي الفرَج البارزي يرثي فخر الدولة:
...(يتبع)...