شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   الموسوعة الضخمة ------- علوم القران و التفسير (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=332)
-   -   سبيل الاستغناء بالقرآن في تحصيل العلم والإيمان (متجدد) (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=251113)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 03-08-2016 11:20 PM

سبيل الاستغناء بالقرآن في تحصيل العلم والإيمان (متجدد)
 
الحمد لله وبعد.
قال ربنا تبارك اسمه (إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) من أراد العزة فالقرآن، ومن أراد الحفظ من كل باطل في العلم والسبيل.. فالقرآن، ومن أراد تحقيق الحمد فالقرآن..
وقال ربنا تبارك اسمه (وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون) أي أحدثوا كتبا عكفوا عليها، وتركوا كتاب الله، فتفرقوا في الدين.. لذلك رفعت العزة عن كثير من المسلمين.
ألست ترى القرآن لا يكاد يُقرأ إلا للتبرك؟ ألسنا قد استبدلناه بالمثناة؟ ووقفنا مع "المصالح المرسلة" كأنها غايات؟..
فهذه نبذ أهديها لك أخا الإيمان، دعوة إلى رد العلم كله إلى القرآن، لمن فتح الله بصيرته بالسنن التي هي بيان، قال مسروق بن عبد الرحمن: ما نسأل أصحاب محمد عن شيء إلا علمه في القرآن إلا أن علمنا يقصر عنه اهـ صحيح، رواه أبو خيثمة وأبو عبيد. فهذا باب الاستغناء بالقرآن، أن تأخذ مفاتحه من رسول الله وأصحابه، لا كقول الضُّلاّل الذين خلعوا من السنن أيديهم.. ولكن متى تعلمت سنة فالتمسها في كتاب الله، سنة ماضية.
روى مخارق بن سليم أن عبد الله بن مسعود كان يقول: إذا حدثتكم بحديث أتيتكم بتصديق ذلك من كتاب الله ، إن العبد المسلم إذا قال: الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وتبارك الله قبض عليهن ملك، فجعلهن تحت جناحه، ثم صعد بهن، فلا يمر على جمع من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن حتى يجيء بهن وجه الرحمن تعالى ، ثم قرأ عبد الله (إليه يصعد الكلم الطيب، والعمل الصالح يرفعه). صحيح، رواه الطبراني.
وعنه قال عبد الله: إذا حدثتكم بحديث أنبأتكم بتصديق ذلك، إن العبد المسلم إذا مات أجلس في قبره، فيقال له: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ فيثبته الله فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم، فيوسع له في قبره، ويفرج له فيه، ثم قرأ عبد الله: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين). رواه الطبراني والحاكم وصححه والذهبي.
وكان ابن مسعود يقول: إذا أردتم العلم فأثيروا القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين. رواه الطبراني والفريابي وغيرهما.
وعنه قال : لما أسرى ليلة أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم لقي إبراهيم و موسى و عيسى فتذاكروا الساعة فبدأوا بإبراهيم فسألوه عنها فلم يكن عنده منها علم ثم موسى فلم يكن عنده منها علم فتراجعوا الحديث إلى عيسى فقال عيسى: عهد الله إلي فيما دون وجبتها فلا نعلمها قال: فذكر من خروج الدجال فأهبط فأقتله ويرجع الناس إلى بلادهم فيستقبلهم يأجوج ومأجوج و هم من كل حدب ينسلون فلا يمرون بماء إلا شربوه و لا يمرون بشيء إلا أفسدوه فيجأرون إلى الله فيدعون الله فيميتهم فتجأر الأرض إلى الله مِن ريحهم و يجأرون إلي فأدعو الله فيرسل السماء بالماء فيحمل أجسامهم فيقذفها في البحر ثم ينسف الجبال و تمد الأرض مد الأديم فعهد الله إلي إذا كان ذلك فإن الساعة من الناس كالحامل المتم لا يدري أهلها متى تفجأهم بولادتها ليلا أو نهارا. قال عبد الله بن مسعود : فوجدت تصديق ذلك في كتاب الله عز و جل (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج و هم من كل حدب ينسلون واقترب الوعد الحق). رواه الحاكم وصححه والذهبي.
وروى البخاري ومسلم عن أبي وائل عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من اقتطع مال امرئ مسلم بيمين كاذبة لقي الله وهو عليه غضبان . قال عبد الله ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم مصداقه من كتاب الله جل ذكره (إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله) الآية .
وعن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بقيع الغرقد في جنازة فقال : ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار . فقالوا: يا رسول الله أفلا نتكل؟ فقال: اعملوا فكل ميسر. ثم قرأ (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى) إلى قوله (للعسرى). رواه البخاري ومسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة، واقرءوا إن شئتم (وظل ممدود). رواه البخاري. ونظائر هذا في الصحاح كثير. تدل على أنها سنة عن رسول الله جارية.
وعن أبي رزين قال خاصم نافعُ بن الأزرق ابنَ عباس فقال: هل تجد الصلوات الخمسَ في القرآن؟ فقال: نعم. ثم قرأ عليه (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون) المغرب والفجر (وعشيا) العصر (وحين تظهرون) الظهر قال (ومن بعد صلاة العشاء). رواه عبد الرزاق والطبراني وصححه الحاكم والذهبي. ومثل هذا عن ابن عباس يكثر .
وكذلك كان التابعون بعدهم. فعن أيوب عن سعيد بن جبير قال: ما بلغني حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجهه إلا وجدت مصداقه في كتاب الله عز وجل حتى بلغني أنه قال: لا يسمع بي أحد من هذه الأمة لا يهودي ولا نصراني ثم لم يؤمن بما أرسلت به إلا دخل النار. قال سعيد: فقلت: أين هذا في كتاب الله ؟ حتى أتيت على هذه الآية: (ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده) قال: من أهل الملل كلها. صحيح، رواه ابن أبي حاتم. ورواه الحاكم عن ابن عباس، وصححه والذهبي، والصواب عن سعيد قوله.
وعن محمد بن كعب القرظي عن عبد الله بن دراة عن حمران مولى عثمان قال : مررت على عثمان بفخارة من ماء فدعا فتوضأ فأحسن الوضوء ثم قال : لو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه و سلم غير مرة أو مرتين أو ثلاث مرات ما خبرتكموه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما توضأ عبد فأسبغ الوضوء ثم قام إلى الصلاة فصلاها إلا غفر له ما بينه و بين الصلاة الأخرى. قال محمد بن كعب: و كنت إذا سمعت حديثا من رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم التمسته في القرآن ، فالتمست هذا في القرآن فوجدته (إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك) فقلت : إن الله لم يتم نعمته على نبيه حتى غفر له ذنوبه ثم قرأت في سورة المائدة (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم) إلى قوله (وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون) فعلمت أن الله لم يتم عليكم النعمة حتى غفر لكم اهـ رواه البيهقي في الشعب وسنده صحيح إلى القرظي رحمه الله. وفي الباب آثار غيرها كثير ..
فانظر رحمك الله كيف كانت سنة الأولين في العلم والتعليم ، السننُ في صدورهم ، وروايتها بالمعنى تسعهم، والكتاب الذي يُدَرّس هو كتاب الله تعالى. قال عبد الرحمن بن أبي ليلى كان عبد الله بن مسعود إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف فقرءوا وفسر لهم اهـ صحيح، رواه أبو عبيد. وقال إسماعيل بن عياش عن عمرو بن قيس السكوني قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: إن من أشراط الساعة أن يبسط القول ويخزن الفعل ، وإن من أشراط الساعة أن ترفع الأشرار وتوضع الأخيار ، وإن من أشراط الساعة أن تقرأ المثناة على رؤوس الملأ لا تغير . قيل : وما المثناة ؟ فقال : ما استُكتب من غير كتاب الله . قيل : يا أبا عبد الرحمن ، وكيف بما جاء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال : ما أخذتموه عمن تأمنونه على نفسه ودينه فاعقلوه ، وعليكم بالقرآن فتعلموه وعلموه أبناءكم فإنكم عنه تسألون ، وبه تجزون ، وكفى به واعظا لمن كان يعقل اهـ رواه أبو عبيد وغيره.
ولم يترك رسول الله إلا ما بين الدفتين قاله ابن عباس وعلي وابن أبي أوفى وغيرهم. وقال عمر بن الخطاب: حسبنا كتاب الله. رواه البخاري ومسلم. وقال عبيد بن عمير وطاووس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قبل موته: لا يمسك الناس علي بشيء، لا أحل إلا ما أحل الله في كتابه، ولا أحرم إلا ما حرم الله في كتابه. وهذا مرسل جيد أخرجه عبد الرزاق وابن سعد، كتبته في الأطعمة. معناه أن كل سنة هي بيان لآية من كتاب الله تعالى شأنه. وقال هشام بن عامر لعائشة: يا أم المؤمنين أنبئيني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: ألست تقرأ القرآن؟ قلت: بلى. قالت: فإن خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن. رواه مسلم. وقال رسول الله: أعجب الناس إيمانا قوم يجيئون من بعدكم فيجدون كتابا من الوحي فيؤمنون به ويتبعونه. حسن، رواه البزار والطبراني وغيرهما.
فلا يبلغ الرجل أن يكون عالما فقيها متبعا، حتى يبصر السنة في القرآن، فيميز الأصل من البيان، فيعكف على كتاب الله، وهو كتاب جاهز لدرس التوحيد والفقه والأصول .. يشرحه بالسنن الماضية، كذلك سنة مَن سَلف رضي الله عنهم . كفاهم كتاب الله كما أنزله الله.
يتبع..


المصدر...


الساعة الآن 01:24 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM